لكتابة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب الكتابة العربية .
تعريف الكتابة :
هى رموز مرسومة على أى شىء تشير لأصوات اللغة أى إشارات ترسم كل واحد منها يشير لصوت أو أكثر من أصوات الحديث وقد سماها الله الخط فى قوله بسورة العنكبوت"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك "ويمكن تعريفها بأنها تحويل الأصوات المعلنة أو المكتومة لأشكال محددة مرئية أو ملموسة وسماها الله السطر بقوله بسورة القل&ae;م "ن والقلم وما يسطرون ".
أداة الكتابة فى القرآن :
هى القلم وقد أقسم الله بنون وهى الناس والقلم وما يسطرون أى وما يكتبون فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ووسيلة تعليم أدم (ص)هى القلم كما قال بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وكل الأشجار لو تحولت لأقلام أى لأدوات كتابية وتحول ماء البحر لمداد أى حبر لكتابة كلمات وهى إرادات الله لنفدت الأقلام والماء حتى لو جئنا بسبعة أبحر كمداد لكتابة كلمات الله لنفد المداد وفنت الأقلام ولا تنتهى كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" وكانت الأقلام هى وسيلة الاقتراع على كفالة مريم (ص)فمن تميز منها كان صاحبه الكفيل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم "
تعليم أدم (ص)بالقلم :
علم الله أدم (ص)قراءة وكتابة الأسماء أى الألفاظ كلها وكانت وسيلة التعليم هى القلم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "كما قال بسورة العلق "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".
قراءة أدم (ص)للكتابة إثبات لتفوقه على الملائكة :
لما أراد الله اختبار الملائكة قال لهم :إنى جاعل فى الأرض خليفة أى إنسان فعند هذا أظهرت الملائكة معارضتها لخلق الإنسان بحجج واهية هى أن الإنسان سيخرب فى الأرض ويسيل الدماء وأخبروا الله أنهم يعبدونه فقال الله لهم إنى أعرف ما تجهلون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون "لذا أثبت الله لهم تفوق أدم (ص)عليهم بتعليم أدم (ص)القراءة والكتابة ثم أمر الملائكة بالتجمع ثم عرض عليهم الأسماء وهى الألفاظ مكتوبة على لوح وقال لهم أخبرونى بنطق الألفاظ المكتوبة إن كنتم صادقين فى قولكم عن الإنسان ولم تستطع الملائكة النطق فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا الذى علمتنا وعند هذا قال لأدم (ص)أخبرهم بنطق المكتوبات فأخبرهم أدم (ص)بها فقال الله للملائكة ألم أحدثكم أنى أعرف غيب السموات والأرض وأعرف ما تظهرون وما كنتم تسرون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "وبهذا أثبت الله للملائكة تفوق الإنسان عليهم وكانت الوسيلة هى القراءة والكتابة .
الإرادات الإلهية والكتابة بالأقلام :
بين الله لنا أن لو ما فى الأرض من شجر تحول لأقلام كتابية وتحولت مياه البحر لمداد أى لحبر يكتب به وتحولت مياه البحار السبعة لحبر لكتابة لإرادات وهى كلمات الله لنفدت المياه والأقلام وما نفدت كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وقال بسورة الكهف "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ".
كتابة الديون :
أمر الله بكتابة وهى تسجيل الديون فى الصحف فقال بسورة البقرة "إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه "واشترط أن يكتب الكاتب وهو المدون بالعدل فقال "وليكتب بينكم كاتب بالعدل "وإن المدين عليه إملاء الكاتب مع مراعاة تقوى الله وعدم نقص الدين فقال "وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ولا يبخس منه شيئا "وأن ولى السفيه أو الضعيف أو غير القادر عليه أن يملى بالحق وفى هذا قال "فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل فليملل وليه بالعدل "ونهانا الله عن السأم وهو الملل من كتابة أى تدوين الديون سواء قليلة أو كثيرة فقال "ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا لأجله " وبين لنا أن التجارة الحاضرة وهى المدفوع ثمنها ومأخوذ عينها فى نفس الوقت لا يوجد على البائع والشارى ذنب إذا لم يكتبوها أى يسجلوها فى صحف فقال "إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها ".
عجز النبى (ص)عن القراءة والكتابة :
بين الله لنا أن النبى (ص)قبل نزول الوحى عليه كان عاجزا عن تلاوة أى قراءة أى كتاب مخطوط وعاجز عن الخط وهو كتابة الكلمات بيده اليمنى – ومن هنا نعلم أفضلية الكتابة باليمنى- وهذا يعنى أنه كان أميا وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "وقد تعلم النبى (ص)القراءة والكتابة فيما بعد.
