بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله ،وبعد :
هذا كتاب اللباس فى الإسلام .
اللباس لكل الأنواع :
من المعلوم أن الله جعل لكل نوع من المخلوقات لباس يرتديه وهو يختلف باختلاف النوع فمن الألبسة الشعر للماعز والصوف للغنم والوبر للإبل وهذه الألبسة تتصف بالتالى :
-أنها ألبسة نامية بمعنى أنها مستمرة فى الوجود عن طريق الطول حتى يأذن الله بموتها عن أى طريق من طرق موتها .
-أنها ألبسة مستمرة طوال الحياة والمراد أن المخلوق لا يفقد لبا&Oa;سه مهما مر عليه الزمان إلا نادرا وهو حالة المرض الجلدى .
-أنها ألبسة تقوم بوظائف متعددة منها تغطية العورة والحماية من الحر والبرد ومما ينبغى قوله أن كل الأنواع لها ألبسة بما فيها النباتات والإنسان له لباس كبقية خلق الله ولكنه لباس يغاير ألبسة الأنواع الأخرى فى التالى :
-أن لباسه يتبدل كله ويتغير .
-أن لباسه من مواد مختلفة من الأنواع الأخرى .
-أن لباسه ليس جزء من جسمه .
ويجب علينا أن نعلم التالى :
أن الأصل فى الإنسان اللباس وليس العرى للتالى :
-أن آدم (ص)وزوجه كانا يعيشان دون عرى وإنما وهم يرتدون لباس معين يغطى عوراتهم بدليل أنهما لما ارتكبا خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة ظهرت لهما عوراتهما بعد أن كانت مختفية عنهم .
-أن الله وعد آدم (ص)ألا يعرى فى الجنة ما دام يعمل بأمره فقال له كما بسورة طه "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ".
-أن الله أنزل على أبناء الأبوين لباس أى ريش لتغطية العورات عند هبوطهما من الجنة وفى هذا قال بسورة الأعراف "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
لباس الأبوين :
ألبس الله الأبوين فى الجنة لباسا كان الغرض منه تغطية عورة كل منهما ويمكننا أن نقول أنه كان حريرا لأن الحرير هو لباس المسلمين بالجنة وفى هذا قال بسورة الحج "ولباسهم فيها حرير "وقد بين الله لهما أن الجنة ليس فيها كل من الجوع وهو الرغبة فى الأكل والعرى وهو إنكشاف العورات والظمأ وهو العطش والضحى وهو المرض وفى هذا قال بسورة طه "إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى "
وقد بين الله أن هذه الأشياء تكون معدومة طالما عملا على تنفيذ الأمر بعدم الأكل من الشجرة المحرمة .
اللباس وإنكشاف عورة الأبوين :
لقد وسوس الشيطان وهو الشهوة للأبوين وكان سبب الوسوسة هو أن الشيطان وهو الشهوة أرادت أن يبدو أى يظهر للأبوين ما ورى من سوءاتهم أى ما خفى من عوراتهم وهذا يعنى أن العورة تنقسم لقسمين :
الأول الجزء المورى أى المخفى والثانى الجزء البادى أى الظاهر وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما ورى عنهما من سوء اتهما "وقد أفلح الشيطان فى نزع أى خلع لباس الأبوين من على الأجزاء الخفية من عوراتهما وقد طالبنا الله بألا يفعل الشيطان وهو شهوات أنفسنا كما فعل بأبوينا وفى هذا قال بسورة الأعراف "يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ".
اللباس هو الأصل :
لما استمع الأبوين لكلام الشيطان وهو شهوات أنفسهم ذهبا للشجرة فأكلا من ثمارها وكانت النتيجة هى بدو السوءات أى ظهور العورات لهما وكان رد الفعل منهما هو الخجل والحياء من انكشاف العورات ومن ثم حاولا إخفاء العورات عن بعضهما فعملا على قطع أوراق من شجر الجنة ووضعوها على عوراتهم التى كانت خفية عنهم وفى هذا قال بسورة الأعراف "فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة "والمستفاد من هذا النص هو أن الأصل فى الإنسان أن يكون على عورته التى يجب إخفاءها لباس يخفيها عن أعين الناس بدليل أن الأبوين خجلا من أن يرى كل منهما عورة الأخر التى كانت مخفاة ووجوب إخفاء العورة التى أخفاها الأبوين بدليل أن الأبوين عملا على إخفاء العورة بالطريقة التى وجداها وهى التغطى بورق الشجر .
