وار مفتوح مع الكاتب والباحث الإسلامي أنيس محمد صالح (3)
وار مفتوح مع الكاتب والباحث الإسلامي أنيس محمد صالح (3)

أنيس محمد صالح في الثلاثاء ١٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في منتدى العلمانيين العرب وُجهت لي دعوة خاصة لفتح حوار في الفكر الإسلامي القرآني مدتها شهر كامل بدأ بإذن الله من اليوم الموافق 04/07/2008 .
على الرابط:
http://www.forum.3almani.org/viewtopic.php?f=32&t=905

مقدمة منتدى العلمانيين العرب:
أنيس محمد صالح كاتب وباحث إسلامي، من كتاب موقع أهل القرآن، و مشرف منتدى القرآنيين في موقع عشاق الله ...وعضوا مميزا في منتدى العلمانيين العرب (يمكن الاطلاع على ملفه في منتدى العلمانيين العرب للاطلاع على مواضيعه ومشاركاته من هنا search.php?author_id=137&sr=posts)

له العديد من الدراسات الإسلامية الÞRN;رآنية التي اثارت الكثير من الجدل، لا سيما وأنه يفكر في زمن حرّم فيه التفكير،وهيمن فيه التيار الأصولي، يطرح ( مع العديد من زملائه من أهل القرآن) اسلاما مبدعا متجددا ومليئ بالمناقشات العقائدية ومنفتح على الاجتهاد...

-----------------------------------------------

المحاور: 1917

من المؤكد اننا نحتاج الي مثل هذا الحوار حتي نتبين هذه او تلك من المسائل ، التي لها علاقتها المباشرة بالحراك الثقافي و الاجتماعي و السياسي، و مناقشة اطروحات القرانيين تدخل ضمن هذا الاطار ، و اذا كان السيد انيس يعبر هنا عن افكاره الخاصة فانه ايضا و بمعني ما يعبر عن افكار القرانيين ، لاجل هذا فان الحوار معه هو في نفس الوقت حوار مع القرانيين كاتجاه فكري .
لقد قرات الاسئلة و الاجوبة في هذا الحوار المفتوح و ساقدم فيما يلي ملاحظاتي بخصوص ذلك ،متمنيا ان اساهم بذلك في اثراء هذا الحوار :
كتب السيد انيس :
اقتباس:
فالفكر القرآني ( أوامر الله ونواهيه في الكتاب ) تدعو جميعها إلى بناء الدولة المدنية الشوروية ( الديمقراطية ) أساسا، والعمل على إعلاء قيمة الفرد الإنسان، و بناء مجتمع مدني يقوم على أساس المواطنة ويحفظ حقوق الإنسان وقيمته وحريته وكرامته ولا فرق فيها بين حاكم ومحكوم أو أبيض وأسود أو رجل وإمرأة أو عربي وأعجمي والكُل أمام الله سواسية بعلاقة مباشرة بين العبد وخالقه ولا يحق لكائن من كان أن يتدخل بهذه العلاقة الثنائية كما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي من جبروت وطغيان وبطش وقمع ولمصلحة تسخير الحاكم إلها يسلط سيفه وسوطه ووصايته وجبروته على ظهور الناس بإسم الدَين الأرضي !! والدَين السماوي منهم براء... وهذه في مجملها المبادئ التي تنادي بها العلمانية اليوم.

هذا الكلام جميل علي مستوي الخطابة و لكننا عندما نمتحنه في علاقة بالوقائع نلاحظ افتقاره الي الصدق فالنص القراني لا يقضي بالمساواة الحقوقية بين الناس فالتفاوت بين المراة و الرجل و بين السيد و العبد و بين المسلم و الذمي الخ .....امر واضح المعالم و لست في حاجة للتذكير بالايات التي تنص علي ذلك ، و بالتالي فان القران لا يساعد حقوقيا علي ان يكون اساسا لقيام الدولة المدنية حيث المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق ، و لا معني للحديث عن حقوق الانسان في ظل سيطرة التشريع القدسي القراني اذ كيف نتحدث مثلا عن حقوق المراة في ظل عدم المساواة في الارث و الشهادة ، و تعدد الزوجات و تشريع ضرب النساء ؟كيف الحديث عن حقوق الانسان في مجتمع يحكمه تشريع قراني لا يساوي بين المسلم و المسيحي و اليهودي و الملحد؟
الدولة المدنية؟ تقتضي المساوة في الحقوق ، هل يحقق الاسلام ذلك ؟

