اتهمت قطر السعودية بمنع مواطنيها من الحج هذا العام، الأمر الذي تنفيه الرياض، قائلة إن النزاع الدبلوماسي لن يمنع القطريين من الحج.
وعلى الرغم من أن نظام الحصص يسمح لنحو 1200 قطري بأداء فريضة الحج، إلا أن قطر تقول إنه أصبح من المستحيل الحصول على التصاريح، منحية باللائمة في ذلك على الحصار الذي تفرضه عليها السعودية والإمارات ومصر والبحرين، إذ قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة.
وقال عبدالله الكعبي، من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان التابعة للحكومة القطرية، إن السعودية أغلقت النظام الإلكتروني، الذي تستخدمه وكالات السفر من أجل الحصول على تصاريح الحج للحجاج القطريين.
وقال الكعبي لوكالة رويترز: "ليست هناك أي فرصة هذا العام، أمام المواطنين القطريين أو المقيمين للسفر لأداء الحج".
وأضاف: "تسجيل الحجاج القطريين لا يزال مغلقا، والمقيمون في قطر لا يمكنهم الحصول على تأشيرات، لأنه لا توجد بعثات دبلوماسية".
في المقابل، قال مسؤول سعودي رسمي إن قطر حجبت العديد من روابط التسجيل، المنشأة لغرض تسجيل حجاجها.
وقال مسؤول بوزارة الحج السعودية إن مجموعة من الحجاج القطريين وصلوا لأداء فريضة الحج، لكنه لم يذكر عددهم وما إذا كانوا قد قدموا من قطر مباشرة.
وأضاف أن 1624 قطريا أدوا فريضة الحج العام الماضي.
"خسارة أموال"
تقول السعودية إن الحكومة القطرية تستغل القضية لأغراض سياسية، وإن الرياض "ترفض أي سعي لتسييس الحج، أو إقحام الخلافات السياسية في الحج"، حسبما قال المسؤول السعودي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
وكانت السعودية والدول العربية الثلاث الأخرى قد أغلقت حدودها البرية، والبحرية والجوية مع قطر، في يونيو/ حزيران من العام الماضي، متهمة الدوحة بتمويل الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الأخيرة.
وقالت السعودية إن الحجاج القطريين يمكنهم الوصول عبر أي شركة طيران، ما عدا الخطوط الجوية القطرية.
لكن ثلاث وكالات للسفر في الدوحة قالت لرويترز إنها أوقفت محاولة بيع برامج الحج.
وقال مدير إحدى الوكالات في الدوحة، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: "خسرنا العام الماضي كثيرا من الأموال، لأن الأزمة اندلعت بعد أن حجزنا كل شيء في مكة والمدينة، واضطررنا إلى رد الأموال إلى الناس".
وأضاف: "هذا العام لم يحاول أحد فعلا، لأن الناس أدركت أنه ليس هناك فرصة للذهاب إلى الحج، في مثل هذه الظروف".
وفتحت الرياض حدودها البرية مع قطر مؤقتا العام الماضي، أمام الراغبين في أداء فريضة الحج، الأمر الذي لم يحدث هذا العام.
وقالت وكالة سفر تقدم خدمات للعمالة الوافدة في قطر إن الأمر أضر بعملها.
وقال مدير الوكالة: "نبيع رحلة الحج بالحافلة والإقامة بنحو 12 ألف ريال، لكن لأن لا أحد يمكنه الحصول على تأشيرة، ولأن الحدود البرية مغلقة، فإنه لا توجد أي حجوزات هذا العام".
وأخفقت الجهود الأمريكية في حل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، اللذين تربطهما علاقة تحالف قوية مع واشنطن.
وتخشى الولايات المتحدة من أن تستفيد إيران الشيعية من الشقاق بين حلفائها السنة، إذ تنخرط السعودية وإيران في حروب بالوكالة، تشمل اليمن وسوريا، وامتدت التوترات بينهما لتشمل الحج في الماضي.
وفي عام 2016، قاطعت إيران موسم الحج لأسباب أمنية، بعد مقتل مئات الحجاج في تدافع، لكن الحجاج الإيرانيون عادوا لأداء الفريضة عام 2017.