مجموعات أهل الكتاب
وردت مادة (ك ، ت ، ب) في القرءان العظيم في صيغ الفعل وصيغ الاسم وسوف نأخذ منها لفظة الكتاب التي وردت 176 مرة في القرءان العظيم ولكن إنتبه عزيزي القاريء فالمقصود ’الكتاب’ المعرف بنفسه أي بالألف واللام والذي جمعه ’الكتب’، هذا الجمع الذي ورد مرة وحيدة في الآية 104 من سورة الأنبياء < يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ >. وهذا غير كتاب دون تعريف وغير كتاب المضاف إلى غيره مثل {كتاب الله، كتاب موسى، كتاب ربك، كتاب الفجار، كتاب الأبرار}.
إقترانات الكتاب
1. إقترن الكتاب بالأصوات المفردة في أوائل بعض السور عبر أسماء إشارة معينة مثل ’ذلك’ التي قرنت الكتاب بالأصوات (ألم) في أول البقرة أومن غير أسماء إشارة كما هو حال الإقتران بين (حم) وتنزيل الكتاب في ست سور من الحواميم السبعة. وإقتران الكتاب بالأصوات المفردة يحتاج إلى دراسة تدبرية إحصائية إستقصائية.
2. وإقترن الكتاب بأفعال معينة مثل أتى وأنزل ونزَّل مثل كتاب موسى المقترن دائماً بالفعل (آتينا) ومن الطريف أن هناك بعض الآيات التي تنبِّه إلى الفرق بين الكتاب المقترن بالإنزال والكتاب المقترن بالتنزيل كالآية 136 من سورة النساء < يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا >. وإقتران الكتاب بأفعال معينة يحتاج إلى دراسة تستصحب بعض المفيد الذي كتب وتتدبر القرءان مباشرة.
3. وإقترن الكتاب أيضاً بأسماء وصفات مثل المركبات المختلفة التي دخل فيها لفظ الكتاب مضافاً إليه (مركب إضافي) أو منعوتاً (مركب نعتي) أو مضافاً إليه منعوتاً (مركب إضافي نعتي) وهذه هي المركبات المقصودة.
أ. الكتاب في مركب إضافي: {أهل الكتاب، أم الكتاب، ميثاق الكتاب، تفصيل الكتاب، آيات الكتاب، علم الكتاب، تنزيل الكتاب}.
ب. الكتاب في مركب نعتي: {الكتاب المنير، الكتاب المستبين، الكتاب المبين}.
ت. الكتاب في مركب إضافي نعتي: {آيات الكتاب الحكيم، آيات الكتاب المبين}.
ودعونا نرى إقترانات مركب واحدٍ من هذه المركبات وهو (أهل الكتاب). وتعالوا أيها القراء الكرام ننظر كيف تحدث القرءان العظيم عن أهل الكتاب وما هي المجموعات الجزئية التي تندرج تحت هذا المركب الفريد (أهل الكتاب) وهل وصفت كلها بالكفر أم بعضها. وهذا يعني أننا لن نتعرض لمجموعات أخرى قد تتقاطع أو تتعالق مع مجموعة أهل الكتاب بإقتران لفظ الكتاب مثل الذين أوتوا الكتاب والذين آتيناهم الكتاب أو مجموعات منتشرة بين أهل الكتاب مثل أهل الإنجيل واليهود والنصارى.
أهل الكتاب
ورد المركب (أهل الكتاب) 31 مرة في القرءان العظيم منها 12 مرة في آل عمران و6 مرات في المائدة. واللفظ الأول من هذا المركب هو (أهل) الذي ورد في مركبات أخرى تعريفاً وتنكيراً مثل أهل الإنجيل وأهل البيت وأهل القرى وأهل هذه القرية وأهل المدينة وأهل يثرب وأهل الذكر وأهل النار وأهل التقوى وأهل قرية وأهل بيت. وفي مركب أهل الكتاب فإن الكتاب هنا هو الكتاب الوارد في التركيب (ولقد آتينا موسى الكتاب) إذ أنه الكتاب الذي جاء به موسى للهداية والتعليم أما التطبيق فهو في التوراة والإنجيل التي طُلب من أهل الكتاب إقامتها. وأهل الكتاب يشكلون مجموعة كبيرة تحتوي داخلها مجموعات جزئية يمكن أن نتعرف على بعضها.
1.الذين ظلموا من أهل الكتاب: العنكبوت (46).
2.الذين كفروا من أهل الكتاب: البقرة (105) والحشر (2 و11) والبينة (1 و6).
3.كثيرٌ من أهل الكتاب: البقرة (109).والمائدة (62 و66 و68).
4.أكثر أهل الكتاب: آل عمران (110) والمائدة (59).
5.طائفة من أهل الكتاب: آل عمران (69 و72).