كتب السيد انيس
اقتباس:
الإسلام ( التوحيد ) أخي أبو يسار في الفكر القرآني هو دين السموات والأرض , فجميع مخلوقات الله جل جلاله في العالمين هي بالأصل مسلمة فالجبال مُسلمة والبحار مُسلمة والسموات مسلمة والأرض مسلمة , بمعنى آخر إن الدين ( رسالات الله السماوية ) عند الله تقوم على الإسلام ( التوحيد ), وهو الدَين الذي فطر الله الناس عليه, اليهودي مسلم والنصراني مسلم والأعرابي ( الأعراب هم من المحيط إلى الخليج ) مسلم والأُمَي مسلم ( الأميون هم من جميع الأمم من غير أمم أهل الكتاب ) وجميعنا على ملة أبينا إبراهيم هو الذي سمانا بالمسلمين من قبل... ولا أعتقد إن العلمانية تعني الإنكار الكلي لرسالات الله السماوية ( الإلحاد ) وإنكار عقائد الناس!! بل هي تنادي بفصل الدَين عن الدوله وهذا ما ننشده جميعا.

هذه رؤية تبسيطية للامور ، كل الناس مسلمون ، الطبيعة مسلمة ، الكون يسبح بحمد الله ، هذا كلام ايماني دعوي لا يصلح لحوار في هذا المنبر ، قد يصلح لمخاطبة المسلمين في مساجدهم ، اما منابر التفكير مثل منبر العلمانيين العرب فالحجج العقلية هي ما يصلح لها ، هل الزلازل و العواصف و الفياضانات التي تفتك بملايين الناس مسلمة ؟ ما معني عقليا ان ابانا واحد و هو ابراهيم ؟ و هل هناك برهان علمي يؤكد ذلك ؟؟؟ ان هذه الاحكام لا تساعد علي الحوار بالتاكيد .

كتب السيد انيس :
اقتباس:
ولهذا فالعلماني في الفكر القرآني هو بالأصل مسلم ,والملاحظة المهمة في سؤالكم الكريم بحسب رأيي الشخصي هي تكمن في أن يوصف الإنسان نفسه ( مسلم علماني ) !! أو ( مسلم سُني ) !! أو ( مسلم شيعي ) , بمعنى إنه في الفكر القرآني يكون الإسلام لوجه الله وحده لا شريك له من خلال دساتير وتشريعات وضعية مستمدة من أوامر الله ونواهيه في الكتاب ( القرآن الكريم ) تضمن للإنسان حريته في الإعتقاد ( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وليس الإسلام لوجه دين أرضي أو حزب أو منهج , وبمعنى آخر أن يكون بالضرورة هو نهج تتخذه لنفسك في علاقة خاصة مباشرة مع الله مباشرة وبالكيفية التي تحبها وترتضيها وأنت الوحيد من يقرر على أية شاكلة أو هيئة ترتضيها لنفسك ( ولا إكراه بالدَين قد تبيَن الرُشد من الغي ).

يؤسلم السيد انيس الكون كله بشرا و حجرا ، كل الاتجاهات الفكرية و السياسية مسلمة و لو كرهت ذلك ، و هو يورد هنا ايات تشير الي حرية المعتقد و يتغافل عن ايات اخري تبيح قتل الكفار بل و قتل اطفالهم و سبي بناتهم و حرق املاكهم ، و هذه بعض الايات :

(وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) التوبة 36،
"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وإغلظ عليهم" التحريم 9.
(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداءا حتى تضع الحرب أوزارها) محمد 4.
(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة 14.
كتب السيد انيس:
اقتباس:
الدَين الذي يقوم على الإسلام ( التوحيد لله وحده لا شريك ) هو ثابت لا يتغير ويظل لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة وهي أوامر الله ودستوره وتشريعاته ونواهيه التي هي ثابتة لجميع خلقه جل جلاله في السموات والأرض .. والدَين بمفهومه العام هو قيَم ومُثل ومبادئ وأخلاقيات ودساتير وتشريعات قائمة على إن الإنسان مُخير في حياته الدنيا وليس مُسيَر, بمعنى آخر إن المتغير هو في الأنسان نفسه ليختار الخير من الشر والهدى من الضلال والظلمات من النور وبين أن يختار هو نفسه ليكون بهيمة تغيب عقلها وفكرها وتدبرها على أن يختار لنفسه أن يكون إنسانا بشرا بني آدميا.

اذا كان الدين ثابتا و الواقع متغيرا فكيف نزعم التوافق بين احكام الثابت مع وقائع المتغير ؟
القول ان الانسان مخير قرانيا قول احادي الجانب فايات التسيير لا تقل حضورا عن ايات التخيير
كتب السيد انيس :
اقتباس:
أما كيف نجعل الدين يساير التاريخ وتغير وتطور الأوضاع فهي تتمثل من خلال قوانين أرضية وضعية مُستمدة من الدستور والقانون والتشريع الإلهي يكون التأليه والتعظيم فيها لله وحده لا شريك له ولا فرق فيها بين حاكم ومحكوم وبالتبادُل السلمي للسلطة وبدورات إنتخابية محددة بسقف زمني يكون الإنسان فيها هو صاحب الكلمة الفصل في إختياره للحاكم النزيه المناسب, ويجب أن يحفظ للإنسان حقوقه وحريته وكرامته من خلال هذه الدساتير والقوانين الوضعية .. وهذه معدومة عندنا في واقعنا العربي والإسلامي ( للأسف الشديد ) لأن الحاكم عندنا إله يُعبد بأدوات القمع والبطش!! ويسعى في الأرض الفساد !! ( صاحب الجلالة الملك/ السلطان المُعظَم وصاحب السمو الأمير المفدى المعبود ) !! وهو لا يخضع لقانون ولا يخضع للمحاسبة !! بل يسري القانون على المحكومين فقط !!

بالاضافة الي ما قلناه فوق من ان النص القراني اضيق نطاقا من ان يشمل حقوق الانسان ، نشير هنا الي ان السيد انيس يبدو مدافعا عن وجهة النظر الليبرالية بخصوص الديمقراطية حيث يختصر المسالة في التداول السلمي علي السلطة و اختيار الحاكم و المساواة الحقوقية بين المواطنين ، و هذا الحل مطبق اليوم اوربيا و امريكيا و لكن من يمتلكون الثروة هم من يحددون مسار العملية الانتخابية و يتلاعبون بالقوانين ، و كما اشار كارل ماركس في نقده للديمقراطية البرجوازية فان البرلمانات تتحول الي اماكن للثرثرة و من يحدد السياسات ليس البرلمان و انما البورصات ،،،، اي ان ما سكت عنه السيد انيس هو المساواة الاجتماعية ، اي الاشتراكية التي لم يتسع تفكيره لكي يطرحها علي جدول الحلول الممكنة بالنسبة الي الامة العربية التي يبحث جياعها عن رغيف الخبز .

