كان العميل الأفضل لإسرائيل في كل العصور.. وثائقي يكشف شهادات جديدة لقادة الموساد الذين تعاملوا مع أش

في الأحد ٣٠ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

كان العميل الأفضل لإسرائيل في كل العصور.. وثائقي يكشف شهادات جديدة لقادة الموساد الذين تعاملوا مع أشرف مروان

بثت قناة التلفزة الإسرائيلية الثامنة (خاصة) مؤخراً وثائقياً من أربع حلقات حول جهاز الموساد، وذلك من خلال إجراء مقابلات ونقل شهادات لعدد كبير من رؤساء الموساد بخصوص أشرف مروان صهر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر.

ونقل موقع صالح النعامي ، الباحث في الشأن الإسرائيلي، ما دار في الحلقة الأولى، والتي تناولت الاستراتيجيات التي تتبعها شعبة «تسوميت» المسؤولة عن تجنيد الموساد لأشرف مروان.

  وتضمنت الشهادات، روايات لقائدين من أبرز قادة الموساد الذين تعاملوا بشكل مباشر مع أشرف مروان صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر.

شهادة كل من شموئيل غورين، نائب رئيس الموساد السابق، والذي تولى قيادة شعبة تجنيد العملاء، المعروفة بـ «تسوميت»، والذي كان مسؤول بعثة «الموساد» في لندن عام 1969 عندما بادر أشرف مروان لعرض خدماته على الموساد. وتسفيكا زامير، رئيس الموساد الذي كان يلتقي شخصياً بأشرف مروان.

ورصدت الحلقة الأولى شهادة شموئيل غورين  نائب رئيس الموساد السابق الذي قال «كان أشرف مروان العميل الأفضل في كل العصور. كنت رئيس بعثة الموساد في لندن عندما علمت أنه يحاول الاتصال بنا وقبلت طلبه. وصدمت عندما تعرفت على هويته، فلم أكن أصدق أن صهر رئيس مصر جمال عبد الناصر يعرض خدماته للعمل كعميل لنا، اطلعت على المعلومات الاستخبارية التي جلبها لنا في لقائنا الأول معه وشعرت بالصدمة الإيجابية، فهذه المعلومات كانت بالنسبة لنا زلازل، لم نكن لنصدق أننا سنحصل على أكثر المعلومات سرية التي تحتفظ بها القيادة المصرية، فقد كانت المعلومات حساسة جداً».

وأضاف شموئيل غورين نائب رئيس الموساد السابق: ضمن المعلومات التي جلبها لنا، كانت معلومة مكنتنا من إحباط مخطط لإسقاط طائرتين إسرائيليتين كانتا تقلان مئات الإسرائيليين.

يكشف الفيلم السبب الحقيقي لتواصل أشرف مروان مع الموساد

على الرغم من أن غورين (وغيره) يشيرون إلى أن العامل الرئيس الذي حرك مروان للمبادرة لطلب التعاون كعميل مع الموساد كانت مشاعر الانتقام لأنه شعر بأن صهره عبد الناصر يقوم بتهميشه، إلا أنه في المقابل يشير إلى أن طابع نظام الحكم في مصر يمنح سطوة كبيرة لأقارب المسؤول.

  يقول غورين: «أن تكون صهراً لرئيس مصر هذا يعني أن كل الأبواب ستفتح أمامك لدرجة أنه كان بإمكانه أن يحصل على كل المعلومات التي يرغب فيها. المصريون ليسوا مثلنا، فنحن لدينا منظومة تحدد قائمة الأشخاص الذين يحق لهم الاطلاع على المعلومات الاستخبارية، وهذه المنظومة تعتمد  معايير صارمة، لكن عند المصريين، عندما تكون صهر الرئيس فالكل يقدم لك ما تريد، فالسفير المصري في لندن كان يمكنه فقط أن يلمع حذاء مروان، لأنه صهر الرئيس».

 يذكر أن أشرف مروان تولى في عهد السادات مواقع مهمة وحساسة وقام بأدوار عدة وضمنها الاتصالات مع الدول العربية، وقال نائب رئيس الموساد السابق: «اطلعنا على طابع لقاءاته مع مدراء المخابرات في السعودية وليبيا وإيطاليا، ناهيك عن الاتصالات التي جرت بين الاستخبارات الأميركية المركزية ومصر».

  يشير غورن إلى عامل الانتقام كعامل دفع مروان للعمالة، حيث قال: أشرف مروان كان عندما يلتقي تسفيكا زامير رئيس الموساد، يحرص على القول: «لا أحد في مصر يحبني ويكفي أن شخصاً واحداً يحبني يقصد زامير».

