هذه صلاتى, فهل تختلف كثيرا عنك !!

فوزى فراج في الأحد ٢٦ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هذه صلاتى, فهل تختلف كثيرا عنك !!

الصلاة هى كلمة لها مرادفها ربما فى جميع اللغات الأخرى, وهى طقس من طقوس العبادة له ما يماثله او يعادله او يشبهه فى شتى العقائد, مع إختلاف الطرق او الوسائل.  وفى الإسلام هى أكثر طقوس العبادة ممارسة , فكل مسلم  ( السواد الأعظم منهم ) يعرف أنها تمارس كل يوم خمس مرات,وكل مسلم يدرك أن كل صلاة منهم لا تختلف عن الأخرى سوى فى عدد الركعات .

ولأنى أعتبر نفسى أنتمى الى طائفة ( المسلم البسيط  أو الأغلبية العظمى) وليس الى طائفة ( الخاصة ) من المسلمين , فإن صلاتى بإختصار تماثل بشكل كبير صلاتهم, فمثلا, أقوم الى الصلاة بعد الوضوء فأقف موليا وجهى الى " مكة" كما أعتقد لأنى أبعد عنها بألاف الأميال, وأنوى الصلاة, فأقرأ الفاتحة, ثم ما تيسر من القرآن , ثم أنحنى قدر ما يسمح ظهرى المتعب وأردد سبحان ربى العظيم ثلاث مرات, وأقف مرة أخرى بينما أقول سمع الله لمن حمده, وبعدها أنزل الى ركبتى ساجدا لله جل وعلا, قائلا الله اكبر, ولدى سجودى ووضع جبهتى على الأرض, أردد سبحان ربى الأعلى ثلاث مرات, ثم أرتفع بينما لا زلت جالسا, قائلا الله أكبر, وبعدها أسجد مرة أخرى بينما أقول الله أكبر, ولدى سجودى أردد سبحان ربى الأعلى ثلاث مرات , وبعدها أعود واقفا بينما أردد أن الله أكبر, وهذا ما أعتبره الركعة الأولى, والتى أكررها تماما مرة ثانية, غير أنى بعد السجود فى المرة الثانية, لا أقف و لكن أظل جالسا على ركبتى لكى أردد التشهد, وهى التحيات لله والصلوات والطيبات, السلام عليك يا أيها النبى ورحمة الله وبركاته, السلام علينا , وعلى عباد الله الصالحين, أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فإن كانت تلك هى صلاة الصبح, فإستكمل التشهد بقولى, اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين إنك حميد مجيد, ربنا آتنا فى الدينا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وإن كانت صلاة الظهر, فإنى إكمل الركعتين التاليتين كما فى الركعتين الأولين, مع قراءة الفاتحة فقط, ومع قراءة التشهد كاملة بعد الركعة الرابعة, أو الثالثه فى صلاة المغرب. ثم أنهى صلاتى بالسلام عليكم ورحمة الله يمينا ويسارا.

كان من الممكن ان تنتهى هذه المقالة عند هذا الحد لو أن الأمر كان بهذه البساطة, ولكن كما نعرف جميعا, أن الأمر ليس بهذه البساطة حتى فى أمر الصلاة التى من المفروض بحكم كثرة ممارستها وبحكم الإجماع عليها, وبحكم إنتشارها كأكبر طقس من طقوس الإسلام.     لكن لأن كيفية الصلاة لم تشرح فى القرآن بالتفصيل او حتى الإختصار, فكان على كل منا أن يفكر فى كيفية الوصول اليها او فى وصولها الينا بالشكل الذى نراه, وكان علينا أن نفكر فى السبب الذى من أجله لم تشرح فى القرآن.