كتب السيد انيس:
اقتباس:
القوانين التي تحفظ للإنسان قيمته وحريته الفكرية وكرامته هي قوانين يجب بالضرورة أن تكون مقدسة مستمدة من التشريع الإلهي .
اذا كانت القوانين مقدسة فما العمل اذا قررت الجماهير و بالسبل الديمقراطية تغييرها ؟
كتب ايضا:
اقتباس:
أؤمن بالقرآن ببساطة لأنه من الواحد الأحد الفرد الصمد وحده لا شريك له ولا ولد, الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم.
يدعو محاورنا الي التعقل و التدبر و التفكر و لكن اين التفكر هنا ؟ ان هذه الاجوبة الايمانية متخلفة جدا عن تلك التي جاء مفكرون عرب قبل قرون و قرون مثل الرازي الطبيب الذي انكر النبوة و ابن الراوندي الذي انكر القران و المعري الذي عارض القران و قال ما قاله شعرا و نثرا .
و لينظر القارئ الي السؤال الذي طرحه احد الزملاء و كيف اجاب عنه السيد انيس :
اقتباس:
متى وجدت اول دعوة للاخذ بالقران الكريم وترك السنة؟؟
منذ حوالي ثمان سنوات تقريبا بعدما حاولت العودة إلى الوطن ( اليمن ) وكنت دائما خارجها وأصطدمت فعليا بواقع غير إعتيادي مزري مقيت من جهل وتخلف رهيبين جعلاني أبحث في ماهية أسباب هذا الحضيض بالمقارنة مع باقي شعوب العالم .. وقرأت في كُتب لا حصر لها للإجابة على سؤالي, ووجدت الإجابة على جميع أسئلتي في كتاب واحد فقط هو ( القرآن الكريم ) وكانت الصدمة والمفاجأة.
و هذا مجاف للحقيقة فالسيد انيس يربط الدعوة بشخصه و كانها اكتشاف لم يسبقه اليه احد بينما لو عدنا الي كتاب الرصافي : الشخصية المحمدية علي سبيل المثال فقط للاحظنا تشكيكا في السنة التي لم تدون الا بعد مرور قرن تقريبا عن وفاة محمد و الدعوة الي التحرر من سيطرتها ، كما اذكر ان شخصا مثل القذافي دعا قبل ثلاثين عاما الي ترك السنة جانبا و التقيد بالقران و ذلك في خطاب رسمي .

كتب السيد انيس:
اقتباس:
لو تعمقت كثيرا في الفكر القرآني , فستجد إن سبب حضيض الأمة العربية والإسلامية هي هذه الأديان الأرضية المذهبية .
هذه الاجابة لا تنفذ الي عمق المسالة فما يعنيه العرب لا يفسر بالافكار المنتشرة بينهم و انما بحياة اقتصادية اجتماعية متخلفة و هيمنة امبريالية تستدعي تلك الافكار و تجعلها مقبولة في اذهان المضطهدين ، فليس وعي الناس هو الذي يحدد و جودهم و انما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم .
و اجاب السيد انيس عن السؤال التالي :ومادليلك على انه كتاب سماوي؟ اليس من الممكن ان يكون كتاب من تاليف البشر؟ بما يلي :
اقتباس:
*
تقولون ذلك ربما لبعدكم عن حب وتدبُر هذا ( القرآن الكريم ) الإعجاز الرباني العظيم الذي أُنزل رحمة للعالمين ولكافة الناس بشيرا ونذيرا
( قل لئن إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) صدق الله العلي العظيم


و هذه اجابة ايمانية اخري يغيب فيها التفكير و التعقل و التدبير فعندما لا يقدر احدهم ان ياتي بمثل القران فذلك لا يعني انه مقدس و انما لان كل النصوص الفنية : رواية / شعر / كما اللوحات الفنية الخ لا تقبل ان ياتي احدهم بما يماثلها و التحدي قائم هنا ايضا فمن بامكانه ان ياتي بما يماثل لوحة الجوكندا .
هذه بعض الملاحظات السريعة و قد اعود لاحقا لمناقشة جوهر مشروع القرانيين العرب مستندا بطبيعة الحال الي الحوار مع السيد انيس محمد صالح.
--------------------------------------------
أنيس محمد صالح:

المتحاور: 1917
تقولون مشكورين:
هذا الكلام جميل علي مستوي الخطابة و لكننا عندما نمتحنه في علاقة بالوقائع نلاحظ افتقاره الي الصدق فالنص القراني لا يقضي بالمساواة الحقوقية بين الناس فالتفاوت بين المراة و الرجل و بين السيد و العبد و بين المسلم و الذمي الخ .....امر واضح المعالم و لست في حاجة للتذكير بالايات التي تنص علي ذلك ، و بالتالي فان القران لا يساعد حقوقيا علي ان يكون اساسا لقيام الدولة المدنية حيث المساواة التامة بين المواطنين في الحقوق ، و لا معني للحديث عن حقوق الانسان في ظل سيطرة التشريع القدسي القراني اذ كيف نتحدث مثلا عن حقوق المراة في ظل عدم المساواة في الارث و الشهادة ، و تعدد الزوجات و تشريع ضرب النساء ؟كيف الحديث عن حقوق الانسان في مجتمع يحكمه تشريع قراني لا يساوي بين المسلم و المسيحي و اليهودي و الملحد؟
الدولة المدنية؟ تقتضي المساوة في الحقوق ، هل يحقق الاسلام ذلك ؟
أقول متواضعا:
لو فصلتم دين الملوك الآلهة الأرضية الوضعية ( السُنية والشيعية - دين صحيح البخاري ومسلم والكافي -) وتفسيرات علماؤهم للقرآن الكريم!! وطبقنا الإسلام السماوي ( القرآن الكريم ) والذي يكفل للإنسان حقوقه وقيمته وحريته وكرامته من خلال دساتير وقوانين وضعية أرضية , فأقول :نعم يحقق الإسلام ذلك دونما أدنى ريب أو شك فلا يوجد التفاوت بين المراة و الرجل و بين السيد و العبد و بين المسلم و الذمي .. ولا يوجد في القرآن الكريم عبودية لغير الله وحده لا شريك له فيما إذا لو نحينا تفسيرات علماء الملوك الأرضيين جانبا ( علماء المذاهب والملوك ), والدستور والتشريع القرآني يساوي بين المسلم و المسيحي و اليهودي و الملحد؟ ولا فرق فيه بين حاكم ومحكوم وأبيض وأسود ورجل وإمرأة وعربي وأعجمي والعلاقة العقدية بين العبد وخالقه وهي علاقة خاصة يجب تكريسها من خلال القوانين الأرضية الوضعية إستنادا من الدستور الإلهي ( القرآن الكريم ).
أرجو العودة إلى دراستنا بعنوان ( اليهودية والنصرانية والإسلام – ثلاث مرادفات لمعنى التوحيد ) على الرابط:
https://secure.ushaaqallah.com/forum/viewtopic.php?t=3811
وتقولون مشكورين:
( هذه رؤية تبسيطية للامور ، كل الناس مسلمون ، الطبيعة مسلمة ، الكون يسبح بحمد الله ، هذا كلام ايماني دعوي لا يصلح لحوار في هذا المنبر ، قد يصلح لمخاطبة المسلمين في مساجدهم ، اما منابر التفكير مثل منبر العلمانيين العرب فالحجج العقلية هي ما يصلح لها ، هل الزلازل و العواصف و الفياضانات التي تفتك بملايين الناس مسلمة ؟ ما معني عقليا ان ابانا واحد و هو ابراهيم ؟ و هل هناك برهان علمي يؤكد ذلك ؟؟؟ ان هذه الاحكام لا تساعد علي الحوار بالتاكيد .) أنتهى
أقول متواضعا:
نعم الزلازل و العواصف و الفياضانات التي تفتك بملايين الناس مسلمة ... لقوله تعالى
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ( 65 ) الأنعام
وكلها تأتمر بأوامر الله خالقها ونواهيه, واللهم لا إعتراض على حكمه جل وعلا.
وتقولون مشكورين:
( يؤسلم السيد انيس الكون كله بشرا و حجرا ، كل الاتجاهات الفكرية و السياسية مسلمة و لو كرهت ذلك ، و هو يورد هنا ايات تشير الي حرية المعتقد و يتغافل عن ايات اخري تبيح قتل الكفار بل و قتل اطفالهم و سبي بناتهم و حرق املاكهم ، و هذه بعض الايات :
(وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) التوبة 36،
"يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وإغلظ عليهم" التحريم 9.
(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداءا حتى تضع الحرب أوزارها) محمد 4.
(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) التوبة 14.) أنتهى
أقول متواضعا:
كل الآيات التي دللتم عليها من القرآن الكريم فيها بعض الغموض من جانبكم , فكما أسلفت إن القرآن الكريم هو لكل زمان ومكان حتى تقوم الساعة بإذن الله, فقط أسألكم متواضعا هل يوجد في الأرض من له الحق اليوم أن يكفر أحدا في الأرض؟؟ وهي علاقة خاصة بين العبد وخالقه, بمعنى آخر إن من يمتلك هذه الحقيقة المُطلقة هو الله وحده لا شريك له, أو أن يوحي الله لرسوله ليعرفه بماهية هؤلاء المشركون !! فهل منا اليوم رسول أو نبي يستطيع أن يفتي ما إذا كان أنيس محمد صالح أو ( 1917 ) أو غيرهم مؤمنا أو كافرا ...
يا أخي الكريم التعامُل مع الرسالة السماوية هو تعامُل مع العقل والفكر الإنساني وحتى تقوم الساعة ( حاضرا ومستقبلا ) وجعل الله الإنسان مُكرما ومُفضلا ( المُخيَر ) بين العلم والجهل وبين الخير والشر والهدى والضلال وبين النور والظلمات وكرمه على باقي خلقه ( المُسيرة ) في السموات والأرض .. كل ذلك يجب أثناء تعامُلنا مع القرآن الكريم أن نتعامل بتدبُر وعقلانية ولا يحق لكائن من كان أن يتدخل بما أعتقده شخصيا أو أن يتدخل بما تعتقده شخصيا أو أن يطلق أحد عليَ أم على غيري بالإيمان أو الكُفر من خلال الدساتير الأرضية الوضعية ( لا إكراه بالدَين قد تبيَن الرشد من الغي ) و ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) والله هو من يحاسبه فقط يوم يقوم الحساب ( يوم القيامة ) ... فقط أرجو عدم الربط بين الأديان الأرضية الوضعية المذهبية ( السُنية والشيعية ) بينها وبين القرآن الكريم. فالله وحده هو من يحاسب ( المؤمن والكافر ) والله وحده لا شريك له وهو يسأل ويحكم كيفما يشاء وهو الله الذي يسأل ولا يُسأل جل جلاله.