تطور الكتابة العربية :
إن الخط أى الكتابة العربية بدأت بأدم (ص) وكانت الخطوط فى أيامه خالية من العيوب ولم تكن هى ما عليه الآن لأن الخط كان وحيا من قبل الله مصداق لقوله بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقد كتبت العربية بخطوط عديدة حيث كان العرب يسكنون ليس فى الجزيرة وإنما فى مناطق شاسعة من العالم والدليل هو أن كل الرسل (ص)المذكورين فى القرآن كانوا يتكلمون العربية ومثال هذا إسماعيل (ص) وأمه فلما هاجروا تكلموا مع سكان مكة والمسافرين بنفس اللغة ولو كانت مختلفة ما استطاعوا التفاهم معهم والمثال الأخر موسى (ص)الذى تكلم مع الفتاتين وأبوهما بمجرد وصوله لمدين بالعربية ولو كانت لغة أهل مصر غير العربية ما قدر على التفاهم معهم وكذلك الأمر مع يعقوب(ص) وأولاده الذين عاشوا فى مصر وما نريد قوله هنا هو أن ما يسمونه الخطوط مثل ما يسمونه الهيروغليفية والهيراطيقية والمسمارية كانت عربية وأما خطوط ما قبل البعثة فيقولون أن لها نقوش عدة منها :
نقش النمارة وهو قصر صغير بالقرب من دمشق لامرىء القيس –والله أعلم بصحة النسبة –أحد ملوك الحيرة وهو يبدأ بالسطر التالى :تى نفس مر القيس بر عمر ملك العرب كله ذو أسر التج والخط الموجود فى النقش يختلف اختلافات كثيرة فى صور كتابة الأصوات فالسين تكتب و والتاء تكتب والفاء والقاف والراء (الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم فى الكتابة على الحاسب) .
نقش زيد وهى أطلال بالقرب من حلب .
نقش حران وهو كتاب فوق باب كنيسة فى جبل الدروز ونص النقش :أنا شرحبيل بن ظلموا بنيت ذا المرطول سنة 463 بعد مفسد خيبر بعام وشكل الكتابة هكذا
(الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم على الحاسب)
والملاحظ هنا أن الإختلافات بين الكتابة الحالية وهذه الكتابة قليل فمثلا العين تكتب 7 بدلا من ع والراء تكتب د بدلا من ر وهى تخلو من النقط وحسب الروايات التاريخية فهى نظام طرأ على الكتابة بعد البعثة المحمدية وله تغييرات هى :
وضع نقط لتشكيل الحروف ونسبوا العمل لأبى الأسود الدؤلى .
وضع علامات لتشكيل الحروف بدلا من النقط وهى ًٌٍَُِ ْ وينسبونه للخليل بن أحمد الفراهيدى .
تمييز الحروف بوضع النقط عليها ونسبوه لنصر بن عاصم ويحيى بن يعمر العدوانى .
وجوب تعديل الكتابة العربية :
برغم ما أدخل على الخط العربى من تجديدات فى التاريخ إلا أنه بحاجة لتجديد أخر يتلافى عيوبه التالية :
1-عدم وحدة القاعدة الكتابية حيث فيها استثناء ومثال هذا القاعدة الكتابية فى حروف المد هى كتابتها ولكن هناك استثناء من القاعدة فمثلا كلمات مثل هذا ،هؤلاء ،أولئك ،ذلك ،لكن حروف المد غير مكتوبة بها والمفروض كتابتها هكذا هاذا ،هاؤلاء ،أولائك ،ذالك ،لاكن .
2-ابتداع حروف كتابية لما لا ينطق فالكلمة لا تكتب كما تنطق مثال هذا اللام الشمسية فتكتب دون نطقها فى كلمات مثل الشمس والساعة والشارع ومثال ذلك الألف بعد واو الجماعة فى الأفعال فمثلا كلمات مثل خرجوا وشربوا تكتب فى نهايتها ألف دون أن تنطق .
3-تعدد طرق كتابة الهمزة والألف فى الحالة الواحدة ومثال ذلك الهمزة المتوسطة فى كلمة يقرؤون تكتب يقرؤون ويقرءون ويقرئون ولكل شكل هنا قانون يجعل الكتابة صحيحة ومثال ذلك أيضا أن الألف تكتب ألفا فى كلمات سما وعلا وتلا وتكتب ياء مثل قضى واصطفى .
4-عدم كتابة بعض ما ينطق مثل الهمزة فى كلمة بسم فالمفروض أن تكتب بإسم ومثل الله وإله فالمفروض اللاه وإلاه حسب النطق.
