عودة إلى الصلاة

رضا البطاوى البطاوى في السبت ٠٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الإخوة الأعزاء السلام عليكم وبعد :
لقد عجبت من منهج بعض القرآنيين الذى يثبت الصلوات الخمس وطريقة أدائها من خلال الحديث المنسوب زورا للنبى (ص)فكيف يكذبون شىء ثم يعملون ببعضه ؟
إننى لو قلت أنا أصلى بنفس الطريقة لأنى لم أجد طريقة للصلاة فى القرآن فلى هنا عذرى ولكن ما دام فى القرآن الحالى طريقة صلاة فليس هناك عذر
إن الصلاة الخماسية بما فيها من حركات لا يمكن الاستدلال عليها من القرآن الحالى وسنناقش الأمر نقطة نقطة :
حركات الصلاة الخماسية:
قيام ثم ركوع ثãilde; قيام ثم سجود ثم جلوس ثم سجود وفى نهاية الركعتين أو الأربع أو الثلاث يكون هناك جلوس أخير
ولا يوجد فى القرآن نص واحد يدل على هذه الحركات كلها متتابعة فالنص الوحيد وهو قوله تعالى "والقائمين والركع السجود "فهنا لا يوجد قيام ثانى ولا جلوس أول ولا سجود ثانى ولا جلوس أخير
أقول هذا رغم أن الآية تفسرها آية أخرى تقول "والعاكفين والركع السجود "فالقيام لا يعنى الوقوف وإنما يعنى العكوف والكل لا يعنى الصلاة الخماسية أو حتى الصلاة الصحيحة فى القرآن الحالى
ونأتى لما أتى فى القرآن من ألفاظ الحركات رغم أنها لا تعنى الحركات ولكننا سنفترض صحتها وهى غير صحيحة حتى نصل إلى النتيجة المرجوة :
فى القرآن نلاحظ التالى :
- الركوع يسبق السجود كما بقوله تعالى بسورة الفتح "تراهم ركعا سجدا "وسورة التوبة "الراكعون الساجدون "
- السجود يسبق الركوع كما بقوله بسورة آل عمران "واسجدى واركعى "
- السجود يسبق القيام كما بقوله تعالى بسورة الزمر "آمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما "وقوله "الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "
- القيام يسبق السجود كما بقوله تعالى بسورة الشعراء "الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين "
- التسبيح يسبق السجود كما بقوله تعالى بسورة الأعراف "ويسبحونه وله يسجدون "
- السجود يسبق التسبيح كما بقوله تعالى بسورة السجدة "خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم " وقوله بسورة الإنسان "فاسجد له وسبحه ليلا طويلا "
- التسبيح عند القيام كما بقوله تعالى بسورة الطور "وسبح بحمد ربك حين تقوم "
- أن التسبيح مرة بحمد الرب كما بقوله تعالى بسورة الحجر "فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " وقوله بسورة طه"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس " والتسبيح يكون مرة باسم ربك العظيم والأعلى كما بسورة الواقعة والحاقة "فسبح باسم ربك العظيم " وقوله بسورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى "
- التلاوة مع السجود كما بقوله تعالى بسورة آل عمران "يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون "
- التلاوة تسبق السجود كما بقوله تعالى بسورة الإسراء "إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا "وقوله بسورة "إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا "
من هنا نعلم أنه لا يوجد حركة ولا فعل من أفعال الصلاة الحديثية عليه دليل قرآنى حتى نعمل بها
وأقول الصلاة لا يثبتها تواتر وإنما يثبتها نص لأن التواتر يثبت المتناقضات ولو صدقنا بوجوده لكان معناه أن وجوب تصديقنا بالحديث المنسوب للنبى (ص)زورا
وأنقل لكم مقال لى فى التواتر
التواتر :
