حكاية التخيلات عن صاحب قيامة الأموات

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٩ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

حكاية التخيلات عن صاحب قيامة الأموات
1- عن على بن حسن أحد رجال حاشية محمد بن برزكك أميد قال :
أمرنى مولانا محمد أن أذهب بولده الأكبر الحسن الثانى لمكتب تحفيظ القرآن وهو فى سن الرابعة وعهد إلى أن أتابع الحسن فى تحصيله للعلم حسبما ورثناه عن علمائنا وسادتنا رضى الله عنهم وكان الحسن رغم صغر سنه نبيها لماحا يحسن الإجابة إذا سأله شيخ المكتب ومن ذلك أن الشيخ سأله :من هو إلهنا الذى نعبده ونطيعه ؟فأجاب إلهنا هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله واحد أم كث&iثير ؟فأجاب إلهى الله هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله عالم أم لا ؟فرد إلهى هو إله محمد(ص)فسأله ماذا تقول فى الله قادر أم لا؟فرد إلهى إله محمد"هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "وبعد أن أجاب قال للشيخ هذا هو ما علمتمونا إياه حسبما أمركم الحسن بن الصباح ولكنى لا أجيب عليك بنفس الإجابات ولو سألتنى عما أقول من عند نفسى فهز الشيخ رأسه يمينا ويسارا :أتريد أن تقع فى أخطاء فى ذات الله؟لا يا ولدى لقد أمرنا الحسن بهذا حتى يبعدنا عن الوقوع فى أخطاء فى ذات الله سبحانه وتعالى فقال له الحسن كلام الحسن غير ملزم لى وإنما الملزم لى هو كلام الله فإذا قلت لى الله واحد أم كثير أقول الله واحد لأنه قال "قل هو الله أحد "وإذا قلت لى الله عالم أم لا ؟قلت الله عالم لأنه قال "وكان الله عليما حكيما "وإذا قلت الله قادر أم لا أقول إنه قادر لأنه قال "إنه على كل شىء قدير "والسبب فى إلتزامى بقول الله هو أننى لو لم ألتزم به لكنت مكذبا به وأما الحسن فرجل وكل منا رجل ولكل واحد منا أسلوب وطريق فى العمل فقال الشيخ مبتسما ذلك تقدير العزيز العليم .
2- عن عمير أحد فتيان الحسن قال حدثنى الحسن فقال :
وأنا فى بداية سن البلوغ اصطحبنى صديقى على السلامى لبيتهم ذات مرة وعندما استقر بنا المجلس دخلت علينا فتاة بيضاء البشرة متوردة الوجه وقد كانت سافرة الوجه تحمل صينية عليها الطعام فخفق قلبى بشدة واضطربت ثم تمالكت نفسى بعد انصراف الفتاة وقلت لعلى من هذه ؟قال على هذه أختى الصغرى فاطمة فقلت وكيف تسمح لها أن تدخل علينا وهى سافرة الوجه؟فضحك على وقال كما سمح سيدنا إبراهيم(ص)لزوجته أن تصك وجهها أمام الضيوف وفى هذا قال تعالى "وأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم "وسمح لها أيضا أن تضحك أمامهم وفى هذا قال تعالى "وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب "وعند هذا دخلت فاطمة تحمل بقية الطعام فقالت يا صديق أخى إن الله قال لنبيه(ص)"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن "ولو كانت المرأة مغطاة الوجه أيضا فهذا معناه أنها مجهولة والحسن لا يعرف إلا بالكشف فلو أنك غطيت نفسك تماما فكيف أعرف أنك جميل ؟فقال على لو فكرت جيدا فى أحكام الشريعة لعرفت أنها تقيم المعاملات جميعا على كشف الأطراف المسلمة لبعضها وذلك حتى لا تحدث احتيالات والأمثلة كثيرة فى معاملة المرأة والمرأة المغطاة قد يزوجك أبوها أختها وأنت لا تدرى لأنك لا تعرف وجهها والمرأة المغطاة قد تسبك فى الشارع وتشتمك فإذا ذهبت للقاضى فسيحكم ببراءتها لأنك لم تعرف وجهها مع إدعاءها بوجود نساء أخريات يلبسن نفس اللباس وقالت فاطمة وانظر لقوله تعالى "وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا "عند هذا قاطعتها وماذا فى هذه الآية ؟فأجابت قائلة انظر لقوله "أو لامستم النساء"ستجد أن تلامس جلد الرجل بجلد المرأة يوجب الوضوء مما يعنى أن جزء من جلد أجسامهم مكشوف فقلت ولكن المس هنا بمعنى الجماع فضحكت وقالت لو كان بمعنى الجماع لكان الواجب هو الغسل وقد ذكر الله الجماع فقال "وإن كنتم جنبا فاطهروا "فى الأول وأما قوله "أو لامستم النساء"فذكر أخرا مع أسباب الوضوء قلت وأنا أمعن النظر فيها كلام صحيح فقال على وهو ينظر لى بصوت خفيض غض بصرك فابتسمت وقلت لقد ذهبت نفسى خلفها وعند هذا قال على لفاطمة انصرفى فأطاعت الأمر وانصرفت وظللت أتابعها بنظرى حتى غابت عن عينى .
3-قال بهمان أحد قادة جيوش الحسن :
قال لى الحسن :منذ أن أحببت فاطمة أصبحت أحرص على زيارة على السلامى كلما أمكننى ذلك ولم يكن سبب الزيارة هو مقابلة على للحديث معه وإنما السبب هو شوقى لرؤية فاطمة الذى كان يلح على باستمرار وفى مرة كتبت رقعة وأعطيتها لها ولم يكن على بالبيت قلت فيها :
السمع ينتظر فى شغف سلامك ،والعين تهفو إلى رؤياك ،والقلب يتمنى لو أننا تواصلنا فحادثت بالحب عيناى عيناك ،وذاقت أسماعنا حلو الحديث وجمع الله بيننا يوم الإمتلاك يوم أن نعقد العرى الوثيق حيث نسهو عن كل الآلام التى قابلتنا فى يم الحياة ونلقيها خلفنا بقلة حراك ،وكتبت لها مرة فقلت :
ما لذكرك يلح على فى الخطاب إذا جلست أو رقدت أو وقفت بالباب ،ألهفة إليك تلح فى الذهاب والإياب ،تلهفت لرؤياك تسيرين بالحجاب ،تلهفت لعينيك وليس لتحت الجلباب فما فكرت فى جسمك ولا وسوس لى بالالتهاب ولا فكرت فى حمرة شفتيك بالإقتراب ولا تورد خديك ولا شغفت بالرضاب إنما هو الخلق ذكرت فذكرنى بالغياب وكتبت لها مرة ثالثة فكان مما قلت فى رسالتى لها :
حبيبى أنقذنى من البعاد سبب الإحراق ،اشتقت لك فأبرد فى قلبى نار الأشواق ،فسر لى كيف تبرد نار حبك فى الأعماق قل لى كيف تشفينى من نار الفراق قل لى كيف الوصال بيننا بتأنى وإرفاق هل بلقاك أم برقعة أم بهاتف أم بالسباق كلا لا هذا ولا ذاك يشفينى فهم ليسوا بترياق الترياق أن نكون قرينان معا فى كل الآفاق
وكان ردها فى كل مرة واحدا يحكم الله بينى وبينك ولا تعد إلى الكتابة لى مرة أخرى وكلما ازدادت بعدا كلما ازددت أنا إليها قربا وكأنما ليس فى الدنيا غيرها.
4-عن محمود المروزى عن على السلامى قال :
خرجت أنا والحسن مرة إلى حديقة من الحدائق على ظهور الخيل وعندما تعبنا جلسنا تحت ظل شجرة وارفة فبدرنى الحسن قائلا :سمعت فاطمة تقول لك مرة أن معاوية بن أبى سفيان أسطورة من الأساطير فهل وضحت لى الأمر بجلاء ؟فابتسمت وقلت لا تخف لسنا من آل أمية فنظر الحسن لى بغضب وقال أتظن أنى أجهل ذلك؟فقلت ضاحكا له إنها أسطورة وخرافة فقال متعجبا وهل أصبح الناس منذ عهدهم يكذبون فى نقل ما حدث هذا لا يعقل أبدا فابتسمت وقلت وهل أصبح الناس منذ عهد المسيح(ص)يصدقون فى أن المسيح(ص)هو الله أو ابن الله ؟إن التواتر لا يفيد الصدق فقد يتفق الكفار على تأليف حكايات لإضلال المسلمين وهو ما حدث بالضبط فقال هل تعنى أن التواتر لا يفيد الصدق دوما ؟قلت لا ولكن التواتر يفيد الصدق كما يفيد الكذب والذى يدلنا على صدقه هو تطابقه مع القرآن فقال الحسن وهو جاد فسر لى الأمر فأجبت إن الدولة الإسلامية لا تتحول لكافرة فى عهد صحابة أى رسول وإنما تتحول فى عهد خلف الصحابة وهم من بعدهم بقليل أو بكثير وهذا يعنى أن المذكور فى الحكايات وهو أن معاوية حول الدولة الإسلامية لكافرة فى عهد الصحابة أنفسهم كذب وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "فقال هذا كلام معقول فقلت الصحابة لو تركوا معاوية يتولى الخلافة دون حربه لكانوا كلهم كفرة ولو سلمنا أن بعضهم كفر فإننا لا نسلم أن الباقين تركوه لمعرفتهم أن نصيب من يركن للظالم هو النار وفى هذا قال الله بسورة هود"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "فقال الحسن وماذا أيضا ؟فقلت نسى المؤلفون للحكايات أن هناك نص يمنع تولى معاوية الخلافة وغيرها وهو قوله بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "فهذا النص يثبت أن المهاجرين والأنصار ومن أسلم وجاهد قبل فتح مكة هم أولى الناس بما يسمى المناصب لأن الله ساوى بين المجاهدين وهم المقاتلين فى الجزاء الأخروى فقال بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى "فهم هنا كلهم فى درجة واحدة فى الجنة وهى الحسنى بينما القاعدون فى الدرجة الثانية بينما معاوية أسلم بعد الفتح ولا يمكن أن يتولى من هو أقل درجة عند الله على من هو أعظم فقال الحسن صدقت فالأعظم هو الأحق بالخلافة .
5-عن زيد بن عثمان زوج فاطمة عن فاطمة قالت :
فى إحدى زيارات الحسن لنا حدث أن انصرف الحسن للحديث عن معاوية ولم يكن غرضه أن يعرف شىء عن معاوية وإنما كان يريد سماع صوتى أطول فترة ممكنة وتجاهل الحسن وجود أخى على وقال لى سمعتك تتحدثين عن معاوية وتقولين أن حكايته خرافة فنظرت لعلى فأشار بعينيه أن تكلمى فقلت :ابتدت الحكاية بإدعاء معاوية أنه ولى دم عثمان ومعاوية لم يدع هذا لأن عثمان له أولياء دم هم أولاده ومنهم أبان ومن المعلوم أن ولى الدم هو أقرب الأقارب للمقتول مصداق لقوله تعالى "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا "ووجود الإبن يمنع الأخرين من ولاية الدم وكذلك وجود أقارب أقرب لعثمان من معاوية وبعد هذا قال على أن ولى الدم فى الإسلام هو الوارث أى من يرث المقتول وفى الخرافة معاوية ليس وريثا بأى حال لعثمان ولم يكن الحسن مهتما بما نقول أبدا وإنما كان نظره موجها إلى وأنا جالسة على مبعدة منه حتى أن على قال له انتبه إلى ولكنه لإستغراقه فى التفكير فى لم يستجب لعلى حتى هزه فقال ماذا حدث فضحكت أنا وعلى وقال على كنا نتكلم عن معاوية فهز الحسن رأسه وقال وماذا قلتم عنه ؟فسكت فقال على أنت لم تكن معنا مع أنك أنت الذى طلبت الحديث عن معاوية برغبة فقال الحسن لقد انشغلت عنكم فى موضوع أخر.
6- قالت ورد شاه أخبرتنى ياسمين جارية الحسن فقالت :
عهدوا إلى فى القصر أن أقوم بخدمة ولى العهد الحسن مع مجموعة من الجوارى اخترتهن بنفسى وحرصت على أن يكن من بنات قومى وفى بداية الأمر لم أكن أفكر فى الإستيلاء على قلب الحسن وإنما كان همى أن أرضيه بكل الوسائل المتاحة أمامى ولكن بمرور الأيام اتضح لى أنه يحب فتاة لا أدرى من هى كما اتضح لى أن الفتاة لا ترغبه كزوج ومن ثم كان مهموما مغموما بسبب هذا حتى أنه كان يهمل الأكل والقراءة ويكثر من الرقود على السرير مطلقا لخياله العنان فى هذا الحب وعند هذا فكرت فقلت لنفسى إن الحسن ضعيف بدليل انشغاله بفتاة أنسته مكانته كولى للعهد وإذا كان هكذا فإن امرأة أخرى لابد أن تحل مكانها فلما لا أكون أنا ولو نجحت فى مسعاى لانتقمت لقومى انتقاما لا تنتقمه الجيوش ومن أجل هذا بدأت العمل بالدخول المتكرر على الحسن وأنا فى قمة زينتى كاشفة بعض مفاتنى ولكنه ظل مدة تعد بالشهور معرض عنى لا ينظر إلى ومع ذلك لم أيأس منه وغيرت من خطتى للإكثار من الكلام معه حتى أصرف قلبه عن التفكير فى الفتاة وبالفعل بدأ تدريجيا ينصرف عن ذلك ولم أشأ أن أقدم نفسى بنفسى له ولكنى بدأت أتفنن لكى يطلب منى ذلك فكنت أطعمه بيدى وأسقيه بيدى وحتى إنتقاء الملابس كنت أفعله وألبسه الحذاء أو الخف وكنت أحرص على توديعه كلما خرج وأنا أكون فى مقدمة مستقبليه عندما يعود وكنت أحرص على أن يكون أخر وجه يراه عند النوم وأول وجه يراه عند الصحو وكنت أحرص عند دخولى عليه عند نومه أن أكون متزينة متعطرة كاشفة لصدرى وشعرى وقد أثمر ذلك ثمرته فكانت أول مرة مسكه لشعرى وتمريره يده عليه وقد تركته وجريت لأزيد شوقه إلى وفى المرة الثانية وضع يديه على كتفى وقال هل ستهربين كالبارحة ؟فقلت إذا كنت تريد حبى فسأعطيك إياه وأما إذا كنت تريد المتعة فستأخذها بلا حب فقال وهو يحتضننى وما الحب إلا إمتاع الحبيب ثم قبلنى وبتنا أول ليلة لنا.