ولا يحتاج أى منا ان يكون عبقريا او أن يكون من جراحى المخ كما يقال, لكى يفهم السبب, فكل منا يعرف جيدا ان الصلاة بشكلها المعروف, لا تحتاج الى مجلدات ومراجع لفهمها او لشرحها أو لكى يتقن أدائها من يريد ذلك, وإن لم يمنع ذلك من أن كتبت فيها مجلدات ومراجع, ولم يمنع ذلك من ان قامت عنها مناقشات لم تنتهى بعد, فكل منا يعرف ان الطفل الصغير يستطيع ان يقوم بها بشكل صحيح حتى قبل ان يعرف القراءة والكتابه, فحركاتها يقلدها الطفل حتى قبل ان يستطيع المشى, وكلماتها يستطيع ان يحفظها عن ظهر قلب حتى قبل ان يعرف الفرق بين الألف والباء, إذن من الممكن ان نستنتج ان أداء الصلاة فى حد ذاته ليس مقياسا للإيمان او لأى شيئ أخر, ولكن قبولها هو المقياس , وقبولها هو أمر لا يتحكم فيه أى بشر, مرة أخرى, لا يتحكم فى قبولها أى بشر, أكرر مرة ثالثة, لا يتحكم فى قبولها أى بشر, ولكن مرجعه الى الله عز وجل, والمعنى هنا حتى لو إختلف إثنان على طريقة تأدية الصلاة, وعلى أيهما أصح من الأخر, فليس فى الإتفاق بينهما ما يضمن لأى منهما ان صلاته سوف يقبلها الله عز وجل.

لو كانت الصلاة شيئا صعبا لا يستطيع حتى طفلا فى السابعة من عمره القيام بها , لكان من حقنا ان نسأل أو نتساءل عن السبب فى ان القرآن لم يشرحها بالتفصيل, غير اننا عندما ندرك سهولتها كما اشرت اليه سابقا, فسندرك انه ( ربما) لهذا السبب لم يشرح القرآن خطوات أدائها بالتفصيل. لكننا نجد أنفسنا أمام سؤال أخر, هل كانت الصلاة كما نعرفها الأن بهذا الشكل, او بمعنى أخر,  هل أداها الرسول بهذا الشكل منذ ان قام بها أول مرة حتى نهاية الدعوة, أم انها ( تطورت) , وهو سؤال يحق لنا ان نضعه أمامنا وأن نناقشه.

أن حصيلة معلوماتنا عن الإسلام تأتى من القرآن أولا , ثم تأتى بعد ذلك من التاريخ, كما تأتى أيضا مما توارثناه عن أبائنا, وهم عن أبائهم وهكذا, كما ذكرنا من قبل.  الصلاة لم يأتى شرح تفاصيلها فى القرآن, ولكن بالتواتر, فتعلمناها عن أبائنا, حياة الرسول لم تأتى بالتفصيل فى القرآن, ولكن عرفناها مما ذكرة التاريخ, والتاريخ كما ذكرنا فى عدة مقالات من قبل, لا يجب ان نصدق ما جاء به بالحرف, فإن أغلب ما كتب فى التاريخ خاصة الإسلامى ( الطبرى بصفة خاصة كما ذكرت فى عدد من المقالات )  لم يكتبه شاهد عيان, بل جاء فى نفس قالب العنعنات, ومن ثم  يجب ان نعمل عقولنا فيما نقرأه, أما القرآن فهو المصدر الوحيد الذى يؤمن به كل مسلم ويؤمن بما جاء به ويؤمن بصحته ويؤمن أنه أنزل بوحى من الله الى الرسول.    نرجع الى الصلاة, وندرك ان الرسول طبقا للمعلومات التاريخية, وحتى بلغ أربعون سنة, لم يكن يصلى أو يصوم او يتبع أيا من التعاليم التى جاءت فى القرآن, او التى قام هو نفسه بإبلاغها للناس, وندرك انه عندما كلفة العلى القدير بالرسالة, فلابد أنه كان أول من إتبعها, والسؤال هو هل أدى الرسول أول صلاة له كما نؤديها نحن الأن, وهل كانت أول صلاة له تماثل تماما أخر صلاة.     نعرف من القرآن ان الله أمرة بأن يغير من القبلة التى كان يتوجه اليها, وهذا تغيير معلوم فى القرآن, فهل حدثت تغيرات أخرى طوال الأعوام الثلاثة والعشرون التى قام فيها بالدعوة.

