شدد وزير الخارجية السوداني «إبراهيم غندور»، على أن هناك خيارين فقط أمام مصر بشأن مثلث حلايب الحدودي المتنازع عليه معها، وهما التفاوض أو التحكيم، مشيرا إلى أن محاولة «تمصير» المثلث عبر طمس الهوية السودانية فيه دفع بلاده لاستدعاء سفيرها وتقديم ثلاث شكاوى لمجلس الأمن ضد مصر.
وأضاف «غندور»، لدى إدلائه ببيان أمام البرلمان السوداني أن «قضية حلايب محورية ذات أولوية في قضيتنا الخارجية وستظل حية»، معتبرا أن «مداولات البرلمان تزيدها حيوية»، بحسب وكالة الأنباء السودانية «سونا».
وأكد أن «عدم حل قضية حلايب سيظل عقبة أمام تطور العلاقات بين السودان ومصر إلى الآفاق التي نرجوها ونتطلع إليها».
وشدد الوزير السوداني، على أن «مثلث حلايب جزء لا يتجزأ من السودان» وأنه ظل ضمن أولويات سياسته الخارجية، مؤكدا حرصه على التحلي «بسياسة ضبط النفس وعدم التصعيد؛ حفاظا على أزلية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين».
وأشار «غندور»، في كلمته، إلى «الإجراءات التصعيدية للجارة مصر وما شهدته الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2017 وحتى مارس/آذار 2018 بشأن المثلث من طمس للهوية السودانية وتغيير أسماء المرافق العامة وفرض سياسة الأمر الواقع وممارسة الانتخابات وغيرها»، مضيفا: «أن هذا التصعيد دفعنا لاستدعاء سفيرنا وتقدمنا بثلاث شكاوى لمجلس الأمن».
واعتبر أن «ما قامت به مصر لا يتسق مع الروح الإيجابية التي ظل يبديها السودان لمعالجة القضية عبر التفاوض أو التحكيم حتى لا تكون عقبة أمام تطور العلاقات في المستقبل المنظور والبعيد»، مشيرا إلى «رفض السودان لأي تمصير لحلايب».
وشدد «غندور» على تمسك السودان «بحقه غير القابل للتفاوض في السيادة الكاملة على مثلث حلايب».
وأوضح أن «السودان تقدم في الآونة الأخيرة بثلاث شكاوى منفصلة إلى مجلس الأمن تتعلق الأولى بترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية عقب ضم جزيرتي تيران وصنافير لحدود المملكة، والثانية إنشاء مصر ميناءين للصيد في شلاتين وأبو رماد ضمن مثلث حلايب، والثالثة جاءت عقب إجراء انتخابات الرئاسة المصرية الماضية في المنطقة المتنازع عليها».
وأعرب عن أمله في أن «تؤدي الطرق في هذه القضية خلال اجتماعات القمة واجتماعات اللجنة العليا واللجنة الرباعية واجتماعات لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين لموافقة الجانب المصري على أحد الخيارين التفاوض أو التحكيم إذ لا خيار ثالثا في الوقت الحالي».
وتابع: «لن نقبل إدارة مشتركة في جزء عزيز من أرض الوطن.. مثلث حلايب ظل الأبرز في كل حواراتنا مع أي مسؤول مصري وفي كل المستويات وظلت هذه القضية قائمه في مباحثات رئيسي البلدين».
وتأتي تصريحات الوزير السوداني بشأن حلايب بعد أسبوعين من لقاء جمع الرئيس السوداني «عمر البشير» بنظيره المصري «عبدالفتاح السيسي» في القاهرة، وتحدث «البشير» بعيد المحادثات عن نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين.