قاتل اليهودي اليمني للمحكمة: قتلت اليهودي تثبيتا لرسالة الماجستير

في الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

1

صنعاء- آفاق

1

قال الطيار اليمني السابق عبد العزيز العبدي والذي يحاكم بتهمة قتل المواطن اليمني اليهودي ماشا يعيش النهاري أمام المحكمة الجزائية بمحافظة عمران إن ما قام به قد تم برضاه واختياره، وأنه كتب رسالة وجهها لأبناء الطائفة اليهودية قبل شهر يطالبهم فيها بدخول الإسلام أو مغادرة البلاد.


وقال العبدي موجها حديثه للمحكمة "قتلت اليهودي تثبيتا لرسالة الماجستير التي حضرتها بعنوان (سلاح الالكترون لإمداد المجاهدين في سبيل الله)، وأطالب بإبطال قانون العقوبات الجزائية كما أن الشخص الذي قتلته هو مجرد شخص واحد اخصموه من القتلى اللي يقتلوهم اليهود في فلسطين".


وقد قررت هيئة المحكمة بإحالة المتهم إلى لجنة طبية متخصصة لرفع تقرير عن حالة قواه العقلية والنفسية عند قيامه بارتكاب الجريمة وكلفت رئيس النيابة الجزائية للقيام بهذه المهمة.


وكانت المحكمة قد واصلت أمس عقد جلساتها العلنية التي بدأتها يوم السبت الماضي للنظر في قضية مقتل (ماشا) وهو أحد أتباع الطائفة اليهودية في 11 ديسمبر /كانون الأول الجاري في منطقة ريدة/ بمحافظة عمران في شمال اليمن.


وفي الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي عبد الباري عقبة ووكيل النيابة عبد الله زهرة وبحضور المتهم وفريق الدفاع عنه برئاسة المحامي خالد الشلالي وأولياء دم المجني عليه من أبناء الطائفة اليهودية، استمعت المحكمة إلى دعوى أولياء الدم التي قدمها والد المتهم يعيش بن يوسف النهاري الذي طالب بالقصاص الشرعي المعمول به في الشريعة الإسلامية، كما استمعت المحكمة إلى الدفع المقدم من فريق الدفاع عن المتهم (العون القضائي) الذين قامت المحكمة بتنصيبهم للدفاع عن المتهم.


وقدم فريق الدفاع دفعا ببطلان قرار الاتهام بحجة سوء الحالة النفسية والعقلية المضطربة للمتهم وعدم مسؤولية المتهم عن جميع اعترافاته التي أدلى بها حول ارتكابه الجريمة وسرد جملة من الوقائع التي تؤكد اختلال قواه العقلية.


واستشهد المحامي خالد الشلالي، رئيس فريق الدفاع عن المتهم، أن أكبر دليل على عدم سلامة القوى العقلية للمتهم هو مقاطعته فريق الدفاع وصراخه من داخل قفص الاتهام بأن هؤلاء المحامين - أي الدفاع - ضده ولصالح اليهود.


وطالب فريق الدفاع بعرض المتهم على لجنة طبية للتأكد من سلامة قواه العقلية والنفسية.


وأثناء استماع هيئة المحكمة الدفع المقدم من فريق الدفاع كان المتهم يصرخ من داخل القفص الحديدي، مؤكدا أنه بكامل قواه العقلية والنفسية، وتحدث المتهم إلى قاضي المحكمة قائلا: "ياسيدي القاضي أنا طلبت محامي أمريكي وأطلب منكم السماح لي بالدفاع عن نفسي، وأرفض هؤلاء المحامين لا أريدهم، أطالب بمحامي أمريكي على حسابي وأنا مسئول عن قتل اليهودي وقتلته برضاي واختياري".