أسباب خلق الله اللباس :
1-تغطية العورة أى بتعبير القرآن موارة السوءة وفيها قال بسورة الأعراف "يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
2-وقاية الإنسان من الحر وبما أن الضد يدل على الضد فإنه يقى من البرد وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر" .
3-الوقاية من بأس الإنسان وهو أذى السلاح الذى يخترعه الناس وفى هذا قال بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ".
4-التحلى وهو التجمل وقد وردت الوظيفة مشار لها بقوله بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها ".
اللباس وعورة الإنسان :
خلق الله اللباس لموارة الجزء الذى ينبغى أن يخفى عن أنظار الأخرين والإنسان كله عورة بمعنى أن العورة تشمل الجسم كله وتنقسم العورة لجزئين :
1-يجب موارته أى إخفائه عن طريق اللباس ويدل على وجوده قوله بسورة الأعراف "ليبدى لهما ماورى عنهما من سوءاتهما "أى ليظهر لهما ما خفى عنهما من عوراتهما ومن هنا نستطيع أن نقول أن السوءة بعضها خفى وبعضها ظاهر .
2-يباح كشفه أى إظهاره لأنظار الأخرين والدليل على وجوده قوله بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "أى ولا يظهرن جسمهن إلا ما أبيح منه.
مما يصنع اللباس؟
يصنع اللباس الدنيوى من مواد مخلوقة تنتجها أنواع أخرى ومن هذه المواد :
أصواف الأغنام وأوبار الإبل وأشعار الماعز وفى هذا قال بسورة النحل "ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين "والأثاث وهو الملابس والمعنى ومن أصواف الأنعام وأوبارها وأشعارها ملابسا ومنافعا إلى وقت معلوم والمستفاد من القوم هو أن الملابس لها عمر تنتهى فيه ويتم تصنيع اللباس عن طريق الغزل وهو إعطاء النسيج قوة عن طريق لحمه ببعضه بطرق معينة وقد ذكر هذا بقوله بسورة النحل "ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا "وتصنع الملابس من المعدن بدليل تصنيع داود (ص)السابغات من الحديد وذلك للحماية من بأس وهو أذى الناس وفى هذا قال بسورة سبأ "وألنا له الحديد أن اعمل سابغات ".
تقسيمات اللباس:
تنقسم الملابس لأنواع حسب أساس التقسيم ومن هذه التقسيمات :
1- تنقسم الملابس للتالى :
أ- ملابس الوقاية من الحر وبما أن الضد يدل على الضد فهناك ملابس للوقاية من البرد ويمكن تسميتها ملابس المناخ .
ب- ملابس الوقاية من بأس الإنسان وهى الملابس التى تحمى من خطر السلاح الذى يضربه به الإنسان الأخر وقد ورد هذا التقسيم بقوله بسورة النحل "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم "وأساس التقسيم هو السؤال مما تقى الملابس ؟
2- تنقسم لنوعين :
أ-ملابس مخفية للعورة وفيها قال تعالى بسورة الأعراف "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ".
ب-ملابس متبرجة وهى الملابس الكاشفة للعورة التى يجب أن تخفى وفيها قال بسورة الأحزاب "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ".
أحكام اللباس:
1-يجب على كل من الزوجات وهن زوجات النبى (ص)وبناته ونساء المؤمنين إدناء الجلابيب عليهن أى إرخاء الجلابيب على أرجلهن والمراد تطويل الجلابيب حتى تغطى السيقان تماما والسبب أن يعرفن فلا يؤذين أى أن يعلمن فلا يصل لهن ضرر أى عقاب على الكشف لبعض العورة التى يجب إخفائها وفى هذا قال بسورة الأحزاب "يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ".
2-أن القواعد من النساء وهن النساء اللاتى لا يرغبن فى الزواج بعد الطلاق أو الترمل ليس على أى منهن عقاب إذا فعلت الأتى وضعت ثيابها غير متبرجة بزينة أى خففت ملابسها غير مظهرة لعورة وهذا يعنى أن لباس المرأة يتكون من ثوبين :الأول تحتى والثانى فوقى وكل منهما ساتر للعورة التى يجب إخفائها والمرأة القاعدة لها أن تخلع الثوب الفوقى على شرط أن يكون الثوب التحتى مغطى ومخفى لعورتها وقد بين الله للقاعدة أن الأفضل هو الاستعفاف وهو الإبقاء على الثوبين معا وفى هذا قال بسورة النور "والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خيرا لهن ".
