بعد القبض على 3 .. غضب بين المعلمين ومطالب بالتحقيق في فساد الوزارة
حالة من الغضب عمت أوساط المعلمين ولاسيما الناشطون منهم على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي وأعضاء نقابة المعلمين المستقلة، وذلك بعد إلقاء القبض على 3 معلمين أثناء تقديمهم بلاغا إلى النائب العام، ضد وزير التربية والتعليم طارق شوقي للتحقيق معه في الأموال التي أنفقت على خطة "منظومة التعليم الجديدة".
ففي أوساط المعلمين يعد هؤلاء المعلمون الثلاث "محمد زهران، يحيى المنشاوي، سمير الغريب"، من أبرز الناشطين في الدفاع عن حقوق المعلمين والمنظومة التعليمية، ولاسيما "محمد زهران" المعروف بانتقاده الدائم لأداء الوزارة والمنظومة الجديدة التي أعلنت عنها، لذا اعتبر بعض المعلمين وأعضاء المستقلة أن احتجاز زملائهم بمثابة إهانة للمعلم.
وكانت النيابة قررت، مساء أمس الأحد، احتجاز المعلمين الثلاثة، وحبس "محمد زهران" 4 أيام على ذمة التحقيق معه في بلاغ مقدم ضده منذ 8 أشهر من شخص يدعى "محمد زين" يتهمه فيه بالتحريض على التظاهر.
تعود القصة من البداية إلى أنه في صبيحة أمس، توجه "زهران والمنشاوي والغريب" إلى دار القضاء العالي لتقديم بلاغ إلى النائب العام لتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد وزير التربية والتعليم والمطالبة بالتحقيق معه في الأموال المنفقة على منظومة التعليم الجديد.
وتقول أمل قناوي، معلمة، إن في هذا اليوم التقت "محمد زهران" للتضامن معه في تقديم شكوى للنائب العام، وبعد اجتماعهم وتجميع الأوراق وصور البطاقات الشخصية، ذهبوا جميعا لتقديم الشكوى في سكرتارية النائب العام، ولكنهم فوجئوا بشخص يلقي القبض على "زهران".
وتضيف قناوي، عبر صفحتها على فيس بوك :"حاولت النقاش مع هذا الشخص وأخبرته أننا جئنا لتقديم شكوى فقال لي "متروحي تقدمي حد منعك"، وهنا تدخل يحيى المنشاوي وقال له كلنا محمد زهران، فمن أنت ولماذا تقبض عليه، فقال له "تعالى انت كمان" وأخذوا ثالثهم سمير الغريب".
وتابعت :"ذهبت إلى ضابط صغير في السن وحكيت له ما حدث وأننا جئنا فقط لنقدم شكوى، وأن زميلنا تم إيقافه عن العمل لأنه انتقد الوزير، وطلبت منه أن يتحدث إلى الضابط الأعلى منه رتبة ليفرج عنه، ولكنه قال لها :"مقدرش ياحاجة وياريت تروحي أحسن ما تبهدلي".
واستطردت:"شعرت بالعجز والقهر إلى أي حد الإنسان في بلده ليس له وزن، قهر السنين حين أجد أعدادنا لا تتجاوز العشرين، إلى هذا الحد نحن ضعاف وخائفين من التضامن مع زميل ينادي بحقوقنا أو ينتقد أداء الوزير وليس شخصه".
ووفقا للخبير التربوي كمال مغيث، فإن المعلمين الذين تم إلقاء القبض عليهم هم من مديرية إداة الموهوبين بإداة المطرية التعليمية بمحافظة القاهرة، والسبب في إلقاء القبض عليهم كونهم من المنتقدين للسياسات التعليمية وأداء وزير التربية والتعليم الحالي.
وقال مغيث، عبر صحفته على فيس بوك :"الزملاء المعلمين تم إلقاء القبض عليهم أثناء تقديمهم بلاغاً للتحقيق في حقيقة الأموال التي أنفقت على ما يسمى بمنظومة التعليم...نحن أمام منظومة متكاملة للفساد ترعاها الحكومة".
ومن جانبها أصدرت النقابة المستقلة للمعلمين، بيانا، أدانت فيه إلقاء القبض على المعلمين الثلاثة، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم، ومطالبة النائب العام بالتحقيق مع وزير التربية والتعليم فيما نسب إليه من استغلال سلطته وإرهاب المعلمين وإهدار المال العام، بحسب البيان.
ودعت النقابة، خلال البيان، جميع المعلمين للوقوف صفا واحد ضد ما وصفوه بـ"إرهاب الوزارة لكل من يطالب بحقوق المعلمين"، محذرين باتخاذ خطوات تصعيدية حال استمرار حبس زملائهم الثلاثة.
ودشن مجموعة من المعلمين هاشتاج عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تضامنا مع المعلمين الثلاثة المحتجزين لدى النيابة.
ومن جانبه تساءل المعلم سعيد بلال :"أين هؤلاء الزملاء ياحكومة؟، هل كل ذنبهم غيرتهم على بلدهم عامة مستقبل التعليم خاصة؟"، مضيفا عبر الهاشتاج على فيس بوك :" هؤلاء لم يسرقو ولم يختلسو، ولا هم إرهابيين ولم يرتكبو أي جرم، فلماذا تم القبض عليهم؟ أيكون ذلك حماية للفساد الذي يقومون أحيانا بإلقاء الضوء عليه؟"، معتبرا أن ما حدث إهانة للرسالة الشريفة السامية وإهانة لكل معلم.
ويقول علي زيدان، معلم، :"تحويل الدكتور محمد زهران للمحاكمة بتهم منمذجة لإرهاب المعلمين اعتقادا منهم أنه وحده، وهذا مخالف تماما للحقيقة، لن ترهبنا أية محاكمات، ولعلها القشة التى قصمت ظهر البعير، فلن نتخلى عمن ضحى من أجلنا جميعا"، مؤكدا أن "زهران" كان يدافع عن حقوق المعلمين ويهاجم الفساد في وزارة التربية والتعليم.
وكانت وزير التربية والتعليم قد أصدر قبل أيام قليلة قرارا بوقف محمد زهران عن العمل، إثر انتقاد الأخير لأداء الوزير وهجموه على منظومة التعليم الجديدة، واتهامه للوزير بأنه يهدر المال العام.