7-قال على السلامى :
ذهب الحسن معى لصديق لى يدعى عمر بن عبد الحق الهندى ولما استقر بنا المجلس ابتدر عمر الحديث قائلا :إن دولتكم قائمة على الخرافات يا ولى العهد فنظر له الحسن بتعجب وقال هل اتفقت معه فى الرأى ؟فقلت إنه ليس رأيا بشريا وإنما هو ما تدل عليه نصوص الوحى فهز رأسه وقال هيا اسمعونى ما عندكم فقال عمر خذ مثلا خرافة قتل الحسين بن على سنه 61 فتساءل الحسن وماذا جعلها خرافة ؟فأجاب عمر كما تقول الروايات أن فى عهد المزعوم يزيد عاش بعض الصحابة كعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وابن عباس وسليمان بن صرد وطالما كان الصحابة موجودون فإن الدولة الإسلامية لا تتحول للكفر لأن التحول يحدث فى عهد خلفهم وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية أدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "والمهتدين والمجتبين هم الصحابة وفيهم قال تعالى بسورة المجادلة "رضى الله عنهم "وقلت أنا وبفرض حدوث وراثة يزيد للخلافة فإن الصحابة لابد أن يحاربوه ولابد أن ينتصروا مهما كانت قوة عدوهم لأنهم يحاربون بصفتهم جنود الله وفيهم قال تعالى بسورة الصافات "وإن جندنا لهم الغالبون "ولكن الحكايات تبين لنا عكس ذلك وهو انهزام جند الله وانتصار جند الشيطان وقال عمر إن الصحابة لا يمكن أن يقروا يزيد خليفة بسبب أنه ليس فقيها أى عالما بأحكام الإسلام زد أنه لا يجوز أن يتولى تابعى على صحابى مع وجود الصحابة العلماء المجاهدين وقلت والحسين نفسه- لو كان له وجود-لا يستحق الخلافة فى وجود الصحابة لأنه ليس مهاجرا ولا أنصاريا والخلافة هى حق المهاجرين والأنصار طالما كانوا علماء ومجاهدين لأنهم أعظم درجة ممن أمن بعد فتح مكة مصداق لقوله بسورة الحديد "لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا "وضحك عمر وقال إن خروج الحسين للكوفة بالطريقة المروية فى الحكايات وهى أخذ النساء والأطفال والأقارب إنما هى طريقة إنسان مخبول لا يصلح لقيادة حرب فضلا عن قيادة المسلمين ومن ثم فالرواية كاذبة لأن أقل القواد يعرف أن أول قاعدة فى البحث عن قيادة الناس إنما هى الحذر والإحتياط وليس هناك أى نوع من الحذر فقد خرج أمام الناس وأعلن ذلك حتى أن هناك من نصحه بعدم الذهاب وتظهر لنا الحكايات أن الحسين قائد متهور فعندما بلغه نبأ تخاذل أهل الكوفة بمقتل مسلم بن عقيل لم يعد من حيث أتى أو يغير من وجهته وإنما ذهب للهلاك فقال الحسن وهل يغير الحال أن تكون الدولة قائمة على الخرافات أو لا تكون فقال عمر مجيبا لو قامت على الحقائق فهى دولة الحق ولو قامت على الخرافات فهى دولة باطل فاستشاط الحسن غضبا وقال لو لم تكونوا أصدقاء لى لأمرت بقتلكم فضحك عمر وقال على رسلك يا فتى فأنت هنا بين أيدينا وليس هناك من تأمره ولو كنت قائدا ناجحا لم تقل هذا أمامنا وإنما قلت زيدونى علما وخففوا من شدة قولكم وبعد هذا تأتى بجندك وتقتلنا فقلت مبتسما يا حسن نحن نقول ما علمنا من الحق ولو علمناه كله لحاربناكم حتى نقيمه ولكن الإسلام الحالى ليس سوى حق خلط بباطل فقال الحسن ماذا تعنون بذلك؟فقلت مجيبا هناك حقيقة واحدة هى أن الإسلام دين واحد لا يوجد لنص فيه سوى تفسير واحد صحيح ولكن الحادث الآن هو وجود تفسيرات عدة لكل نص وهذا ما جعل فى الدنيا إسلام أموى وإسلام عباسى وإسلام علوى وإسلام خارجى وإسلام معتزلى وغير ذلك فقال عمر نحن نبحث عن الحق فتساءل الحسن وكيف نصل للحق ؟فقلت نحن نحاول ولكننا نجهل الطريق فقال عمر اعتقد أن الطريق هو إنسانا ما فى مكان ما فى زمان ما سيعتزل الكل ليدرس النصوص ليعرف النصوص الإلهية من الشيطانية ثم يفسر النصوص الإلهية كما أراد الله وهذا الإنسان سيتأكد من سلامة عمله عن طريق رؤيا يرى فيها رسول الله (ص)حيث يقول له إنه وارث علم النبوة فقلت هذا احتمال راجح فقال الحسن هذه أضغاث أحلام فنحن نتخيل ونتصور وصول المنقذ المخلص لكى ينتشلنا ولكن لا وجود له .
8- قالت فاطمة السلامية :
حضر الحسن ذات يوم لبيتنا وكنت أعمل على تقليم شجر الحديقة فألقى السلام فرددته بأحسن منه ثم وقف ينظر لى فترة من الزمن لا أدرى طالت أم قصرت وهو صامت فقلت له :على ليس هنا فقال أعلم هذا اسمعى يا فاطمة أريد أن أقول لك شيئا فنظرت للأرض وقد احمر وجهى من إحراجه وقلت له اسمع أنت رجل أعطاه الله الكثير ولكن كما يعطى يمنع وأنا مما منعك الله من العطايا فقال بتذلل أنا أحبك وأريد زواجك فلماذا تمانعين ؟فقلت لو كنت أتيت قبل مجيئك لبيتنا بسنة لكان قلبى لك ولكن أتى قبلك من شغل قلبى وتمكن منه ولا أستطيع إخلاف وعدى له فقال وهو يقترب منى ولكنك تستطيعين النسيان فقلت هذه الحقيقة ولكن أخبرنى ماذا يكون موقفك منى إذا علمت أنى أخلف الوعد هل ستقبل زوجة تحنث بوعودها ؟فقال مرة واحدة فى العمر لا تضر فابتسمت وقلت سبب إنهيار الدولة الإسلامية فى كل مرة هى ترك المسلمين عقاب إنسان على ذنبه مرة فصار ديدنهم ترك العقاب على عصيان أحكام الله وهكذا أنا إذا خالفت وعدى الأول فستكون هذه طبيعتى وأنا لا أقبل هذا فقال أنا كالأعشى الذى قال :
علقتها عرضا وعلقت رجلا غيرى وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقته فتاة ما يحاولهـــا من أهلها ميت يهذى به وهـل
وعلقتنى أخيرى ما تلائمنى فاجتمع الحب حبا كله تبــل
فكلنا مغرم يهذى بصاحبه دان وناء ومحبول ومحتبـــل
فقلت أنت أخ لى فى الإسلام وهذا يكفى كل منا فقال لا يكفينى فقلت هل تظن أنى سعيدة لأنى خيبت ظنك فى ؟كلا فأنا حزينة ولكن فى الحب لا يستطيع الإنسان أن يرضى كل الناس ،المرأة تستطيع أن ترضى واحد فقط من الرجال وأما الرجل فالشرع أعطاه أن يرضى مثنى وثلاث ورباع فقال يحكم الله بيننا
9-عن سلامة بن محمود الأهوازى عن عمر بن عبد الحق قال :
كنت أسير فى إحدى طرقات البلدة ليلا فسمعت خلفى وقع حوافر خيل تدب على الأرض ولما اقتربت الخيل رأيت الحسن تحيط به كوكبة من الفرسان فحييته فرد التحية وقال لى أنا الليلة فارغ القلب فهل لك أن تؤنس وحدتى ؟تساءلت كيف ولديك الكثيرون ممن يؤنسون وحدتك؟فقال أريد سماع شىء جديد فقد مللت من تكرار الكلام لتسمعنى كلامك عن الأساطير ثم أردفنى خلفه على الحصان إلى قصر له فى ناحية من البلدة ولما استقر بنا المجلس قدمت الجوارى أصناف كثيرة من الطعام فى أوانى وأوعية فاخرة ولما نلنا مأربنا من الطعام قلت له أحدثك عن أسطورة حدثت مرتين مرة فى عهد المزعوم يزيد بن معاوية ومرة فى عهد المزعوم مروان بن الحكم فضحك وقال هدم الكعبة فأجبت نعم فالأساطير تقول أن من هدموا الكعبة فى المرتين عاشوا دهرا طويلا بعد تدميرهم الكعبة ولم يتعرضوا للعقاب الإلهى فقال وماذا يكذب هذه الحكايات ؟فقلت يكذبها أن الله يعاقب كل من يحاول تدمير الكعبة أو يريد إرتكاب جريمة فيها فمثلا أصحاب الفيل أرادوا تدميرها فكان عقابهم أن رماهم الله بحجارة من سجيل تحملها الطير فهلكوا كلهم كما قال "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول "دليلنا ومثلا قريش لما طردت المهاجرين وأخرجتهم من ديارهم كان العقاب هو إتيان دخان من السماء عذبهم حتى دعوا الله أن يكشفه عنهم وفى هذا قال تعالى "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "فضحك الحسن وقال والسؤال الآن كيف نجت جيوش بنى أمية من أى عقاب فقلت لو زعمنا أن ابن الزبير كان على الباطل وكذا بنى أمية فإن ذلك لا يعنى أن الله يترك المجرم فى الحرم دون عقاب بدليل أن قريش كانوا على الباطل عندما جاء أصحاب الفيل الذين كانوا على الباطل أيضا فقال الحسن أصبت كبد الحقيقة فقلت إن منطق المنتصر هو كما قالت ملكة سبأ "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة "وهذا يعنى أن يسلب بنو أمية بنو هاشم كل ما يتعلق بالبيت الحرام بعد هذه المعركة ولكن الذى حدث هو أنهم تركوا مهام البيت لهم رغم قدرتهم على إبادتهم لكونهم الأقوى حسب الحكايات فضحك الحسن وقال أليس هذا جنونا ؟فقلت لقد توعد الله من يريد أى يقرر وليس من يعمل فقط الإلحاد وهو الظلم أيا كان نوعه بالعذاب الأليم فقال "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "فأين العذاب الذى حاق بكل من اشترك فى حرب الكعبة فى الحكايات ؟ لا يوجد فهل القرآن هو الكاذب؟كلا هو الصدق المبين وإن زعم المؤرخون والرواة غير هذا .
10-عن قبيحة إحدى صديقات ياسمين جارية الحسن قالت أخبرتنى ياسمين قالت :
بعد أول ليلة قضيتها مع الحسن فى الفراش أصبحت عادتنا أن نجتمع فى الفراش ثلاث مرات فى اليوم الأولى وقت القيلولة والثانية وقت النوم بعد العشاء والثالثة قبل شروق الشمس ولما تيقنت أنه لا يقدر على البعد عن جماعى فى الفراش بدأت أدس الخمر فى الطعام حتى يتقبلها إذا عرضتها عليه فيما بعد وقد بدأت بكميات قليلة حرصت على أن تكون من الأصناف ذات الطعم الحلو ثم جعلت أزيد له فى الكمية يوميا يوما بعد يوم وكنت أخفى زجاجات الخمر فى مكان لا يعلم به أحد غيرى فى القصر كما كنت أحرص على ألا يرانى أحد وأنا آخذ منها أو أخفيها وبعد ذلك قدمت الخمر له على أنها عصير وصدق قولى وشرب وقد حرصت على ألا أزيد الكمية عن كأس يوميا فى الشهر الأول وبعد ذلك بدأت أزيد كأس أخرى ثم ثالثة ثم رابعة ورغم ذلك كنت أحرص على ألا أشربها حتى أتمكن من منعه من الخروج من الحجرة وهو سكران وذلك حتى لا يشم أقاربه خبرا بذلك ولقد عرف فيما بعد من نفسه أن ما أقدمه له هو الخمر فعاتبنى قائلا لو قلت لى أنها خمر لن أرفضها فلماذا كذبت على ؟قلت كنت أريد أن تنسى تلك الفتاة بأسرع وقت ممكن ولأنى لا أحب أن أراك حزينا مهموما لأنك كل شىء فى حياتى ،اقتنع بكلامى فقد كان شابا غضا فى الخامسة عشر من عمره لا يدرى ما أدبره له
11- عن حكيم مولى الحسن قال :
كان مولاى الحسن رجلا جسيما تهابه العيون أبيض البشرة مستدير الوجه نجل العينين أقنى الأنف ضيق الفم بارز الوجنات لحيته كثيفة شعره طويل ناعم شعر حاجبيه كثيف بارز عضلات الصدر ضيق الخصر والبطن أطرافه متسقة العضلات طويلة الأصابع.
12- عن ميمون أحد حاشية الحسن قال :
كان سيدى الحسن فى بدايته يمشى سريعا وهو غض البصر لا ينظر يمينا ولا يسارا ولا خلفا ثم غير مشيته فأصبح يمشى رافعا رأسه نافخا صدره مقيما عوده فلما ولى الأمر أصبح يمشى متخايلا متبخترا .