5- رسم المنطوق على غير ما نطق ومثال ذلك المفعول المطلق فى جمل احترمت المدرس احتراما ولعبت الكرة لعبا فالنون المنطوقة فى أخر الكلمة تكتب ألف وليس نون وهذه العيوب تجعل التلاميذ لا يجيدون كتابة الإملاء إلا بعد فترة طويلة تتجاوز السبعة سنوات غالبا .
كيفية التعديل :
إن التعديل يجب أن يحافظ على نفس أشكال الحروف وأسسه هى :
1-أن نكتب الأصوات برموزها الموضوعة لها أى نكتب كما نتكلم فمثلا ألف التنوين تكتب نون والألف المحذوفة فى هذا تكتب هاذا .
2- أن تكتب الهمزة فى كل أحوالها فى صورة واحدة لا تتغير هى ء وذلك حسب ترتيب نطق الكلمة فمثلا فى الحروف المتصلة تكتب مثل التالى يسءلونك وفى الحروف المنفصلة تكتب مثل يقرءون
3- أن تكتب الألفا ألفا وليست ياء فكلمات مثلا قضى واصطفى تكتب قضا واصطفا .
4- وجوب تشكيل كتب التعليم المدرسى والجامعى مع الاقتصار على الفتحة والضمة والكسرة والشدة والسكون وأما فى الكتب فى غير التعليم وغيرها من وسائل النشر فتكتب بلا تشكيل .
دحض حجج معارضى التعديل :
لن يكتب لهذا التعديل النجاح إلا بقيام الدولة الإسلامية فهو يحتاج لقوة لفرضه ومن يعارضون سيحتجون بالتالى :
-الانفصال بين الناس والتراث وهذا لن يحدث لأن أسس التعديل لا تجلب قواعد لا يعرفها الناس سوى فى الهمزة والألف وهما قاعدتان تتعلمان فى وقت يسير وطباعة الكتب بعد تعديل الكتابة أمر سهل كما أن 90%من كتب التراث تحتوى على خرافات ومقولات تتعارض مع الإسلام ومن ثم فنشرها ليس حتميا وتعلم الكتابة المعدلة سهل فنكتب كما ننطق .
-أن الكتابة مقدسة بمعنى أنها استمدت قدسيتها من كتابة القرآن بها والحق هو أن الكتابة ومنها كتابة القرآن ليست مقدسة وحدها للتالى :
لا يوجد نص يدل على قدسية الكتابة العربية وحدها وإنما قدسية كل الخطوط حيث أقسم الله بما يسطر أى يكتب الناس فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ودليل القدسية القسم بالمسطور وهو المكتوب العدل وبفرض قدسية الخط العربى وحده بمعنى أنه لا يجوز تعديله فلماذا قبل الكل تعديلات الفراهيدى ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والدؤلى ؟لماذا يتحجج القوم على المعدلين بنفس الدعاوى ؟بالطبع لن تجد إجابة على هذه الأسئلة وبفرض قدسية الكتابة بمعنى أنها واجبة من الله لقابلتنا مشكلة هى أن القرآن لن يكون كتاب الله والسبب هو وجود تناقض فى كتابته فمثلا كلمة الأيكة كتبت كتابتين متناقضتين هما الأيكة و لئيكة وهمزة القطع بعد همزة الاستفهام كتبت بصورتين متضادتين هما أءذا ،أإذا ومن ثم فقدسية الكتابة بهذا المعنى غير واردة وأما معنى القدسية فهو قدسية الحق أى العدل المكتوب .
-الحفاظ على المألوف وهى حجة طالما رددها أهل الكفر فى ردودهم على الرسل (ص)حيث تمسكوا بدين الأباء رغم بطلانه وهكذا فإن المعارضين يحتجون بالمحافظة على طريقة الأباء فى الكتابة رغم مساوئها ،إنهم يتمسكون بتصعيب الكتابة على الأطفال رغم أن الله لم يجعل علينا فى الدين وهو الإسلام من حرج أى أذى وطالبنا أن نيسر على أنفسنا فقال بسورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج ".
فوائد التعديل :
فوائد التعديل هى سهولة قراءة وكتابة الكلمات وتوحيد الكتابة العربية فى مختلف البلاد التى تستعملها كخط للغتها وتسهيل مهمة المطابع فى الطباعة وتوفير الوقت والجهد المستخدم فى تعليم وتعلم القراءة والكتابة توفيرا كثيرا وتسهيل مهمة المسلم الذى لا يتكلم العربية فى تعلمها.
