صلاة الرجال بجوار النساء فى العيد تثير أزمة بين رجال الدين
الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008 - 19:16
كتب أميرة عبد السلام ـ نورا فخرى ـ محمد عبد العاطى
ما رأيك فى وقوف النساء جنباً إلى جنب مع الرجال فى صلاة العيد؟
سؤال طرحه اليوم السابع على القراء من خلال استطلاع للرأى حول الصور التى التقطتها عدسة مصورى اليوم السابع لصلاة عيد الأضحى، وأظهرت مجموعة من النساء والرجال متجاورين "كتفا إلى كتف" فى جامع مصطفى محمود، يؤدون الصلاة التى أقيمت بعد السادسة والنصف صباحا بقليل. وقالت أعلى نسبة من الاستطلاع بأنه لا يجوز.. ومكان النساء خلف الرجال وذلك بنسبة 62.96% (التى لم تستقر حتى الآن)، فى المقابل ثانى أكبر نسبة تصويت كانت للاختيار "عادى جداً ولا توجد مشكلة" بنسبة وصلت إلى 17.95%، تلتها رأى "صدمنى هذا المشهد" بنسبة 11.4%، ثم "غريب ولكن الجميع متساوون أمام الله" بنسبة3.42%، وأخيراً "لا أعلم" بنسبة تصويت 4.27%.
وباستطلاع أراء رجال الدين والفقهاء، جاءت ردود الأفعال متباينة منها ما رفض هذا الوضع، ومنها ما أجازه، والآخر برره بالازدحام.
الشيخ "سيد الصباح" إمام جامع صلاح الدين بالمنيل، أكد أن الحكم الشرعى فى الصلاة أن تقف المرأة فى الصفوف الخلفية للرجال، الذين يجب أن يتقدموا صفوف الصلاة، وذلك حتى لا يكون هناك حرج أو احتكاك بين الرجل والمرأة فى الصلاة، خاصة فى مرحلة السجود.
وبناء على هذا، قال الشيخ "سيد" إنه لا يجوز جوار المرأة للرجل فى أى صلاة، حتى لو كانت صلاة العيد، بالرغم من أنه من المحبب خروج كل البيت إلى الصلاة فى المسجد، تعبيرا عن فرحة قدوم العيد. ومن المباح أيضا خروج المرأة الحائض لصلاة العيد، ولكن يجب أن يلتزم النساء بقواعد الصلاة السليمة، وأن يحتفظوا بأماكنهم فى الصفوف الخلفية.
فى المقابل لا يمانع المفكر "جمال البنا" فى خروج النساء لصلاة العيد كما أمرنا الرسول، فى أن يخرج الرجال والأطفال والنساء لحضور صلاة العيد فى الخلاء، لكنه أكد على وجوب التيسير الدائم فى كل الأمور، لأن صلاة العيد فى أصلها أن تكون فى الخلاء، فضلاً عن أنه لا يوجد مسجد يتسع لجميع المصلين حتى يتم تنظيمهم. أما فى الأوقات العادية فنعود للالتزام بالنظام مرة أخرى.
على الجانب الآخر، قال الشيخ يوسف البدرى إنها صلاة "باطلة" واضحة وصريحة، مستندا إلى حديث الرسول (ص) الذى يقول: "إن خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، خير صفوف النساء آخرها وأشرها أولها"، مؤكدا أن صلاة الرجل بجانب المرأة يعد مخالفا للسنة، مما يؤدى لبطلان الصلاة نتيجة لما ينتج من تلامس جسد الرجل بالمرأة.
وأضاف البدرى قائلا: "إن هذه الظاهرة انتشرت مؤخرا بعد محاولات "أمينة" الإنجليزية، أن تؤم الرجل فى صلاة الجمعة، حتى ظهرت تلك الظاهرة فى بلادنا، فتوحدت العادة الخاطئة حاصلة على تأييد عدد قليل من رجال الدين.. لكنها "باطلة".. كلمة رددها "البدرى" مرة أخرى ليؤكد على بطلان صلاة الرجل بجانب المرأة، حتى إن كان زوجها، فهى صلاة "مكروهة"، متعجبا من صمت أئمة الجامع والقائمين عليه على هذه الظاهرة الخاطئة.
"المسجد سجل إجراء مجموعة من المحاولات لمنع الاختلاط أثناء صلاة العيد"، كما قال إمام جامع مصطفى محمود الشيخ "طاهر عبد الرءوف عبد العال"، لافتا إلى أن المسجد خصص الجهة اليسرى كمصلى للسيدات، وأعد له صوانا كبيرا يتسع النساء، وبدأ فى التنبيه قبل وبعد صلاة الفجر، حتى بدأت مرحلة التكبير، على عدم مشروعية الاختلاط، ودعا النساء للتوجه إلى الصوان المخصص لهن، لكن ما حدث جاء عكس تنبيه المسجد.
وبرر الإمام هذا بسبب الزحام، مشيرا إلى أن الناس تأتى بالآلاف من كل مكان لصلاة العيد، ولكن من الممكن حل المشكلة، كما يرى "الإمام" لو كل فرد التزم وترك زوجته أو أخته فى المكان المخصص له للسيدات، ثم يقابلها فى مكان محدد مسبقاً قبل الصلاة.