احتجت العديد من المدارس في مدينة الدار البيضاء المغربية على الاعتداء الذي تعرض له مدير مدرسة ثانوية على يد مسؤول عسكري. ووقع الاعتداء يوم الاثنين الماضي عندما اقتحم مسؤول عسكري ساحة ثانوية "ابن الأثير" وانهال على المدير الحسن بسبس ضربا أمام أعين التلاميذ وأولياء أمورهم والمدرسين وذلك بسبب اعتراضه على بناء بئر قال إنها سوف تتسبب في تلوث سيهدد صحة التلاميذ.
اعتصام أساتذة الثانوية ورفضهم العمل حتى يعاقب الجاني فجر القضية إعلاميا، حيث قالت قناة "دوزيم" المغربية في تقرير عن الحادثة أن وزارة الداخلية والتربية بدأتا في تحقيق حول ملابسات الحادث، بالخصوص بعد شهادة أدلى بها زائر ألماني كان داخل الثانوية أثناء الاعتداء على المدير وقال للقناة التلفزيونية أنه ذهل حين رأى المسؤول العسكري يتهجم على مدير الثانوية بالصفع أمام مرأى الجميع.
وهذا الاعتداء ليس الأول من نوعه في مدارس المغرب، حيث صعق الرأي العام في مدينة الناظور بخبر الاعتداء العنيف من أحد المسؤولين البلديين على مدرسة مادة الرياضيات تسبب في كسر يدها، وكان سبب الاعتداء أن المدرسة وبخت ابن المسؤول لأنه لم يقم بواجبه المدرسي.
ما تطلق عليه الصحف المستقلة في المغرب عبارة "اعتداء الكبار على الصغار" يبدو في تصاعد إذ سبق واعتدى زوج عمة الملك قبل شهرين بإطلاق النار على شرطي مرور لأنه أوقفه أثناء قيادته سيارته بسرعة جنونية.
كما اعتدت ابنة وزير سابق على شرطية مرور عندما دهستها بسيارتها ولاذت بالفرار تاركة إياها تصارع الموت قبل أن تنفجر القضية إعلاميا دون معاقبة، وهي حوادث تدخل في سياق "الاعتداء على الإنسان" كما وصفتها صحيفة الاتحاد الاشتراكي المغربية، في غياب المساءلة، والتي - حسب الصحيفة - شجعت المسؤولين وأبناؤهم بالمزيد من الاعتداءات التي تمس نفس الشريحة، أي المواطنين البسطاء الذين يخافون من ملاحقة المعتدي لأنه ببساطة: مسؤول عسكري أو برلماني أو ابن مسؤول بلدي!