رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية هذا المشهد: سيدة مصرية تدعى «زينب منصور» تدس بعض العظم تحت إبطها، فى دلالة محرجة على عدم قدرة عائلتها على توفير اللحم فى عيد الأضحى. قالت زينب للصحيفة إن عدداً من العظام التى حصلت عليها، بها قطع من اللحم، وهو ما قد يساعدها على إعداد «شوربة» منها، ويسهم فى منح الفتة نكهتها المميزة. واعتبرت الصحيفة أن هذا المشهد يعبر عن حال ملايين الأسر فى العالم الإسلامى، ورأت «واشنطن بوست» أن العديد من المسلمين، من القاهرة إلى بغداد، اضطروا إلى عدم الاحتفال بالعيد بالشكل المعتاد هذا العام، حيث اضطروا إلى اللجوء إلى أكل القليل من الفول بدلاً مما كان سائدا من الإسراف فى تناول لحم الضأن. كما قل ما يحصل عليه الأطفال من هدايا، ولم توفر العديد من الأسر الملابس الجديدة لأبنائها كما كان يحدث تقليدياً. وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أسعار اللحوم فى مصر، بما يوازى ٨.٢ دولار للكيلو، وهو ما رأته الصحيفة عائقا دون حصول غالبية المصريين على اللحم فى بلد يؤكد البنك الدولى، أن دخل ٢٠% من سكانه، البالغ عددهم ٧٩ مليونا، يقل عن دولارين فى اليوم. وسألت زينب، مراسل «واشنطن بوست»: «كيف ترانى وترى بلدى إذا اضطررت أن أسأل الجزار أن يمنحنى العظام بدلا من إلقائها للكلاب؟!»، مشيرة إلى ظروفها الصعبة حيث تقيم فى عين شمس وتعيش هى وزوجها و٣ أبناء فى شقة غرفتين ولا يتجاوز دخلهم الشهرى ١١٠ دولارات (٦٠٠ جنيه تقريبا). وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من محاولات الحكومة المصرية التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية فإن هناك تخوفات من أن يؤدى ضعف النمو الاقتصادى إلى ارتفاع جديد فى التضخم، قد يعيد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التى شهدتها القاهرة خلال بدايات العام الحالى. وتقول الصحيفة إن الفقراء لم يعودوا يهتمون بالاقتصاد الكلى، وأن «زينب» تقول إن ما ترغب فيه هو أن تمنح أسرتها عيداً يتذكرونه بشكل جيد. وقالت: «على الرغم من أن الأوضاع ازدادت صعوبة هذا العام فإننا –إن شاء الله - سنكون بخير، حيث إننا استطعنا تذوق اللحم، بينما لم يستطع آخرون حتى الحصول عليه».