الأنصار... فاعلون أساسيون في تأسيس الإسلام ومهمشون بعد انتصاره

في الإثنين ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل يمكن تخيّل مجرى التاريخ الإسلامي إنْ لم يقم هؤلاء النفر من أهل يثرب بمبايعة النبي محمد على نصرته؟ لو تتبعنا التاريخ، لجاز القول إن النبي ما كان ليهاجر إلى يثرب لولا بيعتي العقبة، ولظلت دعوة الإسلام حبيسة مكة، بعدما لم يوفَّق في دعوة أهل الطائف.

وربما ما كان للإسلام أن يبقى إذا علمنا أن مجمل مَن استجابوا لدعوة النبي من أهل مكة حتى يوم الهجرة لم يتعدَّ 154 رجلاً وامرأة.

ما سبق هو توضيح للدور البالغ الأهمية للأنصار في نصرة الإسلام. لكن يبدو أن مجريات التاريخ الإسلامي تتنكر لهذا الدور، إذ نجد أن الحكم والمناصب الهامة كانت بيد أهل قريش، خصوصاً مَن تأخروا في إسلامهم، بل مَن حام الشك حول صدق إيمانهم، بينما لا نجد للأنصار أي دور سياسي، أو إنتاج علمي يتناسب مع أهميتهم. فهل تعرّضوا للتهميش؟ وهل هناك أسباب موضوعية وأخرى أيديولوجية وراء ذلك؟

مَن هم الأنصار؟ ولماذا ناصروا النبي؟

الأنصار هي تسمية أُطلقت على سكان يثرب الذين آمنوا بالنبي محمد ونصروه، ودعوه للهجرة إلى مدينتهم.

بدأ الاتصال بينهم في موسم الحج في مكة، حين عرض النبي على عدد منهم الإسلام فقبلوه، قبل أن تنتشر الدعوة منهم إلى إخوانهم، ليأتي 12 شخصاً منهم للقاء النبي، ويبايعونه على النصرة في ما عرف ببيعة العقبة الأولى، ثم لاحقاً حضر بيعة العقبة الثانية 73 شخصاً، لتكتمل الجهود بهجرة النبي إليهم.

يذكر خليل عبد الكريم في كتابه "شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة" الأسباب التي جعلت النبي يختار يثرب كوجهة للهجرة ومنها: وجود أخواله بن النجار من الخزرج، ما يضمن دعم قبلي لشخصه، بجانب انقسام يثرب بين الأوس والخزرج، ما يضمن عدم اتحادهم ضده مثلما كانت قريش متحدة ضد الدعوة، وأخيراً لأن الأنصار أرقى حضارياً من أهل مكة، لاختلاطهم باليهود، وتسرّب فكرة النبوة إليهم من خلال هؤلاء.

ومن المعلوم للجميع الدور الإيجابي للأنصار في دعم الإسلام، والذي وصل إلى حد مشاركة المهاجرين أموالهم وبيوتهم. وذكرت مرويات التنازل عن بعض الزوجات لهم في ما عرف "بالمؤاخاة" بجانب حمايتهم، ثم المشاركة بفعالية في كل معارك وحروب النبي، ثم لاحقاً في حروب الردة، ثم في التوسعات العسكرية.

العلاقة بين المهاجرين والأنصار في حياة النبي

بعيداً عن التصورات الملائكية عن مجتمع الصحابة، يمكن رصد حياة طبيعية لمجموعة بشرية تتفاعل وتتعاون وتتباغض وتشكل مصالح خاصة وتكتنفها مخاوف متبادلة.

لم تكن علاقة مجموعة المهاجرين الآخذة في النمو بزعامة النبي محمد مع أهل يثرب الأنصار تسير بإيجابية دائماً، بل كانت هناك صورة أخرى من الخلافات، وبدأ هذا الوضع مع النبي ذاته الذي لم يكن يأمن جانب الأنصار في بداية نزوله في مدينتهم.

يقول الباحث في الدراسات الدينية هاني عمارة لرصيف22: "باستثناء تولية معاذ بن جبل على اليمن، وزياد بن لبيد على حضرموت، لا نجد ولاة أو عمال أو قادة جيوش من الأنصار في حياة النبي، بل نجد أن أغلب القادة من المهاجرين".

ويدعم خليل عبد الكريم هذا الرأي بقوله إن محمداً كانت لديه شكوك حول الأنصار، وبناء على ذلك لم يشركهم في الغزوات حتى غزوة بدر. وفي أغلب المرات التي خرج فيها من المدينة لم يؤمر عليها أنصارياً، إلا مرة واحدة حين ولى سعد بن عبادة الخزرجي، ولم يكررها.

