كان يجب الحكم باعدام ابراهيم عيسى!

محمد عبد المجيد في الخميس ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أوسلو في الأول من أكتوبر 2008


شهران بالسجن فقط يقضيهما رئيس تحرير ( الدستور ) الذي تجرّأ وكتب عن صحة الرئيس ؟
أي معلومات تلك التي أمدّه بها مغرضون لا يعرفون أنَّ صحة الرئيس زي الفل، وأن عزرائيل لا يقترب منه في ميونيخ أو في القاهرة ولا يستطيع أن يمر عبر أجهزة الأمن المصرية والأمريكية والاسرائيلية التي تحمي سيد المصريين في شرم الشيخ.
زميلنا العزيز ، للأسف الشديد، لا يعرف أن الرئيس لا يمرض، ولا يموت، ولا يتبول، ولا يذهب إلى الحمام، ولا تستطع أي قوة أن تنزع منه فحولته وذكورته وقواه الجنسية.
رئيسنا أكبر من المرض، ولو اجتمعت ميكروبات وفيروسات وسرطانات الدنيا كلها فإنها تمر على الفقراء ، ثم فقراء الأغنياء، فإذا علمتْ أن طريقها يؤدي إلى الرئيس مبارك، تراجعت فورا ودخلت جسد قروي مسكين لا يستطيع جيبه المثقوب أن يتحمل عدة جنيهات لمراجعة طبيب لمدة دقيقتين.
القاضي يعرف أكثر من الزميل إبراهيم عيسى، فالمرض قرار سياسي لا علاقة للقضاء والقدر به، والرئيس مبارك ليس كهؤلاء الذين صنعت بطونَهم ورممت أجسادَهم مزروعاتُ يوسف والي.
صحة الرئيس خط أحمر، فهو ليس بشرا مثلنا، وبوله ليس أصفر اللون، ورائحة غائطه مثل بارفان كريستيان ديور، ويستخرجه الأطباء بالحقن المعقمة بدلا من أن يجلس في المرحاض مثلنا .. نحن الغوغاء المتخلفين.
ومرارة الرئيس تتحمل الزلط، ودماؤه زرقاء نقية، وعمره سيزيد عن عمر نوح، عليه السلام، دونما حاجة لصناعة الفُلك، ولن يحتاج جمال مبارك أن يأوي إلى جبل يعصمه من الماء.
رئيسنا ليس مخلوقا مثلنا من طين أو زفت أو نفط ولو ارتفعت أسعاره لتصبح أكثر من سعر الذهب، إنما هو حالة خاصة فريدة من نوعها، أينما أتيتها وجدت فيها مخلوقا عجيبا، ومعجزة لا مثيل لها.
رئيسنا، الذي كتب عنه الزميل إبراهيم عيسى، لن يموت قبل أن يدفن بنفسه كل المصريين، وربما يترحم على أولادنا وأحفادنا.
رئيسنا فوق الطب والمرض والارهاق والتعب والنَصَب، ودقات قلبه كساعة سويسرية، ويدخل رئتيه هواء ملوث، فيخرج منها روائح أزكى من كل زهور هولندا.
وأمعاء الرئيس جدارها من حرير، وأنفه يتحول المخاط فيه إلى بابا غنوج لبناني لا تجد مثله في كل مطاعم شارع الحمرا، أو عسل أبيض بدون ملكة نحل أو ملكة جمال.
وإذا عطس الرئيس أمامك فكأنك استنشقت رحيقا لم تقترب منه نسمة هواء من قبل.
ابراهيم عيسى يستحق الاعدام في ساحة مواجهة لمكتب أمين لجنة السياسة الخارجية، أو على شاطيء مجاور لقصر الرئيس في شرم الشيخ ويشاهده كل السائحين، وكان على الزميل الصحفي الكبير أن يجدف في حق الله، وأن ينكر كل الكتب المقدسة والأنبياء، فهذا أخف كثيرا من الحديث عن صحة الرئيس والتشكيك في الفل!
والرئيس لم يمس جسدَه دواءٌ طوال أكثر من ربع قرن، وليس في أي من قصوره واستراحاته دورة مياه أو مرحاض أو سيفون.
إنها أم الجرائم التي يستحق كل من يظن بأن الموت أو المرض أو الارهاق يقترب من الرئيس عقوبة الاعدام ، ويمنعوا عنه البيجاما الحمراء حتى يكون حبل المشنقة مفاجأة.
إما إذا أعلن القصر بعد شهر أو عام أو عقد أو قرن أن الرئيس مات فلا تصدقوا هذه الأكاذيب والهراء والخرافات، فالرئيس حسني مبارك حي لا يموت!


محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 15355