نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى.أى.أيه» مجموعة من الوثائق التى تعود لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والتى تؤكد تأثر زعيم القاعدة أيدولوجيا بفكر تنظيم الإخوان الإرهابى. وتكشف تفاصيل التعاون الخفى بين إيران والقاعدة وعملهما المشترك على استهداف المصالح الأمريكية فى دول الخليج العربى.
ونشرت الــ «سى. أى.أيه» نحو ٤٧٠ ألف مستند متنوع دخل حيازة السلطات الأمريكية إثر الهجوم الذى استهدف مخبأ بن لادن فى أبوت أباد بباكستان فى مايو ٢٠١١ وانتهى بمقتل زعيم القاعدة. وتضم المواد المفرج عنها عددا من أفلام الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام الأمريكية وثلاثة أفلام وثائقية عن شخص بن لادن نفسه.
وتعد هذه الدفعة الرابعة من المستندات التى تم نقلها من مخبأ بن لادن وبدأت السلطات الأمريكية فى نشرها تباعا منذ مايو ٢٠١٥.
وتضمنت المستندات المفرج عنها وثيقة من ١٩ صفحة توضح طبيعة العلاقة بين إيران والقاعدة، ومبادرة طهران لدعم التنظيم بكل السبل المتاحة ومنها الإمداد بالمال والسلاح وحتى توفير فرص التدريب لعناصر القاعدة فى معسكرات»حزب الله» بلبنان. وأشارت الوثائق إلى بلوغ التعاون بين الطرفين مستوى أعلى بتدخل أجهزة المخابرات الإيرانية بشكل مباشر لتسهيل سفر بعض العناصر المحسوبة على القاعدة، بالإضافة إلى إيواء طهران مجموعة أخرى. واستهدفت إيران بدعمها الواسع للقاعدة - وفقا للوثائق ذاتها- توظيف التنظيم المتطرف فى ضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى دول الخليج العربى إجمالا والمملكة العربية السعودية تحديدا.
واتضح أن علاقة بن لادن المباشرة بقيادات طهران كانت قوية، حتى أنه راسل بنفسه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله الخمينى وطلب منه الإفراج عن أحد أفراد عائلته. وجاء تسجيل مصور لحفل زفاف نجل بن لادن حمزة والذى تمت إقامته فى طهران لتؤكد الطبيعة المقربة للعلاقة. وشرحت الوثيقة أيضا أنه ورغم وجود بعض الخلافات بين إيران والقاعدة، إلا أن بن لادن أعطى تعليمات مباشرة وواضحة لعناصر تنظيمه من عدم تشكيل « تهديد على إيران» ووصفها بأنها «شريان مهم» بالنسبة للقاعدة.
وحول تطور الفكر المتطرف لأسامة بن دلان، كشف زعيم القاعدة فى مذكراته الخطية والتى تم الإفراج عنها مع مجموعة المستندات الأخيرة،عن أنه التزم بفكر جماعة الإخوان الإرهابية، رغم أنه وصف تعاليم الحركة بــ «المحدودية». وأشار بن لادن إلى أنه بدأ فى التفكير جديا فى ما وصفه بــ «الجهاد» خلال مرحلة الدراسة الثانوية.
وذكر بيان لوكالة «سى.أى.أيه» أن مستندات بن لادن التى لم يتم الإفراج عنها حتى الآن تضم مواد إما تهدد الأمن القومى الأمريكى، أو أنها متضررة بشكل يحول دون نشرها أو تحتوى مواد إباحية.
وفى تعليقه على نشر وثائق بن لادن، أكد أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى فى تغريدة على تويتر أن هذه الوثائق تؤكد العديد من الافتراضات حول دعمه لقناة «الجزيرة» فى تبنى الثورات واعتماده على الشيخ القرضاوى فى توجيه الشأن فى ليبيا واستهدافه إشاعة الفوضى فى البحرين. واعتبر أن الوثائق مهمة «لمعرفة مواقف التطرف والإرهاب، وتقاطع المواقف مع توجهات الشقيق المرتبك واضح ومقلق، أزمة قطر هى عن التطرف والإرهاب».