يقصد به "ما رواه جماعة من الناس عن جماعة من الناس يحيل العقل تآمرهم على الكذب ويكون أخر ما ينتهى إليه السند أمر حسى أى ملموس أو مشموم أو مسموع أو مبصر أو متذوق" وهو يفيد عند البعض العلم اليقينى ومن ثم لا يجب البحث عن قبوله أو رده ،وهو قول جعل الشريعة مصدر حيرة للناس بسبب ما سموه وجوب قبول التناقض ليس فقط فى الأحكام وإنما فى الأخبار وهى معضلة لا يمكن الخروج منها لأن الخبرين المتناقضين لابد أن يكون أحدهما صادق والأخر كاذب ونعود للتواتر ونقول إنه لا يصلح كأساس لقبول الأحاديث للأسباب التالية :
أن الكفار يتناقلون أديانهم بنفس طريقة التواتر ومع ذلك فليست أديانهم سليمة ،أليست الأناجيل مروية بالتواتر حتى زمن كتابتها الأخير؟أليس البوذيون يتناقلونها بنفس الطريقة 00000 وقد سجل الله ذلك فى القرآن على لسان الكفرة فى أكثر من سورة منها سورة البقرة حيث قال "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا "وسورة الزخرف حيث قال "بل قالوا إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون "فهل نقل الأبناء الكفرة أقوال دينهم عن الأباء الكفرة يثبت صحة أديانهم؟بالقطع لا لأننا لو سلمنا بهذا فستكون كل الأديان صحيحة .
أن الكذب التآمرى من جماعة كبيرة جائز الوقوع وليس مستحيلا بدليل أن المنافقين تأمروا على الكذب ومن أمثلته اتفاقهم على أن يحلفوا للمسلمين أنهم مسلمون وفى ذلك قال تعالى بسورة المجادلة "يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شىء ألا إنهم هم الكاذبون" وإتفاق العصبة المنافقة على حديث الإفك مثل أخر قال تعالى فيه بسورة النور "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم " ويعتبر حديث الإفك خير مثال على أن التواتر لا يثبت شىء فإذا كانت العصبة المنافقة اخترعت الإفك ممثلا فى رمى أم المؤمنين بالزنى مع صحابى فإن المسلمين أفاضوا فى ذكر الحديث فتناقلوه مصدقين إياه بناء على قول المنافقين ومع ذلك أصدر الله حكمه ببراءتهما والدليل على الإفاضة هو قوله بسورة النور "ولولا فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والأخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "والكذب التأمرى ليس له قاعدة معينة لأن الإحتمالات كلها واردة عدا جيل الصحابة وهو الجيل الأول فمن الممكن أن نقول أنه الجيل الثانى فى حديث ما هو المتآمر ومن الممكن فى حديث أخر أن نقول الثالث أو الرابع000.
لا يكفى فى الحكم على الناس بالصدق أن يكونوا فى تعاملهم معنا محسنين يفعلون الصالحات لأن من الممكن أن يكون الإنسان كاذب ويريد الترويج لكذبه وليس هناك أفضل من المعاملة الحسنة حتى نصدقه ولذا لا نجد الناس يصدقون من يسيئون لهم بعض المرات حتى ولو كانوا صادقين وأمامنا نبى الله يعقوب (ص)الذى لم يصدق أولاده فى أمر أخو يوسف (ص)رغم كونهم صادقين لأنهم سبق أن أساءوا معاملته بالكذب عليه فى أمر يوسف(ص)ولذا قال لهم فى المرة الثانية مكذبا إياهم "بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتينى بهم جميعا " وبدليل أن نكذب المشهور بالكذب حتى ولو كان صادقا ومن ثم لا يكفى فى إثبات الصدق والكذب المعاملة الحسنة أو السيئة .
أن التواتر يثبت المتضادات المتناقضات فمسألة واحدة لا يمكن أن تحتمل سوى حكم واحد فمثلا هناك أحاديث متواترة تثبت استحالة رؤية الله وأحاديث متواترة أيضا تثبت رؤية الله وهناك أحاديث تثبت أن صلاة الوتر فرض وهناك أحاديث تثبت أنها ليست فرض ،بقى أن نقول أن المسألة قد يكون لها حكمين أو أكثر ولكن أحدهم نسخ الأخر.

اجمالي القراءات 13762