هل الكتابة العربية مقدسة ؟
إن المقدس هو الحق والخط الحالى به عيوب أى باطل ومن ثم فهو ليس مقدسا إلا إذا تلافى العيوب وكتب به الحق وحده وأسباب عدم حرمة تغيير الخط العربى هى :
وجود تعديلات أدخلت عليه من قبل وما يقبل التغيير يجوز تغييره فى أى وقت لوجود عيوب به ووجود عيوب فى الخط وأنه ليس وحيا من عند الله .
وجوب تعديل كتابة القرآن :
إن تعديل الأساس يوجب تعديل الفروع والمراد أن الأساس وهو الكتابة العربية إذا تم تعديلها فالواجب تعديل فروعها وهى الكتب التى كتبت بها ومنها القرآن وكتابة القرآن ليست مقدسة للتالى :
اختلاف بعض كلماتها فى الكتابة مع وحدة النطق مثل الأيكة ولئيكة وأءذا وأإذا .
أن القرآن لم يكن منقوط ثم أصبح منقوط ولم يكن مشكلا فأصبح مشكلا .
أن صحف القرآن مزينة بما لا أساس له فى القرآن من الزخارف فلو أننا قلنا أن تعديل الكتابة لا أساس له فى القرآن لوجب إدخاله على كلمات القرآن المكتوبة كما دخلت الزينة المصحف .
توحيد أبجدية الشعوب الإسلامية :
كثير من شعوب الأمة الإسلامية يكتبون لغاتهم بالحرف العربى منذ زمن طويل وأتى بعض الخونة فغيروه لخطوط أخرى ومن ثم وجب على المسلمين توحيد خطوط لغاتهم ومادام الخط العربى هو المنتشر والمكتوب به القرآن فقد وجب أن يكون هو خط لكل الشعوب وذلك يسهل مهمة تعلم اللغة العربية وقراءة المسلمين من غير متحدثى العربية للمصحف ويوفر وقتا وجهدا كبيرا ومما ينبغى قوله :
أن اللغات فى الدولة الإسلامية كلها سواء فى حرية التحدث بها فى أى وسيلة إعلامية واللغة العربية هى اللغة الثانية فى كل الولايات الإسلامية التى لا تتحدث بها وتعديل الخط العربى فى العربية يستوجب تعديلات فى اللغات الأخرى التى تكتب به .
علامات الترقيم هل تعدل أم تلغى ؟
علامات الترقيم مجهولة التاريخ وما فى الكتب عنها شذور هنا وهناك ومنها ما قاله القلقشندى فى صبح الأعشى من أن متحدثى العربية "وضعوا كتابا واحدا وجعلوه سطرا واحدا موصول الحروف غير متفرق ثم فرقه ثبت وهميع "فعلامة الترقيم هنا هى فصل الكلمات عن بعضها وهو ما يسمى البياض أو الفراغ بين الكلمات وهو قول خرافى ووضع علماء الحديث الضبة وهى علامة التنصيص لفصل كلام الرسول (ص)من غيره ثم وضع القراء والنحاة كما يقال علامات الوقف والابتداء فى قراءة القرآن منها الإيضاح فى الوقف والإبتدا للأنبارى والقطع والاستئناف لابن النحاس .
وتناول أحمد زكى فى كتابه الترقيم وعلاماته فى اللغة العربية وعبد الرءوف المصرى فى كتابه الترقيم والإيقاع الموضوع وعليهما تعتمد الكتب المدرسية والجامعية فى علامات الترقيم وهى لا تستعمل حاليا إلا فيهما وفى نصوص كتب الحديث واللغة ويجب أن نلغى معظم هذه العلامات لتشكيلها صعوبة طباعية وقلة استعمالها ونستعيض عنها بالتالى :
ترك السطر الذى فيه كلام أى متحدث فارغا دليل على انتهاء كلامه .
يوضع أى كلام منقول بنصه بين علامتي تنصيص .
ترك فراغ فى سطر دليل على انتهاء الفقرة .
وضع علامة الاستفهام فى نهاية الأسئلة .
ويمكن إبقاء علامات الترقيم بشرط كتابتها بلون مخالف لألوان حروف الكتابة وتشكيلها .
أبجدية جديدة :
لو فكر إنسان ما فى إلغاء الكتابة العربية الحالية وهو ما لا نقره لاحتجنا لأبجدية جديدة يتميز كل صوت فيها بصورة واحدة لا تتغير وحروفها تكتب من أسفل أو أعلى فقط ويمكن كتابتها متصلة أو منفصلة
والحمد لله أولا وأخرا .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب الكتابة العربية .
