مختارات من شعر ما قبل البعثة المحمدية

رضا البطاوى البطاوى في الأحد ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسل الله وبعد هذه مجموعة مختارة من أبيات الشعر التى يقال أنها تنتمى لما قبل الإسلام المنزل على محمد(ص) أى بتعبير خطأ شعر الجاهلية وهى تمثل ما يسميه البعض الشعر الأخلاقى وهو شعر ملتزم بالخير والحق وهو شعر شامل لمعظم المجالات والأغراض ويمكن أن نسميه شعر إسلامى لأنه لا يخرج عن أحكام الإسلام ونأتى لنقطة هامة وهى إطلاق النقاد على عصر ما قبل البعثة شعر الجاهلية وهو خطأ لأن كلمة الجاهلية فى القرآن تعن&igravgrave; الكفر مصداق لقوله تعالى بسورة المائدة "أفحكم الجاهلية يبغون "أى أفحكم الكفر يريدون ؟وقوله بسورة الأحــزاب
"ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "أى ولا تظهرن أجسادكن ظهور الكفر السابق ،كما أنه لا يوجد عصر يخلو من الجاهلية حتى بعد البعثة المحمدية وقيام الدولة الإسلامية فالجاهلية موجودة فى وقت واحد مع الإسلام وقبل البعثة كان يوجد مسلمون ولم يكن كل الناس كفرة بدليل وجود المتحنثين ووجود الرهبان والقسيسيين الذين كانوا يبشرون بمجىء النبى (ص).
قال المستوغر بن ربيعة بن كعب:
لقد سئمت من الحياة وطولها وازددت من عدد السنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لى وازددت من عدد الشهور سنينا
هل ما بقا إلا كما قد فاتنا يوم يكر وليلة تحدونا
قال أمية بن أبى الصلت :
غذوتك مولودا وعلتك يافعا تعل بما أدنى إليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشكوى لم أبت لشكواك إلا ساهرا أتململ
كأنى أنا المطروق دونك بالذى طرقت به دونى وعينى تهمل
فلما بلغت السن والغاية التى إليها مدى ما كنت فيك أومل
جعلت جزائى غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتى فعلت كما الجار المجاور يفعل
وقالت جليلة بنت مرة :
يا ابنة الأقوام إن شئت فلا تعجلى باللوم حتى تسألى
فإذا أنت تبينت الذى يوجب اللوم فلومى واعذلى
إن تكن أخت امرىء ليمت على شفق منها عليه فافعلى
جل عندى فعل جساس فيا حسرتى عما جلت أو تنجلى
فعل جساس على وجدى به قاطع ظهرى ومدن أجلى
لو بعين فقئت عينى سوى أختها فانفقأت لم أحفل
تحمل العين قذى العين كما تحمل الأم أذى ما تفتلى
يا قتيلا قوض الدهر به سقف بيتى جميعا من عل
هدم البيت الذى استحدثته وانثنى فى هدم بيتى الأول
ورمانى قتله من كثب رمية المصمى به المستأصل
يا نسائى دونكن اليوم قد خصنى الدهر برزء معضل
خصنى قتل كليب بلظى من ورائى ولظى مستقبلى
ليس من يبكى ليومين كمن إنما يبكى ليوم ينجلى
يشتفى المدرك بالثأر وفى درك ثأرى ثكل المثكل
ليته كان دمى فاحتلبوا بدلا منه دما من أكحلى
إننى قاتلة مقتولة ولعل الله أن يرتاح لى
وقال لقيط بن يعمر الإيادى:
قوموا قياما على أمشاط ارجلكم ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
وقلدوا أمركم لله دركم رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ولا إذا عض مكروه به خشعا
ما زال يحلب هذا الدهر أشطره يكون متبعا طورا ومتبعا
حتى استمر شزر مريرته مستحكم الرأى لا فخما ولاضرعا
قال ابن خذاق العبدى
وجدت أبى قد أورثه أبوه خلالا قد تعد من المعالى
فأكرم ما تكون على نفسى إذا ما قل فى الأزمات مالى
فتحسن سيرتى وأصون عرضى ويجمل عند أهل الرأى حالى
قال حاتم الطائى :
وما من شيمتى شتم ابن عمى وما أنا مخلف من يرتجينى
وكلمة حاسد فى غير جرم سمعت فقلت مرى فأنقذينى
