1 ـ هل رأيتم شيخا من شيوخ السلطة القائمة أوالسلطة القادمة يتصدى للتعذيب؟ هل رأيتم شيخا منهم يتصدى للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان ؟ هل رأيتم أحدا منهم يقف ضد الظلم والظالمين فى بلاد تطفح بكل أنواع الظلم ؟
القرآنيون هم وحدهم العلماء المسلمون الذين يقومون بواجب الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ، فالمعروف هو المتعارف على أنه عدل وقسط وحق ورفق ، والمنكر هو الظلم والبغى والفساد والاستبداد . ولهذا يدفع أهل القرآن الثمن دفاعا عن الحق والعدل.
هذا يستحق توضيحا.
2 ـ نشا دين السنة فى حضن السلطة بدءاً من تحالف أبى هريرة مع الأمويين إلى عمل رواة الأحاديث فى خدمة الدولة العباسية فى عصرها الأول مثل الأوزاعى والأعمش ،بل إن نفوذهم أصبح يعلو على الدولة العباسية فتحكموا فى الشارع العباسى بدءاً من الخليفة المتوكل العباسى وطيلة العصر العباسى الثانى ، أى أن الدين السنى مشبع بالسلطة والتسلط على الآخرين سواء كان يخدم السلطان القائم او يزايد عليه ثائراً عليه .
و نفس الحال فى عصرنا البائس .
فى الدول الدينية السنية تجد فقهاء الدين السنى المؤيدين للسلطان القائم يقدمون له الفتاوى الجاهزة بالإستبداد والتعذيب وأن يضرب ( المربوط) ليخيف ( السائب) ، فالتعذيب هو أقصر الطرق لفرض هيبة (الدولة) ، والمستبد هو (الدولة).ولكى يكون هو (الدولة)و (الوطن ) فلا بد من ارهاب الشعب وتخريفه لينحنى ويركع فيركبه الحاكم مستبدا بالأمر.
ولكن يحتاج القائمون على التعذيب الى فتاوى ( شرعية) تسوغ لهم عملهم ..
وهذا هو دور شيوخ التعذيب فى الدول الدينية السنية ..
3 ـ وفى نفس تلك الدول الدينية السنية تجد معارضة سياسية دينية سنية تزايد على الحاكم وتسعى للوصول إلى السلطة ولو على أشلاء الوطن والشعب، وترفع راية الإسلام تتهم الحاكم المستبد السنى بخروجه عن الإسلام .
ولآنها متشبعة بفكره التسلط وفرض الهيبة ـ مثل الحاكم المستبد ـ فإن تلك الحركات تبدأ بالتسلط على الناس بحجة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فالمعروف عندها هو أنها وكيل الله جل وعلا فى التسلط على الناس ، والمنكر عندها هو كل ما يعارضونه ،بدءا من تبرج النساء الى نظام الحكم الذى لا يخضع لسلطانهم . وباستخدام حديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره ) ـ الذى اخترعه الحنابلة فى عصر الخليفة الواثق العباسى ـ يتأكد نفوذها فى الشارع ، ثم تتوسع وتتطور فتتكون لها واجهة تزعم الإعتدال بينما يخرج من أحشائها منظمات سرية وعلنية تحترف الإرهاب ،تمارسه ضد الشعب وضد السلطة الإستبدادية معا ، ولا بد لها فى ممارسة عملها الإرهابى أن تتستر بالدين فيصبح الإرهاب قتالاً فى سبيل الله ، وقتل المسالمين المسلمين (تترساً) ويصير قتل الأقباط المسالمين جهاداً..
وهنا أيضاً تتكرر طاهرة الحاكم المستبد وفقهاء الإرهاب ولكن تحت القاب مختلفة، لا تلبث أن تتطور من مجرد فقيه مناصرلتلك المعارضة السنية إلى منظمات كاملة تحترف التأطير والتأصيل السنى لتلك المعارضة .
4 ـ واضح أننا نتكلم عن نظم حكم إستبدادية دينية سنية فعلية مثل النظام السعودى أو نظم حكم عسكرية إستبدادية أدى بها ضعفها وإستبدادها إلى الإعتماد على فقهاء السنة ليكونوا شيوخ تعذيبها مثل نظام مبارك فى مصر .
وواضح أيضاً أننا نتحدث عن المعارضة الوهابية للدولة السعودية داخل المملكة وخارجها ، تلك المعارضة التى أنجبت مؤخرا إبن لادن ..وواضح أيضاً أننا نتحدث عن حركة الإخوان المسلمين فى مصر وخارجها ، والتى أنشأها عبد العزيز آل سعود فى مصر لتنتشر وتتوغل فى مصر وخارجها ، وتنتج فى النهاية الظواهرى رفيق إبن لادن .
5 ـ أى أن الدين السنى هو التربة التى نشأ فيها النظام المستبد والحركات الدينية السنية المعارضة له. من هنا تراهما يتصارعان عسكرياً وسياسياً ، ويتبارزان بالفتاوى السنية ، ولكنهما يتحدان معا ضد القرآنين المسالمين ،لأن اهل القرآن ينفذون إلى اصل المشكلة والقاع الدينى لها ( الدين السّنى ) وهو التربة التى يقوم عليها النظام المستبد السنى والحركات الدينية السنية المعارضة له .
القرآنيون يضيعون أيديهم على العصب الحساس حين يثبتون تناقض الدين السنى وشريعته مع الإسلام ،وبالتالى يظهر زيف الحاكم المستبد السنى وهو يتظاهر بالإسلام ، ويتأكد خداع الحركات الدينية السنية المعارضة حين ترفع راية ( الإسلام هو الحل )و(تطبيق الشريعة ) . فالقرآنيون يثبتون كل يوم أن الفريقين ( الحاكم السنى والمعارضة السنية ) أعدى أعداء الإسلام ، وأن الشريعة القائم تطبيقها بيد الحاكم المستبد او المراد تطبيقها بيد المعارضة السنية ليست سوى ظلم للناس ولرب الناس جل وعلا ، وأن ما يأمرون به هو المنكر ، وما ينهون عنه هو المعروف ، وهم يكررون ما كان يفعله المنافقون (التوبة 67 )
6 ـ لهذا لا نستغرب ما يحدث لأهل القرآن فى مصر من إضطهاد مستمر، وموجات إعتقال وتعذيب يقوم به النظام العسكرى لمبارك ، وتحض عليه فتاوى شيوخ الأزهر ويحظى بتأييد شيوخ الإخوان المسلمين وشيوخ الوهابيين ،وبدعم وتحريض ورشاوى من السعوديين .!!
فهذه هى شريعتهم الحقيقية التى يطبقونها كل يوم: ظلم وإستبداد وتعذيب وفساد.
ولسنا وحدنا ضحاياها .
ولن يكون الإستاذ ( رضا عبدالرحمن على ) آخر ضحاياها .
وبعونه جل وعلا لن نستسلم ..