وتقولون مشكورين:
( اذا كان الدين ثابتا و الواقع متغيرا فكيف نزعم التوافق بين احكام الثابت مع وقائع المتغير ؟
القول ان الانسان مخير قرانيا قول احادي الجانب فايات التسيير لا تقل حضورا عن ايات التخيير ) أنتهى
أقول متواضعا:
أدعوكم لقراءة دراستي بعنوان ( هل الإنسان مُسيَر أم مُخيَر ) المنشور في منتدى العلمانيين العرب والعديد من المواقع الألكترونية على الرابط:
https://secure.ushaaqallah.com/forum/viewtopic.php?t=3881
وستتضح لكم الصورة أكثر بإذن الله.
وتقولون مشكورين:
(بالاضافة الي ما قلناه فوق من ان النص القراني اضيق نطاقا من ان يشمل حقوق الانسان ، نشير هنا الي ان السيد انيس يبدو مدافعا عن وجهة النظر الليبرالية بخصوص الديمقراطية حيث يختصر المسالة في التداول السلمي علي السلطة و اختيار الحاكم و المساواة الحقوقية بين المواطنين ، و هذا الحل مطبق اليوم اوربيا و امريكيا و لكن من يمتلكون الثروة هم من يحددون مسار العملية الانتخابية و يتلاعبون بالقوانين ، و كما اشار كارل ماركس في نقده للديمقراطية البرجوازية فان البرلمانات تتحول الي اماكن للثرثرة و من يحدد السياسات ليس البرلمان و انما البورصات ،،،، اي ان ما سكت عنه السيد انيس هو المساواة الاجتماعية ، اي الاشتراكية التي لم يتسع تفكيره لكي يطرحها علي جدول الحلول الممكنة بالنسبة الي الامة العربية التي يبحث جياعها عن رغيف الخبز .)
أقول متواضعا:
هذه وجهة نظركم الشخصية ونحترمها ونقدرها كثيرا, فقط أرجو عدم الخلط بين أوامر الله ونواهيه في الرسالة السماوية وبين سلوكات البشر والذين هم مُخيرون بين العلم والجهل والخير والشر.
وتسألون مشكورين:
اذا كانت القوانين مقدسة فما العمل اذا قررت الجماهير و بالسبل الديمقراطية تغييرها ؟
أقول متواضعا:
فلتغيرها بالشورى بين الناس دونما قمع أو بطش أو إذلال أو مهانة لهذا الإنسان .. فليغيرونها بما ينفع الناس, فقط أن تعلموا الفرق بين المقدس على دين أرضي وضعي مذهبي يؤله ويشرع للإله الملك الوضعي الأرضي وبين القوانين والدساتير الإلهية التي تسلم كلها وجهها لإله واحد وحده لا شريك له والذي يحفظ للإنسان حقوقه وقيمته وحريته وكرامته.
وتقولون مشكورين:
( يدعو محاورنا الي التعقل و التدبر و التفكر و لكن اين التفكر هنا ؟ ان هذه الاجوبة الايمانية متخلفة جدا عن تلك التي جاء مفكرون عرب قبل قرون و قرون مثل الرازي الطبيب الذي انكر النبوة و ابن الراوندي الذي انكر القران و المعري الذي عارض القران و قال ما قاله شعرا و نثرا .) أنتهى
أقول متواضعا:
أنيس محمد صالح يفكر ويبحث ويتدبر مثله مثل غيره من البشر ولا توجد قوة في الأرض ستمنع أنيس محمد صالح أو غيره أن يفكر ويبحث ويتدبر مهما بلغ بطشها وجبروتها وعلى أديانها وتشريعاتها الأرضية الوضعية .. وسيواجه أنيس محمد صالح ( ولو منفردا ) إذا تطلب الأمر سيواجه كل أدوات القمع والبطش وتكميم الأفواه والملاحقات والسجون والتعذيب في أي قطر يسري فيها هذا الظلم والقهر للإنسان وكل القوى الظلامية التي تحرص لمصالحها الخاصة وعلى حساب الشعوب الجائعة الفقيرة المُستضعفة المظلومة المقهورة, لأن نظل في أيام الجاهلية الأولى وفي الحضيض وفي أسفل السافلين بين الأمم .. مستعينا بالله وحده لا شريك له حتى آخر رمق من حياتي بإذن الله.
وتقولون مشكورين:
( و هذا مجاف للحقيقة فالسيد انيس يربط الدعوة بشخصه و كانها اكتشاف لم يسبقه اليه احد بينما لو عدنا الي كتاب الرصافي : الشخصية المحمدية علي سبيل المثال فقط للاحظنا تشكيكا في السنة التي لم تدون الا بعد مرور قرن تقريبا عن وفاة محمد و الدعوة الي التحرر من سيطرتها ، كما اذكر ان شخصا مثل القذافي دعا قبل ثلاثين عاما الي ترك السنة جانبا و التقيد بالقران و ذلك في خطاب رسمي .) أنتهى
أقول متواضعا:
هذا رأيكم الشخصي نحترمه ونقدره كثيرا.
وتقولون مشكورين:
( هذه الاجابة لا تنفذ الي عمق المسالة فما يعنيه العرب لا يفسر بالافكار المنتشرة بينهم و انما بحياة اقتصادية اجتماعية متخلفة و هيمنة امبريالية تستدعي تلك الافكار و تجعلها مقبولة في اذهان المضطهدين ، فليس وعي الناس هو الذي يحدد و جودهم و انما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم .) أنتهى
أقول متواضعا:
رأيكم الشخصي مشكورين لا ننكره ونحترمه ونقدره كثيرا
وتقولون مشكورين تعقيبا على ردنا:
( و هذه اجابة ايمانية اخري يغيب فيها التفكير و التعقل و التدبير فعندما لا يقدر احدهم ان ياتي بمثل القران فذلك لا يعني انه مقدس و انما لان كل النصوص الفنية : رواية / شعر / كما اللوحات الفنية الخ لا تقبل ان ياتي احدهم بما يماثلها و التحدي قائم هنا ايضا فمن بامكانه ان ياتي بما يماثل لوحة الجوكندا .
هذه بعض الملاحظات السريعة و قد اعود لاحقا لمناقشة جوهر مشروع القرانيين العرب مستندا بطبيعة الحال الي الحوار مع السيد انيس محمد صالح. ) أنتهى
أقول متواضعا:
نحترم كثيرا لما تفضلتم به من معلومات مهمة في مقارنة بين الرسالة السماوية وبين إجتهاد بشري مُستوحى مما وهب الله للإنسان من أدوات التأمُل والتدبُر والإبداع الإنساني وأتمنى أن نمتلك مقومات هذا الإبداع الإنساني في واقعنا العربي دونما قيد أو شرط !!
---------------------------------------
10/07/2008
المتحاور : THE MASTER