فعابوها على ولم تسؤنى ولم يعرق لها يوما جبينى
وذو اللونين يلقانى طليقا وليس إذا تغيب يأتلينى
سمعت بعيبه فصفحت عنه محافظة على حبى ودينى
قال المقنع الكندى:
إبل الرجال إذا أردت إخاءهم وتوسمن فعالهم وتفقد
فإذا ظفرت بذى اللبابة والتقى فبه اليدين – قرير عين-فاشدد
وإذا رأيت ولا محالة زلة فعلى أخيك بفضل حلمك فاردد
قال هدبة بن الخشرم العذرى :
وكن معقلا للحلم واصفح عن الخنا فإنك راء ما حييت وسامع
وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا فإنك لا تدرى متى أنت نازع
وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا فإنك لا تدرى متى أنت راجع
قال المثقب العبدى :
لا تقولن إذا ما لم ترد أن تتم الوعد فى شىء نعم
حسن قول نعم بعد لا وقبيح قول لا بعد نعم
إن لا بعد نعم فاحشة فبلا فابدأ إذا خفت الندم
فإذا قلت نعم فاصبر لها إن نجاح القول إن الخلف ذم
واعلم أن الذم نقص للفتى ومن لا يتق الذم يذم
أكرم الجار وارعى حقه إن عرفان الفتى الحق كرم
لا ترانى راتعا فى مجلس فى لحوم الناس كالسبع الضرم
إن شر الناس من يكشر لى حين يلقانى وإن غبت شتم
وكلام سيىء قد وقرت أذنى عنه وما بى من صمم
فتعزيت خشاة أن يرى جاهل أنى كما كان زعم
ولبعض الصفح والإعراض عن ذى الخنا أبقى وإن كان ظلم
إنما جاد بشاس خالد بعدما حاقت به إحدى الظلم
من منايا يتخاسين به يبتدرن الشخص من لحم ودم
مترع الجفنة ربعى الندى حسن مجلسه غير لطم
يجعل الهنء عطايا جمة إن بعض المال فى العرض أمم
لا يبالى طيب النفس به تلف المال إذا العرض سلم
أجعل المال لعرضى جنة إن خير المال ما أدى الذمم
قال عبيد بن الأبرص:
تصبوا وأنى لك التصابى أنى وقد راعك المشيب
إن يك حول منها أهلها فلا بدىء ولا عجيب
أو يك أقفر منها جوها وعادها المحل والجدوب
فكل ذى نعمة مخلوسها وكل ذى أمل مكذوب
وكل ذى إبل موروثها وكل ذى سلب مسلوب
وكل ذى غيبة يئوب 000000
أعاقر مثل ذات رحم أو غانم مثل من يخيب
أفلح بما شئت فقد يدرك بالضعف وقد يخدع الأريب
لا يعظ الناس من لا يعظ الدهر ولا ينفع التلبيب
لا ينفع اللب إن تعلم إلا السجيات والقلوب
فقد يعودن حبيبا شانىء ويرجعن شانئا حبيب
ساعد بأرض إذا كنت بها ولا تقل إننى غريب
قد يوصل النازح النائى وقد يقطع ذو الشهمة القريب
من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
بالله يدرك كل خير والقول فى بعضه تلغيب
والله ليس له شريك علام ما أخفت القلوب
والمرء ما عاش فى تكذيب طول الحياة له تعذيب
قال السموأل بن عادياء:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلنا شباب تسامى للعلا وكهول
وما ضرنا أنا قليل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذليل
لنا جبل يحتله من نجيره منيع يرد الطرف وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرع لا ينال طويل
وإنا لقوم ما نرى القتل سبة 0000000
يقرب حب الموت آجالنا لنا وتكرهه آجالهم فتطول
وما مات منا سيد حتف أنفه ولا طل منا حيث كان قتيل
تسيل على حد السيوف نفوسنا وليست على غير السيوف تسيل
صفونا فلم نكدر وأخلص سرنا إناث أطابت حملنا وفحول
علونا إلى خير الظهور وحطنا لوقت إلى خير البطون نزول
فنحن كماء المزن ما فى نصابنا كهام وما فينا بعد بخيل
وننكر أن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول
إذا سيد منا خلا قام سيد قئول لما قال الكرام فعول
وما أخمدت نار لنا دون طارق ولا ذمنا فى العالمين نزيل
وأيامنا مشهورة فى عدونا لها غرر معلومة وحجول
