بسم الله الرحمن الرحيم
اورد لكم قصة قصيرة بسيطة ارجو ان تكون واضحة مع فارق الشبه ولله المثل الاعلى:-
كان يا ما كان
هناك دولة فيها رئيس جمهورية عادل وطيب ومحب لشعبه جدا وشعبه يحبه الا انه لاحظ ان الناس يلجأون لمسؤولين في الدولة يوهمون الناس ان لديهم سلطة يمكن ان يقدمون كل شيء للناس متجاوزين كل الصلاحيات والقوانين متدخلين في سلطة رئيس الجمهورية نفسه، بعدها امر رئيس الجمهورية وزير الاعلام بان ينشر رسالة بسيطة للناس وعلى كل فرد ان يدركها جيدا وان يعلم به&Ccededil; كل فرد الاخر ونص الرسالة يقول ( ان الرئيس هو الحاكم الوحيد للبلد وبيده كل السلطات التي يمكن ان ينفع الناس بها ) قام الوزير بنشر الرسالة بكل امانة ووصلت للناس علما ان الناس يحبون جدا وزير الاعلام لنزاهته وطيبته ولعمله المخلص للناس وللرئيس وبعد فترة ولحب الناس الكبير لوزير الاعلام صاروا يذهبون دائما للوزير يطلبون منه مساعدتهم والتحدث والتوسط للرئيس لمساعدتهم في كذا وكذا وكذا لان الرئيس يحب وزير الاعلام ويلتقي به دوما بحكم العمل المشترك، وبدأ الناس ينادون انه هو الوزير الاحسن والافضل ......
ومر الوقت واستقال وزير الاعلام لاسباب صحية وسافر خارج البلد الا ان الناس ظلوا يذهبون الى الخارج للوزير السابق يطلبون منه التوسط للرئيس لقربه منه ولانه وزيره المفضل وانه احسن وزير واعظم وزير وانه اشرف الوزراء واعظمهم ولا يذهبون الى الرئيس الذي هو في البلد وقريب منهم وفاتح لهم جميع الابواب وكان الوزير السابق يرد عليهم ويقول اني الان بعيد عن الرئيس ولست بالمسؤولية ويمكنكم الذهاب الى الرئيس مباشرة الا انهم مصممين ، فغيروا حتى من نص الرسالة التي ارسلها الرئيس الى الشعب فصاروا يقولون ( ان الرئيس هو الحاكم الوحيد للشعب وان السلطات بيده وان فلان وزير الاعلام ) علما انه صار وزير سابق وان وزراء الرئيس كلهم ذوي خلق ونزاهة ومخلصين للناس وللرئيس ....... وبعد فترة مات وزير الاعلام السابق والمهزلة ان الناس بقوا يذهبون الى قبره يطلبون منه التوسط الى الرئيس الذي هو ما يزال حي يرزق وفاتح كل ابوابه للناس ظنا منهم ان الوزير يرحمه الله يسمعهم ويستجيب لهم .
ما زال الناس يحبون الوزير المرحوم ويذكرون افضاله عليهم متناسيين ان الرئيس حي وهو صاحب الفضل الاكبر على الناس وعلى المرحوم و ما زال هو الكل بالكل وهو الحاكم المسيطر والوحيد للبلد وهم يتغنون بحب الوزير السابق الذي توفاه الله تعالى وما زالوا يقولون ان الرئيس هو الحاكم الوحيد وان فلان ( المرحوم ) وزير الاعلام علما ان الرئيس بعث بالرسالة الاصلية ليذكر الناس انه هو الحاكم ولكنهم ظلوا يذهبون الى الشخص غير المناسب لقضاء حوائجهم اذ ان الوزير لا يعرف الا باختصاصه وضمن صلاحياته حينما كان وزيرا .
وترك الناس الطريق الصحيح وهو الذهاب الى الحاكم العادل وكسب رضاه والالتفاف حوله والطلب منه والاعتراف له بالفضل وصاروا ينادون بالقول فقط حين يسافرون وحين يفرحون وحين يبكون وحين وحين وحين يقولون اللهم انصر وزير الاعلام وظلوا يقولون الحاكم الوحيد هو الرئيس وان فلان وزير الاعلام دون العمل بالرسالة وكأنها اصبحت تعويذه يتداولها الناس لتحفظهم من المخاطر وليست رسالة يجب على الجميع العمل بمضمونها، اذ ان لا اله الا الله منهج حياة وعمل وليست تعويذة او اشياء اخرى.
هذه القصة طبعا من نسج خيالي ارجو ان تكون واضحة للقارئ وان الفكرة الرئيسية قد وصلت مكررا ان الفارق بين المثال والاصل كبير ( ولله المثل الاعلى ) ( ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة) ( الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة ) وارجو ان لا يركز القارئ على تفاصيل ما يجب ان يكون عليه الرئيس الانسان او الوزير ويركز على الفكرة وعلى ربطها بموضوع مقال الكاتب انيس محمد صالح.
والحمد لله رب العالمين