ابن عساكر المعاصر فى حوار مع روز اليوسف .!.
وهذا الحوار نشر فى مجلة روز اليوسف بالعدد رقم [4194] الصادر فى 25/10/2008م صـ 6769. وكان السبب فى هذا الحوار هو الموضوع الذى نشرته المجلة بالعدد الماضى رقم [4193] عن كتاب [جناية قبيلة حدثنا ] .لمؤلفه الأستاذ الكبير جمال البنا [ موا ليد 1920م] وهو الشقيق الأصغر لمرشد الإخوان حسن البنا [ 1906م- 1948م] وجمال البنا مفكر إسلامى كبير لم يدخل جماعة [ الإخوان ...؟.!.] منذ نشأتها وحتى الآن - هذا سر عظمة جمال البنا ...!. - ولم يعتقل فى حياته إلا مرة واحدة عام 1949م فقط...فقط ...فقط .!!! بعد أن قتل الإخوان ا&aacacute;نقراشى باشا رئيس وزراء مصرفى 28 ديسمبر 1948م ، ولقد رد على المؤلف بعض شيوخنا الكرام : ا.د عبدالفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر سابقا ، ا.د أحمد عمر هاشم أستاذ الحديث و رئيس جامعة الأزهر الأسبق ، والشخ الجليل فرحات المنجى . فى العدد الماضى من المجلة رقم (4193).
نص الحوار ...!.؟
يرى الباحث والكاتب الإسلامى عبدالفتاح عساكر أنه لا يمكن لأي مسلم أن يطعن على السنة النبوية المطهرة ، ولكنه شأن كثيرين يتبنون موقفه يختلف مع - د. أحمد عمر هاشم حول تعريف السنة وهل هى السنة الفعلية .. أم الأحاديث المروية .. وهي وجهة نظر ستفتح " روز اليوسف" صفحاتها للرد عليها .
عناوين الحوار:
*** الباحث الإسلامى عبد الفتاح عساكر يرد على– د. أحمد عمر هاشم :
*** يا دكتور .. الرسول لم يأتينا إلا بالقرآن الكريم فقط .
*** لو صدقنا ادعاءهم بأن السنة شرحت ما لم يشرحه القرآن فمعنى ذلك أنها مكملة له .. أى أنه ناقص !.
*** (( البخارى إتهم ابو هريرة بالتدليس فأيهما نصدق .؟.!.
*** البخارى بدأ يجمع الحديث وهو فى العقد الثالث من العمر .. ولو كان يجمع الحديث الواحد فى 5 دقائق لا حتاج 17 سنة كى يجمع الـ 600 ألف حديث الذى إدعى جمعها .!.
*** د. أحمد عمر هاشم نشر فى الأهرام مقالا يقول فيه : " الشيطان علم أبا هريرة آية الكرسى وفضلها " . ! .
هدى المصرى :
نص الحوار ...!.؟
يقول " عساكر" لا يمكن لأحد أن يطعن على السنة النبوية استنادا لقول الله تعالى (( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ...* )) .
هكذا تحدث علماء الأزهر على ما إعتبروه تطاولا من " البنا " فى حق السنة النبوية ؟.!.
والحق يقول فى قرآنه الكريم : ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا*)) .
ولذلك فليس لنا خيار فيما كان فيه أمر من الله ورسوله ، وأمر الله لم يصلنا إلا من رسول الله ..
ومن هنا نقول أن للحوار فى الإسلام آدابا ملزمة لجميع المسلمين ، وإذا عدنا إلى ما استشهد به د. أحمد عمر هاشم وهي الآية الكريمة :
(( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ...* )) .
أقول له يا د. هاشم : الرسول لم يأتينا إلا بالقرآن الكريم فقط ، والدليل من القرآن نفسه ، فالحق تبارك وتعالى يقول : (( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ* )) .
وهذا نص واضح وصريح وغيره من الآيات:
(( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ* )) .
ولذلك أتساءل: هل هناك شيء آخر أنزل إلينا من ربنا بخلاف القرآن . ؟ .
وإذا كانت الإجابة بالإيجاب فهذا يتعارض مع قول الحق تبارك وتعالى فى القرآن الكريم : (( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * )) .
• ولكن العلماء يرون أن السنة هى تفصيل لما ذكره القرآن الكريم .؟.:
- هل المبين فى حاجة لمبين ..؟.
- وإذا اعتبرنا السنة شارحة فأسأل د. أحمد عمر هاشم وعلماء الأزهر : هل : (( آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ *)) . والذى تحدث عنه الحق سبحانه وتعالى وقال:((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ *) .
- يحتاج لشارح ...؟.!.
- ولكن قبل أن يتهمنا أي منهم بأننا ننكر السنة .!. أقول لك :
- أن السنة النبوية الشريفة هى التطبيق العملى لكتاب الله قولا وفعلا وإقرارا ومنكرها منكر للقرآن الكريم .
- وكل ما يخالف كتاب الله وجاءت به الرواية ليس من رسول الله .
- مثلا – كل مروى يتحدث عن غيب لم يأت ذكره فى القرآن الكريم قبل البعثة وأثناء وبعد وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليس صحيحا لأن الله نفى علو الغيب عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي .
• هناك أشياء يعتقد البعض ومنهم د. فرحات المنجى أنها ثوابت لا يصح النقاش فيها مثلا أن القرآن الكريم لم ترد به تفاصيل الفروض كالصلاة والحج والزكاة فكيف لنا أن ننكر الأحاديث المروية والتى توضح تفاصيل هذه الفروض .؟.
- هذا القول معناه أن السنة جاءت مكملة للقرآن مما يوحى أن كلام الله جاء منقوصا . فهل يعقل هذا .؟.
- وقول الله تعلى فى سورة النحل : (( ... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ* )) .
- يوضح أن القرآن تبيانا وهو البيان التام لكل شيء.
*دكتور أحمد عمر هاشم يقطع بأن السنة هي المصدر الثانى للتشريع ولا يقبل إسلام من أنكرها جحدها .؟.!.
- السنة العملية جاءت بالتواتر العملى ولم تأت بالرواية . وهذا الكلام يتعارض مع الآيات القرآنية التى سبق أن ذكرناها فضلا عن أن الأحاديث المروية لم تظهر فى مجتمع المسلمين مكتوبة حتى نهاية القرن الثانى الهجرى . وهذا ما يؤكده خبراء (علم الإجتماع ) يأن القرن من الزمان يعاصره ثلاثة أجيال فاعلة ، فإذا سلمنا بهذا مع القول بأن البخارى مواليد 194هـجرية وتوفي عام 256هجرية أي أن البخاري فى الجيل السابع الذى بدأ يروى وقبل ذلك لم يكن هناك تدوين فضلا عن أن البخارى نفسه إذا كان قد بدأ يزاول نشاطه فى جمع واستخلاص الأحاديث فى العقد الثالث من عمره سنة 224هـجرية ، وهو نفسه ذكر فى مقدمة كتابه : جمعت 600ألف حديث فى 16سنة .
مع ملاحظة أن عمر الدعوة على عهد النبي عليه الصلاة والسلام 23سنة فقط .
ومن جانب آخر يدافع دكتور هاشم عن أبى هريرة ، رغم أن البخارى نفسه يعترف بقيام أبى هريرة بتدليس الحديث . فإذا كانوا يرون أن البخارى أعلى وأصدق مراتب الحديث فهناك دليل من البخارى على تدليس أبى هريرة للحديث ..
وأتساءل : إذا كانت السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – زوجة الرسول الأولى . والتى وقفت بجانبه وعزرته وشريكة كفاحه عاشت معه 15 عاما قبل البعثة وثمانى سنوات بعدها وجملتها 23 سنة ومع ذلك لم يحصل البخارى على حديث واحد منها .
بينما حصل من أبى هريرة على أحاديث رغم إعترافه بتدليسه فى رواية عن عائشة بنت لأبى بكر .
وأبو هريرة والذى إختلف فى إسمه فى بعض الروايات 39مرةوبعضها 40و41مرة وفترة مكوثه مع النبي عام و9 أشهر فلماذا لم ينقل البخارى عن خديجة –رضى الله عنها – ونقل عن أبى هريرة .
• أبو هريرة كان أكثر الصحابة رواية للحديث لأنه أكثرالصحابة ملازمة للرسول وكان متفرغا لرواية السنة كما جاء على لسان دكتور أحمد عمر هاشم .؟.!.
- دكتور أحمد عمر هاشم . رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأستاذ الحديث كتب بأن الشيطان علم أبا هريرة آية الكرسى وفضلها فى مقال نشر يوم 15 يتاير 1999م فى صفحة الفكر الدينى أنوار رمضان التى تنشرها جريدة الأهرام .!.
- وأقول له إنك تؤكد على تفسير القرآن بالسنة ، وأشرت إلى أن الشيطان علم أبا هريرة آية الكرسى وفضلها ، فهل الشيطان معلم للقرآن .؟.!
• ولكن العلماء يؤكدون أن السنة كتبت فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .؟.!.
- كل ما لدينا 200 مصحف بخط اليد منذ عهد الخلقاء الراشدين ، ولا يوجد كتاب واحد للأحاديث لا فى عهد النبي أو الصحابة أوحتى الخلفاء الراشدين وإنما وجدت المرويات بعد250 عاما من ظهور الإسلام .
- والمرويات فيها الشيء ونقيضه .. ففى الوقت الذى ينشغل العالم برواد الفضاء والطب والتكنولجيا لا نزال نتحدث عن فتوى إرضاع الكبير وقبيلة حدثنا وروايات تخالف كتاب الله تتحدث عن الغيب فى الماضى أو المستقبل ، ولم يأت ذكرها فى القرآن الكريم مثل الدجال والمهدى المنتظر وزواج نبي الله موسى من إبنة نبي الله شعيب ، والذى يؤكد القرآن الكريم أنه لم يتزوجها ، واتهام سيدنا يوسف بأنه كان سيعاشر إمرأة العزيز ، فكل حديث يخالف القرآن الكريم ليس من رسول الله عليه الصلاة والسلام . ا.هـ .
يارب ... إحفظ مصر من كل سوء .
ودائما لكم دعاء وتحيات : ابن عساكر المعاصر .