13- عن فهد الشيرازى أحد معلمى الحسن قال :
كان الحسن وهو طفل تلميذ مجتهد يحب جدال معلميه فى كل صغيرة وكبيرة وكان كثير القراءة كثير الحضور لمجالس العلم مع أبيه وأقاربه فلما دخل فى سن البلوغ ازداد اهتماما بالعلم فكان يحفظ القرآن ويحفظ الكثير من نصوص الكتب المختلفة فى أصناف العلم وكان يشترك فى الحوار العلمى فى المساجد والمدارس ثم بعد هذا أصابه فتور فلم يعد يهتم بالقراءة ولم يعد يحضر مجالس العلم إلا إرضاء لوالده ثم أصابه بعد ذلك يأس من العلم فانقطع انقطاعا تاما عن الجدال والحوار والمجالس
14- قال قتادة بن محمد الدمشقى أحد حاشية الحسن :
ذات يوم طلب الحسن منى إحضار الدواة والرقاع واليراع فأحضرتهم فأمرنى بالجلوس ثم قال لى اكتب ما أمليه عليك فقلت سمعا وطاعة وقال وهو يتكىء على الأريكة :
إنه من الحسن بن محمد بن برزكك أميد وإنه بسم الله الرحمن الرحيم إلى أبو بكر بن محمود الواسطى سلام الله عليك وبعد :بلغنى من صديقى على السلامى أنك ألفت كتابا عن التحكيم بين على بن أبى طالب عليه السلام ومعاوية بن أبى سفيان وهو كتاب فريد فى بابه تظهر فيه الحق فى المسألة وأرجو أن ترسل لى نسخة من الكتاب وسيأتيك ثمنها مع الرسالة وأما إذا لم يكن لديك نسخة فخذ الثمن دون مقابل ولكن أرسل إلى ملخصا لما جاء فى كتابك فى المسألة والسلام
15- قال محمود بن عبد الله البخارى أحد رجال حاشية الحسن :
أتت رسالة من شخص يدعى أبو بكر الواسطى إلى سيدى الحسن فدخلت إليه بها وقلت له يا مولاى جاءتك رسالة من شخص يسمى أبو بكر الواسطى وكان متكئا وقال فضها واقرأ لى ففتحت الرسالة وقلت :من أبى بكر الواسطى إلى ولى العهد الحسن بن محمد بن برزكك أميد سلام أما بعد :وصلنى خطابك ففرحت به وقدرت فيك الملك العالم ولكن للأسف لم أجد لك نسخة من الكتاب ولذا فسأعطيك ملخص له وهو :قيل إن على ومعاوية اتفقا على مبدأ التحكيم فاختار على أبا موسى الأشعرى حكما واختار معاوية عمرو بن العاص حكما وبالطبع اتفق الحكمان على رأى واحد وعند التنفيذ حدثت الخدعة المعروفة حيث خلع أبو موسى عليا ومعاوية معا بينما رفض عمرو خلع معاوية وهى حكاية مضحكة وكذبة كبرى لا أعرف كيف خالت على المسلمين كل هذه العصور وأسباب كونها كذبه هى :
-أنها تخالف قوله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "فى أنها جعلت الحكام وهم المصلحين من الفريقين اللذين حدث بينهما القتال بينما المصلحين حسب قول الله هم الذين لم يشتركوا فى القتال وقطعا لم يكن الصحابة جهلة بالنص بهذه الطريقة المضحكة التى تجعل عليا الموصوف بأنه أقضى الناس من الصحابة لا يعرف كيفية التحكيم بين المتقاتلين من المسلمين
-أننا لو سلمنا بصحة الوقائع- وهى لم تقع- فيما حدث بين على ومعاوية لعلمنا أنه لا يمكن لعلى أن يتفق مع معاوية على التحكيم إطلاقا لأن معاوية حسب الوقائع كافر وقتال الكافر واجب حتى قتله أو توبته عن الكفر مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فخلوا سبيلهم "وقوله أيضا "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون "
أن الحكمين اتفقا على حكم واحد بعيد عن لب القضية والإصلاح بين الطائفتين لا يستلزم هذا الحكم وإنما يستلزم التالى :
إصدار حكم فى قضية قتل عثمان –فيما لو كانت حدثت-وحكم على الطرف المدان البادىء بالعدوان بأن يتكفل بكل الديات وإصلاح ما أتلفته الحرب من أمواله الخاصة وحكم على الطرف المدان بالقتل إن ثبتت إدانته وإصدار قرار بإصلاح ما تلف من المبانى والمرافق العامة وبالطبع كل ذلك لم يصدر وإنما صدر قرار يعلم الصحابة أنه مخالف لقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم "أى وحكمهم مشترك بينهم وهذا يعنى أن لكى يعزل على لابد من إشتراك كل المسلمين فى اتخاذ القرار سواء بالموافقة أو بالرفض ولكن الحكايات تبين لنا أن واحد أو اثنين يعزلان من وافقت عليه أكثرية الأمة وقطعا هذا يبين مدى جهل الصحابة بالشريعة وهم لم يكونوا جهلة وإنما الكاذبين من جعلوهم هكذا
-أن من المضحكات فى الحكاية أن الفريق الثالث المفترض أن يقوم بعملية الإصلاح اعتزل الفريقين وتركهم يحاربون بعضهم البعض دون أن ينفذ قوله تعالى بسورة الحجرات "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "وأيضا قوله "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم "وبذلك كفرت الطائفة الثالثة لأنها لم تنفذ حكم الله بالإصلاح بين الطائفتين
-أن من المضحكات التى ترتبت على هذه الحكاية حكاية أتحكمون الرجال كتاب الله أى حكاية الخوارج وقطعا لم تحدث هى الأخرى لأن المسلمين يعرفون أن الحكم هو الرجال فقد كان محمد(ص)رجلا والدليل قوله بسورة الأنبياء "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم "وكان ولاة الأمر الذين يحكمون رجالا مصداق لقوله بسورة النساء "وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "ثم كيف يقول القوم هذا القول وهم يعلمون أن الوحى الذى يأتى عن طريق الوحى قد انقطع نهائيا بموت النبى(ص)أليس هذا جنونا ؟قطعا هذا لم يحدث فلم يكن هناك خوارج ، هذا ملخص ما جاء بكتابى وآمل إن شاء الله إن وجدت نسخة منه أن أرسلها إليك ولا أدرى كيف أشكرك على عطاءك المرسل ولكن حال لسانى العاجز يغنيك عن كلماتى والسلام ختام
16-قالت نرجس صديقة ياسمين أخبرتنى ياسمين فقالت :
ذات ليلة وبعد أن نال الحسن منى حاجته ونلت تصنعت الصمت حتى يسألنى عما بى وبالفعل سأل ماذا هنالك ؟أجبت إنى خائفة من أن أصبح ذات يوم فلا أجد نفسى معك فتساءل كيف؟فقلت إنى جارية وقد تبيعنى سيدتى التى هى أمك فابتسم وقال سأطلب منها ألا تفعل أبدا فتصنعت الحزن بالنظر لأسفل وقلت له هذا لا يكفى فسألنى ولماذا لا يكفى ؟فأجبت لأن ما زال هناك خطرا أخر غير البيع فتساءل وما هو ؟فقلت الخطر هو أن يطلب أحد من سيدتى أن تزوجنى إياه فتوافق وبالتالى أبتعد عنك فاحتضننى بقوة من الخلف وقبلنى قبلات متتالية ثم قال اطمئنى هذا الجمال سيظل لى وحدى حتى يفرقنا الموت فاستدرت وأنا أرمى نفسى على صدره ثم قلت أعطنى الضمان على هذا فأبعدنى عن صدره وقال أتشكين فى قولى ؟فقلت معاذ الله ولكن حبى لك يدفعنى إلى أن أعبر عن مخاوفى وظنونى فى المستقبل المجهول عندى فقال فى الغد سأذهب لأمى وأطلب منها هبتك لى وسوف آخذ منها صك بالهبة فى حضور الشهود فابتسمت وقربت شفتى من شفتيه وقلت وسأكون لك الخادم المطيع كما كنت دوما ثم لصقت شفتى فى شفتيه وسقيته من الرضاب ما اشتهى وبعد أن حصل كل منا على المتعة قمنا فاغتسلنا وأفطرنا وبعد هذا قال لى الآن أنا ذاهب لجناح والدتى حتى أطلب منها هبتك فاسكنى وقرى عينى فاقتربت منه وقبلته فى شفتيه قبلة طويلة ثم قلت وفقك الله وحفظك يا حبيبى يا مولاى
17-أخبرنى يحيى الكابلى قال حدثنى الفضل العباسى قال حدثنى صباح أمين قصر الملك محمد بن برزكك أميد قال :
ذهبت مع الملك ذات يوم لمسجد القصر وبعد أن صلينا العصر فيه استدعى الملك إمام المسجد وقال له من لا يأتى للصلاة من سكان القصر فى المسجد؟فقال الإمام الحمد لله كل السكان يصلون فى المسجد حسبما تسمح الظروف ولكن بعضهم يصلى خيفة ونفاقا فقال الملك من تقصد بالمنافقين ؟فقال الإمام يا مولاى إنهم بعض الجوارى والعبيد ممن قالوا أسلمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فتنهد الملك وقال ليس لنا إلا الظاهر فظهرت على الإمام علامات الإضطراب والقلق فسأله الملك ماذا تريد أن تقول كأنى بك تقدم رجلا وتؤخر رجلا وتتحرج من أن تقول لى ما يقلقك فأغمض الإمام عينيه وقال ولى عهدك يا مولاى فتساءل الملك ماله؟فقال إنه لا يأتى المسجد إلا لماما فهو يأتى فى الأسبوع مرة أو اثنين ولا يزيد فقال الملك هذا لا يقلق ما دام يصلى خارج القصر أو فى حجرته فقال الإمام وهو يتكلم بصوت خفيض لقد جالست الشيوخ الذين يدرسون له وقالوا لى أنه لم يعد يحضر الدروس إلا نادرا فغضب الملك وقال ولماذا لم تخبرونى من قبل ؟فقال الإمام بهدوء ربما يكون اكتفى بقراءاته ومطالعاته فى المكتبة وربما فقاطعه الملك وربما ماذا فأجاب أخشى أن يكون قد انشغل بفتاة ما وكما تعلم فإن الصبى فى سنه عندما يتعلق بفتاة يشغف بها وينشغل عما سواها فقال الملك لو كان الأمر كذلك لطلب منى أن أخطبها له فهو لا يخجل من طلب شىء فقال الإمام ربما كانت الفتاة تحب إنسانا أخر ولهذا لم يتكلم
18-قالت دنانير الأصفهانية حدثتنى علية القمية أخبرتنى ياسمين فقالت :
لما بلغنى حديث الملك مع إمام المسجد عن طريق عيونى فكرت فيما حدث وانتهيت لفكرة زواج الحسن بسرعة حتى نتخلص من رقابة والديه لذا عندما وصل بدرته قائلة بعد أن تناولنا الطعام معا :لابد أن تتزوج بأسرع ما يمكن فتعجب من قولى وقال المحب دوما يريد الإنفراد بحبيبه ولكنك تقولين الآن ما يضاد هذا فقلت عليك أن تختار عروسا وبسرعة على أن تكون ضعيفة الرأى مستكينة لا تقوى على رد حكمك فقال وهو ينظر لى أنا أحبك ولا أحب الآن أحد سواك فقلت ضاحكة أنا لك ما حييت ولكنى جارية هل تظن أن أبيك سيوافق على زواجك من جارية ؟قال النبى (ص)تزوج من الجوارى فلما لا أفعل مثله؟فهززت رأسى وقلت لأن أبيك ملك وسلطان والملك لا يحب أن يصاهر إلا الأكابر ملك وإن نزل فوزير أو قائد جيش وأما النبى (ص)فقد جاء ليساوى بين الناس ولم يكن يهمه رأى الناس فيما يفعل وأما الملوك فيهمهم ألا يسخر العامة منهم فقال وهو عابس الوجه أليس هناك مخرج لنا من هذا المأزق ؟قلت المخرج هو زواجك من فتاة بتلك المواصفات بشرط فتساءل وما الشرط ؟قلت الشرط هو أن تطلب من أبيك أن تسكن فى قصر مع عروسك وتنقلنى أنا والجوارى معى معك لهذا القصر بعيد عن رقابة والديك والحاشية حتى تستطيع أن تكون معنا على حريتك فابتسم وقال نعم الرأى رأيك فقلت إذا استدعاك الملك وسألك عما يشغلك عن الصلاة فى المسجد وعن حضور الدروس فقل له لقد أحببت فتاة أحبت فتى أخر ولم أعلم بهذا إلا قريبا والآن قد انصرفت عنها فإذا قال لك ما رأيك فى الزواج فقل له ما تأمرنى به سيطاع وعند الإختيار اختر أنت وعند ذلك احتضننى وقبلنى ولم يتركنى إلا بعد أن نال متعته
19- عن جعفر التبريزى عن دحمان مولى الملك محمد قال :