3-أن على كل من ملك اليمين والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم والذين بلغوا الاستئذان ثلاث مرات فى الأوقات التالية :قبل صلاة الفجر والوقت الذى يضع الإنسان فيه ثيابه والمراد الذى يتخفف فيه الإنسان بخلع بعض ثيابه أو كلها وذلك فى الظهيرة وبعد صلاة العشاء والسبب هو أن العورات وهى الأجزاء التى يجب إخفائها تكون مكشوفة بين الأزواج تكون عرضة للإنكشاف فى هذه الأوقات لأنها الأوقات محل الشهوة الجنسية وفى هذا قال بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ".
4-عدم تبرج النساء تبرج الجاهلية الأولى والمراد عدم خلع النساء الملابس المخفية للجزء الواجب إخفائه عن الأغراب كما كن يخلعن أيام الكفر المعروفة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ".
5-ألا تبدى المرأة ما خفى من زينتها والمراد ألا تظهر المرأة ما أخفته الملابس من عورتها إلا ما أباح الله إبداءه وفى هذا قال بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ".
6-أن تضرب النساء بخمرهن على جيوبهن ووالمراد أن تغطى النساء بأغطية الرأس على الأجزاء الظاهرة من فتحات الجلابيب العلوية وفى هذا قال بسورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ".
7-أن المسموح للمرأة بكشف الأجزاء الخفية من العورة أو بعضها أمامهم والتى تغطيها الملابس هم الأباء ويشملون الأب الصلبى ومن الرضاعة والجد والأعمام والأخوال وآباء البعولة وهم آباء الأزواج وأجدادهم وأعمامهم وأخوالهم وأبناء المرأة وهم أولادها الرجال وأبناء الزوج وهم أولاد الزوج الذكور من نساء أخريات والإخوة الذكور وأبناء الإخوات الذكور والنساء وملك اليمين من الرجال والتابعين من غير أولى الإربة وهم المجانين والأطفال غير البالغين والزوج وفى هذا قال بسورة النور "ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن والتابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء " .
8-ألا تضرب المرأة برجلها والمراد ألا تخرج المرأة ساقها من الثياب بالحركة وذلك حتى لا يعرف ما تخفيه من زينتها أى عورتها وفى هذا قال بسورة النور "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ".
9-أن الأب عليه أن يحضر الكسوة وهى الملابس لزوجته وولدها كما يحضر لنفسه وذلك كما ينفق عليهم بالمعروف وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف ".
10-أن ولى السفيه وهو الطفل اليتيم عليه أن يرزقه من المال ويحضر له الكسوة وهى الملابس وفى هذا قال بسورة النساء "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها ".
أجزاء اللباس الإنسانى :
إن اللباس ينقسم لأجزاء كل منها يؤدى مهمة معينة محددة وهذه الأجزاء هى :
1-غطاء الرأس وهو الخمار للمرأة وفيه قال بسورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن "وهذا الغطاء واجب على النساء كلهن إذا بلغن وأما الرجال فمباح لهم لبس غطاء الرأس ومباح لهم عدم لبسه وذلك حسب ما يريدون ؟
2-الثوب وهو الجلباب وهو الذى يغطى المنطقة من الرقبة وحتى الرجل للمرأة وقد ورد ذكره بقوله بسورة الأحزاب "يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ".
3-النعل وهو ما يلبس فى القدمين لحمايتهم وقد ورد ذكره بقوله بسورة طه "اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ".
4-الحلية وهى الأشياء التى يتم التجمل بها من ذهب وفضة ولؤلؤ وغيرها وقد ورد ذكرها بقوله بسورة النحل "وتستخرجوا منه حلية تلبسونها "والتحلى ليس مقصورا على المرأة وإنما هو للرجل والمرأة على السواء .
