فاينانشيال تايمز": موجة من الضيق في مصر نتيجة الغموض والجدل حول خليفة مبارك
فاينانشيال تايمز": موجة من الضيق في مصر نتيجة الغموض والجدل حول خليفة مبارك

في السبت ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

توقعت أن يعمل النظام على إخراج المعارضة من البرلمان.. "فاينانشيال تايمز": موجة من الضيق في مصر نتيجة الغموض والجدل حول خليفة مبارك
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن المعارضة في مصر تعاني من أوضاع سيئة للغاية، عازية ذلك إلى ضعف الإمكانيات وعدم توافر الدعم في بلد وصفته بأنه "أصبحت فيه اللامبالاة هي القاعدة"، فضلا عن تعرضها للقمع على يد النظام المصري، الأمر الذي أدى إلى انتشار موجة من الضيق في المجتمع المصري، بسبب الصورة السياسية القاتمة، وحالة الركود السياسي نتيجة الغموض والجدل حول من سيخلف الرئيس حسني مبارك.
وأبرزت الصحيفة الأحداث التي شهدها حزب "الغد" الشهر الماضي، الذي تعرض لهجوم من عشرات المسلحين بقنابل المولوتوف على مقره الكائن بمنطقة وسط القاهرة، المملوك لمؤسسه الدكتور أيمن نور، وأدى إلى تصاعد السنة اللهب في نوافذ المبنى، في إشارة إلى انتشار الصراعات والمشاحنات داخل الأحزاب الضعيفة والهشة التي تتألف منها المعارضة السياسية الضعيفة في مصر.
وأشارت إلى أن الفريقين المتصارعين اللذين يمثل أحدهما الموالين لمؤسس الحزب أيمن نور الذي ألقي به في السجن نتيجة تحديه الرئيس حسني مبارك في انتخابات 2005، والفريق الآخر الموالي للحكومة (في إشارة إلى جبهة موسى مصطفى) قد ألقى كلاهما باللوم علي الآخر في المعركة التي نشبت في وضح النهار بين الفريقين.
ورغم أن أحدا لم يصب بجروح خطيرة في هذه المعركة، إلا أنها تسببت في مزيد من الضرر للحزب الذي يكافح للبقاء منذ انتخابات 2005، كما أن هذا الصراع كشف بما لا يدع مجالا للشك، المحن التي تواجهها المعارضة السياسية في مصر، بحسب الصحيفة.
واعتبرت أن المشكلات التي تواجه الأحزاب هي نتيجة طبيعية لضعف الإمكانيات، وعدم توافر الدعم في بلد "أصبحت فيه اللامبالاة هي القاعدة"، فضلا عن تعرضها لقمع النظام الذي يعمل على الحد من أنشطتها ولا يرغب في الإصلاح السياسي، وإنما يرى منتقدوه أنه يعمد بدلا من ذلك إلى ابتكار أساليب لتكبيل المعارضة وتقسيمها وإسكاتها.
ورأت الصحيفة أن هذا النظام أثار موجة من الضيق نتيجة للصورة السياسية القاتمة والركود السياسي الذي تفاقم نتيجة الغموض والجدل حول من سيخلف مبارك، خاصة في ظل التكهنات
التي تشير إلى احتمالية أن يخلفه ابنه جمال، وأنه يجرى إعداده حاليا لشغل هذا المنصب، وإن كان أحد لا يستبعد أن يترشح الرئيس مرة أخرى للانتخابات المقررة في 2011 على الرغم من أنه سيكون وقتها في 83 من عمره.
وأوضحت أن مبارك لم يكن قد عين نائبا له منذ توليه السلطة عام 1981، ولا يوجد خليفة واضح له غير ابنه جمال الذي طفى على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة، رغم أن المقربين منه قد التزموا الصمت حول المسألة، وإن كان ما زال من غير الواضح إذا ما كانت المؤسسة العسكرية سوف تتقبله كأول رئيس مدني لمصر من خارج ضباط الجيش منذ الإطاحة بالملك فاروق عام 1952.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين، قوله: "هناك قلق داخل النظام الحاكم والمجتمع حول قضية الخلافة، فهناك رد فعل ضد إعداد جمال لخلافة والده، فهذا الأمر يحدث في سوريا أو المغرب أو الخليج ولكن من الصعب أن يحدث شيء مماثل في مصر".
وأشارت إلى أنه عندما حصل حزب "الغد" على رخصة إنشائه في عام 2004، كان هناك بصيص من الأمل في التغيير أكثر من الوضع السياسي الراهن، كما يبدو أن واشنطن كانت جادة في دفع مصر نحو مزيد من الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولكن التحول عن حملة الديمقراطية وصعود الإسلام السياسي، أسهم في النجاح الذي أحرزته جماعة "الإخوان المسلمين" المُعارِضة القوية في الانتخابات البرلمانية 2005.
وتوقعت الصحيفة أن تمارس الحكومة مزيدا من القمع على جماعة "الإخوان" في الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن تحمل المعارضة على الخروج من البرلمان، لأن النظام أصبح يشعر أن المواطن أصبح لديه خيارين؛ أما أن يكون مع الحزب "الوطني" أو مع "الإخوان".
اجمالي القراءات 3892