بعض نسخ القرآن , تذكر فى عنوان السورة معلومات عن السورة بأنها مكية او مدنية, كما تذكر بعض الإستثناءات لبعض الأيات من السورة التى تفيد بأن تلك الآيات نزلت فى مكان أخر غير المكان الذى نزلت به السورة عامة, كما تذكر موضع السورة بالنسبة للسور الأخرى من التنزيل, كأن تقول سورة كذا, نزلت بعد سورة كذا, وتلك المعلومات هى من المعلومات التى اشتقت من التاريخ, وبمجهود بسيط يمكن ترتيب القرآن طبقا لترتيب نزوله الزمنى. ونعرف من تلك المعلومات, ومن المعلومات التاريخية أيضا, أن سورة العلق, كانت أول ما أنزل من القرآن رغم أن القرآن نفسه لم يشر الى ذلك صراحة لا بطريقة مباشرة او غير مباشرة, وعند قراءة تلك السورة, نرى الآية التى تشير الى الصلاة وهى ( أرأيت الذى ينهى ,عبدا إذا صلى ), ونفهم منها ان الصلاة ( ككلمة او كمعنى او كعمل  او طقس من طقوس العبادة)  لم تكن شيئا غريبا او جديدا جاء به الإسلام لأول مرة , كما ندرك من كثير من سور القرآن الأخرى ان الصلاة جاء ذكرها مقترنة بالعديد من الأنبياء والرسل السابقون للرسول (ص), ونتساءل , هل كانت صلاتهم مثل او تشبة صلاتنا التى نقوم بها الأن؟.  من الملاحظ مما نعرفه عن المسيحية واليهودية انهما لا تتشابه صلاتهما, كما لا تتشابه اى منهما مع صلاة الإسلام, بل ليس هناك اى وجه للتشابه فى الحركه أو فى التوقيت او فى أى شيئ أخر. ومن ثم نتساءل هل كانت تلك الآية من سورة العلق تتحدث عن صلاة الرسول أم عن أحد أخر . ومن سياق السورة, ندرك ان الأية تتحدث عن الرسول ( كلا لا تطعه وإسجد وإقترب ), فنعود الى التساؤل, هل كان الرسول يصلى أو كانت أول صلاة له مثل صلاتنا الآن, فمثلا لم تكن سورة الفاتحة التى نقرأها فى الصلاة قد أنزلت بعد, غير ان السورة كما نرى تتحدث عن السجود والإقتراب ( ولنتمعن فى كلمة " وأقترب"  ولنحاول ان نربطها بالصلاة ), ثم نرى الآية (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا وإتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. البقرة /125) وهو مما يثبت ان الركوع والسجود كما ذكر القرآن كانا معروفان منذ إبراهيم.

