تلك أمة قد خلت

عبداللطيف سعيد في الثلاثاء ١٧ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

تلك أمة قد خلت
"التراث البشرى" من الموضوعات المهمة التى ناقشها القرآن الكريم والتى وضع لها حلولا جذرية، أعطت لكل جيل حظه من الابداع والمسئولية عما أبدع ،إن خيرا فخير وإن شرا فشر ،وتكون المسئولية محدودة ومحددة بما أحرزه الإنسان من سلبيات وإيجابيات.
وتلمح هذه الرؤية من خلال آيات القرآن العظيم فى قوله تعالى ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) وتكررت مرتان فى القرأن الكريم آية رقم 134 ، 141 فى سورة البقرة وهذه الآية وضعت حدود المسئولية للبشر كل البشر فى أى زمان وفى أى مكان.
وفى العادة فإن الإنسان يجنح لإن يحمل نفسه فوق طاقته وتفهم هذا من خلال قول الله سبحانه وتعالى ( إن عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبينا أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا : 72 : الأحزاب) والواقع يقول مصداقا لقوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا أهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فبنبئكم بما كنتم تعملون المائدة: 105) أى أن الأساس هو أن يحافظ الفرد على نفسه (عليكم أنفسكم ) أى انشغل بنفسك حاول إصلاح نفسك أى أعطى المجتمع الذى تعيش فيه فردا صالحا ونموذج يحتذى به ولا تشغل نفسك وتضيع جزء كبير من تفكيرك فى الآخرين فأنت بهذا تضيع نفسك وتضيع الآخرين ..
وطبقا لآية ( تلك أمة قد خلت ...) فإن الله سبحانه وتعالى جعل المسئولية على ما تفعله أنت لا ما يفعله غيرك فلن يحاسبك الله على ما فعله السابقين من حروب أفنت الكثير من المسلمبن والتى قام بها صحابة وأسست جذور الخلاف والفرقة بين المسلمين إلى الآن فإنقسم المسلمون بسببها إلى سنة وشيعة .. الخ .
إنما سيحاسبك الله إذا أصررت على الإنخراط فى آثار هذه الفتنة وكنت جنديا من جنودها ولم تحاول لم شمل جميع المسلمين .
ويعتبر هذا الجزء من تاريخ المسلمين فيما عرف ب (الفتنة الكبرى ) مما ينطبق عليه القاعدة القرآنية ( تلك أمة قد خلت .. ) فإنه سيتحمل وزر هذه الأحداث من فجروها ومن كان باستطاعتهم إيقافها ولم يوقفوها ومن كان باستطاعتهم تلاشى آثارها ولم يفعلوا ما عليهم .
وتلافى آثار هذه الفتنة هو بالعودة للقرآن الكريم وأن يترك كل فرد منا ما وجد عليه آباءه مصداقا لقوله تعالى " وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا.. " أى تعالوا لما أنزل الله وإلى رسوله الذى يبلغنا ما نزل عليه وهو القرآن الكريم الرسالة التى بلغها الرسول للعالم ، وتنتهى الآية الكريمة بقوله تعالى " أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون : 104 المائدة " أى افترض أن من تتبعهم من السابقين كانوا لا يعلمون شيئا ولا يهتدون ... فما هو موقفك فى هذه الحالة ..
ولذلك تأتى الآية 105 من سورة المائدة لتعطى الحل هو(( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا أهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فبنبئكم بما كنتم تعملون المائدة: 105) أى أترك السابقين وما فعلوه ولا تتبعهم واتبع ما أنزل الله والذى بلغه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام ..

اجمالي القراءات 22251