تعريف الكتابة :
هى رموز مرسومة على أى شىء تشير لأصوات اللغة أى إشارات ترسم كل واحد منها يشير لصوت أو أكثر من أصوات الحديث وقد سماها الله الخط فى قوله بسورة العنكبوت"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك "ويمكن تعريفها بأنها تحويل الأصوات المعلنة أو المكتومة لأشكال محددة مرئية أو ملموسة وسماها الله السطر بقوله بسورة القل&ae;م "ن والقلم وما يسطرون ".
أداة الكتابة فى القرآن :
هى القلم وقد أقسم الله بنون وهى الناس والقلم وما يسطرون أى وما يكتبون فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ووسيلة تعليم أدم (ص)هى القلم كما قال بسورة العلق "اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وكل الأشجار لو تحولت لأقلام أى لأدوات كتابية وتحول ماء البحر لمداد أى حبر لكتابة كلمات وهى إرادات الله لنفدت الأقلام والماء حتى لو جئنا بسبعة أبحر كمداد لكتابة كلمات الله لنفد المداد وفنت الأقلام ولا تنتهى كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما ما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله" وكانت الأقلام هى وسيلة الاقتراع على كفالة مريم (ص)فمن تميز منها كان صاحبه الكفيل وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم "
تعليم أدم (ص)بالقلم :
علم الله أدم (ص)قراءة وكتابة الأسماء أى الألفاظ كلها وكانت وسيلة التعليم هى القلم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "كما قال بسورة العلق "الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".
قراءة أدم (ص)للكتابة إثبات لتفوقه على الملائكة :
لما أراد الله اختبار الملائكة قال لهم :إنى جاعل فى الأرض خليفة أى إنسان فعند هذا أظهرت الملائكة معارضتها لخلق الإنسان بحجج واهية هى أن الإنسان سيخرب فى الأرض ويسيل الدماء وأخبروا الله أنهم يعبدونه فقال الله لهم إنى أعرف ما تجهلون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون "لذا أثبت الله لهم تفوق أدم (ص)عليهم بتعليم أدم (ص)القراءة والكتابة ثم أمر الملائكة بالتجمع ثم عرض عليهم الأسماء وهى الألفاظ مكتوبة على لوح وقال لهم أخبرونى بنطق الألفاظ المكتوبة إن كنتم صادقين فى قولكم عن الإنسان ولم تستطع الملائكة النطق فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا الذى علمتنا وعند هذا قال لأدم (ص)أخبرهم بنطق المكتوبات فأخبرهم أدم (ص)بها فقال الله للملائكة ألم أحدثكم أنى أعرف غيب السموات والأرض وأعرف ما تظهرون وما كنتم تسرون وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤنى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون "وبهذا أثبت الله للملائكة تفوق الإنسان عليهم وكانت الوسيلة هى القراءة والكتابة .
الإرادات الإلهية والكتابة بالأقلام :
بين الله لنا أن لو ما فى الأرض من شجر تحول لأقلام كتابية وتحولت مياه البحر لمداد أى لحبر يكتب به وتحولت مياه البحار السبعة لحبر لكتابة لإرادات وهى كلمات الله لنفدت المياه والأقلام وما نفدت كلمات الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله وقال بسورة الكهف "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ".
كتابة الديون :
أمر الله بكتابة وهى تسجيل الديون فى الصحف فقال بسورة البقرة "إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه "واشترط أن يكتب الكاتب وهو المدون بالعدل فقال "وليكتب بينكم كاتب بالعدل "وإن المدين عليه إملاء الكاتب مع مراعاة تقوى الله وعدم نقص الدين فقال "وليملل الذى عليه الحق وليتق الله ولا يبخس منه شيئا "وأن ولى السفيه أو الضعيف أو غير القادر عليه أن يملى بالحق وفى هذا قال "فإن كان الذى عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل فليملل وليه بالعدل "ونهانا الله عن السأم وهو الملل من كتابة أى تدوين الديون سواء قليلة أو كثيرة فقال "ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا لأجله " وبين لنا أن التجارة الحاضرة وهى المدفوع ثمنها ومأخوذ عينها فى نفس الوقت لا يوجد على البائع والشارى ذنب إذا لم يكتبوها أى يسجلوها فى صحف فقال "إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها ".
عجز النبى (ص)عن القراءة والكتابة :
بين الله لنا أن النبى (ص)قبل نزول الوحى عليه كان عاجزا عن تلاوة أى قراءة أى كتاب مخطوط وعاجز عن الخط وهو كتابة الكلمات بيده اليمنى – ومن هنا نعلم أفضلية الكتابة باليمنى- وهذا يعنى أنه كان أميا وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت "وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "وقد تعلم النبى (ص)القراءة والكتابة فيما بعد.