استدعى السلطان محمد ولده الحسن فلما مثل بين يديه أجلسه فى مجلس أسفل من مجلسه ثم قال :يا حسن فرد :لبيك يا أبى فقال الملك بلغنى عنك أخبارا فاصدقنى أو كذبها فقال الحسن سأجيبك بصدق يا مولاى فسأله لقد انقطعت عن الصلاة إلا نادرا فتظاهر الحسن بالغضب وقال لم أنقطع عن الصلاة أبدا فى أى فرض فتساءل الملك هل هذا قول واضح ؟وضح فقال الحسن إنى أصلى أحيانا فى المسجد الملحق بالقصر وأحيانا فى حجرتى وأحيانا فى مساجد البلدة وكيف انقطع عن الصلاة وقد قيل فى مأثوراتنا بين المسلم وبين الكفر ترك الصلاة ؟فقال الملك مبتسما هذه واحدة فما قولك فى امتناعك عن حضور الدروس ؟فرد صدق من قال هذا فتساءل الملك ما شغلك عنها ؟فأجاب لقد أحببت فتاة وأردت زواجها فلما عبرت لها عن هذا رفضت العرض مبررة رفضها إياه بأنها أحبت قبلى إنسان ووعدته بالزواج منه وأنها لا تستطيع إخلاف الوعد وقالت أننى لو قبلتها كزوجة بعد إخلافها الوعد سأكون مغفلا لأن من يخون مرة يخون إلى الأبد ولا يبالى بذلك فابتسم الملك وقال فتاة عاقلة فقال الأب ما رأيك فى الزواج؟ عند هذا قال الحسن أنا الآن طوع أمرك فقام الوالد من المجلس واحتضنه وقال له نبحث لك عن عروس فقال الحسن سمعا وطاعة وأريد قصرا لى وللعروس نسكن فيه معا فضحك الملك وقال أنت ولى عهدى ووارث مجدى ولا أستطيع أن أرفض لك طلبا
20-أخبرنى أحمد بن الحسن الخفاف حدثنى حرب بن الوليد قال ابن أبى أسد حدثنا على السلامى قال :
ماشيت الحسن يوما قبل زواجه فبدرنى بالحديث فقال :
-أريد أن أطلب منك طلبا وأريد أن تحققه لى
-عهدتنى أحقق لك ما ترضى وتحب عندما أقدر فما تريد
-أنا أحب أختك وأريد الزواج منها
-لقد سبق أن عرضت عليها ذلك ورفضت
-حاول الضغط عليها حاول إقناعها حاول أن تبين لها أنها ستكون أميرة ستكون ملكة وأم ملوك
-لقد مرت سنوات على ذلك ثلاث سنوات لقد اعتقدت كما اعتقدت أختى أنك قد نسيت ذلك
-وهل أنا إلا كما قال القائل :
يقولون فى الحلم أنى نسيتها وما نسيتها ولا أنساها ما بقيت ،أينسى المرء قطعة من قلبه وهو يريدها للحياة كل وقيت وكيف أنساها وأنا أناجى خيالها كل ليلة ما حييت على بعدها مع أنى أتمنى قربها لأنسى بعدها المقيت أرأيت يا صاح حبيبا ينسى عشقه على كثرة ما لقيت ؟
-وياسمين ؟
-لو لم ترفض فاطمة ما أحببت ياسمين وقلب الرجل يسع من النساء أكثر من واحدة
-وقد وسع قلب فاطمة رجل واحد لا ترضى به بديلا حتى لو كان البديل ملك المستقبل
-إنهم يريدون تزويجى فهل ترضى أن أتزوج بفتاة لا أريدها ؟
-لو أنك اخترت لأردت وكما لا أرضى لك ذلك فلا أرضى لأختى ما لا تريد
-إنك تدفعنى لهوة سحيقة
-فكر جيدا هناك اختلاف بينك وبين أختى فى المعتقد وهذا الإختلاف لو فكرت فيه لوجدت أن من الأفضل لك أن تبتعد عنها نهائيا
-كيف ؟
-خذ مثلا مسألة وراثة الملك فأنت تؤمن بها وستطبقها وأما هى فلا تؤمن بذلك وإنما تؤمن أن الملك أن الحكم شركة أى شورى بين المسلمين كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم "وأنت تؤمن مثلا بأن لك الحق فى وطء الجوارى مهما كان العدد ولكنها لا تؤمن بذلك وتؤمن بأن الجارية لا يتم وطئها بالملك ولكن بالزواج لقوله تعالى بسورة النساء"ومن لم يستطع منكم أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف "فهنا للجارية أجر أى مهر ويجب إذن أهلها للزواج بها
-لن يؤثر ذلك على علاقتنا
-ستطلب منك أن ترد الملك لإختيار الناس وستطلب منك ترك القصر وبيعه وانفاق ماله على الخير وستطلب منك أن تحرر العبيد والإماء وستطلب منك صرف الخدم وستطلب منك أن تلبس ملابس من عملك خلاصة الأمر أنك لن تستطيع معها صبرا
-هل كان الحلم هباء وماء تبدد فى الهواء هل كان الحلم هراء وصور رسمت على الماء هل كان الهوى فناء ولم يكن هو فى دماء هل كان هناك لقاء أم صعد خيالى للعلاء ؟
-لا تحسب نفسك الوحيد الذى منى بالفشل فى حبه فأنا مثلك فشلت عدة مرات وأقول بعدها ستنجح المرة القادمة
-لا تعزينى فى حالى
-أنا لا أعزيك وأنما أقول لك الدرس الذى قاله القائل :
هى أو غيرها فالكل سيان فى الجمال عند بــارىء الإنسان
لا اختلاف بينهن فى الأنفس والأجساد فكلهن مـن الحسان
هذا أساس الخلق عند الرحمان ويجب كذلك فى عقول الأقران
ولكن نفوسنا تمايز بينهن وتفاضل فى الأنفس والأبـــدان
فهذا يريد ذات شكل ولون وهذا يريد متخلقة بالإحســان
وهذا يهوى ويفضل أعضاء وهذا يهوى أصوات كــالألحان
ولا اختلاف سوى فى الأخلاق بعد الكبر وبلوغ الأسنــان
وبذات الدين الحسن أمرنا أن نختار عند إرادة القـــــران
والبحث قد يطول وقد يقصر حسبما يوفق بين الـــطرفان
-صدقت وصدق القائل
21-قالت جامعة جارية الحسن حدثتنى ياسمين قالت :
كنت أريد من وراء زواج الحسن وإنفرادنا معه فى قصر بعيد عن رقابة أبيه أن أسلخه من دينه بالتدريج وكان العمل التالى فى خطتى هو أن أحيطه بالحسناوات الفاتنات من الجوارى التى يردن الإنتقام لكى أجعله يزنى ويفجر حتى ما يقدر أحد على إيقاف رغبته وقد تواصين أن نجعل نهاره للنوم وأما الليل فلمشاهدة الرقص والغناء والوطء وقد اتفقن أن يكون الوطء فى البداية فى الحجرات ثم بعد ذلك يكون أمام الكل ثم أن نعوده على إتيان الدبر وقد اتفقت مع الجوارى أن نعزل زوجته فى جناح بعيد عن ممارساتنا على أن نسمح له بجماعها مرة فى الأسبوع وأن يراها لمدة ساعة فى اليوم وقد اتفقن على أن نحضر – بعد أن نتمكن منه – المخنثين والرجال ممن يمارسون الفاحشة مع بعضهم لكى يعاشرهم ويتعود منهم على أفعالهم لكى يزداد فجرا كما أننا تواصين على ألا نذكر من الإسلام أى شىء أمامه حتى ينساه وأن نذكر كل ما نعرف من الحجج التى نسمم بها نفسه حتى يخرج من الإسلام خروج السهم من الرمية وقد نفذنا كل ما خططت له فأحطته بالجوارى الحسناوات حتى أصبح معهم كالحيوان الأعجم لا يبالى فى أى مكان يأتيهن ثم جعلته يدمن مشاهدة الرقص وسماع الغناء مع شرب الخمر ومنعناه من رؤية زوجته إلا عندما نريد نحن ذلك وامتنعنا عن ذكر الإسلام فى الحديث معه وكان حديثنا معه عن الفواحش والتمتع بملذات الدنيا وأما معاشرة المخنثين ورجال السوء فلم نقدر على أن ننفذه ووالده على قيد الحياة خاصة أنه كان يأتى لزيارته فى القصر وكان يعلم بالأخبار عن طريق عيونه التى حرصنا على أن نضللها ونعطيها معارف خاطئة وحرصنا على أن نجعله يزور والديه مرتين فى الأسبوع وكنا نوصيه أن يصلى مع والده وأن يحضر درسا معه كما طلبنا منه أن يهتم بالتعرف على شئون البلاد لأنه ولى العهد الذى سيحكمها فيما بعد وكان الحسن ينفذ ما نريد وقد اتضح لى فيما بعد أنه لا يطيعنا وإنما ينفذ ما قرره هو والذى كان متفقا مع ما نريد
22-عن دليلة جارية الحسن قالت أخبرتنى ياسمين قالت :
بعد أن تزوج الحسن بشهرين أردت أن أنفذ أول أعمال الخطة بأن أجعله ينغمس فى وطء الجوارى فانتهزت فرصة خلوتى به بعد أن أمتعنى فى الفراش وقلت له :الرجال الأقوياء مثلك لا تكفيهم امرأة أو إثنان
-ماذا تقصدين ؟
-أقصد أن تمتع نفسك بنساء حسناوات أكثر
-أعتقد أن المحب يغار على حبيبه ولا يرضى أن يعاشر غيره
-بل المحب الحقيقى هو من يوفر لحبيبه أسباب السعادة حتى وإن حرم نفسه من بعض السعادة وأنا أحبك وأريد أن تقضى كل حياتك فى تمتع
-يكفينى أن أتمتع معك ومع زوجتى
-انظر للنحلة إنها تمتع نفسها بإمتصاص الرحيق من كل زهرة وتنتقل كثيرا من زهرة لأخرى وفى كل مرة تذوق مذاق شهى تخرجه لنا عسل لذيذ ورجل مثلك يحتاج لتذوق الحسناوات حتى يخرج لنا العدل والخير عندما يحكم
-الحاكم يحتاج فعلا للتمتع حتى يستطيع الحكم الحسن لشعبه
-إن النساء فى كل واحدة منهن جزء من الجمال تختص به وإذا ذقت واحدة أو اثنين لم تحصل على كل الجمال وأما إذا ذقت الكثيرات فإنك تحصل على لذة الجمال كله عن طريق تمتعك بالجزء الأجمل فى كل واحدة
بعد هذا اقتربت منه وتحسست عضوه الذكرى فوجدته أشد ما يكون انتصابا فقلت لنفسى :هذه فرصة لتنفيذ ما أريد ثم قلت له سأريك صدق قولى ولم أنتظر وخرجت فأحضرت خمس جوارى وأمرتهن بالتعرى شبه الكامل وأدخلتهن عليه ثم قلت له :انظر لكل جارية وستدرك أن لكل منهن عضو أجمل من الأخريات ثم وقفت أشرح له العضو المميز فى كل واحدة منهن وقد فغر فاه ولهث وما لبث أن وقف خلف أحداهن ثم قال اخرجوا الآن عدا حبيبتى هذه وعند هذا خرجت وأنا فرحة ومعى الجوارى الأربع .
23-عن سميرة جارية زوجة الحسن قالت حدثتنى سيدتى فقالت :
إن الحسن رجل فاجر فاسق لا يرعى حق الله يأوى للجوارى ويبيت فى أحضانهن بين الكأس والطاس فقلت لها يا مولاتى حاولى إصلاحه فقالت حزينة حاولت أن أصرفه لى بشتى الطرق حتى أنى فعلت مثلهن لبست لباس الراقصات والدعرات حاولت بالقول اللين وبالحجة والبرهان حاولت أن أذكره بعذاب الله ولكن لا فائدة قلت اشكيه لوالده ؟فزفرت زفرة ساخرة من أنفها وقالت أخشى لو فعلت أن أفقده ولاية العرش فرغم ذلك هو زوجى وأخاف أن يمسه أذى فقلت حاولى الإنفراد به بعيدا عن القصر فقالت كيف؟قلت يا مولاتى اطلبى منه أن تسافروا لزيارة أهلك وبذلك يبتعد عن الجوارى فترة تستطيعين فيها أن تجعليه يحبك ولا يرضى بك بديلا فضحكت ساخرة من نفسها وقالت هل تظنين أنه يرضى بهذا ؟قلت ولم لا ؟قالت أنا أعرف الناس به سيقول سأجهز لك موكبا لتذهبى لأهلك وسألحق بك بعد ذلك فقلت صبرك الله يا مولاتى على مصيبتك وآجرك عليها فردت لولا أولادى لطلبت الطلاق ولكنى أخاف إن طلبت الطلاق أن تضيع ولاية العهد منه ومن ثم من أولادى كما أخاف إن تركت الأولاد فى يد الجوارى التابعين له أن يفسدوهم فقلت نعم الرأى رأيك يا مولاتى وما زلت عند رأى أن تشكيه ولكن لأمه ولكن بطريقة لا تغضبها عليه الغضب الذى تخافين منه فتساءلت كيف ؟فقلت تقولين لها أنه ينشغل عنك بأمور الدولة انشغالا كبيرا حتى أنك لا تشاهدينه أنت والأولاد إلا عند النوم وهو لا يدرى شىء عن أولاده هل هم مرضى أم بصحة هل يصلون أم لا هل يحضرون للمكتب أم لا وكلام مثل ذلك فقالت باستكانة إن شاء الله أفعل
24-قالت محبوبة جارية الحسن:
كنا فى مجلس الحسن نرقص وبعد فاصل طويل من الرقص فى القاعة أتى دور الغناء وكان قد شرب كثيرا من الخمر وكانت المغنية هى دنانير فغنت قول القائل ألا لا أرى شيئا ألذ من الوعد فجعلته ألذ من السحق وعند هذا انتبه الحسن وقهقه بصوت مرتفع ونظر لها وقال بلى يا دنانير النيك ألذ من السحق فضحكت الجوارى فقال الحسن لذا يا دنانير عقابا لك ستكونين نجمة فراشى الليلة
25-قال مسرور مولى أم الحسن :
أدخلت مولاى الحسن على مولاتى أم الحسن فى جناحها فطلبت منى أن أقف على الباب ولا أدع أحد يدخل عليهما فكان مما سمعته من حديثهما أن قالت الأم :يا ولدى أنت أكبر أولادى وولى عهد أبيك فكن جديرا به فقال ماذا حدث حتى تقولى هذا يا آماه؟فقالت ارفق بنفسك ولا تنشغل عن زوجتك بمسئوليات الحكم انشغالا ينسيك إياها والأولاد يا حسن قسم وقتك ثلاثا ثلثا لأهلك وثلثا للحكم وثلثا للراحة فقال هل اشتكت لك ؟فقالت نعم ولكنها لأنها عفيفة وطاهرة وشريفة لم تبلغنى بحقيقة ما تفعله وقد بلغنى من العيون ما يسوءنى وأنا أنصحك بالإبتعاد عن المنكرات فقال يا أمى فقاطعته قائلة لا تقل شىء وأصلح من أمرك وتيقن أن الأمر لن يبلغ أباك وتيقن أننى لن أعمل على إبعادك عن ولاية العهد لأنى لا أريد أن أرى أولادى يتقاتلون فنظر لها وقال سمعا وطاعة ثم انطلق خارجا وهو غاضب غضبا شديدا .
