قالت ماجي باركر في مقال لها في صحيفة «واشنطن بوست»: إن بعض المتزوجين حديثًا يمرون بحالة اكتئاب شائعة، مع أنهم تزوجوا عن حب. وتنقل باركر عن السيدة أنا شيفيل قولها: «شعرت بحزن شديد بمجرد انتهاء حفل الزفاف».
وللتحري عن الأمر، أجرت كل من لورا ستافورد، الأستاذة ومديرة كلية الإعلام والاتصالات بجامعة بولينج جرين، وأليسون سكوت جوردون، الأستاذة المشاركة في قسم الاتصالات بجامعة كنتاكي، دراستين حول الاكتئاب لدى النساء المتزوجات حديثًا. شملت الدراسة الأولى 28 امرأة وجرت في عام 2016، حيث أشارت ما يقرب من نصف المشاركات أنهن شعرن بالإحباط أو الاكتئاب بعد حفل الزفاف، وذكرت بعضهن مستويات مرضية من الاكتئاب. وفي دراسة ثانية في عام 2018 شملت 152 امرأة، أفادت 12 في المئة بأنهن شعرن بالاكتئاب بعد الزواج.
وتؤكد باركر أن حفل الزفاف لا علاقة له بالأمر. ففي الدراسة الأولى، لم تربط أي من العرائس مشاعر الاكتئاب أو خيبة أمل بحفل الزفاف نفسه؛ إذ ذكرت الدراسة أنه «بالنسبة للعرائس المكتئبات، يبدو أن الزفاف قد حقق توقعاتهن».
ومع ذلك وجدت جوسلين تشارناس وهي عالمة نفس في نيويورك، الملقبة بـ«طبيبة الزفاف»، أن كل شخص تقريبًا يعاني من نوع من خيبة الأمل بعد اليوم الكبير. «مثل أي حدث فاصل نتطلع إليه، فإن درجة معينة من المشاعر الصعبة، سواء كانت الفراغ أو الوحدة أو الحزن، من المألوف وقوعها»، كما تقول.
وتضيف تشارناس: «يمكن لحفل زفاف أن يضع ضغوطًا هائلةً على الزوجين، وكلما زاد الضغط والتوقعات، كانت خيبة الأمل أكبر». فيما يلي بعض النصائح، من حديثي العهد بالزواج وعلماء النفس، للمساعدة في تهدئة اكتئاب ما بعد الزواج.
الاعتراف بأن اكتئاب ما بعد الزواج أمر لا مفر منه. تشدد تشارناس على أنه ينبغي على الأزواج توقع الشعور بخيبة أمل بعد انتهاء الزفاف. تنقل باركر عن شيرا أندريس قولها إنها بعد خطبتها، «كان الجميع يسألونني حول زواجي القادم. ولكن عندما تزوجت، لم يعد أحد يسأل عني. إن امتلاك شيء ضخم جدًا للتطلع إليه هو محفز حقيقي».
إن الشعور بالقلق قبل الزفاف لا يساعد. تقول تشارناس: «في كثير من الأحيان نستخدم الزفاف كذريعة للتهرب من أشياء أخرى قد تكون مثيرة للقلق، مثل العودة إلى المدرسة أو الحصول على وظيفة جديدة، وعندما ينتهي حفل الزفاف فإننا نواجه هذه الأشياء، وهذا قد يسهم في الشعور بخيبة الأمل أو الاكتئاب». وقد تكون إحدى الضغوط هي المسؤولية المالية. «بالنسبة للزوجين اللذين يدفعان ثمن حفل الزفاف بنفسيهما، فإن المرح قد انتهى الآن، وبقيت الفاتورة فقط».
أسعد لحظات الحياة قد تتحول إلى كابوس
أثناء التخطيط للزفاف، يجب على العروسين اختيار يوم في الأسبوع لعدم مناقشة الأمر. وبهذه الطريقة، تنقل باركر عن تشارناس، يمكنهم أن يتذكروا ما يشعرون به، أن يكونوا زوجين بدون التفكير في حدث كبير مرتقب. يمكنهم مناقشة توقعاتهم بشأن الحياة الزوجية، بما يساعد على تعميق علاقتهم. تقول تشارناس: «من الأفضل التركيز على بداية الزواج، بدلًا عن نهاية حفل الزفاف».