تطور الكتابة العربية :
إن الخط أى الكتابة العربية بدأت بأدم (ص) وكانت الخطوط فى أيامه خالية من العيوب ولم تكن هى ما عليه الآن لأن الخط كان وحيا من قبل الله مصداق لقوله بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها "وقد كتبت العربية بخطوط عديدة حيث كان العرب يسكنون ليس فى الجزيرة وإنما فى مناطق شاسعة من العالم والدليل هو أن كل الرسل (ص)المذكورين فى القرآن كانوا يتكلمون العربية ومثال هذا إسماعيل (ص) وأمه فلما هاجروا تكلموا مع سكان مكة والمسافرين بنفس اللغة ولو كانت مختلفة ما استطاعوا التفاهم معهم والمثال الأخر موسى (ص)الذى تكلم مع الفتاتين وأبوهما بمجرد وصوله لمدين بالعربية ولو كانت لغة أهل مصر غير العربية ما قدر على التفاهم معهم وكذلك الأمر مع يعقوب(ص) وأولاده الذين عاشوا فى مصر وما نريد قوله هنا هو أن ما يسمونه الخطوط مثل ما يسمونه الهيروغليفية والهيراطيقية والمسمارية كانت عربية وأما خطوط ما قبل البعثة فيقولون أن لها نقوش عدة منها :
نقش النمارة وهو قصر صغير بالقرب من دمشق لامرىء القيس –والله أعلم بصحة النسبة –أحد ملوك الحيرة وهو يبدأ بالسطر التالى :تى نفس مر القيس بر عمر ملك العرب كله ذو أسر التج والخط الموجود فى النقش يختلف اختلافات كثيرة فى صور كتابة الأصوات فالسين تكتب و والتاء تكتب والفاء والقاف والراء (الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم فى الكتابة على الحاسب) .
نقش زيد وهى أطلال بالقرب من حلب .
نقش حران وهو كتاب فوق باب كنيسة فى جبل الدروز ونص النقش :أنا شرحبيل بن ظلموا بنيت ذا المرطول سنة 463 بعد مفسد خيبر بعام وشكل الكتابة هكذا
(الرسم غير موجود لعدم إجادتى الرسم على الحاسب)
والملاحظ هنا أن الإختلافات بين الكتابة الحالية وهذه الكتابة قليل فمثلا العين تكتب 7 بدلا من ع والراء تكتب د بدلا من ر وهى تخلو من النقط وحسب الروايات التاريخية فهى نظام طرأ على الكتابة بعد البعثة المحمدية وله تغييرات هى :
وضع نقط لتشكيل الحروف ونسبوا العمل لأبى الأسود الدؤلى .
وضع علامات لتشكيل الحروف بدلا من النقط وهى ًٌٍَُِ ْ وينسبونه للخليل بن أحمد الفراهيدى .
تمييز الحروف بوضع النقط عليها ونسبوه لنصر بن عاصم ويحيى بن يعمر العدوانى .
وجوب تعديل الكتابة العربية :
برغم ما أدخل على الخط العربى من تجديدات فى التاريخ إلا أنه بحاجة لتجديد أخر يتلافى عيوبه التالية :
1-عدم وحدة القاعدة الكتابية حيث فيها استثناء ومثال هذا القاعدة الكتابية فى حروف المد هى كتابتها ولكن هناك استثناء من القاعدة فمثلا كلمات مثل هذا ،هؤلاء ،أولئك ،ذلك ،لكن حروف المد غير مكتوبة بها والمفروض كتابتها هكذا هاذا ،هاؤلاء ،أولائك ،ذالك ،لاكن .
2-ابتداع حروف كتابية لما لا ينطق فالكلمة لا تكتب كما تنطق مثال هذا اللام الشمسية فتكتب دون نطقها فى كلمات مثل الشمس والساعة والشارع ومثال ذلك الألف بعد واو الجماعة فى الأفعال فمثلا كلمات مثل خرجوا وشربوا تكتب فى نهايتها ألف دون أن تنطق .
3-تعدد طرق كتابة الهمزة والألف فى الحالة الواحدة ومثال ذلك الهمزة المتوسطة فى كلمة يقرؤون تكتب يقرؤون ويقرءون ويقرئون ولكل شكل هنا قانون يجعل الكتابة صحيحة ومثال ذلك أيضا أن الألف تكتب ألفا فى كلمات سما وعلا وتلا وتكتب ياء مثل قضى واصطفى .
4-عدم كتابة بعض ما ينطق مثل الهمزة فى كلمة بسم فالمفروض أن تكتب بإسم ومثل الله وإله فالمفروض اللاه وإلاه حسب النطق.