هل توجد ملابس كفرية ؟
إن قولنا ملابس كفرية لا يعنى أن الملابس كافرة وإنما يعنى أن الملابس غير موافقة لأحكام اللباس فى الإسلام وإنما الكافر هو صانعها برضاه ولابسها برضاه وطالبها برضاه والإجابة هى توجد ملابس صانعها ولابسها وطالب صنعها كافر وهى الملابس المتصفة بالتالى :
1- الإسراف وهو الإفراط فى استخدام النسيج دون داعى ومن أمثلتها الجلباب الذى له ذيل يجر على الأرض ويكون طوله ذراعين أو ثلاث أو أكثر والجلباب الذى يكون اتساع كمه وهو فتحة الذراع ذراع أو اثنين أو أكثر .
2- التصوير المحرم وهو أن يكون على النسيج رسم تتحقق فيه شروط الحرمة وهى أن يكون إنسان كاشف لعورته التى يجب أن تخفى سواء كان الإنسان رجل أو امرأة وأن يكون فيه عملية جماع أو يكون فيه كتابة داعية للباطل أو أن يدعى فيه أن الرسم هو رسم النبى فلان أو أن يكون فيه رمز مطلوب فى أديان أخرى.
3- الأضرار والمراد أن تصيب لابسها بالأذى وهى الملابس الضيقة التى تصيب أعضاء الجسم بخلل فى أداء الوظائف مثل البنطالات الضيقة الخصر والأحذية ذات الكعب العالى .
4- أن ترتدى فى الأماكن العامة أو أمام من حرم الله رؤيتهم لها وهى الملابس الكاشفة عن العورة التى يجب أن تخفى .
أسس الحلال والحرام فى الملابس :
يحدد حرمة أو حل اللباس كل من :
1-مكان وجود الإنسان وتفصيل هذا هو أن الإنسان له فى البيت أن يلبس ما يحلو له من الملابس كاشفة للعورة أو غير كاشفة ما دام مع أقاربه المحددين فإذا خرج للمكان العام فمحرم عليه أن يظهر بملابس كاشفة لعورته ومن أمثلة هذا أن ترتدى المرأة لزوجها جلباب يظهر ساقيها وذراعيها وصدرها .
2-من مع الإنسان فى البيت والمراد بهذا أن الإنسان فى البيت إذا كان معه أناس محددين سمح له بإرتداء ملابس مظهرة لعورته وإذا كان معه أناس أخرين حرم عليه ارتداء ملابس كاشفة لعورته ومن أمثلة هذا أن محلل للمرأة أن ترتدى جلباب مظهر لرجليها إذا كانت تجلس مع واحد من الآتين أو بعضهم أو كلهم :
الزوج والأباء وهم الأب الصلبى ومن الرضاعة والجد والعم والخال وأبو الزوج وهو الأب والعم والخال وأولادها الذكور وأولاد زوجها الذكور من أخريات وإخوانها وأخواتها وأولاد اخوانها وأخواتها الذكور والنساء والرجال غير أولى الإربة وهم المجانين ومن بلغوا أرذل العمر فعادوا أطفالا حيث ينسون الكلام ويتبولون ويتغوطون على أنفسهم والأطفال الذين لم يبلغوا ولكن هذا اللبس يصبح محرما إذا جلست مع إنسان يحق له زواجها إن هى ترملت أو طلقت مثل ابن عمها وابن خالها وصديق زوجها وزوج أختها إن لم تكن تزوجت .
3-فيما يستعمل اللباس والمراد بهذا أن الملبس إذا استعمل فى شىء معين كان حلالا وإذا استعمل فى شىء معين أخر كان حراما ومن أمثلة هذا بدلة الرقص فإذا كانت المرأة تلبسها لزوجها فى حجرة نومها فهى حلال وإذا لبستها لترقص بها فى ملهى ليلى أو ماخور فهذا يعنى أنها حرام .
4-هل يوجد فى اللباس رسم والمراد إن اللباس إذا احتوى على رسم ما كان لبسه حلالا وإذا احتوى على رسم أخر كان محرما ومن أمثلة هذا قميص مرسوم عليه صورة امرأة كاشفة للعورة التى يجب أن تخفيها أو امرأة أيا كانت يصبح لبسه محرم وقميص أخر مرسوم عليه كتابة تدعو لحكمة يصبح لبسه محللا .
5-هل فى اللباس ضرر أو نفع والمراد أن اللباس إذا كان فى تفصيله أذى معين مثل تقليل كمية الدم فى المكان الذى يضيق فيه أو استهلاك كمية منظفات كبيرة نظرا للإسراف فى استعمال النسيج يصبح محرما وإذا كان اللباس فى تفصيله نفع معين مثل إظهار الجراثيم والمؤذيات فى المكان وذلك كلباس الأطباء والممرضين يصبح حلالا .