وأسيافنا فى كل شرق ومغرب بها من قراع الدارعين فلول
معودة أن لا تسل نصالها فتغمد حتى يستباح قبيل
سلى من جهلت الناس عنا وعنهم فليس سواء عالم وجهول
فإن بنى الديان قطب لقومهم تدور رحاهم حولهم وتجول
وقال شاعر :
رأيت رباطا حين تم شبابه وولى شبابى ليس فى بره عتب
إذا كان أولاد الرجال حزازة فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
لنا جانب منه دميث وجانب إذا رامه الأعداء ممتنع صعب
وتأخذه عند المكارم هزة كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب
وقالت شاعرة :
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه أم الطعام ترى فى جلده زغبا
حتى إذا صار كالفحال شذبه أباره ونفى عن متنه الكربا
أضحى يمزق أثوابى ويضربنى أبعد شيبى يبغى عندى الأربا
إنى لأبصر فى ترجيل لمته وخط لحيته فى خده عجبا
قالت له عرسه يوما لتسمعنى م هلا فإن لنا فى أمنا أربا
ولو رأتنى فى نار مسعرة ثم استطاعت لزادت فوقها حطبا
قال زهير:
والحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضر إذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحى بثفالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
وقال عمرو بن معد يكرب
ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال معادن ومناقب أورثن حمدا
وقال الحارث بن حلزة :
واحلب لأضيافك ألبانها فإن شر اللبن الوالج
رب عشار سوف يغتالها لا مبطىء الشد ولا عائج
يسوقها شلا إلى أهله كما يسوق البكرة الفالج
قد كنت يوما ترتجى رسلها فأطرد الحائل والدالج
بينا الفتى يسعى ويسعى له تاح له من أمره خالج
وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
تركت الالات والعزى جميعا كذلك يفعل الرجل الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمى بنى غنم أزور
ولا هبلا أزور وكان ربا لنا فى الدهر إذ حلمى صغير
وقال شاعر:
أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا تقاسمت الأمور
تركت اللت والعزى جميعا كذلك يفعل الرجل الخبير
وقال عمر بن الإطنابة :
أبت لى همتى وأبى بلائى وأخذى الحمد بالثمن الربيح
واقحامى على المكروه نفسى وضربى هامة البطل المشيح
وقولى كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدى أو تستريحى
لأدفع عن مآثر صالحات وأحمى بعد عن عرض صحيح
وقال أمية بن أبى الصلت
إله العالمين وكل أرض ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتنى سبعا شدادا بلا عمد يريين ولا رجال
وسواها وزينها بنور من الشمس المضيئة والهلال
ومن شهب تلألأ فى دجاها مراميها أشد من النصال
وشق الأرض فانبجست عيونا وأنهارا من العذب الزلال
وبارك فى نواحيها وزكى بها ما كان من حرث ومال
وكل معمر لابد يوما وذى دنيا يصير إلى زوال
وسيق المجرمون وهم عراة إلى ذات المقامع والنكال
وحل المتقون بدار صدق وعيش ناعم تحت الظلال
لهم ما يشتهون وما تمنوا من الأفراح فيها والكمال
وقال شاعر لا ندرى فى أى عصر عاش:
وذى رحم قلمت أظفار ضغنه بحلمى عنه وهو ليس له حلم
يحاول رغمى لا يحاول غيره وكالموت عندى أن يحل به الرغم
فإن أعف عنه أغض عينا على قذى وليس له بالصفح عن ذنبه علم
وإن انتصر منه أكن مثل رائش سهام عدو يستهاض بها العظم
صبرت على ما كان بينى وبينه وما تستوى حرب الأقارب والسلم
وبادرت منه النأى والمرء قادر على سهمه ما دام فى كفه السهم
ويشتم عرضى فى المغيب جاهدا وليس له عندى هوان ولا شتم