26-قال فاضل العندانى حدثنى مسكين الدارمى قال حدثنا الحسن قال :
خرجت يوما مع الحسن الجلالى وبعض الأتباع للجبل للصيد وفى طريق عودتنا رأينا ناسك يطل من صومعته فألقينا عليه السلام فدعانا لدخول الصومعة فاستجبنا للدعوة فلما دخلنا قدم لنا طعاما بسيطا وقدم للأتباع خارج الصومعة مثله وتناولنا الطعام ونحن نضحك داخل أنفسنا وبعد أن انتهينا منه قلت للناسك أرى فى صومعتك الكثير من الكتب فى مختلف فروع العلم فبماذا خرجت منها بعد العمر الطويل معها ؟فقال يا ولدى كل شىء فى الدنيا زائل قلت كلنا يعرف هذا دون بحث وقراءة فقال لقد خرجت من الدراسة بحكمة هى أن أتلذذ وأتمتع بكل شىء فى الدنيا بمختلف الطرق والوسائل فابتسم الجلالى وقال ولكنك هنا لا تتمتع بشىء فلا نساء ولا أولاد ولا مال وحتى الطعام بسيط فقال الناسك متعتى شىء أخر فسألته وما هى ؟فأجاب اكتشاف التناقضات فى الأديان فقال الجلالى لله فى خلقه شئون فقلت وبما خرجت من تلك اللذة؟فقال أن كل الأديان بلا استثناء بها تناقضات فقال الجلالى حتى الإسلام؟فرد قائلا حتى الإسلام دين الله فى زعمكم فقلت مثل لنا أمثلة حتى نعرف فقال خذ مثلا قراءة المأموم خلف الإمام سترى فيها 4أو 5 أراء كلها تناقض بعضها وخذ مثلا صلاة الخوف ستجد4أو 6 طرق تناقض بعضها وعلى كل واحد من الآراء أدلة من الحديث فضحك الجلالى وقال يا شيخ ليس الأمر كما تقول فهناك رأى واحد صحيح والباقى كله خطأ وأحاديثه كذب وضعها اليهود والنصارى وغيرهم لإضلال المسلمين فقال الناسك وما رأيك فى تناقض قوله "ولا تزر وازرة وزر أخرى"مع قوله "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم "عند هذا قال الجلالى وهو يشير لعين الناسك ما هذه ؟فقال عين فقال الجلالى وما اسم المكان الذى يستقى منه الماء؟فقال عين فقال الجلالى اللفظ الواحد يطلق على أكثر من معنى ولفظ ليحملوا فسرته أنت وغيرك بمعنى ليحاسبوا على ولكنه يعنى ليعلموا بدليل قوله "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها "فمعناه مثل الذين علموا التوراة فالكفار يعرفون ذنوبهم كاملة ويعلمون ذنوب المضلين لهم فقال الناسك فما قولك فى تناقض قوله"فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون "وقوله "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون "فقال الجلالى يا هذا اللفظ الواحد كم قلت لك يحمل عدة معانى فكلمة يتساءلون الأولى معناها يعلمون فالكفار لا يعلمون إجابة السؤال الذى سأله الله وهو "ماذا أجبتم المرسلين "والثانية معناها يستفهمون ويستعلمون بدليل أنهم سألوا فقال "أنكم كنتم تأتوننا عن اليمين "فقال الناسك فما قولك فى تناقض قوله "فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان"وقوله "لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون "فقال الجلالى يسئل الأولى معناها يستفهم فالله لا يطلب العلم بالذنب من الخلق والثانية معناها يحاسبون فالله لا أحد يحاسبه على فعله وأما الخلق فيحاسبون فقلت هل عندك من التناقض فى الإسلام الكثير ؟قال بلى قلت لو جلسنا فى حوار ما انتهينا إلا بعد شهور فما رأيك أن تكتب لنا كتابا بما عندك من تناقضات فقال الجلالى بشرط أن أرد أنا عليها أو يرد العلماء فقال الناسك بعد شهر يكون الكتاب جاهزا فقال الجلالى إن شاء المولى فقلت سأرسل لك تابعا من أتباعى ليأخذه منك عند انتهاء الشهر فقال سأبدأ فيه من الليلة ثم انصرفنا .
27- قال بشار بن فائد حدثنى محمد بن السيد العلائى حدثتنى زبيبة مولاة الحسن قالت حدثتنى مولاتى قالت :
لما مرض السلطان محمد طلب من الحسن الإنتقال لقصره والبقاء بجواره لكى يباشر أمور الحكم بدلا منه حتى يشفيه الله وكان الانتقال فاتحة خير لى فقد استطعت الإنفراد به بعيدا عن الجوارى وساعدتنى والدته على هذا بأن طلبت منه إحضارى والأولاد معه لقصر أبيه ونفذ الأمر وقد حملت منه بعد انقطاع دام سنوات وأصبح يكثر من جماعى صحيح أنه لم يكن حبا فى وإنما كان مضطرا لهذا لأن أمور الحكم لا تسمح له بالذهاب للجوارى ورغم هذا فإنه كان إذا سنحت له فرصة الذهاب لهن يذهب ويعيث فسادا وقد فعلها عشر مرات فى شهرين وقد تمنيت فى داخلى لو ظل السلطان مريضا لكى يبقى لجوارنا وشكرت السلطانة على رعايتها لنا فأوصتنى قائلة :
إن الإنسان إذا تعود على جو ما فإنه لا ينساه بسهولة فاصبرى وحاولى أن تخلقى جوا مشابها بنفسك ولكن فى حدود المعقول سألتها كيف يا أمى ؟فأجابت البسى له كما تلبس الغوانى وارقصى أمامه وغنى له كما يفعلن وحتى لو رغب فى دبرك فلا تمنعيه واتخذى من الباطل طريقا للحق فأحيانا لا يصل الإنسان لحقه إلا بالخوض فى بحار الباطل فقلت ولكنه حرام ولم أفعله فقالت موقفك كموقف الجيش الذى أمامه النصر ويقدر عليه ولكنه متوقف لأنه سيصيب بعض منه مع العدو الأذى والقتل فلو لم يضرب الجيش العدو مع الجزء الموجود منه معه لإنهزم وكذلك أنت لابد أن تخسرى بعضا حتى تستعيدى الكل وقد نفذت وصية الأم كلها ما عدا الدبر فإن نفسى مجتها ولم تستسغها أبدا
28-قال فيروز بن بهمان حدثنا الحسن الجلالى قال :
فى شهور مرض السلطان محمد مكث الحسن معه فى القصر يدير الدولة بتوجيه والده وحضرت مع الحسن إحدى وصاياه له حيث قال :اسمع يا ولدى لكى تنجح فى إدارة الدولة لابد أن تعرف ثلاثا الأول من يعملون معك من الوزراء والقادة والأعيان ممن يقومون بالمهام الكبرى والثانى أن تعرف من أين يأتى المال وكيف يوزع على المصارف المختلفة والثالث أن تعرف أحكام الدولة فى كل أمر مهما كان وقال له :
إن من يقدر على إدارة بيته بنجاح يقدر على إدارة الدولة بنجاح انظر كيف تفعل فى بيتك فافعل مثله فى الناس إنك تعدل بين أولادك فاعدل بين الناس إنك تطعم وتكسو وتشفق على من فى البيت فكذلك فافعل مع الناس وكان مما قال له :
إن أكثر أسباب هدم الدول هو النزاع بين الإخوة فعليك ألا تعادى اخوتك حتى لا تنقسم الدولة وتسقط فطالما كنتم معا فستظل الدولة قائمة وإن تفرقتم فمصيركم الهلاك يا ولدى احرص على إطلاع إخوتك على الأمور خاصة المال فإنه سبب العداوة الغالب واقسمه معهم بالسوية وإذا عرض لك خطر شاورهم فى كيفية رده فإنهم أقرب الناس لك وسيعملون على القضاء عليه معك لأنهم يعلمون أن القضاء عليك معناه القضاء عليهم وإذا بلغك عن أحدهم إهانة لك فاعفو واصفح فإذا كررها فلا تعاقبه بنفسك واجمع إخوتك واعرض عليهم أمره فيعاقبوه هم فتبرأ أنت بذلك من أى لوم ؟
29- قال خارجة بن عقبة حدثنا أسماء بن الحسن قال حدثنا إبراهيم مولى السلطان محمد :
مات سيدى ومولاى محمد رحمه الله وغفر له ونور قبره وقدس روحه سنة 557من الهجرة الشريفة ثم تبعته فى نفس السنة زوجته الكريمة العفيفة فريدة عصرها وخير نساء دهرها حافظة القرآن عالمة العلوم الشريفة وذلك بعد وفاته بشهرين .
30- قال الخزاز أخبرنا البغلى قال شداد مولى الحسن :
لما مات السلطان محمد جمع السلطان العظيم الحسن إخوته فى إحدى قاعات القصر وخطب فيهم قائلا وهم جلوس على الأرائك :
يا أولاد أبى إن الملك يساق للناس بالحظوظ فحظى جعلنى أكبركم سنا لذا أصبحت الملك ولقد جمعتكم لأقول لكم أن لكم على ثلاثة أمور :الأول أقاسمكم المال بالتساوى والثانى أن أحميكم من اعتداء المعتدين بالنفس والمال واللسان والثالث أن أشارككم الأفراح والأحزان ولى عليكم أمر واحد هو أن تطيعونى ما التزمت لكم بالثلاثة وأحب أن أقول لكم لا يتدخل أحد منكم فى شئون الحكم إلا بطلب منى فكما قلت لكم الحكم حظى وليس حظكم لا أقول هذا إنقاصا من شأنكم ولكن لأذكركم أن الدول تسقط إذا تحارب الإخوة على الحكم قد يقول أحدكم ولماذا لا تولينا المناصب بدلا من الأغراب ؟فأقول لكم لو توليتم لحدث بيننا الصدام الذى يتسبب فى المعارك لأن العمل بالمناصب لابد فيه من أخطاء والسلطان يعاقب على الخطأ وأنا أعلم أنكم لو توليتم المناصب فلن ترضوا أن أعاقب أحد منكم ولذا من البداية أعلنت لكم هذا ومن كان له أى طلب فليعلنه أمام الكل حتى أنفذه إن كان حقا له أو لغيره
31- قالت بذل حدثتنا زينب المسروقية قالت قالت ياسمين :
لما تولى الحسن الحكم عاد إلينا فى القصر فاضطررنا لتغيير الخطط وكانت الخطة الجديدة هى أن نجعل الفترة الصباحية حتى العصر فترة إدارته للدولة وأما بعد هذا فوقت المتعة واللذة على اختلاف أنواعها وقد انتهزت فرصة اختلائى بالحسن وقلت له إنك تحتاج لتغيير معاونيك وقادة جيشك فنظر لى وضحك وقال إلى ماذا تلمحين؟فقلت إنك شاب صغير وهم كبار وكما تعلم فالكبار يستنكفون طاعة الصغار وهم يطيعونك فى الظاهر ولكنهم فى داخلهم يكرهون هذا فقال إنهم مخلصون للدولة وقد عملوا بخدمة أبى من قبل فقلت وقد يدفعهم إخلاصهم لأبيك أن يخلعوك من العرش إذا علموا أنك خالفت الشرع ويقيموا أحد إخوتك بدلا منك أو واحدا منهم سلطانا فقال بما تشيرين على ؟قلت أن تتخلص منهم واحدا خلف الأخر بهدوء فكل شهر أو شهرين تعزل أحدهم وتعين واحد من أتباعك المخلصين وبعد سنتين تكون قد تخلصت من الكل ومن ثم لن يقدر أحد على نزع العرش منك فضحك وقال لم أكن أعرف أنك خبيرة بالسياسة لهذا الحد ولكن أين أتباعى المخلصين إننى لا أعرف إلا ثلاثة أو أربعة فقلت إنى أعلم بالمخلصين لك ولا تفكر فى أى صديق تعرف أنه سيختلف معك فيما تفعله حتى لا تفسد لذة الحكم على نفسك فقال عرفينى بهم قبل أن أعينهم فقلت سيكونون مثل الخاتم فى إصبعك تخلعه وتلبسه متى شئت فقال وهل هم من الذهب أم من الألماظ أم من الياقوت ؟فضحكنا وقلت له لى طلب عندك أرجو تنفيذه فقال هات ما عندك فقلت أن تبقى زوجتك وأولادك فى قصر أبيك حتى تكون على حريتك هنا فضحك واحتضننى وقال يا عفريته .
