الضمائر جفت أولا.. نهر دجلة يغادر موطنه

في الخميس ١٥ - فبراير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الضمائر جفت أولا.. نهر دجلة يغادر موطنه

  • نهر دجلة لأول مرة يتوقف عن الجريان، مخلفا تحذيرات من كارثة وشيكة، الأمر الذي أثار حزن العراقيين على الشبكات الاجتماعية، ضمن عدد من الهاشتاغات. وقال مغردون “حتى دجلة قتلوه”.

 

الطيبون يدفعون الثمن

بغداد- أثار إعلان قضاء مدينة المجر الكبير بمحافظة ميسان جنوبي العراق، عن توقف جريان نهر دجلة في القضاء، محذرا من كارثة تهدد حياة المواطنين، جدلا واسعا بين العراقيين.

وتناقل مستخدمو التواصل الاجتماعي صورا محزنة لنهر دجلة بعد جفافه ضمن عدد من الهاشتاغات مثل #جفاف_نهر_دجلة، و#حرب_المياه_قذرة، و#أنقذوا_بلاد_النهرين.

وكتبت مغردة “دجلة يودع محافظات العراق.. ودع نهر دجلة أولى محافظات العراق بميسان.. دجلة يهاجر وطنه، مثلما هاجر الأمان والحب والأحلام والإنسان.. كل شيء قابل للرحيل في بلدي.. بركات العم سام والعملاء”.

في نفس السياق كتب مغرد “بعد نحو 4 آلآف سنة.. نهر دجلة ينعى نفسه في ميسان”. وغرد آخر “جف نهر دجلة في حكم الشيعة.. يتقاتلون على المناصب، ذبحوا أهلهم، أهدروا أموالهم وجوعوا شعبهم”.

ورغم مرارة التعليقات، كتب مغرد متهكما “ما يدور في بال #حنان_الفتلاوي الآن.. ما معنى أن يجف نهر #دجلة في الجنوب فقط؟ يجب أن يُطبق قانون 7 براميل ماء للشيعة و7 براميل ماء للسنة”.

وتساءل معلق “من سوف يتحمل مسؤولية هذه الجريمة… لا يُرجى من أصحاب الشهادات المزورة أي فعل لأن همهم السرقة فقط”. في المقابل اعتبر مغردون أن التذكير بالموضوع في هذا الوقت يحمل أجندات خفية لأن بعض الصور المتداولة، وفق رأيهم تعود إلى عام 2009.

وقال مغرد في هذا السياق “سالفة #جفاف_نهر_دجلة هو تهويل، احتمال بأن الغرض من هذه الإشاعات هو إشغال الرأي العام عن شيء آخر يراد تمريره ويتزامن مع هذه الحملة الإعلامية يمكن العراق انباع (قد تمّ بيعه)”.

واستحضر عراقيون تاريخا قريبا، فكتب مغرد “أرادت تركيا عام 1998 أن تبني سدا لتوليد الكهرباء وهو السد الثالث على نهر دجلة فأرسلت القيادة العراقية وفدا برئاسة طارق عزيز لحثهم على إلغائه لأنه مضرّ بالعراق، وأمر #صدام_حسين بتوجيه اربع بطاريات صواريخ أرض أرض إلى موقع السد فتوقفت تركيا.. بعد الاحتلال قامت ببناء أربعة سدود بدل السد!”.

وتأسف معلق “في عهد صدام تمكن العراق من شق الصحراء ومدّ نهرٍ ثالث، وفي حكم الملالي خسرنا النهر الأول والثالث.. والآن النهر الثاني يحتضر “. وكتب معلق “خبراء الموارد المائية قبل 4 سنوات أكدوا خطورة بناء سد إليسو على نهر #دجلة لكن حكومة الفساد مهتمة بالسرقة والتحالفات”.

وشرح مغرد آخر “جفاف میاه نهر دجلة الذي یمر بالعراق بعد إنشاء عدة سدود علیه من قبل تركیا كارثة حقيقية، الكثيرون سيموتون من العطش في العراق”. وأكد مغرد “سد إليسو الذي أنشأته تركيا على نهر دجلة والمقرر افتتاحه في 2018 سيمحو نهر دجلة من الوجود_أين الجواهري ليقول: حييت سفحك عن بعد فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين”.

وغرد معلق “تركيا تمنع المياه من أن تتدفق إلى نهر دجلة، وإيران تمنع وتغيّر مسار 33 نهرا ترفد دجلة كي لا تصل المياه إلى الأراضي العراقية #حرب_المياه_قذرة”.

ونشر مغرد استفتاء ممعنا في السخرية جاء فيه “لماذا قطعت #إيران نهر الكارون عن #دجلة في #العراق برأيك؟ أولا- لتحميك من الغرق بالنهر. ثانيا- لتحميك من أسماك القرش. ثالثا- لزيادة الملح في شط العرب حتى تستخدموه”.

وكتب مغرد باسم سومري “عندما تجف الضمائر والعقول ستجف الأرض حتما، وعندما يجف نهر دجلة سيخف وزن الأرض! ماذا تنتظرون؟ إن أمكم اليوم عطشى وثورتكم هي من سترويها، فأين من يلبي النداء؟”.

وأكد مغرد “دجلة يحتاج إلى تحرك سياسي ودبلوماسي تجاه دول الجوار، وليس إلى فيديوهات وتحليلات من المسؤولين عن حاله”. وتأسف معلق “العراق سيكون اسما فقط، وكالعادة نحن نغرد في تويتر، نحن لا نستحق هذا البلد”.

وأكد آخر “نحن العراقيين شعب تعيس، نحن شعب لا يحب الوطن، ولاؤه للطائفة والرمز، أصلا لا نستحق العيش في العراق”. وقال آخر “لقد نجحنا في التآمر على أنفسنا، خلاصة الكلام نحن لا نستحق أن يكون العراق بلدنا”.

وكتب مغرد “نحن لا نستحق العراق. إنه أكبر منا جميعا. وهبنا العراق اسمه العظيم وقدمناه للفاسدين والمحتلين”. وينبع نهر دجلة، من جبال طوروس، جنوب شرق الأناضول في تركيا، ويمر بسوريا على مدى 50 كم، ليدخل بعد ذلك إلى أراضي العراق عند بلدة فشخابور.

وتصب في النهر مجموعة كبيرة من الروافد المنتشرة في أراضي تركيا وإيران والعراق وأهمها الخابور، والزاب الكبير، والزاب الصغير، والعظيم، ونهر ديالى.

ويلتقي دجلة مع نهر الفرات عند القرنة جنوبي العراق ليكوّنا معا شط العرب، لكن مجرى الفرات تغيّر في الوقت الحاضر وأصبح يلتقي بنهر دجلة عند منطقة الكرمة القريبة من البصرة، ويبلغ طول مجرى النهر حوالي 1718 كيلومترا. 

اجمالي القراءات 2239