الجيل«Y» أو ما يعرف بـ «جيل الألفية – Millennials» هو اللقب الذي أطلق على مواليد 1982 إلى حوالي نهاية التسعينات، أي الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 17-36 سنة إلى حدود كتابة هذا الموضوع. هذا الجيل الذي ولد في عصر العولمة الحديثة وترعرع في عصر الانترنت والطّفرة التكنولوجية المعلوماتية، نال من الاهتمام الشيء الكثير فكتبت في وصفه ومُحاولات فهمه كتب وورقات بحثية كثيرة.
بحلول سنة 2020؛ سيُشكل جيل الألفية 50 % من القوى العاملة في العالم وسيبدأون في التموقع ضمن المناصب العليا في جميع القطاعات. وبالنّظر إلى حجم الفوارق السّلوكية والذّهنية بين جيل الألفية والجيل الذي سبقه وهو ما أدّى إلى صعوبة إدارته في الشركات من قبل المديرين، تنوّعت الدراسات والكتب التي تُقدّم وصفات لحسن إدارة هذا الجيل. وإذا ما طالعت البعض منها؛ ستجد إجماعا حول أن هذا الجيل يميل إلى تغيير الوظيفة أسرع بكثير من الأجيال السابقة أيًا كانت الأسباب موضوعية أو حتى مزاجية.
جيل يميل إلى المُبادرة الخاصة
وتشير هذه الدراسات أيضًا إلى أن هذا الجيل يولي اهتمامًا كبيرًا في التوفيق بين العمل والحياة خارج العمل، ولا يحب التضحية بحياته الخاصة، فمتى تعرض لضغط عملٍ أكثر من اللازم أو فُرض عليه العمل لساعاتٍ طويلة؛ فسيكون سببًا في غضبه أو إحباطه في أحسن الحالات، إذا لم يسارع إلى الاستقالة.
من بين السّمات الأخرى التي يتميّز بها هذا الجيل – وفق الدراسات السابق ذكرها – الثقة بالنفس إلى درجة النرجسية، وحب الذات إلى درجة الأنانية، (بعض علماء الاجتماع الغربيين يصفونه بأنه جيل الأنا «Generation Me». وفي ظلّ الأوضاع الاقتصادية لمختلف الدول في العالم، ودولنا العربية جزء منها، باتت الوظيفة الحكومية غير مُتاحة في حالات عديدة أو لا ترتقي – من حيث المردودية المالية – لانتظارات جيل الألفية الموسوم بأنه جيل الترف الاستهلاكي.
مميزات جيل الألفية
كل ما سبق ساهم في ظهور حركة دؤوبة لإنشاء المشاريع الخاصة التي يقودها الشباب. مُبادرات تنطلق من أفكار مُختلف في مجالات مُتعدّدة تتلخّص فيها أحلام هؤلاء الشباب بريادة الأعمال وتحصيل الأرباح ودخول نادي رجال الأعمال، إذ يناهز عدد الشركات الناشئة التي يتم إنشاؤها سنويًا 100 مليون شركة.
10 أسباب تُؤدّي إلى فشل الشركات الناشئة
بالرغم من سعة اطّلاع جيل الألفية على مُختلف المعارف والمهارات، تُشير دراسات حديثة إلى أن 90 % من الشركات الناشئة يتم تصنيفها على أنها شركات فاشلة، وتنتهي عادة بالإفلاس. قامت مؤسسة «CB Insights» الرّائدة في مجال جمع وتحليل المعلومات بإحصاء أبرز الأسباب التي أدّت إلى إفلاس شركات ناشئة حول العالم وهي على التوالي:
الابتعاد عن حاجيات السوق
عديدة هي الشركات الناشئة التي تحاول معالجة مشاكل فريدة وتتمحور نشأتها حول أفكار مميزة، إلا أنها لا تجيب عن حاجيات ومشاكل السوق. تبلغ نسبة الشركات التي أدى بناء نشاطها حول معالجة فكرة محترمة لكنها بعيدة عن حاجيات السوق إلى إفلاسها 42 % من إجمالي الشركات التي درستها المُؤسّسة.
ضمن هذا الإطار؛ يقول مصمم تطبيق «patient communicator» في حديثه عن أسباب فشل فكرته: «كانت الفكرة قائمة على تيسير عملية التواصل بين الأطبّاء والمرضى.. في حين أن الأطبّاء كانوا يحتاجون أن يزيدوا من عدد مرضاهم.. أجبنا عن مشكل غير مطروح في السوق الذي استهدفناه».
نقص السيولة
المال هو شريان الحياة لأي عمل أو مشروع تجاري مهما كان صغيرًا، ومن الأسباب التي تقتل المشروع في مهده الدخول برأس مال أقل من اللازم لا يمكِّن صاحبه من مواجهة الظروف أو الموسمية. تبلغ نسبة الشركات التي أدى نقص السيولة إلى عدم مواصلة أنشطتها 29 %.
ضعف الفريق المُؤسّس
الشركات الناشئة تحتاج أن يكون فريقها المُؤسّس متنوع الاختصاصات حتى يكون قادرًا مهاريًا ومعرفيًا على إنجاز المشروع. عديد الشركات تجد نفسها في حاجة للاعتماد على شركات أخرى من أجل إنجاز جزء أو أكثر من أجزاء المشروع، وهو ما يعجّل بسقوطها باعتبار أن هذه العملية تحتاج تكاليف إضافية.