إذا سمته وصل القرابة سامنى قطيعتها تلك السفاهة والإثم
وإن أدعه للنصف يأب ويعصنى ويدعو لحكم جائر غيره الحكم
فلولا إتقاء الله والرحم التى رعايتها حق وتعطيلها ظلم
إذن لعلاه بارقى وخطمته بوسم شنار لا يشاركه وسم
ويسعى إذا أبنى ليهدم صالحى وليس الذى يبنى كمن شأنه الهدم
يود لو أنى معدم ذو خصاصة وأكره جهدى أن يخالطه العدم
ويعتد إنما فى الحوادث نكبتى وما إن له فيها سناء ولا غنم
وخفضى له من الجناح تألفا فتدنيه منى القرابة والرحم
وقولى إذا أخشى عليه مصيبة ألا أسلم فداك الخال ذو العقد والعم
وصبرى على أشياء منه تربينى وكظمى على غيظى وقد ينفع الكظم
لأستل منه الضغن حتى استللته وقد كان ذا ضغن يضيق به الجرم
وأبرأت ثلما بيننا فرفعته برفقتى وإحيائى قد يرفع الثلم
وأبرأت غل الصدر منه توسما بحلمى كما يشفى بأدوية كلم
فداويته حتى ارفان نفاره فعدنا كأنا لم يكن بيننا صرم
واطفأ نار الحرب بينى وبينه فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
وقال طرفة بن العبد:
أرى قبر نحام بخيل بماله كقبر غوى فى البطالة مفسد
ترى جثوتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى عقيلة مال الفاحش المتشدد
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه باليد
متى ما يشأ يوما يقده لحتفه ومن يك فى حبل المنية ينقد
أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة وما تنقص الأيام والدهر ينفد
أرى الموت أعداد النفوس ولا أرى بعيدا غدا ما أقرب اليوم من غد
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
وقال حاتم الطائى:
أماوى إن المال غاد ورائح ويبقى من المال الأحاديث والذكر
أماوى إنى لا أقول لزائر إذا جاء يوما حل فى مالنا نذر
أماوى ما يغنى الثراء عن الفتى إذ حشرجت يوما وضاق بها الصدر
أماوى إن يصبح صداى بقفرة من الأرض لا ماء لدى ولا خمر
ترى أن ما أنفقت لم يك محزنى وأن يدى مما تجلت به صفر
وقد علم الأقوام لو أن حاتما أراد ثراء المال كان له وفر
وإنى لا آلو بمال صنيعة فأوله زاد وأخره ذخر
يفك به العانى ويؤكل طيبا وما أن تعريه القداح ولا الخمر
وقال:
لعمرى لقد ما عضنى الجوع عضة فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمى اليوم أعضتنى فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا
فماذا عساكم أن تقولوا لأختكم سوف عذل من كان مانعا
وماذا ترون اليوم إلا طبيعة فكيف بتركى يا ابن أم الطبائعا
وقال
تنادى إلى جاراتها إن حاتما أراه لعمرى بعدنا قد تغيرا
تغيرت إنى غير آت لريبة ولا قائل يوما لذى العرف منكرا
فلا تسألينى واسألى أى فارس إذا الخيل جالت فى قنا قد تكسرا
وإنى كأشلاء اللجام ولن ترى أخا الحرب إلا مساهم الوجه أغبرا
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب مشمرا
وإنى إذا ما الموت لم يك دونه قدى الشبر أحمى الأنف أن أتأخرا
وقال عنترة :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمى
يخبرك من شهد الوقائع أننى أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هربا ولا مستسلم
جادت يداى له بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم
برحيبة الفرغين يهدى جرسها بالليل معتس السباع الضرم
كمشت بالرمح الأصم ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم
وتركته جزر السباع ينشنه ما بين قلة رأسه والمعصم
وشك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حامى الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا هتاك غايات التجار ملوم