ثم نرى ان تعبير " الله أكبر" وهو التعبير الذى يردده الإنسان فى صلاته بين جميع حركات ومراحل الصلاة المختلفة من القيام والركوع والسجود, هذا التعبير نفسه لم يأتى فى القرآن بالمعنى او المفهوم الذى يعرفه والذى يتضمنه القول, لقد جاء ذلك التعبير فى القرآن ثلاث مرات وفى كل مرة لم يأتى بالمعنى أو المفهوم المعنى فى الصلاة أو فى أى وقت أخر يقوله المسلم فى مناسبات مختلفة ( التوبة / 72 , العنكبوت /45,  غافر /10  ففى كل مرة من تلك المرات, نجد ان كلمة الله تنطق بكسر الهاء, بينما كلمة الله أكبر فى الصلاة وغيرها تنطق برفع الهاء وبقراءة كل آية من تلك الآيات بأكملها يتضح المعنى) , كذلك نرى ان التشهد طبقا لرأى أخى أحمد  صبحى منصور (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم . أل عمران / 18 ) لم يأتى مع أول ما أنزل من القرآن, إنما جاء فى سورة آل عمران وهى طبقا للمصحف وللتاريخ من السور المدنية أى بعد أكثر من إثنى عشر سنه من بداية الدعوة على الأقل بل  إن الترتيب الزمنى لسورة آل عمران هو رقم 89 من بين سور القرآن ال 114, فكيف كان النبى يصلى طوال ذلك الوقت قبل نزول الآية ؟؟, هل كان هناك تشهد أخر, ام لم يكن هناك تشهد على الإطلاق.  طبعا من الممكن أن نفسر ذلك بأن جبريل علمه الصلاة منذ البداية  وعلمة كيفية الصلاة وما يجب ان يقوله ومن بينه تعبير " ا لله أكير" وكذلك  التشهد  سواء كما قال أحمد صبحى او كما يقول السواد الأعظم من المسلمين وأنا من بينهم,وبقية التعبيرات الأخرى التى نقولها فى الصلاة, وهذا بالطبع إحتمال قوى يجب ان نفكر فيه بجدية وأن نعطيه حقه من التفكير.

ثم يجب أيضا ان نفكر فى الوضوء, الذى لم يأتى فى القرآن أيضا سوى فى سورة المائدة وهى من السور المدنية وترتيبها هو رقم 112 أى قبل السورتين الأخيرتين أى بعد الهجرة, فهل لم يكن هناك أحكاما للوضوء قبل ذلك طوال السنوات الإثنى عشر الأولى, وكيف تمت الصلاة بين شتى المسلمين قبل أن يوضحها القرآن منذ بداية الدعوة, هل تمت بلا وضوء أم ان الرسول ( ص) كان قد تعلمها من جبريل أيضا وعلم المسلمين كيفية الوضوء لأداء الصلاة, فإن كان الأمر كذلك, وكان قد علمهم ان الوضوء واجب قبل الصلاة, بل وعلمهم كيفية الوضوء, فلماذا جاء الوضوء فيما بعد وبعد كل تلك السنوات فى سورة المائدة!!, بل نجد ان التيمم الذى جاء فى سورة المائدة المشار اليها,  قد ورد أيضا فى سورة النساء ( الآية رقم 43 ) وفى نص هذه الآيه ما يفيد بأن الوضوء بإستخدام المياة كان معروفا للمسلمين, وأباح الله لهم التيمم بنص الآية وعرفهم أيضا بما ينقض الوضوء, مع الإشارة أن هذه السورة جاءت قبل سورة المائدة وترتيبها الزمنى حسب النزول هو 92, بالمقارنه بسورة المائدة الذى هو رقم 112. لابد ان هناك حكمة فى ذلك تحتاج الى من يفسرها.

ولما كان الشيئ بالشيئ يذكر, فلابد أن نتحدث عن الأذان الذى يسبق الصلاة, وهو بمعنى أخر أن يؤذن المؤذن بحلول وقت الصلاة كما يعرف الجميع. ورغم ان الآذان ليس له صفة من صفات العبادة, كما أن القرآن لم يشير اليه كجزء أساسى من طقوس الصلاة سوى فى آية واحدة, وهى (يا ايها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون . الجمعة/9)  ومن هذه الآية نفهم أن هناك نداء للصلاة. وسواء كان ذلك النداء خاص بصلاة الجمعة فقط أو بجميع الصلوات الأخرى, فلم يفسر القرآن شكل او طبيعة ذلك النداء سوى أنه نداء للصلاة, وكلمة آذان التى نستعملها بدلا من نداء كما فى القرآن, جاءت مرات فى القرآن ولكنها لم تكن مقترنة بالصلاة, فمثلا (واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله فان تبتم فهو خير لكم وان توليتم فاعلموا انكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب اليم .التوبة/3 ). من الطبيعى أنه من الممكن أن نرجع الى " اللغة العربية" لكى نبحث عن الجذر فى كلمة ( أذان) وهى أذن, وأن نصرفها الى جميع معانيها وأن نكتب عدة صفحات عن ذلك, غير انه فى النهاية سوف نصل الى أن معنى الأذان الذى نتحدث عنه هو النداء الذى جاء فى القرآن ولنفس الغرض ألا وهو إعلام المسلمين بحلول وقت الصلاة. وقد قال د. منصور ان الآذان قد اضيف اليه إسم الرسول ( محمد ) , مما يستخلص منه ان الآذان لم يكن به إسم الرسول فى اوائل العمل به.

