بسم الله الرحمن الرحيم
هذه حكاية متخيلة تدرس ما يسمى التأريخ والتقويم من خلال نقد الأحاديث المنسوبة للنبى (ص)زورا
الزمان المتغير
البداية كانت لقاء مع إنسان اعتقدت ساعتها أنه مجنون بالفعل كان ساخطا غاضبا مما حدث له ومن كثرة الجلوس وحيدا والإنشغال عن العالم ربما نما إلى نفسه أن الناس زوروا التاريخ اليومى قال لى هل تصدق أن الناس زوروا التاريخ ؟فقلت مجاملة له قد يحدث هذا ثم سألته ماذا حدث فقال قلت لهم اليوم الإثنين &Yacuن فقالوا لا اليوم الثلاثاء فقلت الواحد منا فى أحيان ينسى فقال لا أنا لا أنسى أول أول أول أمس كان الجمعة صليت الجمعة وفى اليوم الثانى ذهبت إلى 000وفى اليوم الثالث عملت000واليوم الإثنين هل من المعقول أن يزور الناس فى الزمن ؟قلت اليوم الثلاثاء بالفعل وربما تكون أنت قد نمت يومين من كثرة التعب ومن ثم ظننت أنك نمت يوم واحد .
طال الحديث والقول نفسه على لسانه ثم انتهى اللقاء وخرج من دارى وهو غير مقتنع ومرت الأيام ونسيت هذا اللقاء ولكن كلما شاهدته تذكرت قوله وضحكت فى داخلى ومع هذا كنت ألتمس له العذر ولكن لما كنت بصدد التفكير فى علم الفلك وعلم التقويم لأدرس التأريخ الإسلامى صعد لذاكرتى اللقاء على الفور ربما لأنى وجدت نفسى أمام ثلاث أعمار للنبى (ص)فى كتب ما يسمى الحديث فمرة 60 ومرة 63ومرة 65سنة ومن ثم فهناك تزوير فى السنين وليس فى الأيام فقط يتراوح بين 3وسنتين بالنقص أو بالزيادة الروايات المختلفة وردت فى كتب الصحاح ووردت متتالية وورودها هكذا يعنى أحد أمرين الأول أن جامعى الكتب قصدوا أن يعلمونا أن هذا الدين متناقض ومن ثم يجب علينا تركه والثانى أن جامعى الحديث مجموعة من المغفلين جمعوا الروايات دون تحرى وربما حسبوا أن هذا من باب الأمانة العلمية ففى صحيح مسلم فى كتاب الفضائل ورد العمر 60 سنة فى رواية "حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس 40 فأقام بمكة 10 سنين وبالمدينة 10 سنين وتوفاه الله على رأس 60 سنة وليس فى رأسه ولحيته 20 شعرة بيضاء "(كتاب الفضائل حديث 113(2347)ورواه بإسناد أخر "وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلى بن حجر قالوا حدثنا سليمان بن بلال كلاهما عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن عن أنس بن مالك بمثل حديث مالك بن أنس وزاد فى حديثهما كان أزهر "(كتاب الفضائل ح 113 (00)وفى نفس كتاب الفضائل فى صحيح مسلم ورد خلف الحديث السابق مباشرة أن العمر كان 63 "حدثنى أبو غسان الرازى محمد بن عمرو وحدثنا حكام بن سلم حدثنا عثمان بن زائدة عن الزبير بن عدى عن أنس بن مالك قال قبض رسول الله وهو ابن 63 وأبو بكر وهو ابن 63 وعمر وهو ابن 63"(114(2348)ونلاحظ هنا أن حديث 60وحديث 63 عن شخص واحد وهذا يعنى أن جامع الحديث أراد إخبارنا أن الرجل كاذب لأنه ناقض نفسه أو أنه مجنون حيث يعارض كلامه بعضه