نشب خلاف بين الفاتيكان وهيئة خيرية في مالطا تعرف باسم "فرسان القديس يوحنا"، وهي جمعية كاثوليكية قديمةذات سيادة، بعد طرد مسؤول كبير فيها بسبب فضيحة خاصة بمنع الحمل.
وقد اندلع الخلاف بعد الكشف عن أن فرع الهيئة في ماينمار وزع آلافا من الواقيات الذكرية.
وأوقف مستشار الجمعية، ألبريخت فون بويسلاغر، عن ممارسة عمله لهذا السبب في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
وتمنع الكنيسة الكاثوليكية استخدام موانع الحمل الصناعية.
وقال بويسلاغر إنه لم يعلم ببرنامج توزيع الواقيات الذكرية، الذي كان ضمن مبادرة لمكافحة مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسب)، وتنظيم الأسرة، وإنه أوقفه عندما عرف بوجوده.
وترفض الهيئة - التي مضى على تأسيسها 900 عام - التعاون مع التحقيق الذي بدأه الفاتيكان في طرد مستشارها، محذرة أعضاءها من أنهم إذا تحدثوا مع فريق البابا فرانسيس، فلا ينبغي أن يتعارض ما يذكرونه مع قرار استبدال مستشار آخر ببويسلاغر.
ووصفت الهيئة في بيان صدر الثلاثاء مراجعة البابا بأنها خطوة قانونية "غير مناسبة"، تهدف إلى تقليص سيادتها.
وكان البابا فرانسيس قد كلف لجنة مكونة من خمسة أعضاء بالتحقيق في طرد المستشار في ديسمبر/كانون الأول، مع وجود دليل على أن مبعوثه الخاص إلى الهيئة، الكاردينال المحافظ ريموند بورك، قد ساعد في ترتيب للقرار دون مباركة البابا.
ويعكس هذا الخلاف على الواقيات الذكرية اتساع نطاق الانقسام الإيديولوجي في كنيسة الروم الكاثوليك، وهو الانقسام الذي اشتدت حدته خلال فترة البابا فرانسيس.
ويميل البابا إلى التركيز على الجانب الرحيم للكنيسة على حساب المبادئ الدينية التقليدية، وأدى هذا الموقف من جانبه في بعض الأحيان إلى عدم رضى الكاثوليكيين المتشددين.
ويبرز الجدل أيضا الانقسام الداخلي في الهيئة ذاتها، التي يرجع تاريخها إلى عصر الصليبيين، في القرن 11، وهل يفي أعضاؤها بما تعهدوا به من طاعة.
وقد أسست الهيئة مستوصفا لها في القدس يعتني بالحجيج من جميع الديانات. وتضم المنظمة الدينية حاليا 13500 عضو، و100.000 موظف ومتطوع، يوفرون الرعاية الصحية في المستشفيات، والعيادات حول العالم.
وتتمتع جمعية فرسان القديس يوحنا بكثير من المزايا التي تتمتع بها الدول. فهي تصدر طوابعها الخاصة بها، وجوازات سفرها، ولوحات أرقام السيارات، ولها علاقات دبلوماسية مع 106 دول، بما في ذلك دولة الفاتيكان.
وأفادت تقارير بأن المنظمة حريصة على صورتها الأرستوقراطية وعلى استمالة مواهب جديدة لمواصلة عملها الإنساني.