نشر موقع «بلومبرج» قائمة تضم بعض الدول التي قد تصادف عراقيل على طريق سداد ديونها لا سيما بعد إعلان شركات التصنيف الائتماني تخلف فنزويلا عن سداد ديونها هذا الأسبوع.
حسب تقرير بلومبرج، فإن الوضع في أي بلد آخر لم يصل لدرجة السوء التي وصلت لها فنزويلا، حيث مزيج خطير من انخفاض أسعار النفط وسوء الإدارة الاقتصادية، والعقوبات الأمريكية، كما يشير التقرير إلى أن معدلات انتشار الاقتراض الائتماني الافتراضي على مدى السنوات الخمس الماضية وقف عند تقريبًا 17 ألف نقطة أساس، وذلك مقارنة بـ600 نقطة أساس لدى أقرب نظرائها.
من التالي على طريق التخلف عن سداد الديون؟ المصدر: بلومبرج.
لا يزال التجاريون يستكشفون مخاطر الائتمان، بداية من لبنان حيث دفعت الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء الحريري الأمة مرة أخرى إلى الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وصولًا إلى الإكوادور حيث يواصل الرئيس المنتخب مؤخرًا لينين مورينو توسيع أعباء الديون في بلاده ذات التاريخ الطويل من التخلفات المتسلسلة عن سداد الديون.
يذكر التقرير ما قاله «راي جيان» المُشرف على حوالي 6 مليار دولار أمريكي في شركة بايونير إنفستمنت مانجمنت المحدودة في لندن، بشأن الوضع في فنزويلا أنه «هو جرس إنذار للكثير من الناس» الذين ربما يعيدون النظر في كثير من ممتلكاتهم باعتبارها ممتلكات «محفوفة بالمخاطر»، وأضاف «لطالما تجاهل الناس المخاطر في أماكن مثل لبنان منذ أمد بعيد».
جدير بالذكر أن الأمم الأربع الأكثر احتمالية للتعرض لخطر التخلف عن سداد الديون، وهي لبنان ومصر وباكستان والبحرين، لم تسجل أي تخلف عن السداد منذ حصولهم على الاستقلال، وقد انخفضت تكلفة المخاطر على السندات السيادية في الأسواق الناشئة سبع نقاط أساسية في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 295 نقطة أساس على سندات الخزانة الأمريكية، وذلك وفقًا لمؤشر جي بي مورغان تشيس وشركاه.
فيما يلي، نظرة على سبعة من أكثر البلدان وهنًا اقتصاديًا، وفقًا للمستثمرين، وتداول المقايضات، وعقود التأمين التي تحمي من التخلف عن السداد:
1. لبنان
تأتي لبنان في تقرير بلومبرج في المركز الأول. لبنان واحد من بين الدول الأكثر مديونية في العالم؛ وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، تصل نسبة الدين إلى نسبة الناتج المحلي الإجمالي إلى 152% هذا العام، يأتي ذلك في فترة يزداد فيها التوتر السياسي، إذ أدى إعلان الحريري رئيس الوزراء استقالته على نحو مفاجئ من الرياض في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى سحب حوالي 800 مليون دولار من الدولة، بعد توقع المستثمرين أن لبنان سيكون في مرمى العداء الإقليمي بين السعوديين والإيرانيين، وفي حين يتوقع البنك المركزي أن المرحلة الأسوأ قد ولت، فإن مقايضات الائتمانات الافتراضية وصلت أعلى مستوياتها منذ تسع سنوات.
2. الإكوادور
يذكر التقرير أن عقب فورة الاقتراض التي انتابت شعب الأنديز، تضاعفت التزامات الدين الخارجي على مدى الشهور الاثني عشر الماضية، ليصل لأعلى معدلاته منذ تسع سنوات بالنسبة إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي، وقال روبرت كونيجسبيرجر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة جرامرسي فاندس مانجمينت، إن الاكوادور على الأرجح تأتي بعد فنزويلا من حيث مخاطر التخلف عن السداد.