لا يتعلق الأمر فقط بالمتزوجين حديثًا. تنقل باركر عن براين لامبرت قوله: «لقد كنت مكتئبًا للغاية، وبصراحة لم أكن أعرف ماذا أفعل». حتى شهر العسل الذي أمضاه هو وزوجته نيكول لم يتمكن من رفع معنوياته. «لم يكن لدينا مواعيد مع الباعة، لا شقة لفرشها، أو شيء لمحاولة تصميمه. وجدت نفسي أذهب إلى العمل في عطل نهاية الأسبوع أكثر لمحاولة البقاء مشغولًا». لقد تزوجا في أواخر 2017، وما زال يعاني من الأمر كما يقول.
بدأ أحباؤه بالقلق بشأن تغير عاداته في الإنفاق بسبب الكآبة. يقول لامبرت: «أرادوا سحب بطاقة الائتمان الخاصة بي. فقد كنت أشتري أشياء بدون سبب على الإطلاق، بما في ذلك الحيوانات. أصبحت شقتنا الآن حديقة حيوانات. الآن لدي 12 حوض أسماك مختلف».
التخطيط لشهر العسل بتأنٍ. تقترح تشارناس عدم التعجل في القيام برحلة، حيث إنه يعطي للعروسين شيئًا آخر يتطلعون إليه ويخططون له. كان هذا المنقذ لأندريس. ومع ذلك، قالت جين جرير، طبيبة الزواج والعلاقات الجنسية، لباركر: إن قضاء شهر العسل فورًا يمكن أن «يحمي الأزواج من السقوط في العالم الجديد بسرعة». وهذا ما نجح مع نيكول لامبرت.
إذا كنت ما تزال تشعر بالاكتئاب بعد ستة أشهر من الزواج، فاطلب المساعدة. تقول جرير – التي كتبت أيضًا كتاب «ماذا عني؟ امنع الأنانية من تدمير علاقاتك» – إن «الاكتئاب بعد الزواج عادة ما يكون ظرفيًا؛ إذ يحدث شيء يؤدي إلى الاكتئاب، مثل الموت أو الطلاق. خلال الشهور الستة الأولى، فإن المتوقع هو أنك تتعامل مع اكتئابك وتمضي في حياتك، ولكن بعد ستة أشهر يجب على الأشخاص الذين ما زالوا يشعرون بالاكتئاب أن يطلبوا المساعدة ومعالجة ما يشعرون أنهم فقدوه بعد الزفاف».
نصيحة الأطباء إذا طالت مدة الاكتئاب
حينئذ لا يكون للزفاف علاقة بالأمر. تقول شارناس: «عندما يطول أمد المشكلة، حينئذ تكون مرتبطة ببعض القضايا الأساسية التي ربما سبق حدوثها، مثل قضية الصحة العقلية أو مشكلة أساسية خطيرة في العلاقة يجب النظر إليها».
وتشير باركر إلى أن اكتئاب ما بعد الزفاف الذي يلازم أنا شيفيل جعل السنة الأولى في الزواج صعبة. فعلى عكس زوجها الذي استمتع بشهر العسل، كانت هي معنوياتها منخفضة، مما أثار حيرة الزوج، ودفعهما إلى التساؤل: «إذا كان هذا هو الحال في شهر العسل – الخالي من التحديات – فما هو مآل هذه الزيجة؟».
أدركت أنا أنها قد تنزلق في الاكتئاب، لذا ناقشت الأمر مع معالجتها. تقول: «لقد تحدثت معها بالتأكيد عن ذلك في جلساتنا». وقد ساعدها ذلك؛ لأن معالجتها عملت معها على تجاوز التحديات العاطفية التي كانت تواجهها بعد الزفاف.
ابحث عن هدف جديد في الحياة. بعد الزفاف، يتعين على الأزواج وضع أهداف جديدة للتخطيط لها، مثل نقل أو تزيين غرفة في منزلهم. «يجب البحث عن شيء ما يحفظ شعور الإثارة الذي يأتي مع لحظات التجهيز للزفاف»، تقترح جرير.
تقول باركر في الختام: إن أنا شيفيل تمكنت من التخلص من اكتئاب ما بعد الزفاف بمواصلة دراستها الجامعية. «بما أنني كنت أعمل بدوام كامل وأضطررت إلى الموازنة بين العمل والدراسة، لم يكن لدي وقت للقلق بشأن الاكتئاب. كنت مشغولة تمامًا بعملي ودراستي».