أخي الدكتور عثمان لكم منا ومني خصوصا كل الشكر علي ما توضحونه لنا دائما بخصوص ما نعتقد وهو أن الدين الخاتم لا يمكن أن يكون دين سفاكي الدماء من أحفاد ابن أكلت لحوم البشر، من أكلت كبد حمزة وليس هو بدين الجهلاء من بني العباس الذين سمحوا بتدوين الخرفات وبل زادوها وإنكم لتوضحون أن هذا الدين الخاتم لا يمكن أن يكون إلا، بل هو دين الوسطية والسلام مع الله ومع البشر
إن المرء ليجد نفسه، إن أراد ان يتقي، في حالة رفض تامة وليس جزئية لكل ما ورث لنا من تضليل وما واقبة من تخلف بسبب تشويه معتقادتنا التي هي الاطار الفكري لتفكيرنا واليوم كما أوضحتم وساهمتم بفك الغموض عن مفهوم الرجم الذي شوه مثل غيره من أصحاب الدين الأرضي الذين ضلوا وضللوا في كل شئ بخصوص حقيقة هذا الدين واثبتوا لنا يوم بعد يوم بأنهم ما كانوا بمسلمين، لانهم ما كانوا إلا علي النقيض الدائم من القرآن. تعريفهم الرجم بأنه ذاك القذف بالحجارة أو الحصي وخلافه حتي الموت وما يحمله ذلك من عذاب جسماني أليم، وهو مالم يشرعه الله لأي مخلوق أي كان. نجد أن القرآن الكريم أوضح بما يخالف معتقدات الديانات الارضية من يهودية ومسيحية واستسلام بأن هناك فرق بين الرجم والعذاب الأليم:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }يس18
وأنني لا أتعجب كيف سمح السلف وجهلاء الخلف (بغض النظر عن تلاعبهم بالكلم وتحويره حتي لا يرفضه العامه) لالسنتهم أن تقذف حجارة وهم يعلمون إن اللسان إما أن يقذف كلام سديد أو يقذف كلام امتهاني:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22
أوافاقكم أخي الدكتور عثمان بان من يرجم (قد) يكون هو من يطرد:
وهذا واضح في التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث( {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23)
1. من يرجم
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ }الشعراء116
2. هو من يطرد
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ }الشعراء167
إلا أن التسليم بأن كل من يرجم هو كل من يتم طرده مرفوض بنص القرآن وفقا لهذا التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث
1. قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91)
ولكن في الأعراف 88 نجد ان التهديد باإخراج شعيب، لم يكن هو التهديد برجمه، الذي لم ينفذ بسبب الخوف من رهطه في هود 91 لأنهم في الاعراف 88 هددوه والذين معه بالخيارإما الطرد او بالرجوع افي ملة قومهم، ولم يشكل هنا للخوف من رهطه ورهط الذين معه أي مانع يمنعهم.
)قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) (لأعراف:88)
2. )قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً) (مريم:46) والتي فيها تم تأجيل الرجم بالطرد في الحال الموقت بمعني أن الهجر الأني هنا ليس هو الرجم
ولذا فأننا نستأذنكم في أن نكمل معكم مفهوم الرجم قرآنيا بالفرضية التالية:
ليس كل من يرجم يطرد
لاننا لو سلمنا بعكس ذلك لسلمنا بصحة أن الوسيلة هي الغاية
فالرجم هو الغاية واحدي وسائله يكون الطرد أو الأخراج
أي أن للرجم مفهوم وحيد واوحد أعم وأشمل من الأخراج أو الطرد
فما هو هذا المفهوم أذن؟
ولكن لو بحثنا عن ثنائي تفصيلي في القرآن سنجد فيه ما يقرينا الي وضع مفهوم للرجم
فمن الثنائي الحجر34 و الأعراف 13
1. المطرود رجيم
{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }الحجر34
2. المطرود تكبر فجعل صاغرا
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }الأعراف 13
1. سبب الطرد هو التكبر
2.فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (الحجر34) هي إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(الأعراف 13 )
وهي نفس الشئ
الطريد رجيم و الطريد صاغرا ومنه فان الرجيم هو الصاغر
وللتأكيد نبحث في الثنائي التفصيلي التالي:
وقال موسي في التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث
وفالطريد هو متكبر والمتكبر هو من وجب عليه الرجم
1. وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (غافر:27)
2. وقال موسي
)وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) (الدخان:20)
ولكن كلمة صاغرين أيضا لا نفهمها بدرجة يقينية فدعنا نبحث عما ورد بخصوصها في القرآن
