تابع " لكل نبى عدو "
الجزء الخامس
" هل كان للنبى متسع ليكون كما وصفه البخارى ؟ "
هل كان للنبى متسع ليكون كما وصفه البخارى؟
لقد جعل البخارى من قوة النبى الجنسية قضية تستحق المناقشة...
لقد تزوج النبى وهو شاب من خديجة التى تكبره وظل مخلصا لها طيلة فترة شبابه، ثم تعددت زيجاته وهو بعد الخمسين لغير سبب الشهوة، وماذا يبقى الإنسان بعد الخمسين خصوصا إذا كلن يحمل هم&aelوما كالتى يحملها النبى فى ذلك العمر.
ولنتذكر كيف كان يواجه أعداؤهفى مكة ثم المدينة من مشركين ومنافقين ويهود. وكيف تنوعت هذه المواجهة بين مؤامرات وغزوات، ثم كيف كان مسؤلا فى هذا السن عن إقامة دولة وتأسيس أمة وإعداد كوادر جديدة وقادة قدَّر لهم فيما بعد أن يفتحوا العلم وأن يهزموا أقوى قوتين فيه ثم ينشروا الإسلام وأفكاره وحضارته الأخلاقية وسط شعوب عرفت قبله الحضارات. وقع على كاهل محمد وهو فى هذا السن أن ينشأ أمة فاتحة متمدينة من عرب الجزيرة العربية فى نفس الوقت الذى يدير فيه دولته ويواجه أعدائه الذين أرهقوه بالتئامر من خارج دولته ومن داخل المدينة. يواجههم قائدا فى المعارك وسياسيا فى المفاوضات، فكان قائدا وحاكما ومعلما ونبيا مرسلا لهداية العالم.
وكان ذلك العبء نفسيا قبل أن يكون جسديا، وتعكس الآيات القرءآنية حزن النبى مما يلقاه من الناس " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ " الأنعام 33
" ... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " فاطر 8
" وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ " النحل 127
" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ " الحجر 97
فماذا يبقى لإنسان بعد الخمسين وسط كل هذه المسئوليات التى كانت تتعاظم كلما تقدم به العمر، وكلما إمتدت دولته حتى شارفت حدود الروم وأصبحت على حافة الدخول فى السياسة العالمية وقتها. وفى هذا الوقت كان على أمهات المؤمنين أن ينسين ما تطمع إليه كل إمرأة من متاع الدنيا الحلال، لذا فإنهن حين طلبن حقهن فى أن يعيش كما يعيش سواهن فى المدينة أمر المدينة أمر اللــه النبى أن يخيرهم بين تحمل البقاء معه أو أن يطلقهن.
يقول اللــه سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " 29،28
لقد كان حنك الفرس " قوم البخارى " عظيما وهم يرون المدرسة التى أنشأها محمد تدمر ملك آبائهم، وكان من مدرسة محمد مجموعة لم يتيسر إجتماعها فى مكان واحد أو فى زمان واحد. تلك المدرسة ضَمَّتْ عمر وسعدا وعليا وخالد وعمرا ومعاوية والمقداد ....الخ.
تلك المدرسة وصفها القرءآن بقوله " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا....." الفتح 29 إلى كانوا ركعا سجدا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ولكن إنتقم البخارى لقومه حين جعل محمدا يقضى الليل يطوف بنسائه وجعل أصحابه خلفه يتحدثون عن فحولته الجنسية فأضاع ما ذكره القرءآن عنهم.
لقد كان البخارى رائدا لشيوخ السنة المدونة فى كتب التراث وقد تابعوه فى إفترائه على النبى وبيته. فنسبوا إليه قوله " حُبِّبَ إلىَّ من دُنياكم النساء والطيب " وقوله " إنى أصبر عن الطعام والشراب ولا أصبر عن النساء " بل وصلوا إلى القول بأنه " كان يمص لســان عائشة ".
القرءآن يحرص على حُرْمة بيت النبى التى هتكها البخارى
ومهما بلغت وقاحة الإنسان فإنه يرفض أن يقتحم الناس أسرار بيته أو علاقة والده الجنسية بوالدته. وأوائك المتعصبون للبخارى هل يرضى أحدهم أن يُقال عن أبيه أنه كان يمص لسان فلانة؟
إن العادة لدينا نحن الشرقيين أن نستنكف من كشف أسماء النساء من العائلة سواء كانت من الأمهات أم الأخوات والبنات. ولكن فى نفس الوقت لا نرى تحرجا من رواية أحاديث تطعن فى بيت النبى وفى شخص النبى وفى زوجاته وتجردهم من ملابسهم أما عقولنا لتتخيل كيف تشاء.
وأنظروا كيف فعلنا ببيت نبينا عليه السلام، وبعضهم يدافع عن إفتراء البخارى لأن تقديس البخارى لديه أهم من قول كلمة حق لإنصاف نبى الإسلام.
إذا اردنا أن نعرف مدى الجرم الذى نرتكبه فى حق نبينا علينا أن نقرأ فى القرءآن كيف كان حِرص اللــه عظيما على حماية سُمعة هذا البيت.
كان بعض الناس يستسهل الدخول على بيت النبى بدون إذن فنزل قوله تعالى فى سورة الأحزاب:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53
ولكن الذين فى قلوبهم مرض لم يرضوا فقط بدخول بيت النبى بدون إذن بل إقتحموا بأقلامهم عليه حجرة نومه. تقول الآيات فى نفس الموضوع:
" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا " الأحزاب 56,57
والمؤسف أن الذين يريدون أن يحكمونا بإسم الإسلام يناصرون البخارى ضد رسول الإسلام والمضحك أنهم يقدسون البخارى وهم لم يقرأوه ولم يعرفوه، ولا علم لهم بــه.
وصدق اللــه العظيم حين قال فى سورة الحج:
" وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ " 71
**إلى هنا ينتهى الفصل الثانى من هذا الكتاب " لكل نبى عدو " وسأتوقف عن تكملة هذا الكتاب لفترة ثم أعود لإستكمال الفصل الثالث والرابع إنشــاء اللــه تعالى.