ويذكر عمارة أن النبي لم يمنح الأنصار شيئاً من غنائم غزوة حنين الكثيرة، بينما منح المهاجرين والمسلمين الجدد من أهل مكة، فحزّ ذلك في نفوسهم، وخاطبوا النبي بشأنه.

ويرى عمارة أن انقياد الأنصار للنبي جعله يأمن جانبهم، فلم يسعَ لتأليف قلوبهم بالمال، كما كان يفعل مع أهل مكة ممّن دخلوا الإسلام حديثاً، بجانب أنه أحب تعويض أهل مكة عن خسارة تجارتهم.

ويشير عبد الكريم في كتابه إلى أن منع الأنصار من الغنائم بدأ منذ غزوة بدر، ثم تكرر مع توزيع أموال بني النضير.

وحدثت مشاحنات بين الأنصار والمهاجرين، فلم يكن كل أهل المدينة مرحبين بالنبي والمهاجرين. وبعيداً عن اليهود المتوجسين من النبي، لم يرحّب بمحمد بعض سادة الأنصار مثل عبد الله بن أبي سلول الذي كاد أن يتوج ملكاً على الأنصار لولا قدوم النبي، ومثل أبو عامر الراهب الأوسي الذي عارض النبي من منطلق ديني، فقد كان حنيفياً ولم يصدق بنبوة محمد، وفق كتاب عبد الكريم.

ووقع عدد من المشاحنات بين الطرفين، مثل مشاحنة أنصاري مع المهاجري الزبير بن العوام حول سقي النخيل، وتعكس هذه الحالة غضب الأنصار من تملك المهاجرين للأراضي الزراعية التي هي مصدر قوتهم.

ويذكر عبد الكريم أمثلة عديدة في كتابه نذكر منها: في غزوة بني المصطلق وقع اقتتال بين أنصاري ومهاجري، ونادى كل طرف على قومه، واستغل ابن أبي سلول الفتنة ليجيش الأنصار لطرد المهاجرين، وعلم عمر بن الخطاب فأشار على النبي بقتله، إلا أن النبي رفض ذلك خشية أن يؤدي إلى إثارة عصبية الأنصار ضد المهاجرين، وأمر بالرحيل لإشغال الناس عما حدث.

وتعود هذه العداوات إلى ما قبل الإسلام، حين لم يكن بين أهل مكة وأهل يثرب ود، وأدرك النبي ذلك. فعند دخول جيش المسلمين مكة، نزع النبي راية الجيش من سعد بن عبادة، سيد الأوس الأنصاري، وأعطاها لعلي بن أبي طالب المهاجري، خوفاً من أن يبطش سعد بأهل مكة، لسابق عداوات الطرفين.

ويؤكد يوليوس فلهاوزن في كتابه "تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية" هذا الخلاف ويقول: "بمرور الأيام أخذ الشعور يزداد بين الأنصار بأن المهاجرين أصبحوا أقوى منهم، فقاموا بمحاولات لكي يظهروا أنهم سادة في بلادهم، وأنهم لا يحبون أن يرضوا بكل ما يفعله ضيوفهم".

إلا أن مجرى الأحداث لم يكن في صالح الأنصار. يضيف فلهاوزن: "أشرف الأنصار على فقدان الكثرة العددية في المدينة بفضل قدوم مهاجرين جدد بشكل ثابت للمدينة، وهجرة قبائل للسكن بجانب المدينة، وصاروا باستمرار ينزلون إلى المرتبة الثانية".

تهميش الأنصار سياسياً بعد وفاة النبي

يؤكد الباحث هاني عمارة أنه في حادثة السقيفة جرى تهمييش الأنصار لصالح المهاجرين، ويعود ذلك إلى ختلاف الأنصار الداخلي الذي أضعف موقفهم، فحرموا السيادة على مدينتهم.

وكان الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لتولية سعد بن عبادة الخزرجي زعيماً للمدينة، عقب وفاة النبي، وعلم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وأبو بكر الصديق بالاجتماع، فبادروا إليهم لمنعهم من تولية سعد، ثم فشل الأنصار أمام المهاجرين بسبب تفكك صفهم الداخلي.

فقد حسد بشير بن سعد ابن عمه سعد بن عبادة، وبادر بمبايعة أبي بكر بالحكم، وبايعت الأوس أبا بكر، لأنها خشيت من سيادة الخزرج، فتفكك صف الأنصار، وفق ما يذكره أحمد الكاتب في كتابه " تطور الفكر السياسي السني نحو خلافة ديمقراطية".

ولكن في حادثة السقيفة، لم يكتف الخصوم بتبادل الآراء والحجج. يروي الإخباريون أن شوارع المدينة كانت تغض بأفراد قبيلم أسلم، وبالتالي كان هناك ضغط عسكري من جانب عناصر خزاعة، تلك القبيلة القريبة من مكة، حسبما يقول هشام جعيط في كتابه "الفتنة".

