القرآنيون والبهائيون
بقلم: محمد شمس الدين حمودة المسلمون أحرار فيما يخص حياتهم الدنيا، فلهم بل من حقهم أن يكيفوا معيشتهم كما يشاءون ويطلبون العلم والمعرفة بلا حدود، ويختارون الأعمال والمهن التي تناسب قدراتهم ويمارسون الأنشطة المختلفة مادامت لا تخالف تعاليم الإسلام السامية، ولهم أن يتمتعوا بكافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كان للإسلام فضل السبق في إقرارها قبل المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمئات السنين، ولهم كامل الحرية في أن يبدوا آراءهم وأفكارهم في الأمور التي تهم بلدهم وأن ينتقدوا كل انحراف ويقاوموا أي خلل يعوق مسيرة التقدم ويعبروا عن ذلك بكل الوسائل الممكنة، والتقاعس في هذا لا يرضي الله ورسوله. أما إذا اقترب المسلمون من دينهم يحاولون الخوض فيه بلا تفقه ولا دراية ولا علم بجوهره وأصوله ومصادره وأحكامه من عقيدة وشريعة، عندئذ تتقلص حريتهم حتي لا يفتوا بما لا يعلمون، فيرتكبون إثماً مبيناً يخرجهم من حظيرة الإيمان بالإسلام هم وكل من عمل بآرائهم ومعتقداتهم، فضلاً عما يحدثونه من بلبلة في الأمة الإسلامية في وقت نحن أحوج ما نكون للم الشمل وتوحيد الصفوف لمواجهة الحملات الشرسة ضد الإسلام والمسلمين. وهذا للأسف ما وقع فيه القرآنيون والبهائيون الذين خرجوا علينا كنبات شيطاني في أرض زراعية فيسارع المزارعون إلي اقتلاعه حتي لا يضر بمحاصيلهم، فالأولون يقرون بالقرآن وينكرون سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي جاءت شارحة ومفسرة للقرآن الكريم ومخصصة لعام أو معممة لخاص، وهي التي علمتنا كم وكيف نصلي وحددت لنا مقدار الزكاة وأوجه الإنفاق منها، وهدتنا إلي صحيح الصوم وكيف نؤدي مناسك حجنا، وهو الذي جعله الله أسوة حسنة لنا في أخلاقه وآدابه وقيمه الرفيعة وقال عنه رب العزة »وما ينطق عن الهوي، إن هو إلا وحي يوحي، علمه شديد القوي« (النجم 3 ــ 5)، بل ألزمنا الله بالأخذ بسنته »وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا« (الحشر 7) ونص القرآن علي أن طاعة الرسول من طاعة الله وبين ثواب ذلك ومغبة الخروج عن طاعتهما »ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً« (النساء 69) و»من يطع الرسول فقد أطاع الله« (النساء 80) و»أطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم« (الأنفال 46) »وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقط ضل ضلالاً مبيناً« (الأحزاب 36) ونذكر القرآنيين بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم »لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ـ كتاب الله وسنتي »هذا ويجمع فقهاء الأمة القدامي والمحدثين علي أن السنة هي المصدر الرئيسي للتشريع بعد القرآن الكريم، ومن ثم فإنكارهم لها إنكار لركن ركين من ثوابت العقيدة الإسلامية يخرجهم عن صحيح الإيمان، هذا بلاغ لهم فلينذروا به لعل الله العلي القدير يهديهم ويصلح بالهم ويغفر لهم. أما البهائيون فقد ضلوا ضلالاً بعيداً، حيث تنكروا لنصوص صريحة في القرآن تجعلهم مرتدين عن الإسلام، ذلك أنهم اعتقدوا بنبي لهم بعد محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال عنه رب العزة »ما كان محمد أباً أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين« (الأحزاب 40) وخفضوا الصلاة المفروضة إلي ثلاث رغم أن الله فرضها علي المسلمين خمس صلوات ليلة الإسراء والمعراج، حيث قال لنبيه »يا محمد لا يبدل القول لدي هي خمسة عليك وعلي أمتك ثواب كل صلاة بعشر فتلك خمسون صلاة في أم الكتاب«. وانحرفوا بقبلتهم إلي مكان ما في الأرض المحتلة مما يجعلهم محل شبهات كثيرة ونوايا شريرة منبعثة من أفاع صهيونية تسعي إلي تحريف دين الله الذين جمع الأديان السماوية في دين واحد بهدف زعزعة الإيمان في نفوس المسلمين. وحسناً فعل القضاء ووزارة الداخلية عندما لم يعترفا لهم بأي دين سماوي، وأدعو منظمات حقوق الإنسان وجمعيات الدفاع عن حرية الرأي، والاعتقاد في مصر والدول الإسلامية ألا ينبروا للدفاع عنهم حتي لا يقعوا في محظور يغضب الله، ذلك أن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات أمر محمود في المسائل الدنيوية التي يقرها ويباركها الإسلام، أما اللغو في الدين والانحراف به والعبث بثوابته فهو من الخطورة بمكان، حيث يدعم عن قصد أو بلا قصد المشروع الصهيوني الغربي الذي يرمي إلي ضرب الإسلام والمسلمين في مقتل.. اللهم بلغت اللهم فاشهد. |