بعضا وفى الحديث التالى مباشرة "وحدثنى عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثنى أبى عن جدى قال حدثنى عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة "أن رسول الله توفى وهو ابن 63 سنة"وقال ابن شهاب أخبرنى سعيد بن المسيب بمثل هذا (115-(2349) "وحدثنا عثمان بن أبى شيبة وعباد بن موسى قالا حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن زيد عن ابن شهاب بالإسنادين معا مثل حديث عقيل "(115-(00)وروى عن ابن عباس "حدثنا اسحق بن إبراهيم وهارون بن عبد الله عن روح بن عبادة حدثنا زكريا بن إسحق عن عمرو بن دينار عن ابن عباس "أن رسول الله مكث بمكة 13 وتوفى وهو ابن 63"(117-(2351)وفى نفس الكتاب عن ابن عباس "وحدثنى نصر بن على حدثنا بشر يعنى ابن المفضل حدثنا خالد الحذاء حدثنا عمار مولى بنى هاشم حدثنا ابن عباس "أن رسول الله توفى وهو ابن 65 "(122-(00)"وحدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا ابن علية عن خالد بهذا الإسناد"(122-(00)ونلاحظ نفس المشكلة فابن عباس مرة قال 63 ومرة 65 وهذا يعنى إما أنه كاذب أو مجنون والثالثة التى لم يريدونا أن نفهمها أن الكفار هم الذين وضعوا كل هذه الأحاديث حتى نجن أو نستسلم لها دون تفكير فنؤمن بها دون أى تفكير وليس التناقض فى عمر النبى (ص)وحده وإنما فى عمر أبى بكر أيضا فقد سبق فى إحدى الروايات أنه 63 وفى رواية أخرى عن معاوية بن أبى سفيان فى نفس الكتاب "وحدثنا ابن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى )قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحق يحدث عن عامر بن سعد البجلى عن جرير أنه سمع معاوية يخطب فقال مات رسول الله وهو ابن 63 وأبو بكر وعمر وأنا ابن 63 "(120-(00)وهذا يعنى أن أبا بكر أصغر من النبى (ص)لأنه مات بعده بسنتين ومع هذا ورد صحيح البخارى فى حديث عن الهجرة أن أبا بكر كان أكبر سنا من النبى (ص)فهو شيخ والنبى (ص)شاب "حدثنى محمد حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضى الله عنه قال "أقبل نبى الله إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف ونبى الله شاب لا يعرف "( البخارى ج2 ص 334)وهو تناقض بين ونلاحظ أن الراوى نفسه هو أنس بن مالك وهو الذى قال أنهما توفيا فى سن واحدة ومن ثم فالمراد منا أن نفهمه هو أن أنس كاذب أو مجنون فمرة النبى (ص)أكبر من أبى بكر ومرة أبو بكر أكبر من النبى(ص)فضلا عن الإختلاف بين 60و63 ومن ثم لا يمكن أن تكون هذه الكتب صحيحة وإن سموها الصحاح وفى رواية جابر بن سمرة عند مسلم (كتاب الجمعة حديث 35 –(00)"أن رسول الله كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب والله صليت معه أكثر من ألفى صلاة "وألفى صلاة جمعة تساوى 39 سنة تقريبا بينما الدعوة فى أطول رواية 25 سنة وهو سن 65 وهنا يعنى 40زائد 39أى 79 سنة .