وأعقب ذلك رد النيابة العامة حيث ردت على دفع فريق الدفاع، مؤكدة أن المتهم سليم العقل ويتمتع بكامل قواه العقلية والنفسية واستدلت على ذلك باعترافاته المثبتة في محاضر التحقيقات ووصفه الحادثة بكل تفاصيلها وكذلك الرسالة التي وجهها لأبناء الطائفة اليهودية قبل شهر يطالبهم فيها بدخول الإسلام أو مغادرة البلاد، وبعد انتهاء الشهر وهي المدة التي حددها لأبناء الطائفة اليهودية وبمجرد انتهائها شرع بتنفيذ ما وعد به وأقدم على قتل المجني عليه.


وأثناء قيام النيابة بطرح ردها على فريق الدفاع كان المتهم يقوم بمقاطعة النيابة ليؤكد صحة ما تقوله النيابة حول سلامة صحته النفسية والعقلية.


ونقلت صحيفة "الأيام" اليمنية عن ملكة يعيش النهاري الشقيقة الكبرى للمجني عليه قولها: "نحن أولياء الدم من شقيقات وأبناء وزوجة ووالد المجني عليه حضرنا الجلسة بدون توكيل أي محام، ولماذا نوكل محامي وقضيتنا عادلة وواضحة وضوح الشمس خاصة وأن القاتل اعترف أمام الجميع بمن فيهم المحكمة والنيابة وأجهزة الأمن بأنه قتل أخي (ماشا) عنوة وننتظر عدالة المحكمة وتنفيذ شرع الله فيه بالاقتصاص من القاتل".


إلى ذلك وجهت منظمة العفو الدولية رسالة إلى السلطات اليمنية للمطالبة بحماية أبناء الطائفة اليهودية في اليمن التي تتلقى تهديدات بالقتل بعد حادثة مقتل شقيق حاخام يهود اليمن. وذلك بعد أيام على إصدار الرئيس اليمني قراراً يقضي بانتقال اليهود من مناطقهم وإقامة حي سكني لهم في العاصمة صنعاء، وفيما اعترف قاتل اليهودي بالجريمة أصر أمام المحكمة على طلب محامي أمريكي للدفاع عنه.


وقالت منظمة العفو الدولية بأنها على ضوء هذه واقعة مقتل شقيق حاخام يهود اليمن، أرسلت رسالة إلى وزير الداخلية متسائلة عن ماهية الإجراءات المتخذة من قبل السلطات اليمنية لحماية هذه الطائفة اليهودية.


وعبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها العميق من جراء الحادث الواقع على أحد أفراد الطائفة اليهودية التي تقطن في اليمن والتهديدات التي تلت تلك الواقعة والتي تجبر أفراد الطائفة اليهودية بأن يغادروا اليمن أو أنهم سيواجهون الموت.


ودعت المنظمة كافة الجهات الرسمية بالنظر إلى مرتكب هذه الجريمة الشنعاء مع منفذي التهديدات وتقديمهم إلى العدالة, كما أكدت على أن اتخاذ هذه الإجراءات يجب تماشيها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان مع عدم اللجوء إلى تطبيق حكم الإعدام.


وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد وجه بإقامة حي سكني لليهود في العاصمة صنعاء، بعد مقتل أحدهم على يد مسلح , جاء ذالك بعد لقاء عدد من ممثلي الطائفة اليهودية بالرئيس صالح ونقلوا له تخوفهم من تزايد المضايقات في محافظة عمران، بعد أن قتل شقيق حاخام على يد طيار سابق في الجيش اليمني.


ونسبت مصادر إعلامية في وقت سابق إلى مصدر أمني مسؤول قوله إن الرئيس علي عبد الله صالح أمر بصرف قطعة أرض لكل عائلة يهودية يمنية ومبلغ مليوني ريال، على أن يقوم اليهود ببيع ممتلكاتهم في محافظة عمران والانتقال إلى العاصمة صنعاء لبناء مساكن جديدة في حي مخصص لهم ، فيما رأى معارضون في هذا الإجراء إخفاق السلطة في حماية الأقليات اليمنية ومؤشر على عدم اسستتاب الأمن في البلاد .


اجمالي القراءات 3573