ويفسر جعيط مبادرة الأنصار للاجتماع على عجل لتولية سعد بن عبادة الزعامة بعد وفاة النبي، بأنها ليست محاولة لإنقاذ الأمة أو الدولة، بل يتعلق الأمر بمبادرة قبلية وبخصوصية تهم بلدهم وحسب، فقد كانوا أغلبية في مدينتهم، ورغبوا في التصرف كأسياد، واسترداد السلطة التي تنازلوا عنها للنبي في حياته.

كذلك، كانوا يرغبون في تحاشي هيمنة قريش الظاهرة منذ فتح مكة، والتي ارتضوها على مضض، وفق جعيط.

ولم يبايع سعد بن عبادة أبا بكر ولا خلفه عمر، وغادر المدينة إلى الشام، ثم قُتل فيها في عهد عمر، ما يطرح شكوكاً كبيرة حول ضلوع عمر في اغتياله، خوفاً من أن يقود تمرداً في الشام حيث كانت توجد مجموعات مقاتلة من الأنصار، يقول هاني عمارة.

وأحد مظاهر التهميش في عهد أبي بكر هو نكثه لعهده لهم بأن يكون منهم الوزراء، وألا يقطع أمراً بدون مشورتهم، وهو ما لم يلتزم به، بل إنه حين عيّن عمر خليفة له لم يستشرهم.

ثم كان أن عيّن عمر مجلساً من ستة أعضاء لاختيار خليفة بعده لم يكن من بينهم أنصارياً واحداً، كما يذكر أحمد الكاتب.

ويبيّن عمارة أن حادث السقيفة قضى على قوة الأنصار، وفتت وحدتهم، كما أن عمر لم يستعن بهم في دولته، ففضل القبائل اليمنية الجنوبية التي تمتلك خبرة عسكرية.

وقرّب عثمان البعض من خاصة الأنصار، دون أن يمنح لهم مع ذلك مناصب رسمية، يقول جعيط. ومع قرب نهاية حكمه، لم يعد للأنصار ذكر كبير في إسلام التوسع العسكري، والثروة. ويقول جعيط "إن ربع قرن من الحكم القرشي، ومثله من الجهاد، محا من الذاكرة ومن الحياة الأنصار الذين كانوا قد شاركوا في بدر وأحد وفي الأعمال الكبرى الأخرى للمأثرة النبوية".

عودة الأنصار مع علي بن أبي طالب

كان للأنصار رد فعلي على التسلط القرشي بحقهم، تمثل في حادث مقتل الخليفة عثمان. فقد وقف أهل المدينة إلا القليل مع الثوار ضد عثمان وأيّدوهم، ولم يتدخلوا لمنعهم، ولو أنهم أرادوا ذلك لما شق عليهم أن يقضوا على مئات قليلة من الأغراب، يذكر عبد الكريم في كتابه.

 

ويلفت الكاتب إلى أن شعار الشورى أخذ يرتفع بعد مقتل عثمان، ويتسع ليشمل جميع المهاجرين والأنصار والجماهير العربية المسلمة، ولم يعد أمر انتخاب إمام جديد للمسلمين يقتصر على نخبة معينة من المهاجرين القرشيين.

وسارع أهل المدينة والثوار إلى انتخاب علي خليفة للمسلمين، ويقول جعيط إن المدينة شهدت ظهور شرعية جديدة هي شرعية علي، القائمة على إجماع المدنيين، أي عملياً جمهور الأنصار.

ويضيف أنه من الراجح أن علياً حظي بدعم الأنصار الذين عيّن بعضهم في معظم مراكز الولاة الأساسية، في البصرة والمدينة ومصر، وكان ذلك بدعة بالنسبة إلى سياسة سابقيه.

ويضيف عمارة أن أبناء سادات الأنصار وقفوا بجانب علي، ومن أشهرهم قيس بن سعد بن عبادة، كما شاركوا عسكرياً معه، وخاضوا حروبه، فقد كانوا نواة جيشه الذي خرج به من المدينة إلى الكوفة.

وحقق الأنصار فوائد جمّة لعلي منها أن وسط الأنصار شكل ضمانة معنوية له في مواجهة عداوة أو ابتعاد أكثرية المهاجرين عنه، وكراهية القرشيين المتحالفين مع الأمويين له، والنفوذ الكبير لأم المؤمنين عائشة عسكرياً، فقد كانوا هم الصحابة أو ما بقي منهم، وأبناء الصحابة، يقول جعيط.

ويوجز جعيط موقف علي من الأنصار بأنه أعاد إدخالهم في صميم التاريخ الإسلامي، لأنه بنى شرعيته على إجماعهم، ولأنه أراد أن يمارس سياسة إسلامية، وأن يتخطى الشعور القرشي المحض، وأن يستأنف التراث النبوي التجميعي.