نأتى الآن الى كيفية تفسير إضافة إسم الرسول الى الأذان, وأيضا الى تغيير صيغة التشهد فى الصلاة من الآية القرآنية من أل عمران /18, الى ما ذكرته أعلاه عندما شرحت كيفية الصلاة طبقا لما أفعله أنا. وأنا فى تعرضى لذلك أرجو ان أستفيد وأن أتعلم ممن لديه علما فى ذلك, فقد قال أخى أحمد صبحى ما يمكن إختصاره الى ان ذلك قد حدث فى الدولة العباسية, وكتب من كتاباته الكثير محملا تلك الدولة كثيرا من "الحيود"  عن الإسلام كما يتصوره وكما يراه وكما يؤمن به, ومحملا تلك الدولة كل التغييرات والإضافات التى ما أنزل الله بها من سلطان, مثل تزوير الأحاديث ونسبتها الى النبى ( ص), وما جاء فى كتب الصحاح ....الخ, وأستطيع أن أتصور وأن أقبل مثل تلك التصورات, بل وأستطيع ان أتخيل السيناريو الذى يدفع حاكما الى أن يتخفى ويستمد قوة سياسية من إتباعه الذين يبيعون ضمائرهم لكسب رضا الحاكم وتحقيق منافعا شخصية لأنفسهم وللحاكم فى نفس الوقت, بكتابة كتب يدعون أنها اقوال وأحاديث الرسول, ولكن السيناريو الذى لا أستطيع أن اتخيله وأتمنى ان يساعدنى من يستطيع وأولهم بالطبع د. صبحى, هو تغيير الآذان او تغيير التشهد فى الصلاة.

الدولة العباسية التى جاءت فى أعقاب الدولة الأموية فى عام 132 هجرية, أى بعد وفاة الرسول بحوالى مئة وعشرون سنه, وقد كان الإسلام قد أنتشر فى الجزيرة العربية بأكملها, ثم فى شمال أفريقيا الى المحيط الأطلنطى, وكذلك فى أسبانيا, وأنتشر شرقا الى الى شمال الهند ثم شمالا الى جنوب روسيا , وهذا وصف تقريبي لتلك الدوله ولإنتشار الإسلام فى نهاية الدولة الأموية.