سبب الطرد هو ان الجنة ليس مكان للتكابر: فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا
وصفات الصَّاغِرِ المطرود هي: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً
بمعني ان الله جرده من كل أسباب التكابر فخرج مذموما مدحورا أي أصبح مرجوما أي صاغرا
ومن صفات الصاغر انه سخص مهزوم جرد من كل أسباب التكابر
{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ }الأعراف119 ومنها نتأكد إنها صفة من صفات الاحياء المهزومين. وموكد هذا في التفصيل الثنائي التالي:
{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }النمل37
من وسائل الرجم الامتهان بالغيب:
)سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
يَرْجُمُوكُمْ أي يجعلوكم صاغرين
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20
ومنه لَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ هي لَوْلاَ رَهْطُكَ لجعلنك صاغرا
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91
لَأَرْجُمَنَّكَ هي لجعلتك صاغرا ولكنه أكتفي إنذاك بطلب اغرب عن وجهي
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46
رجما بالغيب امتهانا بالغيب
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22
وهنا نستخلص
1.الرجيم هو الصاغر والصاغرهو المجرد من الكبرياء وممتهن الكرامة
2.الرجم لايحمل في طياته القتل أو الموت وإلا ماذا منع الله من ان يقتل او يميت الشيطان؟ الم يسميه الله بالرجيم؟ ولما وصف الله المهزوم الحي بالصاغر
3. ان الرجم عقوبة نفسية وليست جسدية: تنقص من قدروكرامة المرجوم وذلك عن طريق محو كبريائه أي امتهان كرامته وبالتالي خاطب الله بها الأحياء المهزومين المدحورين وتأكيدا نجد
4.الصاغر لا يمكنه ان يعصي أمرا
)قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) (يوسف:32)
5. الرجم هي لغة دحض الأسباب التي يرتكز اليها الشخص أو يدعم بها الرأي محل الرجم
--- فالرجم للشخص دحض أسباب كبريائه ومكابرته بدحره وإخضاعه أي جعله صاغرا
--- والرجم بالرأي هو دحض اسباب حجيته أي تتفيهه
أحمد إبراهيم
إن المرء ليجد نفسه، إن أراد ان يتقي، في حالة رفض تامة وليس جزئية لكل ما ورث لنا من تضليل وما واقبة من تخلف بسبب تشويه معتقادتنا التي هي الاطار الفكري لتفكيرنا واليوم كما أوضحتم وساهمتم بفك الغموض عن مفهوم الرجم الذي شوه مثل غيره من أصحاب الدين الأرضي الذين ضلوا وضللوا في كل شئ بخصوص حقيقة هذا الدين واثبتوا لنا يوم بعد يوم بأنهم ما كانوا بمسلمين، لانهم ما كانوا إلا علي النقيض الدائم من القرآن. تعريفهم الرجم بأنه ذاك القذف بالحجارة أو الحصي وخلافه حتي الموت وما يحمله ذلك من عذاب جسماني أليم، وهو مالم يشرعه الله لأي مخلوق أي كان. نجد أن القرآن الكريم أوضح بما يخالف معتقدات الديانات الارضية من يهودية ومسيحية واستسلام بأن هناك فرق بين الرجم والعذاب الأليم:
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }يس18
وأنني لا أتعجب كيف سمح السلف وجهلاء الخلف (بغض النظر عن تلاعبهم بالكلم وتحويره حتي لا يرفضه العامه) لالسنتهم أن تقذف حجارة وهم يعلمون إن اللسان إما أن يقذف كلام سديد أو يقذف كلام امتهاني:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22
أوافاقكم أخي الدكتور عثمان بان من يرجم (قد) يكون هو من يطرد:
وهذا واضح في التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث( {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر23)
1. من يرجم
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ }الشعراء116
2. هو من يطرد
{قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ }الشعراء167
إلا أن التسليم بأن كل من يرجم هو كل من يتم طرده مرفوض بنص القرآن وفقا لهذا التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث
1. قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) (هود:91)
ولكن في الأعراف 88 نجد ان التهديد باإخراج شعيب، لم يكن هو التهديد برجمه، الذي لم ينفذ بسبب الخوف من رهطه في هود 91 لأنهم في الاعراف 88 هددوه والذين معه بالخيارإما الطرد او بالرجوع افي ملة قومهم، ولم يشكل هنا للخوف من رهطه ورهط الذين معه أي مانع يمنعهم.
)قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ) (لأعراف:88)
2. )قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً) (مريم:46) والتي فيها تم تأجيل الرجم بالطرد في الحال الموقت بمعني أن الهجر الأني هنا ليس هو الرجم
ولذا فأننا نستأذنكم في أن نكمل معكم مفهوم الرجم قرآنيا بالفرضية التالية:
ليس كل من يرجم يطرد
لاننا لو سلمنا بعكس ذلك لسلمنا بصحة أن الوسيلة هي الغاية
فالرجم هو الغاية واحدي وسائله يكون الطرد أو الأخراج
أي أن للرجم مفهوم وحيد واوحد أعم وأشمل من الأخراج أو الطرد
فما هو هذا المفهوم أذن؟
ولكن لو بحثنا عن ثنائي تفصيلي في القرآن سنجد فيه ما يقرينا الي وضع مفهوم للرجم
فمن الثنائي الحجر34 و الأعراف 13
1. المطرود رجيم
{قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }الحجر34
2. المطرود تكبر فجعل صاغرا
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }الأعراف 13
1. سبب الطرد هو التكبر
2.فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (الحجر34) هي إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ(الأعراف 13 )
وهي نفس الشئ
الطريد رجيم و الطريد صاغرا ومنه فان الرجيم هو الصاغر
وللتأكيد نبحث في الثنائي التفصيلي التالي:
وقال موسي في التفصيل الوصفي الثنائي لأحسن الحديث
وفالطريد هو متكبر والمتكبر هو من وجب عليه الرجم
1. وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) (غافر:27)
2. وقال موسي
)وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) (الدخان:20)
ولكن كلمة صاغرين أيضا لا نفهمها بدرجة يقينية فدعنا نبحث عما ورد بخصوصها في القرآن
سبب الطرد هو ان الجنة ليس مكان للتكابر: فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا
وصفات الصَّاغِرِ المطرود هي: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً
بمعني ان الله جرده من كل أسباب التكابر فخرج مذموما مدحورا أي أصبح مرجوما أي صاغرا
ومن صفات الصاغر انه سخص مهزوم جرد من كل أسباب التكابر
{فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ }الأعراف119 ومنها نتأكد إنها صفة من صفات الاحياء المهزومين. وموكد هذا في التفصيل الثنائي التالي:
{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }النمل37
من وسائل الرجم الامتهان بالغيب:
)سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
يَرْجُمُوكُمْ أي يجعلوكم صاغرين
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20
ومنه لَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ هي لَوْلاَ رَهْطُكَ لجعلنك صاغرا
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91
لَأَرْجُمَنَّكَ هي لجعلتك صاغرا ولكنه أكتفي إنذاك بطلب اغرب عن وجهي
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46
رجما بالغيب امتهانا بالغيب
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف22
وهنا نستخلص
1.الرجيم هو الصاغر والصاغرهو المجرد من الكبرياء وممتهن الكرامة
2.الرجم لايحمل في طياته القتل أو الموت وإلا ماذا منع الله من ان يقتل او يميت الشيطان؟ الم يسميه الله بالرجيم؟ ولما وصف الله المهزوم الحي بالصاغر
3. ان الرجم عقوبة نفسية وليست جسدية: تنقص من قدروكرامة المرجوم وذلك عن طريق محو كبريائه أي امتهان كرامته وبالتالي خاطب الله بها الأحياء المهزومين المدحورين وتأكيدا نجد
4.الصاغر لا يمكنه ان يعصي أمرا
)قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) (يوسف:32)
5. الرجم هي لغة دحض الأسباب التي يرتكز اليها الشخص أو يدعم بها الرأي محل الرجم
--- فالرجم للشخص دحض أسباب كبريائه ومكابرته بدحره وإخضاعه أي جعله صاغرا
--- والرجم بالرأي هو دحض اسباب حجيته أي تتفيهه
أحمد إبراهيم