تبعاً للطبيعة الانسانية، فإن قضية المعاداة و الحرب و الشعور بالاضطهاد و الكره، أقوى كثيراً و أعظم توافقا مع أهواء البشر من قضية الحب و الخير و السلام، لذلك لا تجد نظير مقابل للمرض العصبي المعروف بجنون الاضطهاد، كجنون الحب مثلا، لذلك فإن الجماهير تنتظر من يقول لها هلم لمحاربة الأعداء، أنتم المضطهدون، بينما لا أحد يريد أن يسمع عن حب الانسان و الإخاء و الخير، حتى من يتبنون قضايا تبدو عادلة ، تجدهم مدفوعين بالأساس بالكره، فكما يقول الشيوعي جيفارا" الكراهية كعامل للنضال، والكراهية التي لاتلين للعدو، والتي تدفع الانسان ابعد من حدوده الطبيعية"، بناءً على ما تقدم أقول ما أسهل مهمة الظلاميين و مروجي الطائفية و ما أصعب مهمة الاصلاحيين، لكن " مهما الأمل غاب العيون شايفاه "، لنأمل في نهضة اصلاحية، لم لا و قد فعلها "لوثر" قبلا.
------------------------------------
أنيس محمد صالح:

الإنسان يظل في صراع وتحد دائمين بين الخير والشر وبين العلم والجهل وبين الهدى والضلال وبين كونه إنسان وبين أن يفرض عليه بأدوات القمع والبطش والمهانة والإذلال والتنكيل به بالجيش والشرطة ليكون بهيمة مطوعا لحكام طغاة عُصاة قُساة غير شرعيين عُتاة يحاربون الله ورسوله ( القرآن الكريم ) ويعيثون في الأرض الفساد وهم يتمثلون بإبليس الشيطان الرجيم عدو الله وعدو الإنسان ( آدم ).