32- قال مهيار الحميرى أخبرنا الحسن قال :
إن السلطان إذا أراد أن يستولى على إرادة الشعب فأمامه طريق من اثنين الأول الإرهاب والتخويف بالجنود والسلاح وبث العيون وقتل كل من تشم منه رائحة التمرد شر قتلة حتى يكون عبرة للأخرين والثانى التحبب للشعب بإنصاف المظلوم والإكثار من العطايا فى كل حال ولما كنت أريد جعل الناس يسيرون فى ركابى فقد اخترت الثانى لاستولى على إرادتهم ومن أجل ذلك أمرت خزنة بيت المال أن يوزعوا الأموال المكدسة فى الخزائن على فترات على كل الناس فى بلاد المملكة وأن يشتروا جوارى لذوى العاهات من عمى وغيرهم ليقوموا بخدمتهم وشراء جارية لكل بيت ما أمكن ولم يكن هذا حبا فى عيون الناس وإنما حبا فى موافقتهم لى وعدم معارضتهم وحتى لا تقوم لإرادة الناس قائمة أصدرت أمرا هو تسليم الناس لما عندهم من سلاح وقد قاموا بتسليم السلاح ومثل جنودى بكل من لم يسلم سلاحه قبل الموعد خير تمثيل حتى يكون عبرة للأخرين ولم يكن الغرض من جمع السلاح هو معاونة الجيش كما أعلنت أبواق السلطان وإنما الغرض ألا يجد الناس شيئا يحاربوننى به إذا قمت بما لا تهوى أنفسهم فيما بعد فالحاكم إذا أضمر فى نفسه أمرا يعرف أنه سيجد معارضة من الناس له عليه أن يجعل المعارضة باللسان دون السنان أقول المعارضة اللسانية لا تهم فهى كنباح الكلاب دون عض أصوات تضيع فى الهواء ولا تفيد بشىء إن القوة هى السلاح الذى حكم العالم من بدايته لنهايته فمن معه القوة يحكم ومن ليس معه فهو المحكوم هذا هو الدرس الذى تعلمته من تاريخ الأمم والملوك
33-عن أبى الفضل الثورى عن الحسن قال :
لما توليت الحكم كان همى الأول والأخير هو ألا يشاركنى أحد فى القرار مهما كان ولذا بدأت أعفى الوزراء والقادة من مناصبهم على فترات وأعين بدلا منهم رجال أغراب ليس لهم أهل فى البلاد والسبب هو أن يكونوا أنصارى دون أن تكون لهم شوكة من الأهالى تعينهم على إذا تمردوا لقد اصطنعت هؤلاء الرجال بنفسى وانتقيتهم وحتى يكونوا كالخاتم فى إصبعى أغدقت عليهم الأموال وجعلتهم يشاركوننى مجالس الغناء والرقص وشرب الخمر وبعد هذا شاركونى فى النساء لقد دلتنى على هذا الطريق ياسمين الجميلة الخبيثة التى كانت تريد أن يسيطر قومها على وعلى الدولة ولكنى لم أمكنها من هذا لقد عرفت خبثها ولم أعاقبها لأن من الصعب على التلميذ أن يعاقب معلمه ويتخلص منه وليست الصعوبة فى القتل وإنما الصعوبة فى إرغام النفس على أن تصدر مثل هذا القرار زد أنى تمتعت بها متعا لا يمكن أن تمحى من ذاكرتى خلاصة القول أبقيت عليها كى أتمتع بجمالها ولكنى جردتها من أسلحتها حين غيرت كل من كان معها فى القصر من الجوارى والخدم وحتى لا يجتمعوا فرقتهم على البلاد المختلفة وأمرت عيونى أن يقضوا على كل من يحاول تجميع الشمل مرة أخرى وكان للإبقاء عليها سبب أخر هو أنها تجيد التخطيط وتقديم المشورة وحتى لا تظن أنى أعرف غرضها كنت أنفذ خططها سليمة ولكن التنفيذ فى صالحى وليس فى صالحها وهكذا نلت رضاها وكانت إذا عبرت عن سخطها على تنفيذى بررت لها هذا بأن تنفيذى لما تقول بالحرف سيكون السبب فى هلاكى وهلاكها وضياع السلطان .
34- عن حكمت جارية الحسن قالت أخبرنى مولاى الحسن قال :
إن الإنسان فى عصرنا ضائع لا يعرف الحق من الباطل كلما فكرت فى شىء على أنه حق طلع لى من يظهر لى أنه باطل الحق مات من قرون عندما خلطه الناس بالباطل فلم يعد أحد يدرى ما الحق بالضبط نعم بعضنا يعرف بعضا من الحق ولكنه لا يعرف الحق كله والمصيبة أن الحق لا يمكن تطبيق بعضه وترك بعضه لأن معنى هذا هو الظلم فحكم واحد لا يطبق من الحق معناه أن تتعدل الأحكام للباطل كى توافقه إنها دائرة مغلقة فإما حق وإما باطل ولا وسط بينهما فقلت له بأبى أنت وأمى يا مولاى وددت لو وجدت طريقا يعرفك الحق فتنهد وقال أنا هدفى إسعاد نفسى والناس فابتسمت وقلت يا سيدى إذا فالطريق واضح فتساءل كيف يا حكم ؟ فقلت أفعل ما تظن أنه يجلب لك وللناس السرور فقال أحيانا يكون الجالب للسرور محرم فقلت الله يحاسب على النية من الفعل ولا يحاسب على الفعل فالمجاهد فى الحرب يقتل والقاتل المجرم يقتل ومع هذا الأول مأجور والأخر آثم يستحق العقاب فصاح وقال من هنا أبدأ العمل النية وليس مهما العمل فقلت وفقك الله يا مولاى .
35- عن حبيشة جارية الحسن قالت حدثنى الحسن يوما فقال :
لقيت عليا السلامى وأنا فى موكبى فخفق قلبى وكأنما رأيت أخته فاطمة لا هو فأغمضت عينى وأطلقت لخيالى العنان فظننتها أمامى ومن النور اكتسى وجهها وفى عينيها بريق حنبريت ومن هلالين متقابلين بدا من بينهما وميض خفيت خرجت كلمات لها وقع الضوء على المقرور البحيت سمعتها أذناى ألحان فأتت فى أنسب توقيت أثلجت صدرى وعلى لسانى برد حلاوتها الثبيت وكست وجهى نورا ومنها ارتسمت بسمة حنبريت فقلت يا سيدى ما أحلى كلامك وأعذب لسانك كأنك ما أحببت غيرها فقال كانت حبى الأول والأكبر فقلت وما منعك من زواجها ؟فأجاب كانت تحب أخر فلم أستطع أن أجبرها على زواجى فقلت إنك السلطان وتقدر على ما لم تكن تقدر عليه وأنت ولى للعهد فقال أنت تريدين أن أسرقها من زوجها فقلت ما دام هذا يسعد قلبك فقال المهم النية ونيتى هى السعادة وليس مهما الفعل ولذا لابد من أفعل هذا الخطأ لكى أسعد نفسى فقلت نعم الرأى رأيك يا مولاى
36- قال سعيد الأناضولى مولى الحسن حدثنى مولاى قال :
لما أيقنت أننى وضعت رجالى فى كل المناصب المهمة ولما أيقنت أن الناس سوف تعمل بالحكمة القائلة الناس على دين ملوكها أمرت أن ينادى فى كل مكان أيها الناس اعملوا ما شئتم ما دامت نيتكم حسنة لا يهم أن تفعلوا الأخطاء ما دامت نيتكم نفع النفس والأخرين
37-قال فتيح مولى الحسن :
جمع سيدى الحسن العلماء من كل ملة من الملل وكان يستمع لهم ويناقشهم ويحاروهم ويجادلهم وقد أخبر فى يوم بوجود إنسان لا يؤمن بوجود الله ولكنه عالم بكتب الأوائل فاستدعاه لحضرته ودار بينهم حوار طويل لا أتذكر منه سوى ما قاله الكافر بالله فى النهاية حيث قال :
أخبرنى أيها الملك ما فائدة الصلاة ؟لا فائدة منها فلا مال ولا صحة ولا غيره حركات كغيرها تتجهون فيها لجهة معينة ومع هذا تقولون أن الله ليس له جهة كلمات كغيرها من الكلمات لا تحقق شيئا وأخبرنى عن الصوم ما فائدته لا فائدة وإنما جوع وعطش دون أى راحة إذا لماذا خلق الطعام والماء إذا لم خلقت النساء هل ليحس الغنى بالفقير إذا كان كذلك فلماذا يصوم الفقير ؟وأخبرنى عن الحج ما فوائده أن يطوف الناس بأحجار تمتلىء الدنيا بمثلها أأن يعرض الناس أنفسهم للشمس وأذاها بالوقوف على الجبل أأن يمشوا بلا فائدة سوى تعب الأرجل والتزاحم أأن يضربوا حجرا بحجر تمتلىء الدنيا بأمثالهم أأن يقبلوا حجرا لا يضر ولا ينفع توجد حجارة كثيرة مثله ؟فقال الحسن حسبك فقال الكافر بالله لقد غصت فى أعماق الكتب فلم أظفر بشىء سوى أن الإنسان يجب أن يمتع نفسه بشتى الطرق فى هذه الدنيا
38- قال عمرو المرادى حدثنا محمد القارىء أخبرنا الحسن قال :
عندما انفردت بنفسى فكرت فى كل ما سمعت من الدارسين فلم أجد حلا يعرفنا الحق كل ما وجدته باطل وجدت نفسى فى كل الإحتمالات ستسير فى طريق من طرق الباطل فقلت لنفسى لماذا أسير فى طرق اخترعها الأخرون لماذا لا أخترع طريقا لنفسى فهم ليسوا أفضل منى حتى أتبعهم جلست أتخيل هذا الطريق فوجدت خيالى يقرر أنى ما دمت سأخترع طريقا جديدا فلابد من نسخ الطرق القديمة كلها وإلا أصبحت تابع لها لذا قررت نسخ الشرائع كلها وإثبات شريعتى الخاصة وقد تخيلت أحكام هذه الشريعة الجديدة فوصل خيالى إلى أن أحكامها تتلخص فى اشتراك الناس فى الأموال والنساء والأرض بحيث يتمتع الكل ويتلذذون بما أرادوا فى أى وقت أرادوا
39-قال إسماعيل الصادقى أحد قواد جيوش الحسن :
جمعنا الحسن فى شهر شعبان سنة 559هجرية نحن القواد والوزراء والأعيان وكبار الناس وبعد تناول الطعام خطبنا قائلا إنكم أهلى وعشيرتى وأريد منكم تنفيذ قولى ثم قال الهدف من الحياة هو إسعاد النفس والغير ولذا فإننى نسخت الشرائع كلها وسنعمل بشريعة جديدة أحكامها تتلخص فى شركة الكل فى كل شىء فى الدنيا وما أريده منكم هو أن تؤمنوا بهذه الشريعة فصاح الكل نؤمن بكل ما قلت فقال الحسن إذا جهزوا أنفسكم لكى نعلنها للناس جهزوا الرسائل لكل البلاد وليأمر كل منكم من تحت يده أن يبشر بها فى مكانه كما أطلب منكم حرب من يقف فى وجه الشريعة الجديدة فصاح الكل سمعا وطاعة .
40- قال عقيد الفكرى وزير الحسن :
أمرنى الحسن أن أكتب الرسالة التالية :أيها الناس سلام وبعد لقد قامت القيامة قيامة الأرواح قيامة الأموات انتهى كل الشقاء والتعب انتهى وقت العمل فلا دين ولا ملة لقد نسخت الشرائع لأن القيامة قامت ولذا على الكل أن يتمتعوا كيف شاءوا الأرض كلها ملك لكل الأفراد لا فرق بين أبيض ولا أسود ولا بين عربى وفارسى ولا بين امرأة ولا رجل الحياة التى تحيونها الآن هى حياة المتعة فليحصل كل منكم على ما قدر عليه من المتع ثم سكت فوضعت القلم فسألته قائلا هل هناك بقية يا مولاى ؟فلم يرد ثم قال بعد فترة من الصمت اكتب ومن يكذب ما أقول فعليه اللعنة وسوف يعاقب على تكذيبه وأما من عمل بالشرائع المنسوخة فإننا سنعاقبه بالجلد وغيره من العقوبات حتى ينتهى عن العمل بها ثم قال لى :ترسل هذه الرسالة بعد أن ينسخ منها النساخ المئات لمختلف البلاد كى تذاع فى الميادين والأسواق ودور العبادة وفى كل مكان يجتمع الناس فيه فقلت أمر مولاى نافذ فقال هيا للعمل .
41- قال سفيان البوتقى حدثنا الحرمى بن سيار قال :
فى اليوم 17من رمضان سنه 559 من الهجرة أقيمت للسلطان الحسن منصة عظيمة فى أكبر ميادين عاصمة المملكة وحشر ألوف الناس ليسمعوا خطابه وقد أحاط به 7 صفوف من الجنود كانوا على أهبة الإستعداد لإسكات من يعارض أو يهاجم إلى الأبد وأحاط بالناس فرق من الجيش تركب الخيول وكان الغرض من هذا حماية الحسن وإرهاب الناس ليطيعوه وقد قال الحسن :
أيها الناس أبشروا فقد جاءكم الفرج من الله فقد قامت القيامة الروحية قيامة الأموات وأقصد بها أن النفوس كلها قد خلصت من العذاب لأن من لا يخلص لا يقوم من الموت انتهى العالم القديم وجاء عالم جديد تعيشون فيه فى سعادة فى هذا العالم أنتم شركاء فى المال والأرض والنساء وعند هذا حدثت همهمات فقال الحسن لقد تم نسخ كل الشرائع أنتم الآن فى وقت النعيم وليس وقت العمل فهيا تمتعوا بكل المتع فى هذا العالم الجديد المجيد إنى أعلن لكم وسوف ترون منى ما يسعدكم وأما من عصى أوامرى وأطاع الشرائع المنسوخة فسوف أعاقبه شر عقاب وأشار الحسن للجند فاخترقوا الناس ووزعوا عليهم أكياس المال وصكوك تملك الأراضى والبيوت والجوارى ثم قال الحسن للناس من أطاعنى دخل جنتى ومن عصانى حلت عليه لعنتى وانصرف الناس بعد انصراف الحسن فى دهشة وذهول مما قاله ولم يكن لهم من حديث فيما بعد إلا ما قاله .