إذا فالرجل عندما قال أن الناس زوروا التاريخ اليومى لم يكن مجنونا وصدقت فيه القولة الشهيرة "خذوا الحكمة من أفواه المجانين "إن تزوير التاريخ بمعنى تبديل الأزمنة ورد فى القرآن فى آية النسىء فقد كان الكفار يبدلون الأشهر الحرام مع الأشهر غير الحرام حتى يستطيعوا أن يحلوا ما حرم الله عليهم فى تلك السنة وقد جعلوا التبديل محرم فى سنة مباح فى السنة التى تليها وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "إنما النسىء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين" ومن المعلوم أن إحساس أى معرفة البشر بالزمن قد تخطىء حتى مع العقلاء بدليل أن أهل الكهف لما استيقظوا بعد 309 سنوات قالوا ردا على سؤال بعضهم "كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم"وحتى الرجل الذى أماته الله مائة عام قال نفس القول بسورة البقرة "قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم"ومن ثم فليس صاحب اللقاء مجنونا إن اعتقد أن الناس قد غيرت الأيام وأما الكفار ففى الأخرة فهم يخطئون فى مدة لبثهم فى الدنيا فمنهم من يقول عشر ساعات وأفضلهم يقول يوما والسبب ما عرفوه من عقاب الله لهم وفى هذا قال تعالى بسورة طه "يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقولون أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما"
انشغلت بهذا الموضوع ومن ثم كان لابد أن أتحدث فيه مع أحد من أهل الذكر فذهبت للعالم معروف بن عبد الخبير فى بلدته وجالسته وبعد السلام وأخذ واجب الضيافة قلت له جئتك سائلا عن التأريخ الإسلامى فقال أورد ابن خلدون فى مقدمته قول لابن شهاب الزهرى يقول "أعيا العلماء أن يعرفوا الناسخ من المنسوخ فى حديث رسول الله(ص)"فقلت متجهما كأنك تلمح أن التأريخ لا يعرف حقيقته فرد قطعا فهناك اختلافات فى التأريخ أولها هو فى شخصية المؤرخ الأول ففى كتاب الإكليل للحاكم من طريق ابن جريج عن أبى سلمة عن ابن شهاب الزهرى "أن النبى (ص)لما قدم المدينة أمر بالتأريخ فكتب فى ربيع الأول "فهنا أول من أرخ النبى (ص) وفى رواية عمر بن الخطاب ففى تاريخ أبو نعيم الفضل بن دكين من طريق الشعبى "أن أبا موسى كتب إلى عمر إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر الناس فقال بعضهم أرخ بالمبعث وبعضهم أرخ بالهجرة فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وذلك سنة سبع عشرة "وفى رواية يعلى بن أمية فقد أخرج أحمد بن حنبل بإسناد صحيح كما يقولون "أول من أرخ التاريخ يعلى بن أمية حيث كان باليمن "فهنا تناقض فى شخصية أول من أرخ فامتعضت وقلت وماذا عن ثانى الخلافات؟فأجاب حادث العد فمرة من الهجرة وهى مقدم النبى (ص)ففى صحيح البخارى "حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبى (ص)ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة "(ج2 ص 339)ومرة من وفاة النبى (ص)فعند الحاكم من طريق مصعب الزبيرى عن عبد العزيز "أخطأ الناس العدد لم يعدوا من مبعثه ولا من قدومه المدينة وإنما عدوا من وفاته "(كل الأقوال بداية من هنا منقولة من كتاب فتح البارى بشرح الإمام البخارى لأحمد بن على بن حجر ج7 ص 268و269)فقلت وما الأمر الثالث فرد مجيبا من قائل التأريخ بالهجرة فمرة كما سبق فى تاريخ أبو نعيم "فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها "وعند الحاكم أن القائل كان على فعن سعيد بن المسيب قال "جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم كتب التاريخ فقال على من يوم هاجر رسول الله وترك أرض الشرك ففعله عمر "وأما الخلاف الرابع فهو فى سبب التأريخ فمرة كان كتاب أبو موسى الأشعرى كما سبق ذكره فى تاريخ أبو نعيم ومرة كان رفع صك لعمر فقد روى أحمد وأبو عروبة فى الأوائل والبخارى فى الأدب المفرد والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال "رفع لعمر صك محله شعبان فقال أى شعبان الماضى أو الذى نحن فيه أو الآتى ؟