مثل فى اللباس :
يقال كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس وهو مثل خاطىء لأن الإنسان يأكل ما يعجب أى يرضى الله ويلبس ما يعجب أى يرضى الله ومن ثم فإرضاء الناس بلبس ملابس معينة ليس واجبا وإنما يدخل فى دائرة ارتكاب المحرم غالبا فما يعجب الناس فى الغالب هو ما يغضب الله وسنضرب مثلا :الناس يعجبهم فى المرأة أن تلبس ملابس خليعة كاشفة لما يجب أن يخفى من عورتها وانظر حولك فى أمم العالم ستجد صدق ذلك فمثلا أمة الهندوس حكموا على المرأة أن تلبس السارى المظهر لبطنها وأجزاء من ظهرها وحتى الأمم التى أديانها تحرم التعرى وتوجب الاحتشام كالنصرانية تجد النساء خالفنها لإعجاب الناس فكشفن الشعور والسيقان والأرداف والصدور .
مواصفات اللباس العام :
يقصد باللباس العام اللباس الذى يرتدى فى الأماكن العامة ومع الأغراب فى البيوت ومواصفاته للمرأة هى :
1- أن يكون من نسيج معتم والمراد ألا يكون من نسيج شفاف والسبب أنه لو كان من نسيج شفاف لكشف عما يجب أن يخفى من الأجزاء .
2- ألا يكون مبرز للأعضاء والمراد ألا يكون اللباس ضيق يبرز رسم العضو تحته أى بألفاظ أخرى ألا يبرز تضاريس العضو تحته من مرتفعات ومنخفضات .
3- ألا يكون فيه جزء كاشف لجزء من العورة والمراد ألا يكون فى الثوب فتحات تبين أجزاء من الأجزاء التى يجب أن تخفى فتحة الرقبة وكذاك الحال فى الخمار والذى يغطى الصدر المفتوح .
4- أن يكون الثوب تحته ثوب أخر وهذا الشرط خاص بغير القواعد من النساء .
أنواع اللباس عند الناس :
قسم الناس الملابس لأنواع هى :
1-ملابس العمل الوظيفى كلبس الأطباء الأبيض وعمال المصانع الأزرق أو غيره .
2-ملابس النوم ويرتديها الإنسان عند إرادة النوم.
3-ملابس اللعب البدنى ويرتديها عند إرادة اللعب.
4-ملابس البيت ويرتديها الإنسان داخل البيت فقط .
5-ملابس السهرة ويرتديها الإنسان لحضور الحفلات المحرمة ليلا .
6-ملابس البحر ويرتديها الإنسان عند الذهاب للإستحمام فى البحر .
وفى هذه الأنواع أزياء محرمة وأزياء محللة ومن أمثلة المحرمة :
زى عمل الراقصة فى مكان معين وزى المرأة البحرى وهو المايوه فى مكان عام وزى المرأة فى السهرة المبين لما يخفى من العورة فى مكان عام وهذه الأزياء يباح لبسها أمام الزوج والأخرين المنصوص عليهم فى الوحى .
التشبه بملابس الأخرين :
يقال إن المتشبه بلباس قوم يكون منهم والحق أن ارتداء لباس مشابه للباس قوم على دين أخر ليس يعنى دائما أنه على دينهم ويجب أن نفرق بين أمرين :
1-التشبه بلباس قوم غير مخالف لأحكام اللباس فى الإسلام ليس على مرتكبه ذنب ومن أمثلة هذا لبس الرجل للقبعة المسماة البرنيطة ولبس المرأة للتبان المسماة المايوهات وذلك لزوجها .
2-التشبه بلباس قوم مخالف لأحكام اللباس فى الإسلام على مرتكبه ذنب ومن أمثلة هذا لبس المرأة للحذاء ذى الكعب العالى مع ما يسببه من أضرار لبعض أعضاء الجسم ولبس المرأة للسارى الهندوسى فى الشارع أو أمام الأغراب ولبس الرجل للبنطلون الضيق الذى يبرز عضو البول ويضيق على مجارى الدم فى الوسط ومما ينبغى الإشارة له أن الحكم فى هذه المسألة – أى التشبه – وغيرها هو النية فمن كانت نيته الخروج عن الإسلام فقد ارتد ومن كانت نيته الثبات على الإسلام فلا ذنب عليه وإن أخطأ .
