تحية لكل الأعزاء هنا ,تحيةلصاحب الدار الدكتور منصور الذى يستضيفنا فى رحاب داره العامرة على النت,يفتح صدره
للجميع لايتسلط ولايفرض رأيا,منذ فترة وأنا لا أكتب شيئا ولا أعلق على شيئا,أحيانا أحب الصمت ومراقبة الناس تطورات الاحداث,بلا أدنى تعليق على أى شئ اى كان ,الذى جرى قدماى مرة أخرى للكلام ,المناقشات الدائرة هنا وهناك عن الصلاة,ماكتبه الاستاذ الكريم فوزى فراج وبعض من تبنى ماذهب اليه وبعض من يعارضه ,المناقشة ذكرتنى بحديث مع صديق كاهن كاثوليكى,سألته :ماهى جذور طقوس الصلاة فى الكاثوليكية,أعنى عندما يدخل المصلى الكنيسة فأنه يغمس يده بماء مقدس,يعقبه برشم علامة الصليب,ثم عندما يدخل الى باحة اصلاة يركع بأتجاه الهيكل على قدم واحدة محنينا رأسه ,ثم يرسم علامة الصليب مرة أخرى ثم يذهب ويركع على احد المقاعد المخصصة لذلك,قال لى انه تقليد مقدس يرجع للاباء الرسل أخذوه عن المسيح ,وهى تقاليد كاثوليكية كونية تجدها بالصين بالبيرو بامريكا ببوركينافاسو!
تعجبت وقلت له شئ غريب الذى أعرفه ان عيسى-يسوع كان رجلا اسرائيليا تقيا يعبد يهوة الوهيم ,وماكانت تقاليد المجامع اليهودية تعرف رسم علامة صليب ولاركوع امام القربان المقدس!!
التاريخ الأنسانى يحدثنا كيف يطور الناس فهمهم وممارستهم للدين,ثم يقسمون بأغلظ الايمان أن هذا هو دين الله الواحد ماغيروا ولابدلوا فيه,عندما قامت حركة الاصلاح فى اوربا بالرجوع لنصوص الكتاب المقدس وحده بأعتباره انه بنفسه يصر على انه المصدر الوحيد للتشريع (الى الشريعة والى الشهادة ان لم يقولوا هذا القول فليس لهم فجر)ثارت ثائرة القوم ,فماذا سيكون مصير الذبيحة الالهية والسبحة الورية ,احتفالات القديسين,ابهة المذابح والهياكل الضخمة!اى كارثة نفسية زلزت اعماق هؤلاء البشر رغم ان رب الكتاب المقدس يقول لهم (أريد رحمة لا ذبيحة)لكنهم يريدون ذبيحة لأرضاء هواهم الشخصى (أرأيت من أتخد الهه هواه)..
لايختلف ماحدث بالعالم الدينى المسيحى عما حدث بالعوالم الدينية الأخرى هندوسية بوذية اسلاميه(تشابهت قلوبهم),عندما قرأت ماكتبه الاستاذان فوزى وعمر اسماعيل,تخيلت النبى محمدا جالسا للصلاة فى التشهد قائلا اللهم صلى على محمد اللهم صلى على ال بيت محمد وفكرت بشئيين اذا حدث هذا لربما كان النبى الكريم يدعو لنفسه ولال بيته وهو مايفعله جميعنا فى اعقاب صلاته بالطبع اذا حدث هذا ,ولكن لماذا نستمر نحن بالدعاء للنبى محمدا وال بيته الكرام وقد أفضوا الى ربهم ورحمته ,وهم الان فى ظلال جنان وافرة,جزاء على حياتهم النقيه الطاهرة التى عاشوها.
اذا صدقت القصة وكان النبى الكريم يلح بدعواه ان يصلى الله عليه وعلى ال بيته ,فلم يخطأ بشئ ,فلقدأقام صلاته لذكر الله وحده,ودعا لنفسه وال بيته,لكن اذا نحن حولنا صلاتنا من ذكر الله وحده ,الى شركة مساهمة نذكر فيها الانبياء واولادهم ومن سبقهم ومن سيلحق بهم فلقد خرجنا عن نطاق الصلاة الرئيسى الذى هو ذكره الله وحده,وتشابهنا مع من قبلنا ومن بعدنا ولاحجة لنا ان ننكر على أحدا ان يذكر الصديقة مريم وابنها وزوجها فى صلاته او شيفا وهانومان الخ الخ!