ضعوا للناس شيئا يعرفونه "ومرة كان السبب قول رجل قدم من اليمن فحدثهم عن التاريخ فقد روى ابن أبى خيثمة من طريق ابن سيرين قال "قدم رجل من اليمن فقال رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا فقال عمر هذا حسن فأرخوا "قلت وخامس التناقضات ؟فقال شهر بداية التأريخ فمرة كانت ربيع أول وهى رواية الحاكم فى الإكليل "أن النبى لما قدم المدينة أمر بالتاريخ فكتب فى ربيع الأول "ومرة بالمحرم ففى رواية تاريخ أبو نعيم "فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان فقال عمر بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا عليه "فضحكت وقلت بارك الله فيك وما سادسها ؟فأجاب قائل التأريخ بالمحرم فقد سبق أنه عمر فى تاريخ أبو نعيم ومرة أخرى عثمان ففى رواية ابن أبى خيثمة "فقال عثمان أرخوا المحرم فإنه شهر حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج "فتساءلت هل هناك سابعا ؟فقال بلى سنة الإتفاق ففى رواية الحاكم فى الأكليل سنة واحد هجرية "أن النبى لما قدم المدينة أمر بالتاريخ فكتب فى ربيع الأول "وفى رواية تاريخ أبو نعيم "فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها وذلك سنة 17"فهنا سنة17 هجرية وفى رواية ابن أبى خيثمة "وكان ذلك سنة 17وقيل16 فى ربيع الأول "فهنا 16 فقلت كل هذه التناقضات فى أمر لا يحتمل سوى شىء واحد والأدهى أن نصدق أن سبب اختيار الهجرة كبداية للتاريخ هو أنها فرقت بين الحق والباطل مع أن المفرق هو الوحى الإلهى ولذا سماه الله الفرقان وأما الهجرة ففرقت بين عهدين عهد الضعف الممثل فى تحمل أذى وظلم الكفار وعهد القوة الممثل فى بدء الدولة الإسلامية والذى بدأ برد العدوان فقال ضاحكا صدقت فسألته ماذا تعتقد أنه حدث فعلا ؟فقال التأريخ بدأ فى عهد النبى (ص)بدليل أن الله أمر بكتابة الديون بقوله بسورة البقرة "يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه"فمن شروط كتابة الدين كتابة الأجل المسمى وهو التاريخ وبدليل وجود عقود لابد فيها من كتابة التاريخ باليوم والشهر والسنة كعقد المكاتبة للعبيد والإماء وعقود الزواج والطلاق وحتى فى غير العقود كالمكتوبات بوفاة أو ولادة لأنها تستخدم فى قضايا الورث والهبة والوصية والإتهام بالزنى وكل هذا وغيره يوجب على المسلمين تأريخ كل ما يتعلق بالحقوق.
خرجت من عند الرجل وقد شككت فى أمور كثيرة وقررت البحث فى كتب الحديث المزعومة عن التقويم وهو الشهر وعدد أيامه لعلم عدد أيام السنة القمرية فوجدت العجب الذى يجعلنا لا نفهم شىء فوجدت فى صحيح البخارى فى كتاب الصوم عدة أقوال فى عدد أيام السنة القمرية أولها أن كل الشهور 29 يوما "حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن جبلة بن سحيم قال سمعت ابن عمر رضى الله عنهما قال النبى (ص)الشهر هكذا وهكذا وخنس الإبهام فى الثالثة "(ج1 ص 327)وفى سنن ابن ماجة (ج1حديث 1656)"حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله كم مضى من الشهر قال قلنا 22 وبقيت8 فقال رسول الله الشهر هكذا والشهر هكذا والشهر هكذا ثلاث مرات وأمسك واحدة "و"حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر عن إسماعيل بن أبى خالد عن محمد بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه قال قال رسول الله (ص)الشهر هكذا وهكذا وهكذا وعقد 29 فى الثالثة "(ج1حديث 1657)وهذا يعنى أن عدد أيام السنة 348يوما وثانى الأقوال أن الشهر إما 29 وإما 30 يوما ففى صحيح البخارى (ج1ص 327)فى كتاب الصوم "حدثنا أدم حدثنا شعبة حدثنا الأسود بن قيس حدثنا سعيد