42- قال السيد الملائى حدثنى بشار مولى الحسن قال :
كتب سيدى الحسن كتابا وناولنى إياه وقال اقرأ يا بشار فقلت أمرك يا سيدى فقرأت فكان الكتاب :أيها الناس من استجاب لدعوتى وآمن بى مخلصا قد كتب الله له البعث للحياة الباقية وأما من كذب وتولى وعصى أمرى فقد قضى الله عليهم بالفناء فلا يحيون الحياة الأخرى لقد أقامنى الله فى هذه الدنيا خليفة له أنفذ ما يريد فى ليلى ونهارى فى سرى وجهرى لقد أوحى الله لى يا حسن إنا جعلناك فى الأرض خليفة فاحكم بين الناس وأوحى الله لى يا حسن قل للناس لقد أبدلكم الله بأعيادكم عيدا عظيما هو اليوم 17 من رمضان فيه تفرحون فتشربون وتأكلون مما تشتهون هذا عيدكم لا عيد لكم غيره عند الله يا أيها الناس إن العيد عند الله هو القيامة الروحية إنه اليوم الذى خلصتم فيه على يدى أنا الحسن اسعدوا وافرحوا واقضوا وقتكم فى الاستمتاع ولا تتحرجوا من شىء فكل شىء مباح وبعد أن انتهيت من قراءة الرقعة وجدتها محتومة بخاتم مكتوب عليه الحسن خليفة الله فى أرضه وعند هذا يا خليفة الله بما تأمرنى ؟فقال آمرك أن تعطى كتابى لوزيرى صمادح لكى يفعل ما سبق أن أمرته به فقلت سمعا وطاعة يا خليفة الله فى أرضه ثم انصرفت فنفذت قوله ؟
43- قالت ولادة بنت سيد أحمد الحصفكى مولاة الحسن :
جمع مولانا الحسن كل كبار دولته والخدم فى القصر وكان قد طلب إعداد الطعام والشراب والقيان والمعازف وقد فعلنا ولكنه قبل أن يدعو الكل لهذا قال أيها الأحباب لقد أوحى الله لى الليلة الماضية فى المنام فقال إن الله وملائكته يصلون على الحسن يا أيها الذين أمنوا اذكروا عليه السلام ذكرا أيها الأصحاب أريد منكم أن تنفذوا أمر الله فتقولوا كلما ذكر اسمى الحسن على ذكره السلام ثم قال للكل وهو يشير للقاعة الكبرى هيا للمتعة التى بعثها الله لكم جزاء إيمانكم بى
44- أخبرنا الفتح بن رستم العبدانى حدثنى سيبويه فتى الحسن :
كنت أقوم على خدمة الحسن على ذكره السلام خليفة الله فى أرضه فوصلت رسالة له فناولنى إياها ثم اتكأ على الأريكة وقال هيا يا سيبويه اسمعنى الرسالة فقلت سمعا وطاعة ثم فضضت الرسالة وقرأت قائلا بسم الله الرحمن الرحيم من على السلامى إلى العبد بن العبد الحسن بن محمد وبعد لقد علمت بما أحدثت من البدع وأنا ثم سكت فقال مولاى لماذا سكت يا فتى ؟فقلت يا سيدى أكره أن أوذى سمعك بما فى الرسالة فقال لا تبالى فعلى طويل اللسان اقرأ فقلت وأنا أحذرك من عذاب الله فقد افتريت عليه وزعمت أنه يوحى لك فأصبحت النبى بعد محمد(ص)يا حسن بن محمد أنت واحد من اثنين الأول مجنون لا يدرى ما يقول ويفعل والثانى كافر يعرف أنه كاذب يريد التمتع بكل ما حرم الله يا حسن بن محمد هل أشرح لك ما علمت من الحق ؟لا لأنى أعرف أنك تعرف الكثير من الإسلام حق المعرفة ولكنك تعاند وتكابر وتظن أن السلطة التى فى يدك ستحميك من عذاب الله لا والله فلا مرد لعذاب الله يا حسن بن محمد تب إلى الله توبة نصوحا والسلام على من اتبع الهدى وعندما انتهيت من القراءة ضحك الحسن على ذكره السلام خليفة الله فى أرضه ضحكا عظيما حتى استلقى على قفاه .
45-قال حميد الجمالى حدثنى الأفضل بن الظافر قال :
اجتمعت مع حسين نامور صهر الحسن فقلت هل يرضيك عمل الحسن من البدع الضالة ؟فأغمض عينيه وقال أن قلبى يشتعل نارا ولكن الإشتعال والمعارضة الكلامية لا تفيد فهذا رجل لا يعرف سوى لغة السلاح فقلت الحمد لله ظننتك ضللت معه فقال صدقنى لو كنت علمت بمهد الفتنة لكنت قضيت عليه ولكنى مثلك فوجئت بها فقد أعد الحسن لعنه الله لها العدة فقلت وماذا نفعل لنعيد الدولة لسابق عهدها فقال نتظاهر بإتباعه حتى يثق بنا ثم نقتله فقلت وتتولى أنت مكانه فقال لا تنسى أن من أحكام دولتنا وراثة الملك ومن ثم فولده الأكبر محمد هو الأحق بالسلطان كما لا تنسى أنى زوج ابنته وقتلى له سيكون مشكلة عند أهله فقلت أو ضلت زوجتك ؟قال كلا بحمد الله إنها مسلمة ويجب علينا أن ننقذ ولى العهد وإخوته بأن نربيهم نحن حتى لا يفسدهم الحسن فقلت عهد الله على هذا فقال عهد الله على هذا .
46- قال نزار وزير الحسن :
دخلت القصر على الحسن على ذكره السلام فوجدته جالسا يشرب خمرا فقلت السلام على خليفة الله فى أرضه الحسن على ذكره السلام فقال وعلى وزيرنا السلام اجلس صب لنفسك كأسا فجلست وصببت وشربت كئوسا فقال الحسن اسمع يا نزار لقد أوحى الله إلى الليلة فقال يا خليفة الله لقد سميتك قائم القيامة فقلت فسر لى معنى التسمية يا مولاى فرد قائلا هو الذى يحكم بين الناس يوم القيامة فضحكت فى نفسى وكاد صوت الضحك يخرج من فمى ولكنى كتمته وقلت لنفسى هذا رجل مجنون فقد أعلن قيام القيامة مرة ثم ها هو يعلن أن القيامة لم تأت ثم قلت بما يأمرنى مولاى فقال أذع الوحى كما أذعت ما سبقه فقلت سمعا وطاعة
47- قال فاضل النسائى أخبرنى إسماعيل الرومى قال :
وقف الشيخ سالم البطالى فى الميدان والناس من حوله فذهبت فوقفت معهم لأسمع قوله فكان ما سمعت هو :
إن الحسن على ذكره السلام قد أوحى الله له أنه قائم القيامة وهذا يعنى أنه الذى يحكم بين الناس يوم الحساب فيدخل من يريد النار ومن يريد الجنة فسأله أحد الواقفين وما مهمة قائم القيامة فى الدنيا فقال الشيخ مهمته أن يجعل الأرض مثل الجنة والحياة فيها مثل الحياة فى جنة القيامة فلا عمل فيها ولا مرض ولا تعب ولا ولادة إلا كل ربيع وعند هذا سمعت الضحكات تخرج من أفواه الواقفين خافتة وهم يحاولون إسرارها حتى لا تشى بهم العيون وعند هذا قال الشيخ وبإتيان القائم تعود النفوس لإتحادها حيث تصبح نفسا واحدة ويعم السكون والسلام وينال المسلمون للحسن على ذكره السلام خير الجزاء وينال العاصون للحسن شر الجزاء .
48- قال محمد بن على الأسدى حدثنا عمارة بن إبراهيم قال :
كنت أسير ذات يوم فى شارع مؤدى لميدان البلدة الرئيسى وذلك فى طريقى لزيارة صديق لى فلمحت من بعيد شبح مربوط لخشبة وحوله جنود يجلدونه فحثثت الخطى نحوهم فسألت أحد الواقفين لماذا يعاقبون الرجل فقال لقد ضبطوه يصلى الصبح فقلت وهل يعاقب من يصلى لله؟قال اسكت هل تريد أن يسمعك الجواسيس فتعاقب مثله تعال نذهب بعيدا ومشينا حتى أصبحنا فى شارع خالى من الناس فتلفت الرجل حوله وقال لقد أصدر المجنون قرارات تعاقب على الصلاة كل صلاة 20 جلدة والصوم 40 جلدة لليوم فقلت سبحان الله وجبت الهجرة من هذه البلاد
49- حدثنا فضيل بن كامل العمرى قال حدثنا الأفضل بن الظافر قال :
لما مشينا مع حسين ناماور فى خطتنا المرسومة للنيل من الحسن الملعون كنت قد بعدت عن زوجتى وقتا طويلا فأرسلت لها رسالة مع أحد رجالى المخلصين قلت فيها لها :
بسم الله الرحمن الرحيم من الأفضل لقرة عينه وسكن قلبه وبعد أخبرك أنى بخير ولا ينقصنى يوى رؤياك أنت والأولاد ثم كتبت لها :
هلا قرأت الكتب يا ابنة قشطة إذا كنت غافـــلة عما لم تعرفى
ينبئك من قرأ الصـــحائف أننى أحمى الدين وأرد كيد المضعف
ومسلح كره الرجال قتالــه سأسقيه من كأس الـسم الزعاف
جادت قواه له بعاجل سلطـة تحميه وقت الجهاد طـــفيف
صنعت بالعلم الأصح نهايتـه ليس الكافر على العلم عنيـف
قذر كأن لباسه من إخمـص قدمه إلى قمة رأسه زيـــف
موته صورة ستتكرر عندمـا نعاقب أمثاله أصحاب الحيـف
ثم قلت :
فى زمن الردة والكفـران مــكتوب علينا بالفرقان
زمن يحكمه جمع الطغيـان يقتل ويضرب كل الحملان
يا عز على ضرب الطغيان وإعـادة الخلافة للولدان
فتلك مهمتى فى الكافرين أن اضربهــم فى القلبان
إسلامى أمرنى بحمـــل سلاحى لمحاربـة الطغيان
أمرنى بقتل حكام المسلمين الذين كفروا بآى القرآن
لإقامة دولة يستـــوى فيها الخليفة بكل إنسان
ثم قلت لها ثقى بالله والسلام عليكم ورحمة الله
50- قال الحسن :
جلست فى سريرى وفكرت فيما فعلته وقلته للناس من أحكام فضحكت وقهقهت بأعلى صوتى لقد أيقنت أننى أحمق غبى وأن الناس أكثر غباء وحمقا عندما صدقونى واتبعونى كيف صدقوا أن المرض امتنع والكثير منهم مرضى وكيف صدقت أنا هذا الهراء ؟كيف صدقت أن الولادة ستكون كل ربيع والنساء تلد يوميا ؟كيف صدقت أن لا عمل ولا شغل مع أنى أنا أعمل بالحكم ومع أن الخدم يعملون ويقدمون لى الطعام والشراب وغيره؟كل هذا يثبت لى أن لا فائدة من وجودنا فكلنا حمقى ومجانين ما إن يلقى أحدنا قولا بحد السيف حتى يصدقه الناس طوعا أو كرها حتى لو كان خطأ وما دام الأمر هكذا فلابد من أن نستغل وجودنا فى التمتع بالدنيا إن من يقاومون هذا الأمر باسم ما يدعونه الحق هم مثلى مجانين فأين الحق هل إسلام السنة أم الشيعة أم الخوارج أو المعتزلة أو بنى أمية أم بنى العباس ؟حتى إن كل إسلام من هؤلاء ينقسم لإسلامات أخرى خذا الشيعة تجد اسماعيلية واثنا عشرية وواقفية وزيدية وخذ السنة تجد إسلام شافعى وأخر مالكى وثالث حنبلى ورابع حنفى وخامس ظاهرى وغيره هذا أليس هذا كله جنون فى جنون ؟إذا من حقى أن أسير على هوى نفسى .
51- قال الفند بن العديم حدثنا فاروق الهاشمى قال حدثنا على السلامى قال :
لما فشا أمر الحسن المجنون ولم أقدر مع طالبى الحق على تغيير هذا الجنون لم أجد وسيلة للتعبير عن غضب نفسى سوى أن أكتب فكتبت لأختى فكان مما قلت لها :
واندبينى فقد توفيت فى زمن من الويل والعذاب العظيم وابكيننى فى الخفا فقد أمسيت لا أستطيع فعل مع كلام فى طريق الموات والقبر أحمل فوق نعش الرقاد جم الهموم أساير الناس ونفس كاللحد وقلبى كالنائم المعدوم نومة مالها من قيام وصمت ثابت فى فراغها المحتوم وإذا ما استيقظت وقت الصحو غيرت فى قوة وعموم تغير ميت كأنى أميت من الظلم ذابلات الظلم وكتبت لزوجتى فكان مما قلت فى خطابى :
أليس عجيبا أن كل ما يحدث سببه نحن بصمتنا كالحملان ؟بأيدينا يهدمون أرضنا وبها يقتلون ويجرحون فأصابنا الهوان ،سكتنا منذ بداية الكفران مرورا بما خلفه من تمزيق القرآن سكتنا حتى هذا اليوم ولكن لن يطول زمن الطغيان يا مى لماذا أذكرك بهذا ؟لأنى حملت هموم كل الأوطان تشبعت من الألم من الغم من الحزن من آهات الولدان عودت نفسى على أن تسمع الهموم حتى أصبحت كالخزان لقد امتلئت وحان وقت الإنتقام فلا رحمة ولا شفقة مع الخوان باسم القتلى باسم الجرحى باسم كل من ذاق وعاش بالهوان باسم كل من وكلت نفسى لأخذ حقه من هذه الصبيان باسمهم سنذيقهم الأمران باسمهم سندمر قلاع العصيان يا مى هل يكفى الإنسان أن يقتل الظلمة ليشفى كل صديان ؟هل يكفى القتل أم قبله لابد لهم من عذاب الزبان ؟يا مى هذه نفسى تنام وتصحو على أمل تطبيق القرآن تخطط وتدبر لكل ظالم أمات فى أرضنا كل أمان يا مى هذه حياتى ملك للحق .
52- قال حنبل بن حمود السماك حدثنا السيد العلوى قال حدثنا واثق مولى الحسن قال :
كان الحسن رجلا آكولا لا يشبع فقد كان يتناول فى اليوم والليلة سبع وجبات أو أكثر والسبب هو كثرة مضاجعته للجوارى والمخنثين وكان يحب ما احتوى على لحم أو سكر أو دهون وكان يتناول من الفاكهة سلة أو اثنين دون أن يشتكى من كثرة هذا الأكل ولا من أسنانه.
