رفع الأسعار عند الأوقاف: تكفير للذنوب.. والإفتاء: الغلاء بيد الله
بررت دار الإفتاء المصرية، وبعض أئمة وزارة الأوقاف عبر خطب الجمعة، الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بشأن رفع أسعار الوقود والكهرباء، ما ترتب عليه ارتفاع أسعار السلع ووسائل المواصلات.
وطالبت دار الإفتاء، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، المصريين بالرضى بالوضع الرهن والتقرب إلى الله بالدعاء، لأن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، بينما أرجع إمام الأوقاف سبب ارتفاع الأسعار إلي الذنوب التي يرتكبها الناس.
ودعمت دار الإفتاء رأيها عن غلاء الأسعار بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ غَلا السِّعْرُ؛ فَسَعِّرْ لَنَا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إنَّ اللهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الرَّازِقُ؛ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلِمَةٍ مِنْ دَمٍ وَلا مَالٍ».
وأوضحت الإفتاء أن معنى هذا الحديث هو لفت نظر الصحابة إلى نسبة الأفعال حقيقةً إلى الله تعالى، فإنهم لَمّا اشتكَوْا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاءَ السعر نبّههم على أن غلاء الأسعار ورخصها إنما هو بيد الله تعالى، وأرشدهم بذلك إلى التعلق بالله تعالى ودعائه، كما جاء في الرواية الأخرى بسند حسن عند أبي داود في "سننه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَعِّرْ لَنَا، فقال: بَلْ أَدْعُو».
وأضافت الدار أن الحديث تنبيه على اللجوء إلى الله تعالى في الأزمات، مع اتخاذ الأسباب الممكنة، والسبل المتاحة، والوسائل المقدورة.
وفي السياق ذاته أشار أحد أئمة الأوقاف بمحافظة الجيزة خلال خطبة الجمعة اليوم، إلى أن سبب ارتفاع الأسعار هو الذنوب التي يرتكبها الناس، مطالبا الأغنياء بمد يد العون للفقراء ومساعدتهم، وذلك دون أن يحمل الإمام الحكومة مسئولية موجة الغلاء التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وافقه الرأي عدد من زملائه الأئمة استطلعت " مصر العربية" آرائهم عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، ومن بين هؤلاء الشيخ حكيم الحنطور، الذى قال إنه تحدث في خطبته اليوم عن نفس وجهة نظر زميله، مستشهدا بقول الله تعالي (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .. ).
كما أيده أيضا الشيخ أمين الخضري إمام بالأوقاف، حيث قال :" وما اصابكم من مصيبة فما كسبت ايديكم.. وكما تكونوا يولى عليكم، وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبه"، داعيا المصريين إلى التوبة والرجوع إلى الله .
وقال الشيخ عبد الناصر بليح وكيل أوقاف الجيزة، : "مانقص قوم المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان".
ومن جانبه قال الشيخ محمد يوسف الجزار: "غلاء الأسعار ذنوب اه بنكفر عنها لا"، موضحا أننا ارتكبنا ذنبا بالإهمال وعدم فتح الابواب للعمل، وعدم وضع خطط لاستغلال الطاقات وتكبيل المنتجين بالقوانين.
وأوضح الشيخ بدير العشماوى، أننا نحتاج إلى مزيد من العمل المنظم والتخطيط الجيد، وفن إدارة الأزمات من جهة القائمين على إدارة البلاد، وليس رفع الأسعار، وفرض الضرائب، مشيرا إلى أنه على الجميع الاستغفار، والقرب من الله، ودعائه ليل نهار بأن يكشف عنا البلاء.
واتهم الشيخ فتوح بدر، زميله برفع الحرج عن الحكومة وإلقاء اللوم على الشعب، بينما أشار الشيخ محمود جابر الأزهري، إلي أنه كان يفترض أن يتحدث الإمام عن الموضوع بحيادية أو يصمت.