البيع والشـــراء
1 ـ ( باع ) و(اشتري) كلمتان إحداهما عكس الأخرى .. ومع ذلك فإن بعض التغيير في إحدى الكلمتين يجعلها تدل علي معني الأخرى المناقض لمعناها :
فكلمة ( باع ) إذا أصبحت ( ابتاع ) دلت علي عكس البيع وهو الشراء تقول ( ابتاع شيئا) أي اشتري ذلك الشيء.
وكلمة ( اشتري ) إذا تحولت إلي كلمة ( شري ) أصبح معناها ( باع)، أي عكس كلمة ( اشتري ) ، هذا فى اللغة العربية وفى المصطلحات القرآنية أيضا.
يقول تعالي في قصة يوسف "وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ .." أي أنهم باعوه بثمن بخس ، ويقول عن ذلك الذي اشتري " وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ ) .. يوسف /20 ـ21).
2 ـ والقرآن الكريم يستعمل كلمة ( اشتري ) بمعناها المعروف وهو الشراء " إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ : التوبة /111".
ويستعمل كلمة ( شري) بمعني باع فيقول "فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ ) (النساء: 4/74 ) أي الذين يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة ، ويقول "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) ( البقرة 207 )
إذن باع عكسها ابتاع ، واشتري عكسها شري .
3 ـ والقرآن الكريم يستعمل كلمة " البيع " لتدل علي البيع والشراء معا، أو لتدل علي التجارة ، فيقو ل تعالي " رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) ( النور : /37") فكلمة البيع هنا جاءت مرادفة لكلمة تجارة وتشمل الشراء مع البيع .
ويقول تعالي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) ( الجمعة /9 ) : أي وذروا البيع والشراء ... والخطاب للتجار وللزبائن معا ..