تنظيم الدولة الإسلامية ينقل حلم الخلافة إلى الفلبين

في الأربعاء ٣١ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

تنظيم الدولة الإسلامية ينقل حلم الخلافة إلى الفلبين

 

  • تحتدم المعارك بين الجيش الفلبيني وعناصر تابعة لداعش بعد أن أحكم التنظيم سيطرته على جزيرة ماراوي الواقعة في جزيرة منداناو جنوب الفلبين. ويشير متابعون إلى أن توغل داعش في شرق آسيا هدفه الإبقاء على حلم الخلافة، الذي بدأ يتلاشى بعد تقلص الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الشرق الأوسط.

مهمة صعبة

لندن – يعيش تنظيم داعش كابوسا بعد أن أوشك الجيش العراقي المدعوم بقوات التحالف على استعادة مدينة الموصل، آخر معاقله في العراق. ويفرض الطيران الجوي الأميركي حصارا عنيفا على التنظيم في معقله بمدينة الرقة بسوريا إلى جانب معارك محتدمة مع جماعات مسلحة من الأكراد والعرب.

وفي الطرف الأوروبي لا مجال لتحقيق اختراق يتجاوز الهجمات الإرهابية التي تنفذها الذئاب المنفردة من وقت لآخر؛ وأمام هذا التضييق لم يجد التنظيم المتشدد من خيار غير أن يحوّل قبلته إلى منطقة جنوب شرق آسيا، التي تتوفر فيها مقومات الحياة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتكشف المعركة المحتدمة الدائرة بين ميليشيات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وعناصر من الجيش الفلبيني بمدينة ماراوي الواقعة في جزيرة منداناو جنوب الفلبين عن نهج جديد يتبناه تنظيم داعش بالبحث عن ملاذ آمن جديد لتعويض خسائره الفادحة في العراق وسوريا، فيما يدل على أن المنطقة المضطربة تتحول بسرعة إلى مركز آسيوي للتنظيم المتشدد.

واحتدمت معركة ماراوي، ذات الأغلبية المسلمة دون أن يتمكن الجيش الفلبيني من تحرير المدينة المكتظة بالسكان. وتشير تقارير إلى أن أكثر من 60 مسلحا تابعا لتنظيم داعش اجتازوا البحر إلى جزيرة منداناو للسيطرة عليها.

وتشير التقارير الأمنية إلى أن مسلحي داعش دخلوا المدينة بمحاولة لمؤازرة القيادي المتشدد إسنيلون هابيلون، الذي سبق لتنظيم داعش أن عيّنه أميرا له على مناطق جنوب شرق آسيا. وتعتقد قوى الأمن الفلبينية أن استماتة المسلحين في القتال بالمدينة ترجح فرضية استمرار وجود هابيلون فيها.

وتقول مصادر عسكرية إن من بين المسلحين الذين اجتازوا البحر إلى جزيرة منداناو، العديد من الإندونيسيين والماليزيين وآخرين من سنغافورة وتركيا.

وشكل المسلحون نواة لجيش من المتمردين الإسلاميين انضم إلى فرع داعش في شرق آسيا المكون من جماعتي أبوسياف ومواتي يقودهما إيسنيلون هابيلون المعروف باسم أبوعبدالله الفلبيني.

ولكن الحكومة الفلبينية تدعي أن الاشتباكات ما هي إلا رد فعل لهجوم شنه الجيش الفلبيني على المدينة للقبض على هابيلون الذي يعتقد أنه المسؤول عن تفجير مدينة دافاو عام 2016.

وهاجم مسلحو التنظيم مخيم راناو واحتلوا عدة مبان رئيسية في المدينة وضعوا عليها علم داعش. واحتلت المجموعة الشارع الرئيسي وأحرقت عدة كنائس ومدارس، وأخذت قسسا وعددا من رعاة الكنيسة كرهائن.

ويرى متابعون أن المعركة الدائرة في الفلبين تمثل تحولا خطيرا في أيديولوجيا داعش التي تقوم على فكرة إقامة الخلافة الإسلامية، مرجّحين أن تقلص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الشرق الأوسط جعلته يدير الدفة إلى شرق آسيا ذات الأغلبية المسلمة في إندونيسيا وباكستان والفلبين وماليزيا. تبدو المنطقة اليوم وكأنها تشهد إعادة لتجربتها مع أفغانستان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي.

وتسببت الخسائر، التي تلقاها التنظيم بفعل ضربات الجيش المصري وقوات التحالف التي تقودها السعودية، إضافة إلى الصراعات الدائرة بين داعش وميليشيات إسلامية تابعة إلى القاعدة وطالبان في اليمن وأفغانستان وليبيا، في كبح طموح التنظيم إلى فرض سيطرته على أراض جديدة في الشرق الأوسط.

وكشفت حسابات تابعة لداعش على موقع تلغرام عن جزء من سياسية التنظيم الجديدة، حيث يبحث داعش عن مواقع بديلة مكتظة بالسكان تكون خطا دفاعيا أول للمسلحين للاختباء بينهم، وتعقد أي اشتباك مع سلطات البلدان.

ويستهدف التنظيم مواقع بها أعداد مسلمة كبيرة لتجنيد بعضهم في المستقبل. وأعلن منتمون لداعش عبر حساباتهم عن نجاح التنظيم في تكوين “إمارة” إسلامية جديدة في الفلبين التي وصفوها “ببلاد ما وراء النهر” ونشروا صورا لإعلام التنظيم ترفرف فوق مبان بالمدينة. وتقدر السلطات عدد السكان المدينة، حيث الأكثرية مسلمة في البلد الكاثوليكي بأغلبيته، بحوالي 200 ألف شخص من أصل 20 مليونا يعيشون في جزيرة منداناو.

وتتشابه الوقائع والظروف بين ما يحدث حاليا في الفلبين وما حدث في عام 2014 عندما اجتاز مسلحو داعش الحدود العراقية قادمين من سوريا وفرضوا سيطرتهم على أكثر من ثلث العراق، إذ تواجه السلطات الفلبينية صعوبات في إعادة الأراضي التي يسيطر عليه التنظيم بسبب اختباء المسلحين داخل بيوت المدنين.

ويكافح داعش من أجل الإبقاء على أطروحة “دولة الخلافة الإسلامية” التي أعلن عنها أبوبكر البغدادي في 29 يونيو 2014 من أحد أكبر المساجد في مدينة الموصل. وخسارة تواجد داعش في الشرق الأوسط تعني ضربة قاسمة للفكر الداعشي المتفشي بين المتشددين وتمثل هزة قوية لصورة داعش الذي يحاول تصديرها للمسلمين من أجل جذب وتجنيد شباب لقيام بأعمال إرهابية.

ويقول خبراء إن خسائر داعش في سوريا والعراق وليبيا واليمن تغيّر من خارطة الشرق الأوسط وتحول التنظيم من قوة ميدانية تبرز نفسها كجيش نظامي إلى جماعة إرهابية تعتمد على عمليات إرهابية يقوم بها أفراد في المنطقة العربية ومناطق أخرى

اجمالي القراءات 2934