معظم الانتحاريين الذين ترسلهم جماعة "بوكو حرام" الإرهابية الأصولية إلى الموت المحتّم هم من النساء أو الأطفال، وفقا لدراسة مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأمريكية.
وتنشط الجماعة الإسلامية المتطرفة "بوكو حرام" في نيجيريا منذ سنوات. واسمها يعني معارضة النموذج الغربي للتعليم، إلا أن هذه المنظمة الإرهابية التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تسعى لإدخال وتطبيق الشريعة في جميع أنحاء البلاد، وهي تقف وراء معظم الهجمات الإرهابية التي ارتكبت بانتظام في هذا البلد الإفريقي الكبير والمنتج للنفط، والذي يقطنه المسلمون والمسيحيون.
وقال مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة (ويست بوينت) " لدينا مجموعة من الأدلة تشير إلى أنه من 11 أبريل/نيسان 2011 إلى 30 يونيو/حزيران 2017 أرسلت جماعة (بوكو حرام) 434 انتحاريا ليفجروا أنفسهم في 247 هدفا مختلفا في 238 توقيتا متباينا. وكان 56 في المائة، على الأقل، من هؤلاء الانتحاريين من النساء و 81 فردا منهم، كانوا ممن ينطبق عليهم وصف الأطفال أو المراهقين"، حسبما جاء في الدراسة.
ولفتت قناة CNN التلفزيونية، إلى أن عدد النساء في صفوف الانتحاريين بدأ ينمو بعد اختطاف هذه المنظمة الإرهابية 276 طالبة يافعة من طالبات المدارس النيجيرية في تشيبوكي، ونقلت القناة عن لسان جيسون وارنر، الأستاذ المشارك في مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي، قوله: "على الفور تقريبا بعد خطف هؤلاء الطالبات ارتفع بشكل حاد عدد الانتحاريات من النساء اللواتي تستخدمهن بوكو حرام" .
وأكد وارنر أن "هذه هي المرة الأولى في تاريخ الجماعات الإرهابية، التي تستخدم فيها منظمة انتحاريات من النساء أكثر من الرجال، وبوكو حرام تأتي في طليعة من استخدم الأطفال الانتحاريين".
ووفقا لمعدي الدراسة، هناك عدة أسباب لاختيار النساء والأطفال لتنفيذ عمليات انتحارية، وفي مقدمة هذه الأسباب حقيقة أنهم أقل عرضة للتفتيش، وأن النساء والأطفال هم أكثر طواعية لعمليات التجنيد من خلال عمليات "غسل الأدمغة" وغيرها من الأساليب.
ويذكر أنه في أبريل/نيسان 2014 اختطف متشددون من حركة "بوكو حرام" النيجيرية 276 من التلميذات في شمال شرق نيجيريا. وعرض زعيم هذه الجماعة مبادلة جميع الفتيات مع المتشددين الذين اعتقلوا من جماعته، لكن الحكومة رفضت.. وفي أغسطس/أب 2016 نشرت "بوكو حرام" شريط فيديو زعمت فيه أن التلميذات المحتجزات كرهائن لديها لا يزلن على قيد الحياة، لكن الفتيات المختطفات لم تظهرن جميعهن في هذا الشريط. .
وأعلن مسلحو هذه الجماعة الإرهابية، أن الفتيات الأخريات قتلن في غارات جوية. وأفرج لاحقا عن أكثر من 20 من التلميذات المختطفات في أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومع ذلك بقي مصير 195 فتاة من المختطفات مجهولا واعتبرن في عداد المفقودين.