يتفقن في تدهور أوضاعهن في الدول العربية، ولكن التفاوت بينهن عظيم، فبعض النساء العرب يتنفسن الصعداء في بعض الجوانب بعد سنوات من الكبت، والأخريات لا يجدن أبسط سبل الحياة.
"مصر العربية" تلقي الضوء على أوضاع النساء العربيات في أبرز الدول العربية في اليوم العالمي للمرأة من خلال السطور القادمة.
السورية الأكثر قهرا
لم تعد تعرف المرأة السورية إلا الشقاء، فباتت عرضة للقتل والاغتصاب والتعذيب والاستغلال سواء كانت في موطنها أو هاربة منه، وكل ذلك بلغة الأرقام.
18457 قتلن على يد قوات النظام السوري وحلفائه من الميليشيات منذ 2011 حتى الآن كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بدءا من القصف بالقنابل والقنابل السامة إلى الطعن بالأسلحة البيضاء، وقرابة الـ5 آلاف سورية قتلن على يد فصائل أخرى.
6580 اعتقلن في هذه الفترة أيضًا بينهن 225 قاصرات، وبحسب الشبكة السورية فقد وقعت 7500 حالة انتهاك جنسي للسوريات على يد عناصر النظام السوري، بينهم 400 حالة لقاصرات، ومنهم 850 حالة في أماكن الاحتجاز.
مجرد تقديم السوريات مساعدات للنازحين يعرضهن للتعذيب داخل سجون بشار الأسد الذي يصل لدرجة المفارقة للحياة وفقما رصدت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، بل أنها طالبة مجلس الأمن بإحالة الجرائم التي تتعرض لها السوريات إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبرة أنها ترقى لـ "جرائم حرب".
ورأت المنظمة أن 2016 هو أفظع الأعوام من حيث ما تتعرض له السيدة السورية من انتهاكات، معتبرة أنها الأبشع منذ الحرب العالمية الثانية.
الهروب من سوريا لا يعني الأمان للاجئات السوريات اللاتي تعرضن لأبشع أنواع المهانة في كثير من البلدان التي لجأن إليها خاصة لبنان التي يعيش فيها التي يمثل النساء وأطفالهن 70% من عدد اللاجئين السوريين المتواجدين بها، والبالغ عددهم أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ.
ففي لبنان تعرضن السوريات لعمليات استغلال جنسي حيث تخصصت شبكات في اختطاف الفتيات السوريات وإجبارهن على البغاء دون أن يكون لهم حق الاعتراض أو يسمح لهن بالهروب كما يتعرضن اللاجئات لشتى أنواع الاستغلال والتحرش، بدءا من التحرش اللفظي في الشوارع إلى الاستغلال الجنسي.
"الوضع ليس أفضل بالنسبة للمرأة السورية التي تعاني القهر الجنسي والاغتصاب والقتل، لا سيما في أرياف سوريا" هكذا تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش، مضيفاً أنه "بالرغم من التقدم الذي أحرزته المرأة في السنوات الأخيرة، غير أنها لم تنل الحقوق كافة، خصوصا مع انتشار تنظيم داعش، الذي ينكل بالمرأة ويبيعها في سوق النخاسة، ويستغلها في أمور جنسية وحتى إرهابية.
العراقية مشردة
العراقية لا تختلف كثيرا عن السورية فالمرأة العراقية اضطرت لرفع السلاح إما عنوة بين صفوف داعش أو استقطابا في صفوف الحشد الشعبي الشيعي كالسيدة وحيدة محمد، والملقبة بـ"أم هنادي" التي تقود إحدى الميليشيات التي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية”، واشتهرت بأنها تطبخ رؤوس عناصر التنظيم.
المرأة العراقية تقع أسيرة بين خيارين كلاهن مرة إما العنوسة التي تلاحق نصف العراقيات قرابة 48.3% منهن أو الزواج المبكر قسريا رغما عنهن وفقا للأعراف القبلية والأوضاع الاقتصادية بغرض تأمين مستقبلهن.
وتعاني كثير من النساء العراقيات اللاتي يمثلن 49% من المجتمع العراقي من البطالة، فالرجال مقدمون عليهم في كل الوظائف.
قرابة 1.26 مليون عراقية تشردت و تعيش ظروفا قاسية منذ ظهور تنظيم داعش وسيطرته على ثلث العراق منذ عام 2014 وفقا لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي منذ 2014.
و أكدت منظمة الأمم المتحدة أن المرأة العراقية تعاني من الظلم، استنادا الى دراسات أجرتها المنظمة الأممية.
"في الدول المنكوبة بالنزاعات مثل اليمن والعراق وسوريا تعاني المرأة من الظلم، وللأسف، فإن وضع المرأة العربية في بعض الدول يتراجع على عكس كل الآمال التي حلمنا بها لتحسينها" كان هذا ما قالته وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ"الأسكوا" ريما خلف بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
السعودية تتنفس الصعداء
على عكس التدهور الذي تعيشه النساء العربيات تعيش المرأة السعودية فترة من أفضل فتراتها وإن لم تكن الأمثل، فبعد فترة من سلبها كل الحقوق بدأت الأمور تتحسن كثيرا في عهد الملك سلمان ابن العزيز الذي تزلى قيادة المملكة منذ عامين مضيا.
وقد حطم الملك سلمان تابوهات استمرت طويلا فمنح خادم الحرمين الشريفين المرأة السعودية مميزات لم تحصل عليها من قبل، لتدخل بعدها مجلس الشورى وتشارك في الانتخابات البلدية وترسل للدراسة العليا في الخارج، منذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم.
وللمرة الأولى يسمح للسيدة السعودية بالمشاركة في الانتخابات البلدية في المملكة، كناخبة ومرشحة وشاركت المرأة السعودية في تقديم واجب العزاء ومبايعة خادم الحرمين الشريفين وكرمت المملكة تسع رائدات سعوديات "> ومع هذا "ما زالت مصر تصر على تحديد أدوار معينة للنساء في المجتمع المصري ونسبة الفتيات المتعلمات في مصر لم تتجاوز 45 % في العام 2016" بحسب ما أضاف الأمين العام للأمم المتحدة.
الفلسطينية تعاني
" المرأة الفلسطينية هي التي تدفع منذ عام 1948 الثمن، لتنضم إليها نساء من دول عربية تستباح حياتهن في الوقت الحاضر" كان هذا جزء من كلام الأمينة التنفيذية لـ"الأسكوا" ريما خلف .
وتمثل النساء في فلسطين 50% من المجتمع الفلسطيني، وتطالب الفلسطينيات بتعديل قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات، السائد منذ 1954م واللاتي يعتبرنه فيه ظلم كبير في حق المرأة الفلسطينية.
وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات لشتى ألوان التعذيب النفسي والجسدي الذي يمتهن كرامتها وحقوقها، ووصل عدد الأسيرات داخل سجون الاحتلال 56 أسيرة، يعشن ظروف اعتقال قاسية تفتقر إلى أدنى متطلبات وشروط الحياة الإنسانية.
وتعاني الفلسطينية من الفقر والبطالة بشكل كبير، ومع هذا تشارك في الحياة السياسية بنسبة لا تقل عن 30%، ووصلت لأرفع المناصب في المجال السياسي سواء كنائبات في المجلس التشريعي، أو وزيرات في الحكومة.