فإن كان الإسلام قد إنتشر على الطريقة ((الصحيحة)) التى خلفها الرسول قبل سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية, وإن كان الآذان كان على الطريقة التى خلفها الرسول دون ذكر إسمه, وإن كانت التشهد فى الصلاة هو كما قال أحمد صبحى بقراءة الآية رقم 18 من أل  عمران, فكيف تم تعديلهما وتغييرهما, هل أصدر الخليفة العباسى أمرا بذلك, هل قام أتباعه بعملية التغيير والتزييف فى أمرين مثل الآذان والصلاة بتلك السهولة, كما قلت من قبل من الممكن أن أتصور انهم سوف يكتبون الكتب الصحاح وخلافة فلم تكن القراءة والكتابة وإقتناء الكتب من الاشياء التى يتمتع بها السواد الأعظم من المسلمين, ولكن سماع الأذان , وأداء الصلاة كانت من الأشياء التى مارسها الملايين من المسلمين يوميا بصفة منتظمة ودائمة, فلو كانوا قد مارسوها بالطريقة الصحيحة من قبل, فكيف يمكن ان يفرض عليهم ذلك التغيير دون ان يعترض هؤلاء المسلمين بل ويقومون بثورة لمعارضة ذلك التزييف, هل لم يكن هناك من بينهم أى مسلم او إمام او قائد لجماعة أو حاكما لولاية , عمدة او قاضى او حتى شيخ بلد,ممن يرى أن ذلك من الأمور الخطيرة التى لا ينبغى لها ان تحدث أو أن تتبع, هل لم يكن هناك مسلما قوى الإيمان ممن يستطيع أن يفهم أن تلك التغييرات تمس جوهر الإسلام, هل ذكر القرطبى او الطبرى ذلك فيما ذكروه وقد ذكروا الكثير من العنعنات والكثير من الأشياء التى لا يمكن لأى إنسان لديه ذرة واحدة من العقل أن يقبلها بل ذكرا الكثير من الأشياء التى لا يمكن أن توصف بشيئ سوى التفاهه. كيف إستطاع الحاكم ان ينشر ذلك ليس فى قرية او مدينة او حتى بلدا واحدا فحسب, بل فى دولة تمتد من الهند الى المحيط الأطلنطى وأسبانيا, كيف إستطاع ان يرسل تعليماته أو أوامرة بذلك. هذا هو كل ما أود ان أعرفه, ما هو السيناريو الذى تمت به تلك التغييرات فى الأذان وفى التشهد, ما هو المصدر التاريخى الذى إعتمد عليه د. صبحى فى قوله ذلك,  لابد ان يكون هناك دليل واحد على الأقل , وهو لا بد ان يكون دليلا من مصدر تاريخى , فكما قلنا من قبل ان مصادرنا إما هى القرآن , او التاريخ او ما ورثناه عن أبائنا, وبالطبع لن يكون المصدر هو القرأن الذى لم يتعرض لا للآذان ولا للصلاة بالشرح, ولن يكون المصدر هو التواتر عن الأباء وعن الأجداد الى زمن الرسول, فلم يبقى سوى مصدر واحد , ألا وهو التاريخ!!!!!!!!!!!

إن الإنسان بطبيعته البشرية يتجه دائما الى الأسهل أو الى الأقصر, وقد كان لنا مناقشة من قبل مع هؤلاء الذين كانوا يصرون ان الصلوات فى الإسلام كانت ثلاثة فقط, ومنطقيا, كان من الصعب ان يصدق إى إنسان لديه ذرة من العقل ان الناس بعد ان كان عليهم ان يصلوا ثلاث صلوات فقط, جاء البعض وغيروا من تعاليم الله بزيادة ذلك العدد من ثلاثة الى خمسة, وبنفس المنطق وبنفس المقياس, فكيف يمكن ان يقبل بأن يغير التشهد من آية من سطر واحد الى عدة جمل أطول منها وأصعب منها مرات دون ان يعترض ودون أن يقاوم ودون أن يتذمر ودون أن يشهد ذلك التغيير وأن يستحق من المؤرخين على مدى التاريخ ذكرة بكلمة واحدة ............

