مسئول ديني يمني يخشى اغتياله بتهمة التشكيك بحديث للرسول
مسئول ديني يمني يخشى اغتياله بتهمة التشكيك بحديث للرسول

في الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أئمة وخطباء جمعوا توقيعات ضده
مسئول ديني يمني يخشى اغتياله بتهمة التشكيك بحديث للرسول


رفع عدد من خطباء وأئمة مساجد مدينة عدن اليمنية "عريضة شكوى واستنكار" إلى وزير الاوقاف ضد مدير الوعظ والإرشاد في المدينة، الشيخ أنيس الحبيشي، واعتبروا أنه شكّك بأحاديث صحيحة للرسول صلى عليه وسلم واتهم علماء دين يمنيين بالتورط في الإرهاب.

وفي حين اعتبر الشيخ الحبيشي أن اتهامه بالتشكيك بأحاديث الرسول هو "تكفير له ودعوة صريحة لإهدار دمه"، قال أحد الموقعين على عريضة الاستنكار إن " العريضة لا تكفّر ولا تهدر دم الشيخ الحبيشي بل تستنكر تشكيكه بحديث صحيح للرسول، وتطالب الدولة بالتحقيق في القضية".


خلفية المواجهة الساخن
ة

ويقول الشيخ أنيس الحبيشي، مدير الوعظ والإرشاد ومساجد عدن، لـ"العربية.نت" إن المواجهة الساخنة مع بعض أئمة وخطباء مساجد عدن، بدأت "بعد الحادث الإرهابي الذي قتل مجموعة من السياح وذهب فيه ضحايا يمنيون، عندما نشرت مقالة تحدثت عن الإرهاب بين الجعجعة والطحين".

وأوضح "قلت في المقال إن كل البيانات التي تصدر عن رجال الدين وتندد بالارهاب لا تصل إلى الإرهابيين، لذلك يجب أن نبحث عن مكمن الخلل في سبب عدم وصول رسائلنا إلى هذه الجماعات أو إلى الإرهاب بشكل عام بينما رسائل الإرهاب تصلنا بشكل منتظم، فإما أننا ندين بمجرد كلمات أو هناك خلل ومن ضمنه توجد الأرضية الخصبة التي ينبت الإرهاب منها في التربية والتعليم وفي الأحاديث التي يوجد أدلة كثيرة على معارضتها للقرآن".

ويضيف "قلت في المقال المنشور بصحيفة 14 اكتوبر الرسمية إن حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) يُعلّم للأطفال في الابتدائية وللتلاميذ في الاعدادية والثانوية، وعندما نربّي الطفل على أن الرسول أمره ربه على أن يقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فهذا يؤدي إلى قيم تنبت في النفوس وتدفع الطفل لقتل كل من لا يقول لا إله إلا الله وهذا يخالف القرآن الذي يقول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)".


الحبيشي:هذا تكفير وإهدار دم

وعن ردة الفعل على مقاله، يقول الشيخ الحبيشي: قال بعض العلماء إني أنكر الأحاديث الصحيحة. وأخذوا توقيعات من بعض الأئمة والخطباء السلفيين في عدن بأنني أعصي أهل العلم وأعارض أحاديث صحيحة أجمعت عليها الأمة. واعتبروا كلامي كفرا وتحديا للرسول صلى الله عليه وسلم.

وقال "وراء العريضة عناصر من التجمع اليمني للاصلاح (الإخوان المسلمون) وجمعية الحكمة اليمانية الخيرية، وعناصر الشيخ أبو الحسن المصري، وطالبوا بإبعادي من منصب مدير عام الوعظ والإرشاد والمساجد وقالوا إن هذا المنصب ديني، والشخص الذي يشغله قليل الدين ويعادي الأحاديث".

وذكر الشيخ الحبيشي أنه "تقدم ببلاغ للنائب العام في عدن أمس، قلت فيه إنه عندما يقولون إني خرجت عن الملة وأنكر الاحاديث للرسول وأوالي الأمريكيين فهذا إهدار دم. ويبدأ القتل بهذه الطريقة.. بدعاية أني خارج عن الملّة. ثم يتطوع من يقتلك كما حصل مع أكثر من مفكر وأنا الآن أمشي خائفا من الاعتداء عليّ..". مضيفاً: "اتصل بي مدير الأمن السياسي في عدن وأعرب عن تضامنه معي وأعلن استعداده للمساعدة".


"لا يجوز التشكيك بحديث صحيح"

على صعيد مقابل، قال الشيخ علي محمد علي، خطيب وإمام مسجد النصر في المنصورة بعدن اليمنية، لـ"العربية.نت" إنه مع مجموعة من الخطباء والأئمة رفعوا "عريضة شكوى واستنكار إلى وزير الأوقاف اعترضنا فيها على تشكيك الحبيشي بحديث لرسول الله وهو حديث صحيح لا يجوز رده".

وقال "إذا أراد الشيخ الحبيشي أن يتحدث عن الإرهاب فعليه أن يتحدث عن الإرهاب بذاته والذين يمارسونه ولا يجوز التشكيك بالأحاديث الصحيحة".


"لم نكفّره "

وعن العريضة المرفوعة إلى وزير الأوقاف، يقول الشيخ علي "تطرقنا إلى 3 موضوعات: ردة (الحبيشي) للأحاديث، واتهام المناهج التعليمية في بلادنا بأنها تغذي الإرهاب وهذا لا يليق، واتهام تجمع علماء اليمن بالتورط في الإرهاب".

وأضاف "وجهنا النصح إلى وزير الأوقاف أنه هذا الأخ يدير الوعظ والإرشاد ولا يجب أن يتحدث في هذه المواضيع، ولم نطالب بعزله من منصبه".

وردا على قول الشيخ الحبيشي ان "خطوتهم هي بمثابة تكفير واعتباري زنديقا وتحريض ضدي "، يجيب الشيخ علي محمد علي: "لم نتهمه.. نحن قلنا هذا تشكيك ونترك المسألة للوزير ليشكل لجنة تنظر فيما كتبه... هو مسلم ولا يمكن أن نعتبره كافرا. الدولة هي التي لها القول الفصل في هذا الأمر. نحن لا نتجرأ على فعل من أفعال الدولة، ونحن نستنكر فقط وهذا حقنا".

وأعرب الشيخ علي عن "انزعاجه من نشر مقال الشيخ الحبيشي في صحيفة رسمية تمثل الشعب"، وقال: "الكلام منشور في جريدة رسمية ونحن كمواطنين نساهم في دفع رواتب الناس في الصحيفة وهذا شيء يمسنا، وعندما استنكرنا لجأنا للطريقة السلمية وهي الاستنكار عن طريق الدولة ولم أحرّض ضده على المنبر".

اجمالي القراءات 8987