وأضاف أن البلد سيصبح ضعيفًا عندما تتغير بيئة السيولة، وعندما لن يصبح باستطاعتهم اللجوء للسوق للحصول على 2.5 مليار دولار لسد الفجوة، وقد صرح وزير المالية كارلوس دى لا توري إلى بلومبرج في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الخميس أن «لا توجد هناك مخاطرة التخلف عن السداد»، لأي من التزامات الديون في الإكوادور، وأن مديونية الدولة بعيدة تمامًا عن المستويات «الحرجة».
3. أوكرانيا
بينما انخفضت مقايضات الائتمان الافتراضي في الإكوادور شرق أوروبا من مستوياتها المرتفعة في 2015، تقدم الصراعات الإقليمية المستمرة في الإقليم أسبابًا تستدعي حذر المتداولين، لا سيما مع تباطؤ معدلات زيادة إجمالي الناتج المحلي لمدة تسعة أشهر متتالية، وتحذير البنك الدولي من أن الاقتصاد معرض لخطر الوقوع في فخ النمو المنخفض، جدير بالذكر أن البرلمان الأوكراني اعتمد ميزانية العام القادم الأسبوع الماضي، بعد أن عاين خطة إنقاذ دولية قدرها 17.5 مليار دولار.
4. مصر
تأتي مصر رابعًا، إذ وصلت معدلات مقايضة الائتمان الافتراضي في مصر إلى أعلى مستوياتها من بداية سبتمبر (أيلول)، وارتفعت تكلفة الحماية في يونيو (حزيران) مع تسارع وتيرة الاضطرابات الإقليمية وسط دفع السعوديين إلى عزل قطر ومقاطعتها. وفي حين أن مصر كانت قادرة على تعزيز احتياطي العملات الأجنبية وملتزمة بخطة سداد ما يبلغ 14 مليار دولار من أصل الدين والفائدة في 2018، قفز دينها الخارجي من 55.8 مليار دولار العام الماضي، ليصل إلى 79 مليار دولار.
اقرأ أيضًا: السوريون.. الجنود المجهولون في تحسن الاقتصاد المصري
5. باكستان
يذكر تقرير بلومبرج أن معدلات مقايضة الائتمان الافتراضي في باكستان قد ارتفعت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، وظلت قريبة من أعلى معدلاتها منذ شهر يونيو، يواجه ثاني أكبر اقتصاد في جنوب آسيا تحديات، إذ يعاني في ظل تراجع احتياطي النقد الأجنبي، وارتفاع مدفوعات الديون، وتفاقم عجز الحساب الجاري. يذكر التقرير أيضًا أن باكستان تمعن النظر في إمكانية بيع ديون بقيمة ملياري دولار في وقت لاحق هذا العام، وفي حديثه في منتدى بلومبرج الاقتصادي في باكستان الأسبوع الماضي، عبر نائب محافظ البنك المركزي جمال أحمد عن قلقه من اتساع أوجه العجز في البلاد.
6. البحرين
يشير التقرير إلى ارتفاع انتشار مقايضات الائتمان الافتراضي في البحرين بدرجة كبيرة في أواخر أكتوبر إلى أعلى مستوياته منذ شهر يناير (كانون الثاني)، وذلك عقب انتشار خبر طلبها الحصول على المساعدات من حلفائها دول الخليج العربي، تسعى الأمة البحرينية إلى تجديد الاحتياطي النقدي الدولي، وتجنب خفض قيمة العملة نظرًا لأن أسعار النفط قد تضر بمنتجي النفط الستة في مجلس التعاون الخليجي، وعلى الرغم من أن جيرانها على استعداد لتقديم المساعدة، فإن البحرين – وفقًا لصندوق النقد الدولي – على وشك أن تمر بأعلى نسبة عجز في الميزانية في الإقليم.
7. تركيا
وختامًا،يضع التقرير تركيا في المركز السابع. على الرغم من ارتفاع معدلات العائدات، لا يزال المستثمرون يترددون في شراء السندات التركية. وقعت تركيا رهينة أزمة سياسية ضبابية، ما أدى إلى انتشار مقايضة الائتمان الافتراضي لتصل لأعلى معدلاتها منذ مايو (أيار)، جدير بالذكر أيضًا أن تركيا استحوذت على قائمة البلدان «الخمسة الهشة» التي تصدرتها مجموعة ستاندرد آند بورز العالمية، وهي تصنيف الدول الأكثر عرضة للتطبيع في ظل الظروف النقدية العالمية.