 أخيرا, قرأت على موقعنا ان هناك من يدعى ان الصلاة لها معنيان, فهى تعنى شيئا عندما تكتب بحرف الألف بعد الصاد, ثم تعنى شيئا مختلفا عندما تكتب بحرف الواو بعد الصاد, ووجدت نفسى فى حيرة من أمرى, هل حقا هناك أكثر من معنى للصلاة, أحدهما تعنى الركوع والسجود والأخرى تعنى الصلة بالله, ولم أجد فى القرآن فى أى من النسخ التى احتفظ بها لدى إختلافا فى كتابة تلك الكلمة, بل جميعها تكتب بحرف الواو بعد الصاد ويوضع حرف (ا) او مد على حرف الواو. ( وجب التنويه ان القرآن المكتوب على مواقع الإنترنيت بصفة عامة, تكتب كلمة الصلاة بحرف الألف وليس بحرف الواو).  ولست فى الحقيقة أفهم ذلك التفسير او وجهة النظر, فهل عندما نصلى هناك صلاتين, أحدهما نقوم بحركات القيام والركوع والسجود ولا نتصل بالله, ولا نحاول ان نتصل بالله, بل طبقا لذلك الرأى والتفسير ربما يجب علينا أن نحرص عندما نقوم بتلك الصلاة ان نمنع أنفسنا تماما من مجرد محاولة الإتصال بالله – أستغفر الله  - , ثم لا أعرف متى يجب علينا ان نقوم بالنوع الأخر من الصلاة التى نتصل فيها بالله!!! هل هناك مواعيد محددة لها, وهل هناك طريقة محددة لها........................      كيف نفرق فى نطق الكلمتين, هل ننطقهما طبقا لألف المد فى الأولى و واو المد فى الثانية لكى نعرف الفارق, لم أسمع اى قارئ للقرآن فى حياتى ينطق كلمة الصلاة سوى بطريقة واحدة وهى الطريقة المعروفة لدينا جميعا, وأعترف اننى لا أعرف السبب الذى من أجله كتبت كلمة الصلاة فى القرآن بحرف الواو, وعليه علامة المد بالألف, ولا يختلف هذا السؤال عن السؤال الذى سألته من قبل عن كتابة إسم نبى الله إبراهيم  بدون حرف الياء بعد الهاء فى سورة البقرة فقط, وكتابته بالطريقة التى ينطق بها والمعروفة فى باقى آيات القرآن وهو السؤال الذى لم نجد له إجابة حتى الأن , وربما عندما يشاء الله عز وجل سوف يتم تفسير السبب فى كلاهما, غير أنى اود أن الفت النظر الى ما قلته أعلاه وما جاء فى سورة العلق, ( كلا لا تطعه وأسجد وأقترب .........), لاحظ مرة أخرى مع السجود يقول عز وجل , وإقترب, فهل لا يعنى الإقتراب فى السجود الذى هو جزء من الصلاة , هل لا يعنى الإقتراب الصلة بالله!!!

مرة أخرى اجد فى مثل تلك المناقشات ما يدعم وجهة نظرى فى مقالتى السابقة عن اللغة العربية , وعن البعض الذى جعل من دراسة تلك اللغة وتطبيقها (غاية فى حد ذاتها ) وليس وسيلة لفهم ما جاء فى كتاب الله الحكيم, بل يثبت تساؤلى عن ال 80% من المسلمين الذين لا يعرفون العربية , وعن إستبعادهم من المعادلة الدينية, وكيف يمكن لهم إن كان ما يقال عن الصلاة وعن أن لها معنيين مختلفين , كيف يمكن لإسلامهم أن يكتمل, وليس هناك ترجمة لكلمة صلاة بأى لغة من لغات العالم سوى بطريقة واحدة , بل ماذا عن المتحدثين بالعربية الذين يسمعون القرآن ولكنهم  لا يقرأونه, وهم يسمعون تلك الكلمة تنطق بنفس الطريقة, فكيف يمكن لأى منهم ان يفرق بين المعنيين, خاصة عندما يقول الله عز وجل ( وإذا قرئ القرآن فأستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون . الأعراف 204 ).

هذه هى وجهة نظرى فى الصلاة, وهذا هو ما أؤمن به, ورغم ذلك, فأنا على أتم إستعداد ان أغيره إذا رأيت ما يقنعنى بعدم صحته, فأنا رغم سنى, لست ديناصورا عجوزا, ولازلت والحمد لله اتمتع بعقل لا يصر على الخطأ, ولا تأخذه العزة بالإثم, فقط , آتنى بالدليل على صحة وجهة نظرك المختلفه او المخالفة لوجهة نظرى, وسوف أغير من طريقة صلاتى الى طريقتك, مع تحياتى وشكرى مقدما.

اجمالي القراءات 29036