شراسة المُنافسة
بالرغم من أن الشركات الناشئة لا يجب أن تهتم كثيرًا بالمنافسة باعتبارها عادة تعمل على الانطلاق من فكرة متجدّدة، إلا أنه في الحقيقة متى نجحت أفكار شركة ما في اكتساح السوق، يجب توقّع تفريخ منافسين كثر يحومون تقليدا أو مُحاكاة، وتبلغ نسبة الشركات التي أدت المنافسة لإفلاسها 20 %.
يقول مُؤسّس «Wesabe» في حديثه عن أسباب إغلاق شركته: «سنة 2007، كانت «Wesabe» أيقونة ومرجعا في عالم إدارة الموارد المالية للأفراد سنة 2007، ثم برز مشروع Mint الحامل لذات الفكرة .. فاز بالمرتبة الأولى في مسابقة «TechCrunch 40»، فأصبحنا في ذهن الناس أصحاب المرتبة الثانية .. بعد سنتين تم شراء منافسنا، وأغلقنا نحن الشركة».
كيف أنهت المنافسة شركة sidecar لفائدة منافستها uber
التسعير المناسب
إن تحديد سعر الخدمة أو المنتج يُعدّ من أصعب المراحل في إدارة المشروع. كثير من الأشخاص يضعون أسعارا مبالغا بها فيها فتقل المبيعات. وهناك بالمُقابل أشخاص آخرين يضعون أسعارًا مُنخفضة، وهو ما يؤدّي أيضًا إلى تراجع المبيعات بسبب شعور المستهلكين بأن هذه السلع بها شيء معيب أو منتهية الصلاحية وغيرها، وعليك فى هذه الحالة أن تضع سياسة للتسعير تضمن لك تحقيق الأرباح وفى نفس الوقت تكون مناسبة للزبائن.
منتوج صعب الاستعمال
من بين أهم النّقاط التي تُؤدّي إما لنجاح منتوج أو خدمة معينة أو فشلها هو مدى ارتياح المُستهلك في استعمالها. عندما يكون المنتج بصدد التصميم والتطوير يكون مُعطى العلاقة بينه وبين الزبون النهائي (UX design ) ثانوية، لكن متى وصل المنتج إلى المرحلة النهائية، فيجب التفكير بجدية في انطباع المُستعمل الذي سيهجر كل واجهة لا تُريحه أو منتجًا مُعقّد الاستعمال.
فيديو يشرح أهمية UX design
غياب مخطط نموذج العمل التجاري
الشركة الناشئة هي شركة تبحث عن تحقيق الأرباح حتى تتمكن من مواصلة نشاطها. التعويل على ضخ أموال إضافية لرأس المال لا يُمكن أن يؤدّي إلى جني الأرباح، بل التخطيط الذكي الذي يبحث عن مختلف المصادر الممكنة لتوفير الإرادات هو الذي يفعل.
فيديو توضيحي مُبسّط لكيفية تحرير مخطط نموذج العمل التجاري
عدم القدرة على التسويق
14 % من الشركات التي أقامت عليها مؤسسة «CB Insights» دراستها أرجعت أسباب فشلها لعدم القدرة على التسويق الأمثل لمنتجها. هذه النّسبة المُرتفعة من الشركات لا تعرف على وجه الدقة الجمهور الذي يجب أن تتوجّه إليه أو لا تعرف كيف تجذب اهتمامه.
أغلب الشركات النّاشئة يُؤسّسها تقنيون متميزون في مجالهم، لكنهم ليسوا من ذوي الإختصاص في التسويق والإشهار. شركة «Overto» في تحليلها لأسباب فشلها قالت على لسان أحد مُؤسّسيها: «قمنا بكل ما يجب ولم نترك أية ثغرة. كنا في حاجة لبعض التسويق، لكن لم يكن بيننا أحد يتقنه، بل لم يكن بيننا من وجد قليلًا من الوقت ليفكر في مسألة التسويق».
إهمال آراء الزبائن
يعتبر عدم الاهتمام بآراء أو شكاوى الزبائن من أكثر الأخطاء شيوعًا لدى الشركات الناشئة، باعتبار أن هذه الآراء هي الكفيلة لوحدها بتجويد المنتج وتحسين مدى تقبله. شركة eCrowds في حديثها عن أسباب فشلها قالت : «أمضينا كثيرًا من الوقت في الإنشاء والبناء، ولم نهتم للآراء الوافدة علينا، فدفعنا الثمن».
يجب الإنصات دائما لآراء الزبائن
سوء اختيار التوقيت المناسب للدخول إلى السوق
«أن تأتي باكرًا قد يُكلّفك الكثير، وأن تأتي مُتأخرًا كثيرًا فلا فائدة منه»، مثل فرنسي يُلخًّص إشكالية حقيقية قد تهدّد مصير أي شركة ناشئة وهو توقيت دخولها إلى السوق. في حالة ما إذا توفر المنتج قبل توفر الحاجة إليه فهذا سيؤدي بالضرورة إلى انعدام فرص البيع والتسويق. وإذا ما أتى المنتج متأخرا، سيكون الجمهور قد وجد منتجًا آخر يُؤدّي نفس خدمات منتجك، وسيصعب جدًا إقناعه – الجمهور – بتغيير وجهته، في كلتا الحالتين التوقيت سيئ والنتيجة واحدة: الإفلاس