لباس الشهرة :
يقال إن من يلبس لباس شهرة لا يكون مسلما ولباس الشهرة هو اللباس المخالف وهذا اللباس تحتمل مخالفته للناس أحد أمرين :
1-أن يكون مخالف فى الشكل التفصيلى دون الحكم وهذا اللباس لا شىء على لابسه حتى وإن كان يعمل حسب قاعدة خالف تعرف .
2-أن يكون مخالف فى الشكل التفصيلى لملابس الناس حسب حكم الإسلام وعند ذلك يكون لابسه عليه ذنب ومن ثم يجب أن يعاقب على هذه المخالفة ومما ينبغى قوله أن أشكال اللباس فى الإسلام كثيرة وتحتمل أى زيادة فى الشكل التفصيلى وهذه الأشكال لا يكون لابسها أو صانعها مذنب إلا إذا خالف أحكام الإسلام فى اللباس .
لباس الأخرة :
إن لباس الأخرة يختلف عن لباس الدنيا وإن اتحدت الألفاظ وقد أخبرنا الله بالتالى :
-أن لباس المسلمين فى الأخرة هو الحرير وفى هذا قال بسورة الحج وفاطر "ولباسهم فيها حرير " والحرير يتمثل فى ثياب السندس الأخضر وثياب الاستبرق وهو الحرير البراق وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "عاليهم سندس خضر وإستبرق "والحرير الأخروى يختلف عن الدنيوى فى أن الأول ليس به أى أضرار وكله منافع بينما الأخر له أضرار .
أن ثياب الكافرين فى الأخرة هى سرابيل مصنوعة من القطران وهو النحاس المؤلم وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار "وقد فسر الله القطران بأنه النار أى النحاس المؤلم وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ".
اللباس الحسن :
إن من نعم الله على الإنسان اللباس الحسن وكل لباس مطابق لأحكام الشريعة حسن ومن ثم وجب على المسلم التالى :
-ألا يلبس الألبسة السيئة مثل المرقعات والخيش والسبب أن هذه الملابس تسبب له الضرر والأذى والضيق مما يدفعه إلى ارتكاب ذنوب فى كثير من الأحيان .
-أن يغسل ملابسه باستمرار كلما توسخت حتى يبدو فى أحسن حال عندما يلبسها مرة أخرى .
-ألا يعتقد أن لبس الألبسة التى تدل على الفقر هو دليل على تواضعه لأنها فى الأصل دليل على تكبره على أمر الله بأن يظهر نعم الله عليه أمام الأخرين .
كسوة الصيف والشتاء :
يقال للإنسان كسوتين واحدة فى الصيف وواحدة فى الشتاء فما معنى هذا ؟ الإجابة هى إن معنى الكسوة هى ملابس جديدة أى بألفاظ أخرى أطقم من الملابس الجديدة فكسوة الصيف ليست طقم كامل من الملابس الجديدة وإنما هى تزيد على الطقم بحيث يتم التبديل بين الأطقم كلما توسخ أحدها ومن ثم نقرر أن الكسوة هى طقمين فما فوق وكذلك كسوة الشتاء ومما ينبغى قوله أن على الإنسان أن يعمل بقاعدة على قد لحافك مد رجليك فإذا كان معك مال كثير فاشترى أطقم كثيرة وإذا كان معك مال قليل فاشترى أطقم قليلة .
من أسماء اللباس :
سمى اللباس الريش بقوله بسورة الأعراف "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا "وفى الخمر قال بسورة النور "وليضربن بخمرهن على جيوبهن "وفى النعل قال بسورة طه "اخلع نعليك بالواد المقدس طوى "وفى القميص قال بسورة يوسف "وقدت قميصه من دبر "وفى الجلابيب قال بسورة الأحزاب "يدنين عليهن من جلابيبهن "وفى الثياب قال بسورة النور "وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "وفى السابغات قال بسورة سبأ "أن اعمل سابغات "وفى اللبوس قال بسورة الأنبياء "وعلمناه صنعة لبوس لكم "وفى الحلية قال بسورة فاطر "وتستخرجون حلية تلبسونها "وفى الأثاث قال بسورة النحل "ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين "والحمد لله رب العالمين .