أولا :
حديث ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) يخالف القرآن الكريم ويخالف الأخلاق العليا . لأن كلمة العمل فيه جاءت عامة تشمل العمل الصالح و العمل السىء ، أى طالما هو عمل متقن فالله يحبه .. هذا تناقض مع القرآن لأن هناك من يتقن الجريمة و هناك من يرتكب الجريمة الكاملة التى ينجو منها ويوقع غيره من الأبرياء فيها ، فهل يحب الله ذلك الاتقان فى العمل ؟
ثانيا :
قارن بين هذا الحديث الباطل وقوله تعالى (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) ( الكهف 30) فالله تعالى هنا يحدد العمل بانه حسن أى عمل صالح وليس بمجرد الاتقان . لذا فالعمل الصالح هو المقترن بالايمان وهو الذى يرضى عنه الرحمن.
ثالثا :
لو افترضنا وجود احاديث تتفق مع القرآن الكريم فما الداعى لها طالما يوجد معنا الأصل وهو القرآن الكريم ؟ وهو المفروض اتباعه وحده ، وهو الأعلى فصاحة وتعبيرا ، وهو أحسن الحديث ، وهو الذى يتمسك به المؤمن وحده و لا يؤمن بحديث سواه طبقا لما أمر رب العزة ؟
ثالثا:
وهل تستطيع أن تشهد يوم القيامة بأن الرسول قال فعلا هذا الكلام ؟ وهل يصح أن تكون شاهدا على ما لم تسمع بنفسك ؟ وهل ترضى أن يكون لك الرسول خصما حين تزعم أنه قال ما لم يقل ؟
رابعا :
كان للنبى محمد عليه السلام خطب وكلام جميل وفصيح كثير خارج القرآن ، وهذا يدخل فى السيرة و التاريخ و ليس جزءا من الاسلام الذى اكتمل بالقرآن الكريم ( المائدة 3 ) فهل تريد تكذيب القرآن الكريم واتهامه بأنه لم يكتمل ؟
خامسا:
لو تسامحنا فى إضافة أى حديث للنبى والاسلام واعتبرناه دينا طالما يوافق القرآن ، فسيسارع البعض باضافة أحاديث أخرى بحجة أنها لا تخالف القرآن ، ثم إن تقدير ما يتفق مع القرآن و ما لا يخالف القرآن من الأمور النسبية التى تخضع لاختلاف وجهات النظر ، وبالتالى ستتسع الفجوة ، وستتعدد مئات الألوف من الأحاديث المطلوب نسبتها للنبى . وهذا ما وقع فيه من كانوا يسمونهم بالصالحين ، يقول أحدهم إنه كلما قرأ كلاما حسنا نسبه للنبى محمد وجعله حديثا . وكم من كلام حسن قاله الحكماء و الفلاسفة و العلماء والصالحون.. وكلها ليست جزءا من الاسلام ، واضافتها الى الاسلام بزعم اتفاقها مع القرآن سيعطى الفرصة ليس فقط للكذب على الرسول بل التزييف دين الله وادخال السموم الى الاسلام.
وهذا ما فعله المسلمون فى أديانهم الأرضية.