يجيب الفيلم عن ما إذا كان أشرف مروان عميلاً مزدوجاً

يقول غورن حول المزاعم بأن مروان كان عميلاً مزدوجاً: «حاولت دائماً أن أبحث عن سمات ومؤشرات تدل على أن أشرف مروان كان عميلاً مزدوجاً، فلم أجد البتة. فقد كان يأتي للقاء رئيس الموساد وهو يحمل مسدساً، مع العلم أنه كان يحضر اللقاءات مع أشرف مروان في إحدى الشقق في لندن، بالإضافة إلى رئيس الموساد، ضابط الموساد الذي يقوم بتوجيه مروان، وشخص آخر، وهذا يعني أن أشرف مروان لو كان عميلاً مزدوجاً لكان بإمكانه تصفية رئيس الموساد ولكان تسبب في هزة معنوية كبيرة لإسرائيل».

نائب رئيس الموساد السابق قال: أشرف مروان واصل خدمة دولة إسرائيل بعد حرب 73 ولوقت طويل أيضاً، ولم يثر سلوكه أي إشكالية. لقد كان أشرف مروان ذخراً قومياً لدولة إسرائيل، لكننا نحن الإسرائيليين لم نعرف كيف نحافظ عليه، إنني أحمل الإعلام الإسرائيلي المسؤولية عن مصير مروان، الذي لقي حتفه من خلال إلقائه من نافذة شقته في لندن، تحدث الإعلام الإسرائيلي بشكل يومي لدرجة أن الأمر دفع شخصاً ما للتخلص من مروان.

يضيف غورن: في إحدى المرات، مطلع سبعينيات القرن الماضي، وضمن عملي في الموساد (من خلال تقمص شخصية أخرى) حللت ضيفاً على مدير إحدى شركات الوقود الكبيرة في مصر في بيته في القاهرة وأقام لي عشاء فاخراً، وبعد العشاء خرجت من البيت لأكتشف محيط المنزل، فوجدت قصراً أبيض أنيقاً، سألت عن صاحبه، فقالوا لي إنه لأشرف مروان، فدار في خلدي أن الدولارات التي أعطيناها لمروان كانت على جدران هذا البيت (قال العبارة الأخيرة وهو يضحك بشكل لافت)

 وتناول الفيلم الوثائقي، شهادة تسفيكا زامير، رئيس الموساد، الذي تجند أشرف مروان للموساد في عهده، والذي التقاه كثيراً في لندن التي قال فيها: كنت أحرص في لندن على التحقيق مع أشرف مروان في كل معلومة ينقلها لنا بشكل دقيق جداً، وبعد ذلك أنقلها لرئيس الحكومة ووزير الدفاع. وعندما أبلغني مروان بأن مصر ستشن حرباً (يقصد حرب 73) قلت لرئيسة الوزراء ولوزير الدفاع: في حال لم تندلع الحرب ارجموني بالحجارة حتى الموت.لكن للأسف الحكومة لم تتعامل بجدية مع المعلومات التي نقلها مروان، مما جعلنا ندفع ثمناً باهظاً بدماء جنودنا».

وأضاف  تسفيكا زامير، رئيس الموساد، الذي تجند أشرف مروان للموساد في عهده: عندما يحصل رجل الاستخبارات على معلومة من مصدر يثق به حول نية العدو لشن حرب وموعد شنه بالضبط من خلال تحديد التاريخ، فإن عليه أن يحذر بكل قوة صناع القرار من ذلك. وعندما حذرت رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان انتقدني قادة شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» وقالوا إني أود توريط إسرائيل في حرب.

يذكر أن أشرف مروان ، رجل أعمال مصري ولد عام 1944، والده اللواء أبوالوفا مروان، الذي تولّى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.

حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 من جامعة القاهرة، واستطاع والده إلحاقه بالمعامل المركزية للقوات المسلحة، بعدها تقلَّد العديد من المناصب حتى صار مساعداً للرئيس جمال عبدالناصر، وبعد وفاته في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات، ثم تولَّى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع في الفترة من 1974 – 1979.

ومن خلال علاقات والده استطاع الزواج من ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث انتقل من العمل في المعامل المركزية للعمل في رئاسة الجمهورية مساعداً محدود الاختصاصات لسامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر، وبعد وفاة «ناصر» أصبح سكرتيراً خاصاً للسادات لشؤون المعلومات، في 13 من مايو/أيار 1971، قبل يومين فقط من عمليات الاعتقال الجماعية لرموز الحقبة الناصرية، التي سمّاها السادات بـ «ثورة التصحيح»، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الدور الأكبر.

علاقاته القريبة من السادات جعلت العديد من أسرة الراحل عبدالناصر يبتعدون عنه، مع تزايد ثقة السادات فيه، فأصبح عضواً في لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا، وعضواً في المجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973، ثم سكرتيراً للرئيس للاتصالات الخارجية في عام 1974، وفي نفس العام عيّن مقرِّراً للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي، ثم رئيساً للهيئة العربية للتصنيع عام 1975، وسفيراً لمصر في لندن عام 1985

اجمالي القراءات 2478