53- قال فاضل النقاش حدثتنا علياء جارية الحسن قالت :
كان الحسن رجلا يحب شرب الخمر فكان يكرع كل ليلة الكثير من الزجاجات والقنانى ومع هذا لا يسكر إلا فى حالات قليلة وذلك لإدمانه الشراب منذ الصغر
54- قال فطيم بن عمير العميرى حدثنا بهرام مولى الحسن قال :
كان الحسن فى مجلس الشرب يجلس وسط الجوارى والرجال الفاحشين ويرسل أقوالا بذيئة لا يقولها إلا حاكم ساقط عاهر سمعته مرة يقول لهم إن رجل فاحش مل من وطء صاحبه له فقال له لقد مللت من إتيانك دبرى فقال صاحبه وماذا تحب أن أفعل بك فقال أن تأتنى فى خرم قضيبى وما إن سمعوا هذا حتى استلقوا على أقفيتهم من الضحك وأمضى الحسن ليلته مع أحد الفاحشين
55- قال حميد بن حاسب عن محمد المحاسبى حدثنا فريد العطاردى قال :
كان الحسن يحب العطر فكان كلما دخل الحمام سكب على نفسه من أنواع العطر ما يفوح فى أرجاء المكان وكان فى أيام حكمه لا يلبس سوى الملابس الحريرية الفاخرة المطرزة الشفافة التى تنم عن تكوينه البدنى خاصة عضوه الذكرى
56-قال عدوى الفارضى حدثنا سمى بن جويرية قال قال الحسن :
إن يومى على 4 أقسام الأول طعام وشراب وهذا لا مفر منه أبدا والثانى وطء ونكاح وهذا لا غنى لى عنه والثالث استماع ومحادثة وأحيانا أفعله أو لا أفعله والرابع إصدار أوامر ونواهى لمختلف الأفراد
57- قال جبر الصباحى حدثنا على البنانى حدثتنا عفراء جارية :
تعود الحسن على إتيانى فى الفراش كل أسبوع مرة وكان فى كل مرة يأتينى من قبلى وفى إحدى المرات وجدته يحول رحله ويريد دبرى فقلت له لم أفعل ذلك من قبل فقال له الآن تفعلين إنه أحلى من العسل فى الفم ولم يتركنى حتى أدخل ذكره فى دبرى ونال ما اشتهى منى وبعد ذلك جعل هذه عادته مرة فى دبرى ومرة فى قبلى ثم زاد ما جعلنى أكرهه وأبغضه فقد أجبرنى على وضع ذكره فى فمى وتحت أثدائى وفى سرتى وتحت إبطى وتحت ركبتى لقد كان يستحلى تعذيبى بوضع ذكره فى تلك الأماكن
57- قال الفضل العدلى حدثنا الرقاشى المغربى قال جاءت الشرطة ذات يوم برجل للحسن وهو جالس على كرسى العرش فقال كبير العسس :يا مولاى ضبطنا هذا الرجل وهو يحاول التسلل لقصر لقتلك فما ترى فيه فقال يقتلنى أنا ثم سكت برهة ثم قال اذهبوا به للجبل وألقوه من فوقه فقال الكبير أمرك مطاع فقال الحسن لا لا ابنوا جدران جدران ثم ضعوه بينها وسدوا عليه ليموت داخل البناء ثم سكت فقال بعد فترة لا لا قطعوه مائة قطعة ثم صمت فترة وقال لا الأمر الأخير احبسوه فى صندوق وغرقوه فى البحر هذا الحكم الصائب .
58-قال الخرشب بن العوام حدثنا بقية بن فاتك مولى الحسن قال :
كان الحسن إذا أتى المال من أطراف الدولة حجز نصفه ثم ينفق ما أخذه فى شراء الجوارى والعبيد واحضار القيان وأهل الغناء والرقص وشراء الخمر والغلمان الصباح الوجوه والأطعمة مما أحل الله وحرم وشراء الحلى للزينة وشراء العطور وما كان يتبقى فإنه كان يفرقه على القادة والأعيان والجنود فى شكل منح
59- قال عبد بن سمير حدثنا أميد المحلى قال حدثنا فديك بن ذئب قال :
كان حسين ناماور فى الفترة الأخيرة من حكم الحسن يكثر من الدخول عليه وكان يطلب منه بإلحاح أن يزوره فى قصره وفى المرة الأخيرة قال حسين له:إن ابنتك وأولادها فى شوق لك ويقولون نريد أن يزورنا جدنا فقال الحسن لقد علمت مدى شوقى ولكن ليس لدى وقت لفعل الزيارة فقال حسين لقد أعددت لك مجلسا عظيما فيه من الجوارى الحسان ما يشتهى الفؤاد ويلذ العين لقد اشتريتهن من أجلك فلو رأيتهن لعرفت الجمال والحسن الذى ما بعده حسن ولقد اشتريت لك خمرا معتقة طعمها ألذ من كل خمر شربتها وقد قاطعه الحسن وقال هذا يكفى فقال حسين لقد أحضرت لك عينة مما أعددت لك فنظر الحسن له وقال أين هى ؟فقال بالباب فقال فليدخلن على وعند هذا أحضر حسين ثلاث جوارى كل منهن آية فى الجمال وأمرهن بالتعرى فكشفن عن وجوه غاية فى الحسن ثم أمرهن بمزيد من التعرى فرأى الحسن ما جعل يزدرد ريقه بصعوبة ثم قال أحسنت يا حسين سآتى للزيارة فى أقرب وقت فقال حسين هذا شرف عظيم لى يا مولاى والآن أتركك مع الجوارى لتتمتع
60- قال ماتع الفاتكى حدثنا فتح تابع الحسن :
كان الحسن لا يرى زوجته وأولاده بالشهور وكان قد تركهم فى قصر أبيه ولكنه كان يصطحب معه ولى العهد حتى أقنعه حسين ناماور بترك ولى العهد يعيش مع إخوته وقد رأى الحسن أن ذلك يعفيه من الحرج أمام ولده عندما يراه على تلك الحال من ارتكاب الفواحش ولقد كان يرسل لهم مالا كثيرا يعوضهم عن امتناعه عن زيارتهم
61- قال شهر وزير الحسن :
كان سكان المملكة فى بداية عهد الحسن فى زيادة بسبب ما فعله من إعطاء العطايا والوعد بإقامة العدل ولكن بعد أن حاد عن الحق وتبع هواه وأصبح أمره فرطا فإن كثير من السكان تركوا البلاد خاصة من يتمسكون بإسلامهم وأما من بقى فهم أصحاب الديانات الأخرى وقليل من المسلمين المتسمين بالضعف وقلة الحيلة لذا فقد توقفت مؤسسات الدولة عن العمل وكسدت التجارة إلا ما كان من تجارة الجوارى والخمور والحرير والعطور .
62- قال رفيق أحد قادة جيش الحسن :
لم يعد الجيش فى عهد الحسن جيشا يدافع عن تخوم البلاد وحدودها وإنما انقلب كثير من جنده لعسس يعملون فى الشرطة ولقد وجد الجند أن الحسن يغدق العطايا على الشرطة الذين يقومون بالتجسس ومراقبة الناس والقضاء على المتأمرين على الحسن ومن أجل هذا تشجع الأعداء على الهجوم علينا وفقدنا الكثير من أرض الدولة ولم يكن هذا بسبب قلة الجند فقط وإنما يضاف لهذا أن الكثير من الجند أنهكوا قواهم مع النساء اللاتى اشتراهن الحسن لهم كما أنهكت قواهم الخمور أيضا وشكوت للحسن هذا فما سمع شيئا ولا أجاب لى طلبا .
63-قالت لمياء جارية الحسن :
كنا نجالس الحسن على ذكره السلام ذات نهار وكان عنده إنسان ممن يطلع على الكتب فكان أن قال الحسن على ذكره السلام لقد رأيت البارحة حلما وما حلمت من زمن فقلت خيرا إن شاء الله يا سيدى فقال رأيت نفسى وقد اجتمع الناس من حولى يريدون الفتك بى ثم رأيت رجلا جسيما يرفع سيفه ويدافع عنى دفاعا مجيدا وظل هكذا يضرب الناس عنى فى كل إتجاه فقالت ياسمين الحمد لله وجدت لنفسك منقذا وعند هذا قال الإنسان المطلع :هذا ليس تفسيرا للحلم فقال مولاى وما تفسيرك ؟فقال لا أحد يقدر على التأويل ولكن كما قال القائل :
وخشيت رؤيا سعد فالرؤيا لا تجىء سوى بالغم أو بالـسعد
ذكرتنى رؤيا السعـد رؤى سعد كان أمرها فى بالبعـــد
وسعد الرؤيا قد يكـون فى الواقع تعب كنقض الوعـــد
رؤى مرموزة تشاهـد فيها غرائب فالنجوى تسمعها كالرعد
وقد تذبح فتعيش ثم تضرب ذابحك وقد تشاهد شعرك كالجعد
وهو فى الواقع مرسـل وقد تصعد لجو السماء بالقعـــد
وقد تود لبنى وتنكحــها فينبئك الواقع نكاحك لدعــد
قلت يا مولاى لا ينشغلك بالك بهذا فإنها أضغاث أحلام فقالت نادية هيا يا مولاى للشرب واللعب والمتع
64- حدثنا على بن الأقمر حدثنا الفضل بن الظافر قال
عندما جهزنا الخطة لقتل الحسن فى القاعة الكبرى بقصر حسين ناماور كان همنا الأكبر منصرف لإخلاء القاعة من العبيد والفتيات وحتى الجند التابعين للحسن ولذا اتفقنا على أن يرتدى بعضنا زى الجند والخدم ويقفوا على الأبواب ثم أدخل أنا وحسين لقتله وقد اختلفت مع حسين فيمن يقتله أنا أو هو فقلت له أنا وليس أنت فقال حسين أنا أولى بذلك منك قلت هدفى تجنبيك المشاكل المستقبلية فقال وما هى ؟فرددت إن ولى العهد قد تتغير نفسه من جهتك إذا علم أنك قاتل والده ومن ثم يعمل على قتلك أو إبعادك وزوجتك قد تطلب الطلاق لهذا السبب فابتسم ساخرا وقال عندما تقدم على شىء تعتقد أنه الحق لا يهمك ما يحدث بعده ولست أخاف زوجتى ولا أخيها ولا ما يفعلون المهم إعادة الدولة لما كانت عليه فى عهد الحسن بن الصباح فقلت فكر وقرر فرد لقد قررت أن أقتله أنا فقلت إذا فلنتخلص منه وأعوانه دفعة واحدة فتساءل كيف ؟فقلت ما دام سيحضر نهارا بعد أسبوع فسندعو قادته والوزراء وكل كبير مشايع له لحضور حفل يقام بعد المغرب وبعد أن يدخلوا القاعة بعد إخفاء جثته وتنظيف المكان نهجم عليهم وبذلك نفتك بالكل حتى يتولى ولى العهد دون وجود البطانة الفاسدة التى لو بقيت لكانت النتيجة أن يكون ألعوبة فى أيديهم فقال هذا حسن
65- قال سعيد مولى الحسن :
جهزت موكب سيدى الحسن على ذكره السلام لكى يذهب لزيارة ابنته وصهره حسين ناماور فى قصرهما وما إن خرج من القصر حتى نظر له وقال ستصيبنى وحشة من جراء تركك ومن فيك من الحسان قلت يا سيدى يا خليفة الله أنت كبيرنا وعظيمنا فإذا كان الأمر كما تقول فإبق فى القصر لتتمتع بمن فيه وأرسل جندك يأتون بصهرك وابنتك وأولادهما لهنا فقال لقد وعدتهم ولا يليق بالخليفة إذا وعد أن يخلف وعده قلت صدقت يا مولاى وعند هذا حملناه وأركبناه المركبة التى انطلقت لقصر صهره .
66- حدثنا كريم العليمى قال حدثنا حسين ناماور قال :
لما حضر الحسن فى موكبه نزلت فاستقبلته وأدخلته القاعة الكبرى وكان الوقت ظهرا واحتجز جندى من أتى معه من الجند وغيرهم عن طريق وضع مرقد منوم فى الطعام والشراب الذى قدموه لهم وعندما دخل القاعة جلس الأفضل ومال على أذنى وقال بصوت خفيض هيا للعمل فقلت اصبر فلم يحن الوقت بعد سيرى ابنته وأولادى ثم نفعل ما نريد بعد خروجهم وعند هذا استدعيت زوجتى وأولادى فأتوا لرؤية الحسن وبعد ساعة تناولنا الغداء مال الحسن على أذنى وقال اصرف زوجتك والأولاد وأرنى ما وعدتنى به من الجوارى والقيان فقلت أمر مولاى وصرفتهم وبعد أن تأكدت من بعدهم بعدا كافيا عن القاعة قلت أحضروا الجوارى والقيان وعند هذا أغلقت الأبواب وكانت جملة أحضروا الجوارى والقيان هى الإشارة المتفق عليها لغلق الأبواب وكان معى فى القاعة الفضل وسبعة من الأصدقاء الموثوق بهم وكانوا يجلسون محيطين بكرسى الحسن ولم أرد أن أرى وجهه وأنا أقتله فوقفت خلفه وسللت سيفى ثم طوحت يدى به ثم ضربت عنقه وقلت وأنا أضرب هذا ما وعدتك به فانفصلت رقبته عن جسده وأغرقت الدماء المكان فتركناه حتى خمد جسده ثم نظفنا المكان ولففنا جسده فى أثواب وأكفان مع رقبته ثم وضعناه فى صندوق فى إحدى الحجرات وأجلسنا أمامها بعض الجند لكى يمنعوا من يأتى لدخولها وقرب المغرب بدأ القادة والأعيان والمشايعين الكبار للحسن يأتون وعند وقت العشاء كان العقد قد اكتمل فناديت قائلا سكوت يا قوم فبعد قليل يحضر سلطانكم الحسن على ذكره السلام وكان هذا القول هو الإشارة المتفق عليها لدخول الجند المسلحين للقاعة لحصد نفوس القوم وما إن دخلوا حتى غلقت الأبواب وقتلنا الكل ووقفنا فى برك من الدماء وبعد هذا أمرت بجمع الجثث ودفنها وتنظيف المكان من الدماء وغيرها ورجعنا من الدفن فصلينا العشاء وقد تعجب الناس عندما سمعوا الآذان فى هذا الوقت من الليل بعد أن تم منعه وفى الصباح أذن لصلاة الصبح فعرف الناس أن شىء ما قد حدث وذهبت لقصر ولى العهد وأخذته للمسجد واستدعينا العلماء ومن بقى من الأعيان وبايعناه سلطانا على كتاب الله

اجمالي القراءات 12790