6.من أهل الكتاب: آل عمران (75 و199 و110 و113) والنساء (159).
7.فريق من أهل الكتاب: آل عمران (78).
8.الذين ظاهروهم من أهل الكتاب: الأحزاب (26).
الذين ظلموا من أهل الكتاب
وهؤلاء يمكن إستثناؤهم من قاعدة التجادل بالتي هي أحسن كما في الآية < وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ > العنكبوت/46.
الذين كفروا من أهل الكتاب
ومجموعة (الذين كفروا) الكبرى هي في القرءان جزء من مجموعة الذين ظلموا الكبرى وهنا الذين كفروا من أهل الكتاب هم جزء من الذين ظلموا من أهل الكتاب ولذلك تختتم آية المائدة التي ورد فيها كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بالتركيب (وما للظالمين من أنصار).
ورد المركب (الذين كفروا من أهل الكتاب) خمس مرات كما هو مبين في سور البقرة والحشر والبينة ولكن دعونا نرى كيف أن القرءان فصّل في أمر الكفر بالنسبة لهذه المجموعة من أهل الكتاب حتى نعرف أن أهل الكتاب منهم الذين كفروا ومنهم الذين آمنوا كما هو الحال بين المسلمين الحاليين فمنهم أيضاً الذين كفروا ومنهم الذين آمنوا.
1. زمرة الذين قالوا إن الله هو المسيح: هذه الزمرة من مجموعة الذين كفروا من أهل الكتاب وصفت بالكفر لأنهم نزلوا بالألوهية هبوطاً ودمجوها في البشرية وهذا مستوى من الحلولية الهابطة كما في المائدة 17 < لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ > وكما في المائدة 72 < لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ >.
2. زمرة الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة: وهذه الزمرة تقول بالتثليث المنفصل بمعنى أنهم يؤمنون بثلاثة آلهة والله هو ثالث هذه الآلهة بالإضافة إلى الإلهين الآخرين وهذا هو تثليث الشرك ونلاحظ هذا المعنى في المركب <ثالث ثلاثة> ولذلك جاء الرد <وما من إله إلا إله واحد> ووصفت هذه الزمرة بالكفر كما في المائدة 73 وما بعدها < لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ >.
3. زمرة الذين قالوا إن الله ثلاثة: وهذه الزمرة لم توصف بالكفر بل طُلِب منهم أن ينتهوا عن قولهم أن الله ثلاثة لأن ما يقولونه هو أخف أنواع التثليث وهو الإعتقاد في الأقانيم الثلاثة، أي أن الله واحد ولكنه موجود في ثلاثة أقانيم هي الآب والابن والروح القدس <ولا تقولوا ثلاثة> أي لا تقولوا أن الله ثلاثة (لاحظ الإختلاف عن ثالث ثلاثة) ولذلك جاء الرد <إنما الله إله واحد> والآية لم تُكفِّر هذه المجموعة وإنما طلبت منهم أن ينتهوا عن هذا القول لأن في ذلك خيراً لهم. والآية واضحة في أنها تتحدث عن تثليث الأقانيم وليس تثليث الشرك لأنها طلبت من أهل الكتاب ألَّا يغلوا في دينهم وأوضحت لهم أن عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته وروح منه وليس لله ولد بل له ما في السماوات وما في الأرض. والآية لم تُكفِّر من يعتقدون في تثليث الأقانيم. وهذه الآية هي آية النساء 171 <يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً >.
وبذلك نرى أن أهل الكتاب ليسوا كلهم من الذين كفروا بل جزء منهم فقط هم من الذين كفروا ولكن المهم أن الكفر لا يتجِّه إلى الأفراد والأهم أن الناس يمكنهم أن يعيشوا مع بعضهم البعض في سلم وأمن إذا احترموا الآخرين كما هم بإيمانهم وكفرهم وثقافتهم وسلوكهم في حياة يسودها العدل والحرية.
كثير من أهل الكتاب
ومجموعة (كثير من ...) هي مجموعة جزئية من مجموعات كثيرة أخرى ومثالها هذه المجموعات:
1. كثير من الناس: المائدة 49 والحج 18 ويونس 92 وإبراهيم 36 والروم 8
2. كثير من الجن والإنس: الأعراف 179
3. كثير من عباد الله المؤمنين: النمل 15
4. كثير من أهل الكتاب: البقرة 109 والمائدة 66 و68
5. كثير من بني إسرائيل: المائدة 32 و71
6. كثير من الذين كفروا من بني إسرائيل: المائدة 80 و81
7. كثير من المشركين: الأنعام 137
8. كثير من الذين أوتوا الكتاب: الحديد 16
9..كثير من ذرية نوح وإبراهيم: الحديد 26
10. كثير من الذين اتبعوا عيسى: الحديد 76
11. كثير من اليهود: المائدة 64 وهذه المجموعة هي مجموعة المائدة 68
12. كثير من الأحبار والرهبان: التوبة 34
13. كثير من الخلطاء: ص 24
والذي يهمنا هو المركب (كثير من أهل الكتاب) الذي يمثل مجموعة جزئية من مجموعة أهل الكتاب. وهذه المجموعة ودّت (لاحظ الزمن الماضي) لو ترد المؤمنين كفاراً وما تزال في هذه الأمنية حتى يأتي الله بأمره. وهي مجموعة تسارع في الإثم والعدوان ولذلك بَئِس وساء عملها بزيادة الكفر والطغيان الذي يدخلها في مجموعة القوم الكافرين. وهذه المجموعة تشمل مجموعات أصغر منها مثل الطائفة. وهذه هي الآيات:
1.< وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ > البقرة 109.