بطل كأن ثيابه فى سرحة يحذى نعال السبت ليس بتوأم
لما رآنى قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم
فطعنته بالرمح ثم علوته بمهند صافى الحديدة مخذم
عهدى به شد النهار كأنما خضب البنان وراسه بالعظلم
وحليل غانية تركت مجدلا تمكو فريصته كشدق الأعلم
عجلت يداى له بعاجل طعنة ورشاش نافذة كلون العندم
لما رأيت القوم أقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر فى لبان الأدهم
يدعون عنتر والسيوف كأنها إماض برق فى السحاب المركم
يدعون عنتر والدماء سواكب تجرى بفياض الدماء وتنهمى
يدعون عنتر والفوارس فى الوغى فى حومة تحت العجاج الأقتم
يدعون عنتر والرماح تنوشنى عادات قومى فى الزمان الأقدم
إذا لا أزال على رحالة سابح نهد تعاوره الكماة مكلم
طورا يعرض للطعان وتارة يأوى إلى حصد القسى عرمرم
والخيل تقتحم الغبار عوابسا ما بين شيظمة وأجرد شيظم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره ولبانه حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه وشكا إلى بعبرة وتحمحم
لو كان يدرى ما المحاور اشتكى أو كان يدرى ما جواب تكلمى
ولقد شفى نفسى وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
وقال امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله على بأنواع الهموم ليبتلى
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلى بصبح وما الإصباح منك بأمثل
أصاح ترى برقا أريك وميضه كلمع اليدين فى حبى مكلل
يضىء سناه أو مصابيح راهب أمال السليط بالذبال المفتل
قعدت له بين دارج والعذيب بعدما متأملى
على قطن بالشيم أيمن صوبه وأيسره أعلى الستار فيذبل
فأضحى يسح الماء عن كل فيقة يكب على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك به جذع نخلة ولا أطم إلا مشيد بجندل
كأن ثبيرا فى عوانين وبله كبير أناس فى بجاد مزمل
وقال أوس بن حجر:
وإنى امرؤ أعددت للحرب بعدما رأيت لها نابا من الشر أعصلا
أصم ردينيا كأن كعوبه نوى القسب عراصا مزجى منصلا
عليه كمصباح العزيز يشبه لفصح ويحشوه الذبال المفتلا
وأملس حوليا كنهى قرارة أحس بقاع نفح ريح فأجفلا
وأبيض هنديا كأن غراره تلألؤ برق فى حبى تهللا
وقال
أيتها النفس أجملى جزعا إن الذى تحذرين قد وقعا
إن الذى جمع الشجاعة والحزم والندى جمعا
الألمعى الذى يظن بك كل الظن كأنه قد رأى وقد سمعا
وقال لبيد بن ربيعة:
إنا إذا التقت المجامع لم يزل منا لزاز عظيمة جشامها
ومقسم يعطى العشيرة حقها ومغذ مر لحقوقها هضامها
فضلا وذو كرم يعين على الند سمح كسوب رغائب غنامها
لا يطبعون ولا يبور فعالهم إذ لا تميل مع الهوى أحلامها
فبنى لنا بيتا رفيعا سمكه فسما إليه كهلها وغلامها
فاقنع بما قسم المليك فإنما قسم الخلائق بيننا علامها
وإذا الأمانة قسمت فى معشر أوفى بأعظم حقنا قسامها
وهم السعاة إذا العشيرة أفظعت وهم فوارسها وهم حكامها
وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها
وهم العشيرة أن يبطىء حاسد أو أن يلوم مع العدا لوامها
وقال الأعشى
تقول بنتى وقد قربت مرتحلا يا رب جنب أبى الأوصاب والوجعا
واستشفعت من سراة الحى ذا شرف فقد عصاها أبوها والذى شفعا
مهلا بنى فإن المرء يبعثه هم إذا خالط الحيزوم والضلعا
عليك مثل الذى صليت فاغتمضى يوما فإن لجنب المرء مضطجعا
واستخبرى قافل الركبان وانتظرى أوب المسافر إن ريثا وإن سرعا
كونى كمثل التى إذ غاب وافدها أهدت له من بعيد نظرة جذعا