أفول مكانة المدينة المنورة

يوضح جعيط وفلهاوزن أن نقل الصراع بين علي وثلاثي الجمل بعد مقتل عثمان كان بداية زعزعة مكانة المدينة كعاصمة للدولة الإسلامية، فلم تكن المدينة ثرية أو مقراً للمقاتلين، ما أدى إلى إنزوائها وفقدانها مكانتها، ثم كانت تعود على مسرح الأحداث في الثورات والتمرد مثلما تمردت على يزيد بن معاوية 63 هـ.

ويسرد فلهاوزن في كتابه الحادثة التي اشتهرت باسم المعركة التي انتهت بها "وقعة الحرة" بأنها بدأت مع ثورة أهل المدينة، بعد مقتل الحسين بن علي، وتمرد عبد الله بن الزبير. وقاد التمرد عبد الله بن حنظلة الأنصاري، وأعلن خلع بيعة يزيد، وتبعه أهل المدينة، وحاصروا الأمويين الموجودين في المدينة، فاستغاثوا بيزيد، فأرسل لهم جيشاً قوامه 12 ألف مقاتل من جنود الشام، بإمرة مسلم بن عقبة، الذي هزم أهل المدينة، وقتل كثير من أشراف الأنصار وقريش، وعلى رأسهم قائد الثورة.

 

 

ويضيف هاني عمارة أن الأنصار وقائدهم عبد الله بن حنظلة هم مَن بدأوا شرارة الثورة على الأمويين، ثم انضم إليه لاحقاً المتذمرون من المهاجرين. ويعلل ثورتهم بطموح الأنصار السياسي.

ويقول رينهارت دوزي في كتابه "تاريخ المسلمين في الأندلس" إن يزيد كان، بوصفه ممثل الأرستقراطية القديمة في مكة، قد ثأر لمقتل عثمان وللهزيمة التي ألحقها أهل المدينة تحت راية النبي محمد بجده أبي سفيان، ولم يُشفَ الأنصار قط من هذه الضربة، وانكسرت قوتهم إلى الأبد، ما دفع بعضهم إلى الهجرة والانضمام إلى جيش إفريقية.

وتذكر عدة مصادر منها الطبري أن أهل المدينة عوقبوا بإباحة مدينتهم للسلب والنهب والقتل مدة ثلاثة أيام، وارتُكبت فظائع أخرى. إلا أن فلهاوزن يشكك في صحة تحليل دوزي، ويرى مبالغة في ذكر استباحة المدينة.

لكن هاني عمارة يذكر أن الأندلس شهدت هجرات عديدة للأنصار وذريتهم بسبب تضييق الأمويين والعباسيين عليهم، ما أدى إلى سيادة مذهب مالك بن أنس المدني في المغرب والأندلس، ثم بعد قرون تمكن أحفاد الأنصار من تأسيس أول دولة تحت حكمهم، وهي دولة بني الأحمر في غرناطة (1238 – 1492)، ويعود نسب المؤسس أبو عبد الله محمد الأول إلى بني نصر أو بني الأحمر المتحدرين من قبيلة الخزرج.

ضعف وجود الأنصار في التدوين الإسلامي

يوضح هاني عمارة لرصيف22 أن مشاركة الأنصار في عملية رواية الأحاديث، وتدوين العلوم الإسلامية ضئيلة مقارنة بحجمهم، وبحجم الدور الذي قدموه للإسلام.

فمثلاً، في مسند أحمد البالغ عدد أحاديثه 28 ألف حديث نجد أن مشاركة الأنصار في الرواية لا تتعدى 25% من حجمه، وتعتمد على عدد ضئيل من الرواة وهم أنس بن مالك خادم النبي والمقرب من الأمويين، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله.

وأحد أوجه التهميش هو مروية العشرة المبشرين بالجنة التي لم تضم أنصارياً واحداً، ويرى هاني عمارة أن هذه المروية وُضعت لغرض سياسي، فقد ضمت الفئات الفاعلة في الفتنة، كأنها محاولة لإعادة الهيبة والقداسة إلى الصحابة بعد اقتتالهم واختلافهم.

ولم يشتهر الأنصار بإنتاج علم ديني، فلم يخرج من المدينة سوى مذهب مالك بن أنس، كما لم يكن لهم حضور في عصور التدوين، ويفسر عمارة ذلك بغياب الدافع لديهم.

ويتفق خليل عبد الكريم في مرجعه مع عمارة، ويرى أن ضعف رواية الأحاديث لدى الأنصار، واشتغالهم بالعلم يعود إلى انصراف أغلبهم لشؤونهم الاقتصادية، وفتور حماستهم بسبب تهميشهم السياسي.

اجمالي القراءات 2922