5- رسم المنطوق على غير ما نطق ومثال ذلك المفعول المطلق فى جمل احترمت المدرس احتراما ولعبت الكرة لعبا فالنون المنطوقة فى أخر الكلمة تكتب ألف وليس نون وهذه العيوب تجعل التلاميذ لا يجيدون كتابة الإملاء إلا بعد فترة طويلة تتجاوز السبعة سنوات غالبا .
كيفية التعديل :
إن التعديل يجب أن يحافظ على نفس أشكال الحروف وأسسه هى :
1-أن نكتب الأصوات برموزها الموضوعة لها أى نكتب كما نتكلم فمثلا ألف التنوين تكتب نون والألف المحذوفة فى هذا تكتب هاذا .
2- أن تكتب الهمزة فى كل أحوالها فى صورة واحدة لا تتغير هى ء وذلك حسب ترتيب نطق الكلمة فمثلا فى الحروف المتصلة تكتب مثل التالى يسءلونك وفى الحروف المنفصلة تكتب مثل يقرءون
3- أن تكتب الألفا ألفا وليست ياء فكلمات مثلا قضى واصطفى تكتب قضا واصطفا .
4- وجوب تشكيل كتب التعليم المدرسى والجامعى مع الاقتصار على الفتحة والضمة والكسرة والشدة والسكون وأما فى الكتب فى غير التعليم وغيرها من وسائل النشر فتكتب بلا تشكيل .
دحض حجج معارضى التعديل :
لن يكتب لهذا التعديل النجاح إلا بقيام الدولة الإسلامية فهو يحتاج لقوة لفرضه ومن يعارضون سيحتجون بالتالى :
-الانفصال بين الناس والتراث وهذا لن يحدث لأن أسس التعديل لا تجلب قواعد لا يعرفها الناس سوى فى الهمزة والألف وهما قاعدتان تتعلمان فى وقت يسير وطباعة الكتب بعد تعديل الكتابة أمر سهل كما أن 90%من كتب التراث تحتوى على خرافات ومقولات تتعارض مع الإسلام ومن ثم فنشرها ليس حتميا وتعلم الكتابة المعدلة سهل فنكتب كما ننطق .
-أن الكتابة مقدسة بمعنى أنها استمدت قدسيتها من كتابة القرآن بها والحق هو أن الكتابة ومنها كتابة القرآن ليست مقدسة وحدها للتالى :
لا يوجد نص يدل على قدسية الكتابة العربية وحدها وإنما قدسية كل الخطوط حيث أقسم الله بما يسطر أى يكتب الناس فقال بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "ودليل القدسية القسم بالمسطور وهو المكتوب العدل وبفرض قدسية الخط العربى وحده بمعنى أنه لا يجوز تعديله فلماذا قبل الكل تعديلات الفراهيدى ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والدؤلى ؟لماذا يتحجج القوم على المعدلين بنفس الدعاوى ؟بالطبع لن تجد إجابة على هذه الأسئلة وبفرض قدسية الكتابة بمعنى أنها واجبة من الله لقابلتنا مشكلة هى أن القرآن لن يكون كتاب الله والسبب هو وجود تناقض فى كتابته فمثلا كلمة الأيكة كتبت كتابتين متناقضتين هما الأيكة و لئيكة وهمزة القطع بعد همزة الاستفهام كتبت بصورتين متضادتين هما أءذا ،أإذا ومن ثم فقدسية الكتابة بهذا المعنى غير واردة وأما معنى القدسية فهو قدسية الحق أى العدل المكتوب .
-الحفاظ على المألوف وهى حجة طالما رددها أهل الكفر فى ردودهم على الرسل (ص)حيث تمسكوا بدين الأباء رغم بطلانه وهكذا فإن المعارضين يحتجون بالمحافظة على طريقة الأباء فى الكتابة رغم مساوئها ،إنهم يتمسكون بتصعيب الكتابة على الأطفال رغم أن الله لم يجعل علينا فى الدين وهو الإسلام من حرج أى أذى وطالبنا أن نيسر على أنفسنا فقال بسورة الحج "وما جعل عليكم فى الدين من حرج ".
فوائد التعديل :
فوائد التعديل هى سهولة قراءة وكتابة الكلمات وتوحيد الكتابة العربية فى مختلف البلاد التى تستعملها كخط للغتها وتسهيل مهمة المطابع فى الطباعة وتوفير الوقت والجهد المستخدم فى تعليم وتعلم القراءة والكتابة توفيرا كثيرا وتسهيل مهمة المسلم الذى لا يتكلم العربية فى تعلمها.