ولا تكونى كمن لا يترجى أوبة لذى اغتراب ولا يرجو له رجعا
وقال :
أبانا فلا رمت من عندنا فإنا بخير إذا لم ترم
ويا أبتا لا تزل عندنا فإنا نخاف بأن نخترم
أرانا إذا أضمرتك البلا د نجفى وتقطع منا الرحم
أفى الطوف خفت على أبـ ـوكم من رد أهله لم يرم
وقد طفت للمال آفاقه عمان فحمص فأوريشلم
وقال
ولو أن دون لقائها جبلا مزلقه هضابه
لنظرت أنى مرتقا ه وخير مسلكه عقابه
لأتيتها إن المحـ ـب مكلف دنس ثيابه
ولو أن دون لقائها ذا لبدة كالزج نابه
لأتيته بالسيف أمـ ـشى لا أهد ولا أهابه
وقال المرقش الأكبر:
هل تعرف الدار عفا رسمها إلا الأثافى ومبنى الخيم
أعرفها دار لأسماء فالـ ـدمع على الخدين سح سجم
أمست خلاء بعد سكانها مقفرة ما إن بها من إرم
إلا من العين ترعى بها كالفارسين مشوا فى الكمم
بعد جميع قد أراهم بها لهم قباب وعليهم نعم
وقال ودوية غبراء قد طال عهدها تهالك فيها الورد والمرع ناعس
قطعت إلى معروفها منكراتها بعيهامة تنسل والليل دامس
تركت بها ليلا طويلا ومنزلا وموقد نار لم ترمه القوابس
وتسمع تزقاء من البوم حولنا كما ضربت بعد الهدوء النواقس
ولما أضأنا النار حول شوائنا عرانا عليها أطلس اللون بائس
نبذت إليه حزة من شوائنا حياء وما فحش على من أجالسه
فآض بها جذلان ينفض رأسه كما آب بالنهب الكمى المحالس
وأعرض أعلام كأن رءوسها رءوس جبال فى خليج تغامس
إذا علم خلفته يهتدى به بدا علم فى الآل أغبر طامس
وقال زهير:
ودار لها بالرقمتين كأنـــهـا مراجيع وشم فى نواشر معصم
بها العين والآرام يمشين خلفــة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجـة فهل يا عرفت الدار بعد توهم
وقال سويد بن أبى كاهل:
فكأنى إذ جرى الآل ضحى فـــوق ذيال بخديه سقع
كف خــداه على ديباجة وعلى المتــنين لون قد سطع
يبسط المشى إذا هــيجته مثل ما يبسط فى الخطو الذرع
راعه من طىء ذو أسهـم وضراء كن يــبلين الشرع
فرآهن ولما يستــــبن وكلاب الصيد فيهـن جشع
ثم ولى وجنابان لــــه من غبارا كدرى واتــدع
فتراهن على مهلتــــه يختلين الأرض والشاة بلــع
دانيات ما تلبسن بـــه واثقان بدماء إن رجـــع
يرهب الشد إذا أرهــقنه وإذا برز منهن ربــــع
وقال السليك بن السلكة:
أشاب الرؤأس أنى كل يوم أرى لى خالة وسط الرحال
يشق على أن يلقين ضيما ويعجـز عن تخلصهن مالى
وقال عروة بن الورد
أرى أم حسان الغداة تلومنى تخوفنى الأعداء والنفس أخوف
لعل الذى خوفتنا من أمامنا يــصادفه فى أهله المتخلف
وقال تأبط شرا:
يقول أهلكت مالا لو قنعت به من ثوب صدق ومن بز وأعلاق
عاذلـتى إن بعض اللوم معنفة وهـــل متاع وإن أبقيته باق
وقال أبو خراش الهذلى :
وإنى لأثوى الجوع حتى يملنى فيذهب لم يدنس ثيابى ولا جرمى
وأغتبق الماء القراح فـأنتهى إذا الـزاد أمسى للمزلج ذا طعم
أرد شجاع البطن قد تعلمينه وأوثر غـيرى من عيالك بالطعم
مخافة أن أحيا برغم وذلــة وللموت خير من حياة على رغم
وقال الشنفرى:
أديم مــــطال الجوع حتى أميته وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل
وأستف ترب الأرض كى لا يرى له عــلى من الطول امرؤ متطول
ولولا اجتناب الـذام لم يبق مشرب يــــعاش به إلا لدى ومأكل
وقال طرفة بن العبد:
ما تنظرون بحق وردة فــيكم صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغـيره حتى تظــل له الدماء تصبب
والظلم فرق بين حيى وائــل بكر تساقيهــا المنايا تغلب
أدوا الحقوق تعز لكم أعراضكم إن الكريم إذا يحـرب يغضب

اجمالي القراءات 21459