أعلنت أوامر ملكية سعودية استبدال مجموعة من كبار القادة العسكريين في البلاد على رأسهم رئيس الأركان ورؤساء القوات البرية والجوية فى أحدث عملية تعديل لمراكز السلطة التقليدية في المملكة الغنية بالنفط.
ولم تنوه المراسيم الملكية عن أسباب التغييرات التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من الليلة الماضية، والتي شملت أيضا استبدال عدد من المسؤولين المدنيين بمن في ذلك بعض نواب الوزراء.
ويرأس الجيش السعودي تحالفا يكافح منذ 3 سنوات تقريبا لاستعادة السيطرة على اليمن من المقاتلين المتمردين الذين يزعم أن لهم علاقات مع إيران، ووفقا لـ«بلومبيرغ» يعد هذا التدخل جزءا من سياسة إقليمية أكثر حزما دشنها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مع صعوده إلى العرش قبل 3 سنوات.
ومنذ ذلك الحين –وفق الصحيفة الأمريكية- سعى الملك وابنه ولي العهد «محمد بن سلمان» لتعزيز قبضتهما في الداخل الأمر الذي أدى إلى تركيز صلاحيات ظلت لعقود موزعة في عائلة مالكة متسعة. وقد اعتقل ولي العهد مجموعة من كبار الأمراء ورجال الأعمال البارزين فى نوفمبر/تشرين الثاني كجزء من حملة لمكافحة الفساد. وتم تنصيب جيل جديد من البيروقراطيين المقربين من ولي العهد في المناصب العليا.
اتجاهات جديدة
وتنقل «بلومبيرغ» عن «بول سوليفان»، وهو متخصص في الشأن السعودي في جامعة جورج تاون في واشنطن، قوله إن الإصلاح العسكري قد يكون جزءا من تلك الحملة، مضيفة: «يبدو أن الملك ونجله يريدون المضي قدما في سياستهم وهم يرغبون في قادة أكثر شبابا ونشاطا من أجل مواصلة الضغط على إيران وسوريا واليمن».
وقد هزم جيش رئيس النظام السوري «بشار الأسد» القوات المدعومة من السعودية في سوريا، بدعم من روسيا وإيران. وفي اليمن، تدخل السعوديون في مارس/آذار 2015 لاستعادة الحكومة المعترف بها دوليا، وعكس تقدم المتمردين «الحوثيين» الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومدن أخرى. وقد خلق الصراع ما وصفها مسؤولو «الأمم المتحدة» بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وقد تم الإعلان عن التغييرات التي طرأت على القوات المسلحة في الوقت الذي يجتمع فيه ضباط سعوديون ومديرون تنفيذيون من عشرات شركات الدفاع العالمية في العاصمة الرياض لعقد معرض للأسلحة.
ويعد إنشاء صناعة دفاع محلية هدفا رئيسيا لخطة المملكة لإصلاح اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط، وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية إن الملك وافق في مرسوم آخر أمس الإثنين على خطة تحدد «رؤية واستراتيجية» لتطوير وزارة الدفاع.
وقال «هاني صبرا»، مؤسس شركة «ألف الاستشارية» في نيويورك، إن استبدال قادة الجيش يمكن أن يفسر «في السياق الأوسع لتعزيز قوة ولي العهد». وأضاف: «يرغب بن سلمان في استبدال المسؤولين الذين يعتقد أنهم غير ناجحين، خاصة إذا كان هذا الفشل يمكن أن ينعكس عليه وعلى مبادراته».
كما أعلن الملك «سلمان» عن تعيين موظفين جدد في عدة وزارات، بما في ذلك تعيين امرأة نائبا لوزير العمل والتنمية الاجتماعية. وقال المكتب الصحفى للحكومة إن بعض المواقع العسكرية ستكون متاحة للنساء للمرة الأولى.