بن عمرو أنه سمع ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى (ص)أنه قال إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا يعنى مرة 29 ومرة 30"وهذا يعنى حسب فهم أن السنة ستة شهور 29 وستة شهور 30 عدد أيامها 354يوما وحسب فهم أن أى شهر يحتمل العددين يعنى أن عدد الأيام يترواح بين 360و348يوما أى يوجد12 إحتمال وثالث الأقوال هو أن الشهور كلها 30 يوما ففى سنن ابن ماجة "حدثنا هشام بن عمار حدثنا بقية حدثنا صدقة بن خالد حدثنا يحيى بن الحارث الذمارى قال سمعت أبا أسماء الرحبى عن ثوبان مولى رسول الله عن رسول الله(ص)أنه قال "من صام 6 أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "(ج1ح 1715)وهذا معناه أن رمضان ب300 حسنة لأن صيام اليوم ب10 حسنات وصيام الستة ب60حسنة مما يعنى أن المجموع 360حسنة ومن ثم يوما وبقسمتها على 12 يكون عدد أيام الشهر 30 يوما ورابع الأقوال أن 10 شهور ناقصة أى 29يوما وشهران فقط 30يوما هما رمضان وذو الحجة ففى صحيح البخارى فى كتاب الصوم(ج1ص 327)حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت إسحاق عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه عن النبى (ص)وحدثنى مسدد حدثنا معتمر عن خالد الحذاء قال أخبرنى عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه رضى الله عنه عن النبى (ص)قال شهران لا ينقصان شهرا عيد رمضان وذو الحجة "وفى سنن ابن ماجة "حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه عن النبى (ص)قال شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة "(ج1حديث 1659)وهذا يعنى أن عدد أيام السنة 350 يوما والملاحظ فى هذا أن هناك إما 4 أقوال فى عدد أيام السنة كلهم منسوب للنبى (ص)زورا وإما 12 قولا حسب الفهم الثانى للقول الثانى ونلاحظ أيضا أن الرجل المروى عنه القولين الأول والثانى واحد وهو ابن عمر ومن ثم فالذين افتروا الأقوال يبينون لنا أنه إما رجل كاذب أو مجنون .
قطعا كل هذا خبل يتسبب فى جنوننا إذا لم نفكر جيدا ومن ثم كان لابد من اللجوء للقرآن الذى ليس به نص يدل على عدد أيام الشهر وإن كان المفهوم من أقوال مثل قوله تعالى بسورة الأعراف "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة "وقوله بسورة البقرة "أربعة أشهر وعشرا "أن الشهر ليس 30 يوما فى كل الشهور لأنه لو كان هكذا لقال الله وواعدنا موسى شهرا أو أربعة أشهر وثلثا شهر باعتبار العشرة ثلث الثلاثين ومن ثم فالشهر إما 30وإما 29 وعدده يعرف من الأهلة التى هى محددات للناس والحج مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج "وقادنى هذا إلى أن عدد أيام السنة لابد أن يكون عددا ثابتا لا يتغير والسبب أن يعرف المفكرون الحق إذا بدل الكفار عدد الأيام أو بدلوا السبت جمعة أو الأحد اثنين 000فيرجعون للعدد الثابت الذى يتميز بأن أول كل السنوات هو يوم واحد مثل السبت أو الجمعة أو الأحد وغالبا هو الأحد وبأن هناك شهران فقط لهما علامتان فى القمر تبين أول الشهور الأربعة الحرم الذى لابد أولها هو أول السنة وأول رمضان وهذا يعنى العدد 350أو 357 يوما فعدد الأسابيع50 أو 51 لا يزيدون ولا ينقصون والدليل على وجود العلامة فى الأشهر الحرم قوله "هى مواقيت للناس والحج "فالحج وهو زيارة البيت الحرام يكون فى الأشهر الأربعة المتوالية فقط وهى ليست منفصلة لقوله بسورة التوبة "فسيحوا فى الأرض أربعة أشهر "فلو كانت منفصلة لقال شهر كذا وشهر كذا وشهر كذا ولابد أن تكون الشهور أول السنة أو أخر السنة ومن ثم يكون عمل القمر وعدد أيام السنة متناسقين فى المدة وفى علامات بدء السنة وبدء الأشهر الحرم الأربعة المذكورة بقوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "وهناك احتمال أن تكون العلامة القمرية المكملة للثلاثين يوما فى شهر محدد غير شهر أول السنة وهناك احتمال أن تكون فى أى شهر من 11 فتكون غير ثابتة فى شهر منهم وهذا احتمال مستبعد دون دليل منى وإن كانت مراقبة القمر لمدة سنة هى التى ستظهر العلامتين ومن ثم سيظهر لنا هل غير البشر أول السنة والأشهر الحرام أم لا ؟