الإنسان هو بطبيعته ميال في الحقيقة إلى الحب والخير والسلام وما أعظمها من كلمات .. والعالم الغربي عاش ما نعيشه اليوم وتحرر من قيوده ووسائل إذلاله ومهانته ( محاكم التفتيش ) ... فالكراهية التي لا تلين لعدو كعامل للنضال هي في أحيان كثيرة تستخدم لتحقيق الحُب والعدل والسلام.

الجهل هو أبشع عدو لله وللإنسان وبالجهل يسلك إبليس الشيطان الرجيم ويعيث في الأرض الفساد ويستشري كالسرطان في جسد الأمة وبما كسبت أيدي الناس ... وقد حرص الطُغاة العُصاة القُساة على تجهيل وتضليل الأمة ( الملوك ومشرعيهم غير الشرعيين أصحاب الأديان الأرضية ) العُتاة, مدة لا تقل عن 1200 عام !!! ونرجو خيرا أن يعود الناس إلى تأليه الله وحده لا شريك له للمطالبة بحقوقهم المسلوبة منهم وقيمتهم الحقيقية وحرياتهم وكراماتهم بأن يعملوا عقولهم بدلا من حالة البلادة والتخدُر وقد أصبحوا مُبرمجين على العدوان والحرب على الله ورسوله ( القرآن الكريم ) ويكفرون ويأكلون بعضهم بعضا كالوحوش الضارية بإسم الدَين الأرضي والدين السماوي منهم براء.
ِ

اجمالي القراءات 12052