هل الكتابة العربية مقدسة ؟
إن المقدس هو الحق والخط الحالى به عيوب أى باطل ومن ثم فهو ليس مقدسا إلا إذا تلافى العيوب وكتب به الحق وحده وأسباب عدم حرمة تغيير الخط العربى هى :
وجود تعديلات أدخلت عليه من قبل وما يقبل التغيير يجوز تغييره فى أى وقت لوجود عيوب به ووجود عيوب فى الخط وأنه ليس وحيا من عند الله .
وجوب تعديل كتابة القرآن :
إن تعديل الأساس يوجب تعديل الفروع والمراد أن الأساس وهو الكتابة العربية إذا تم تعديلها فالواجب تعديل فروعها وهى الكتب التى كتبت بها ومنها القرآن وكتابة القرآن ليست مقدسة للتالى :
اختلاف بعض كلماتها فى الكتابة مع وحدة النطق مثل الأيكة ولئيكة وأءذا وأإذا .
أن القرآن لم يكن منقوط ثم أصبح منقوط ولم يكن مشكلا فأصبح مشكلا .
أن صحف القرآن مزينة بما لا أساس له فى القرآن من الزخارف فلو أننا قلنا أن تعديل الكتابة لا أساس له فى القرآن لوجب إدخاله على كلمات القرآن المكتوبة كما دخلت الزينة المصحف .
توحيد أبجدية الشعوب الإسلامية :
كثير من شعوب الأمة الإسلامية يكتبون لغاتهم بالحرف العربى منذ زمن طويل وأتى بعض الخونة فغيروه لخطوط أخرى ومن ثم وجب على المسلمين توحيد خطوط لغاتهم ومادام الخط العربى هو المنتشر والمكتوب به القرآن فقد وجب أن يكون هو خط لكل الشعوب وذلك يسهل مهمة تعلم اللغة العربية وقراءة المسلمين من غير متحدثى العربية للمصحف ويوفر وقتا وجهدا كبيرا ومما ينبغى قوله :
أن اللغات فى الدولة الإسلامية كلها سواء فى حرية التحدث بها فى أى وسيلة إعلامية واللغة العربية هى اللغة الثانية فى كل الولايات الإسلامية التى لا تتحدث بها وتعديل الخط العربى فى العربية يستوجب تعديلات فى اللغات الأخرى التى تكتب به .
علامات الترقيم هل تعدل أم تلغى ؟
علامات الترقيم مجهولة التاريخ وما فى الكتب عنها شذور هنا وهناك ومنها ما قاله القلقشندى فى صبح الأعشى من أن متحدثى العربية "وضعوا كتابا واحدا وجعلوه سطرا واحدا موصول الحروف غير متفرق ثم فرقه ثبت وهميع "فعلامة الترقيم هنا هى فصل الكلمات عن بعضها وهو ما يسمى البياض أو الفراغ بين الكلمات وهو قول خرافى ووضع علماء الحديث الضبة وهى علامة التنصيص لفصل كلام الرسول (ص)من غيره ثم وضع القراء والنحاة كما يقال علامات الوقف والابتداء فى قراءة القرآن منها الإيضاح فى الوقف والإبتدا للأنبارى والقطع والاستئناف لابن النحاس .
وتناول أحمد زكى فى كتابه الترقيم وعلاماته فى اللغة العربية وعبد الرءوف المصرى فى كتابه الترقيم والإيقاع الموضوع وعليهما تعتمد الكتب المدرسية والجامعية فى علامات الترقيم وهى لا تستعمل حاليا إلا فيهما وفى نصوص كتب الحديث واللغة ويجب أن نلغى معظم هذه العلامات لتشكيلها صعوبة طباعية وقلة استعمالها ونستعيض عنها بالتالى :
ترك السطر الذى فيه كلام أى متحدث فارغا دليل على انتهاء كلامه .
يوضع أى كلام منقول بنصه بين علامتي تنصيص .
ترك فراغ فى سطر دليل على انتهاء الفقرة .
وضع علامة الاستفهام فى نهاية الأسئلة .
ويمكن إبقاء علامات الترقيم بشرط كتابتها بلون مخالف لألوان حروف الكتابة وتشكيلها .
أبجدية جديدة :
لو فكر إنسان ما فى إلغاء الكتابة العربية الحالية وهو ما لا نقره لاحتجنا لأبجدية جديدة يتميز كل صوت فيها بصورة واحدة لا تتغير وحروفها تكتب من أسفل أو أعلى فقط ويمكن كتابتها متصلة أو منفصلة
والحمد لله أولا وأخرا .