ليست قصة الصلاة ركوعا وسجودا فقط ولامدى صحة طقوس الصلاة وتطابقها ,قصة الصلاة هدفها ذكر الله الذى يقود لتهذيب النفس ورقيها ناهيا اياها عن الفحشاء والمنكر,طقوس الصلاة من ركوع وسجود هى رغم لنفس الانسان بالتراب تذكيره باصله الترابى,حتى لايتيه بنفسه ويظن انه قادرا على م لا يقدر عليه أحدا,فهو نهاية تراب والى التراب يعود !
كما ان قصة الصلاة ليست منحصرة بعدد ركعاتها ولا بأوقاتها ولابعدد مراتها,وهى هواية حبيبة فى العالم الاسلام حيث الاف الملجلدات فى الصلاة ,عشرات المناظرات والاختلافات الفقهية !بشكل يثير احيانا السخرية المريرة,قصة الصلاة قلبها موضوعها الرئيسى هو ذكر الله وحده فقط ,لاأدرى على الاطلاق ماالمشقة فى ان نفهم هذا ؟اين البديهية التى تقول ان نذكر الله وحده بأن نشرك معه النبى الكريم محمدا وال بيته والنبى ابراهيم وال بيته من الاذان الى السلام عليكم؟ وهذا الذكر ثمرته ان يبتعد الانسان عن الفحشاء والمنكر فتترقى نفسه وتطمأن فيشع سلما وراحة على من حوله.
السؤال الان هل النمط الروحى الشائع فيما يسمى العالم الاسلامى أتى اكل طيبة ,فتحسنت اخلاق الناس ,طابت خواطرهم ,صاروا اصحاب اخلاقيات صلبة,أم أننا نرى اناسا يعيشون فى ابشع حالات انفصام الشخصية الجماعية؟عندما سأل عيسى –يسوع كيف يتمكن الناس من تمييز الدعوات الصادقة من الباطلة قال (من ثمارهم تعرفونهم) وكما قال ربنا(كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لاتفعلون) واذا نظرنا الى النمط الدينى الروحى الاخلاقى الاجتماعى السائد بالعالم الاسلامى لخرجنا بنتيجة بديهية واحدة انه لايجتنى من الحسك عنبا!
اما تاريخية الصلاة الحالية باذانها واركانها ومايقال فيها ,فبلاشك تاريخيا ان كل الصلوات التى عرفها البشر تعرف ركوعا سجودا ,واحيانا تتشابه رايت هندوسا وبوذيين مسيحين ويهودا يصلون صلاة تشبه الطريقة التى يصلى بها المسلمون ,وعندى فان طريقة الصلاة كما هى اليوم ,هى النسخة الاصلية للصلاة كما صلاها النبى محمدا اما الاذان فلا اعرف منه شيئا سوى الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله,ولا اقرأ شيئا بصلاتى سوى فاتحة الكتاب ,والتشهد عندى بديهيا هو أشهد انه لا اله الا الله,لا اذكر النبى محمدا ولا ابراهيم ولا اخلط ذكرى لله بذكر سواه..سواء هذا تناقض او توافق مع احدا فلايهمنى سوى ان تكون صلاتى حسب ماعملنى ايه ربى (أقم الصلاه لذكرى) سواء فعل بسطاء المسلمون هذا ام عافوه ,سواء تناقض هذا مع كلام هذا او ذاك سواء وافق عليه التاريخ ام لا اى كانوا. كلمة الله عندى فوق كل شئ وأى شئ.
اما من يصلى صلاة يخلط فيها ذكر الله بغيره فامره بيد من يصلى له ,فاذا قال الله ربنا له قلت لك(اقم الصلاة لذكرى) ليرد عليه العبد ولكن التاريخ وكلام الناس ويعدين انا فرد عادى يعنى الخ الخ بلاشك تلمع امامنا كلامات ربنا(أرأيت من أتخذ الهه هواه)
ولنا عودة ان كان للعودة أهمية