من شاء فليجتنب ومن شاء فلينتهي ومن شاء ألا يفعل فهو حر ..
عمرو اسماعيل
في
الثلاثاء ١٨ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
دار نقاش طويل عن معني فاجتنبوه عن الخمر والميسر وهل تعني التحريم أم تعني فقط تجنب مافيه إثم فيهما علي أساس أن الله قال أن فيهما منافع ولو قليلة ..
وحيث أنني من هؤلاء المسلمين البسطاء الذين يؤمنون أن الله عندما يأمرنا باجتناب شيء وان ننتهي عنه فهذا يعني التحريم ببساطة .. وقلت رأيي هذا ببساطة .. ولكن طلب مني الاخوة الذين يميلون الي الرأي القائل أن الاحتناب لا يعني التحريم .. أدلة لغوية وقرآنية ودينية .. وحيث أنني لا أدعي التفقه والعلم في اللغة بل و أعتبر لغة القرآن بسيطة في غالبها لا تستدعي كل هذه السفسطة .. أقول لهم لا أملك هذه الآدلة ولا أدعي ...
وحيث أنني من أنصار حرية العقيدة .. وأومن تماما أنه في الدنيا يجب احترام القانون المدني والعقوبات تكون علي أساس هذا القانون .. أما في الآخرة فالله هو الذي سيحكم بيننا فيما كنا فيه نختلف ..
ولهذا أقول : من شاء فليجتنب ومن شاء فلينتهي ومن شاء ألا يفعل فهو حر ..
علي شرط من أراد ألا ينتهي .. لايضر الآخرين .. أي لا يصل في عدم اجتناب الخمر الي درجة أن يسبب حوادث مرورية مثلا ..
وأقول أيضا أن المواد التي قد يكون فيها نفع في الخمر أو المخدرات .. ولها استعمالات طبية .. هي أمور ليس لها علاقة بالدين .. بل لها علاقة بالعلم والطب ولا تدخل في باب التحريم او الاجتناب .. بل هي مسؤولية الاطباء وقطاع الدواء وتخضع للقوانين و التعليمات المنظمة والتي يصدرها ويراجعها المختصون ..
الدين هو لله .. من عقيدة وحرام وحلال وعبادات .. أما الدنيا فهي للإنسان ..
ولهذا أنا لست من أنصار اصدار قوانين دنيوية تمنع تداول او بيع الخمر ... ومثل هذه القوانين لم تستطيع القضاء علي شرب الخمر في اكثر الدول تشددا .. بل جاءت بنتائج عكسية .. ولكن يجب اصدار قوانين تعاقب من يضر الآخرين نتيجة استعماله لهذه المواد ..
الدين لله وهو المطلع علي النوايا والسرائر .. والدنيا للإنسان نتيجة استخلافه في الارض .. يديرها بما فيه مصلحة الجميع ..
من شاء أن يسكر فهو حر بشرط ألا يضر الآخرين وإن فعل يعاقب ..
ومن شاء أن يؤمن فهو حر ..
ومن شاء أن يكفر فهو حر ..
علي شرط ألا يجبر أحدهما الآخر علي شيء .. لا يستطيع أن يجبر المؤمن غير المؤمن أن يصلي ويصوم مثلا .. ولا يستطيع أن يجبر غير المؤمن المؤمن علي عدم الصلاة أو عدم الصوم أو عدم التحجب للنساء .. ولكن اظهار الوجه للتحقق من الشخصية هو حق للمجتمع لا يملك أي فرد مهما ادعي التدين مخالفته ..
المجتمعات التي تعطي مالله لله ومالقيصر لقيصر هي المجتمعات الصحية التي تملك امكانيات التطور والرخاء والازدهار .. ولكننا نصر ان نزاداد تخلفا .. ولا أمل فينا ..