قطر على خطى إيران في تدويل الحج

في الثلاثاء ٠١ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

قطر على خطى إيران في تدويل الحج

تشكيك قطر بقدرة السعودية على إدارة المناسك المقدسة يقطع طريق العودة أمامها إلى البيت الخليجي.

تسييس الحج، لعبة فشلت فيها إيران وتسعى قطر إلى استخدامها

الرياض - وصفت أوساط خليجية مطّلعة تصريحات المسؤولين القطريين المتناقضة حول قضية تدويل الحج بأنها جزء من خطة تهدف إلى اختلاق الأزمات الثانوية للتهرب من تحديد موقف واضح من الأزمة المتعلقة بعقوبات الرباعي العربي ضدها بسبب علاقتها بالإرهاب، في الوقت الذي تتبع فيه قطر خطى إيران في افتعال الأزمات مع السعودية من بوابة الحج.

واتهم وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، السلطات السعودية بتسييس قضية الحج، في سياق الأزمة الخليجية الراهنة.

وقال في مقابلة أجرتها معه قناة “الجزيرة” القطرية، “لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج، كما لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية”.

وشدد على أن قطر “لم تسيس الحج بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية”، مضيفا “سئمنا من الرد على فبركات إعلامية واختراع قصص من لا شيء”.

وقالت الأوساط الخليجية إن السعودية والإمارات والبحرين ومصر تعرف تماما أن تصريحات وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني النافية للجوء بلاده إلى الأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد السعودية بخصوص مزاعم التضييق على الحجاج، هدفها جلب الدول الأربع إلى ساحة نقاش جديدة تلهي عن التمسك بالنقاط الـ13، وهو ما جدده اللقاء الوزاري الرباعي في المنامة الأحد.

ورجحت أن يكون هناك ترتيب مشترك بين قطر وإيران في قضية الحج؛ الأولى في سياق توظيف كل الوسائل غير المشروعة لإثارة غيظ السعودية، والثانية تستثمر التنطع القطري لتوظيفه في سياق صراع المواقع مع السعودية التي كان لها دور أساسي في جعل مواجهة طهران أولوية أميركية.

ويبدو التنسيق قائما بين الدوحة وطهران المتحمسة لمنح خبرتها في مجال مشاغبة السعودية في قضية الحج إلى قطر، لكن متابعين للشؤون الخليجية حذروا من أن دخول قطر مجال اللعبة الإيرانية في التشكيك بقدرة السعودية على توفير الشروط المناسبة لتسهيل أداء الحجيج للمناسك في ظروف مريحة بعيدا عن الخلفيات السياسية والطائفية والمذهبية، من شأنه أن يقطع طريق العودة أمامها إلى البيت الخليجي المشترك.

وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، إن “ترديد قطر للتصريحات الإيرانية حول تسييس الحج هو كلام مرفوض. هذا الكلام لا يصدر إلا من الأعداء الإيرانيين، وترديد شخص قطري لهذا الكلام يضع بلاده في تلك الخانة”.

ولم يستبعد المتابعون أن تحذو الدوحة حذو السلوك الإيراني بأن تلجأ إلى تحريك حجاجها، والحجاج التابعين للإخوان المسلمين، للقيام باحتجاجات رمزية تتولى قناة الجزيرة تضخيمها، لافتين إلى أنهم قد لا يرفعون شعارات تدافع عن قطر والمطالبة بفك المقاطعة عنها، وأن الأقرب أن يلعبوا ورقة الأقصى يافطة لاحتجاجهم، تماما مثلما يخطط الإيرانيون للقيام به.

وأكد مجلس حكماء المسلمين، في بيان له الاثنين من أبوظبي، أنه يرفض أي محاولة لتسييس الحج، محذرا في بيان له من “دعوات إقليمية تسعى لاستغلال أحداث القدس للدعوة إلى الاحتجاج والتظاهر خلال موسم الحج مشددا على أن هذه الدعوات تحمل في طياتها أهدافا طائفية مغرضة لإفساد موسم الحج”.

عادل الجبير: طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة إعلان حرب ضد المملكة

واستغرب المتابعون تكذيب وزير خارجية قطر الاتهامات الموجهة إلى بلاده بتدويل الحج، مع أن جهة رسمية قطرية أخرى، هي اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، سبق أن أعلنت عن رفع الدوحة شكوى إلى الأمم المتحدة ضد السعودية، متسائلين هل سيلجأ الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى الزعم بأن جهة ما قد اخترقت موقع اللجنة ونشرت البيان، أم سينفي وجود اللجنة أصلا، ويتمسك بوجود “فبركات إعلامية واختراع قصص من لا شيء”.

وكشفت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر أنها رفعت إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة شكوى حول “العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين لأداء مناسك الحج”.

وذكرت اللجنة في بيان لها السبت أنها عبرت عن “قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية”، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية”.

وقالت إنها ستبعث برسائل إلى المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية بشأن “العراقيل التي تضعها السلطات السعودية أمام المواطنين القطريين والمقيمين بدولة قطر لأداء مناسك شعائر الحج”.

وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية مساء السبت عن وقف التسجيل إلكترونيا على موقعها لأداء فريضة الحج لسنة 2017 للإيحاء بوجود عراقيل، إلا أن تصريحات لاحقة نسبت للوزارة نفت أن تكون قد أغلقت باب التسجيل، وقالت إنها “تنتظر معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم ضمانات في المملكة العربية السعودية”.

ولفت مراقبون إلى أن خيار قطر لا يحسب حساب المستقبل، وأنه سيزيد من تصلب الموقف السعودي، وهو يتناقض مع الوساطات الكثيرة التي دفعت بها قطر لإثناء السعودية عن تشددها، ومحاولة خلق تمايز في المواقف بينها وبين الإمارات ومصر.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن “طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة، ونحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل على تدويل الحرمين".

وتتمسك الرياض بحصر خلافها مع قطر، كما إيران، على الجانب السياسي وعدم إدخال مناسك الحج في الخلافات والمناكفات.

وأكدت وزارة الحج والعمرة في السعودية أنه “في ظل الوضع السياسي الراهن مع الدوحة فإن حكومة المملكة ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، بما فيها قطر”.

اجمالي القراءات 2833