أحيانا ما يكون الواقع أقسى من الخيال، وأحيانا ما تنتصر إرادة الحياة على قسوة الإنسان وشراسة الحيوان، هذه قصة الطفلة العراقية المعجزة بتول.
عثر عليها في أرض زراعية قرب منطقة بعقوبة بالعراق في حالة يرثى لها، بعد أن قضت يومين وحدها في العراء، ولم تتم أشهر معدودات، وبقيت على قيد الحياة، رغم وجود حيوانات مفرسة وحشرات ضارة تمكنت من التهام أجزاء من أطرافها. وأطلقت عليها العائلة التي عثرت عليها وأبلغت السلطات إسم بتول.
حينما تسرب الخبر إلى مواقع التواصل الاجتماعي أطلق ناشطون عليها "الطفلة المعجزة"، وانتشرت القصة بحيث بلغ عدد طلبات التبني أكثر من 60 طلبا، فسافرت مواطنة أمريكية من أصل عراقي خصيصا بغرض تبني الطفلة، كما تبرع عراقي في الإمارات براتب شهري للطفلة، وراتب للعائلة التي ستقوم بتبنيها.
أكدت دائرة صحة محافظة ديالي، الأربعاء 30 أغسطس، أن حسم ملف تبني الطفلة المعجزة بتول سيتم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى.
وقال مدير إعلام دائرة الصحة، فارس العزاوي، في حديث للسومرية نيوز، إن "حسم ملف تبني الطفلة المعجزة بتول، الراقدة حاليا في مستشفى البتول التعليمي وسط بعقوبة، سيتم بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى من قبل القضاء العراقي باعتباره الجهة الرسمية المسؤولة عن الملف"، موضحا أن "إجمالي الطلبات بلغ حتى الآن 67 طلبا".
وتابع العزاوي أن "مذيعة عراقية مشهورة تقدمت بطلب لتبني الطفلة المعجزة لكن طلبها رفض كونها غير مرتبطة"، لافتا إلى أن "الطفلة تحظى بعناية مستمرة من قبل فريق مختص في مستشفى البتول التعليمي بإشراف مباشر من مدير المستشفى".