2.< وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ > المائدة 62.
3.< وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ > المائدة 66.
4.< قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ > المائدة 68.
أكثر أهل الكتاب
ومجموعة (أكثر ...) هي مجموعة جزئية من مجموعات أخرى مثل أكثر الناس وأكثر المشركين وأكثر الذين من قبل ومجموعة (أكثر أهل الكتاب) واحدة من هذه المجموعات وهي مجموعة الفاسقين. ولكن مجموعة الفاسقين لا تشمل (أكثر أهل الكتاب) وحدهم بل هي مجموعة أخرى فيها أكثر أهل الكتاب وأكثر المشركين ومن لا يحكم بما أنزل الله والمنافقون وغيرها من المجموعات الأخرى التي تجتمع كلها في مجموعة (كثير من الناس فاسقون).
وهذه هي الآيات التي وردت فيها مجموعة أكثر أهل الكتاب:
1.< كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ > آل عمران 110.
2.< قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ > المائدة 59.
طائفة من أهل الكتاب
وهذه الطائفة هي جزء من مجموعة (كثير من أهل الكتاب) بدلالة إشتراك الفعل (ودَّ) بينهما وأمنية هذه الطائفة (لو يضلونكم) جزء من أمنية أولئك الكثير (لو يردوكم) ولذلك جاء التعقيب عليها (وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون). وهذه هي الآيات:
1.< وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ > آل عمران 69.
2. < وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ ليَرْجِعُونَ > آل عمران 72.
من أهل الكتاب
المركب (من أهل الكتاب) يشمل مجموعات غير متجانسة مثل:
1.مجموعة (من أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار)
2.ومجموعة (من أهل الكتاب من إن تأمنه بدينار)
3.ومجموعة (من أهل الكتاب أمة مقتصدة)
4.ومجموعة (من أهل الكتاب المؤمنون )
5.ومجموعة (من أهل الكتاب من يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم)
6.ومجموعة (من أهل الكتاب من يؤمن بعيسى قبل موته)
7.ومجموعة (من أهل الكتاب أمة قائمة)
هذه مجموعات من أهل الكتاب وليست مجموعة محددة مثل الطائفة أو الفريق.وقد ذُكرت بالدقة بعد المركب (من أهل الكتاب ...) وليست قبله كما في المجموعات السابقة. وهذه هي الآيات:
1.< وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ > آل عمران/75.
2.< وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ > آل عمران/199.
3.< كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ > آل عمران/110.
4.< إِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا > النساء/159.
5.< لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ > آل عمران /113ـ115.
5.< وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ > المائدة 66.
فريق من أهل الكتاب
(فريق من ...) لفظ جمع يطلق على فريق من مجموعات متعددة كلية وجزئية مثل فريق من بني إسرائيل وفريق من الذين أوتوا الكتاب وفريق من المؤمنين وغيرها من المجموعات المختلفة. أما فريق من أهل الكتاب فهم الذين يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب كما في الآية < وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ > آل عمران/78. ولو أردنا الدقة فهؤلاء جزء من المجموعة (من أهل الكتاب) لأن لفظ (فريق) ذُكر تحديداً بعد لفظ (منهم) وليس قبله.
الذين ظاهروهم من أهل الكتاب
الضمير (هم) في لفظ ظاهروهم يعود إلى الذين كفروا في وقت الأحزاب وهذا هو الجلاء الثاني لهذه المجموعة من أهل الكتاب التي ظاهرت الذين كفروا وهي حسب المؤرخين بنو قريظة. ومن الملاحظ أن القرءان لم يصفهم بالكفر كما وصف المجموعة المذكورة في سورة الحشر. وهؤلاء فريقان كما في الآية < وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا > الأحزاب/26.
وإلى اللقاء في حلقة جديدة عن إقترانات الكتاب وتذكروا أننا ما زلنا في بداية إقتران الكتاب بالأسماء والصفات ولا تنسوا إقتران هذا الكتاب بالأصوات المفردة والأفعال المعينة. والله أعلم.