وإن كان الراجح عندى أنهم غيروهم كما غيروا معظم الإسلام الحقيقى لهذا الإسلام الباطل الذى نتعايش معه منذ أزمان بعيدة ومن العجيب أن ترتيب شهور السنة لم يرد فيه نص كامل يوردها كلها والنص الوحيد الذى رتب 6 شهور هو قولهم "ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة 12 شهرا منها 4حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فذ رجب الذى بين جمادى وشعبان "(البخارى وأبو داود )فمن هنا عرفونا أن جمادى يليه رجب يليه شعبان وهذا ترتيب لثلاثة شهور وعرفونا أن ذو القعدة وذو الحجة والمحرم متوالين فى الترتيب ورتب قولهم "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصوم الدهر "(سنن ابن ماجة ج1 حديث 1716)شهرين رمضان يليه شوال ورتب قولهم "عن أم سلمة قالت كان رسول الله(ص)يصل شعبان برمضان "(سنن ابن ماجة ج1حديث 1648)وهذا يعنى أن الشهور المعروفة فى الأقوال مرتبة هى جمادى ورجب وشعبان ورمضان وشوال وأما الشهور الأخرى فلم يذكر ترتيبها فى أى حديث وإن كان الثلاث المتواليات مرتبة إلا أن ترتيبها غير متصل بالخمسة المرتبين أو غيرهم ومن ثم فنحن أمام أمر جنونى وهو أن ترتيب شهور السنة لابد أن يكون مذكور فى نص من الوحى ولكن هذا النص غير موجود معنا مع أن هذا الترتيب مهم للمسلمين فى حياتهم فى الصيام والحج ومن ثم لا يمكن أن تكون تلك النصوص الحديثية هى حديث النبى(ص)الذى هو مبين أى مفسر لما أجمل فى القرآن مصداق لقوله تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "فالذكر وهو الحديث مبين للتنزيل وهو القرآن ومن العجيب أن الناس سواء فى كتب الحديث والسير والمغازى والتقاويم وغير هذا أطبقوا على أن تسمية الشهور برمضان وشعبان وذو الحجة وغيرها من أسماء الشهور12 مستحدثة فى عهد محمد(ص)مع أن القرآن يقول بسورة البقرة "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "وهذا يعنى أن رمضان كان موجودا فى كل الأمم عبر مختلف العصور منذ آدم (ص)كما أن قوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم "دال على أن تسمية الشهور الحرم معروفة منذ بدء الخليقة ومنها الإنسان الأول آدم (ص)ومن ثم فالتقاويم المنسوبة لعاد وثمود وغيرهم هى تقاويم مختلقة على ألسنة المفترين على الله كما أن التقاويم الجنونية الشمسية وغيرها فى مختلف البلاد هى تقاويم كاذبة حتى وإن ربطها الناس فى كل بلد بالمناخ والزراعة والسبب هو أن المناخ يتغير والزراعة تتغير وفى أحيان كثيرة لا تنطبق القواعد التى تقولها الأمثال عن الشهور المفتراة على الواقع ومن ثم وجب البعد عنها .
إن معنى عدم وجود هذا الترتيب للشهور هو أننا قد نكون نصوم فى غير رمضان ونحج فى غير الأشهر الحرم ومن ثم فإن علامتى القمر لابد أن إحداهما تحدد أول الشهور الأربعة الحرام وأن الثانية تحدد رمضان حتى ينتظم لنا أداء الحكمين الحج والصيام وإلا أصبح كل هذا ضرب من الجنون ،لقد فكرت فى شراء أو قراءة بعض كتب علم الفلك وعلم التقاويم لأعلم هل سجل العاملون بهما علامتى الشهرين فى القمر ومع هذا لم أجد بعد الشراء والقراءة أى شىء عنهما وهذا يعنى أنه أمر متعمد عدم ذكره فى تلك العلوم حتى لا يستدل المسلمون بهما على أداء أحكام دينهم وحتى من ينسبون للإسلام من العاملين بتلك العلوم لم يدرسوا هذا الأمر وقطعا تم محو كتب من درس الأمر منهم حتى نظل جهلة لا ندرى شىء وقد سار من بعدهم على هذه العادة فلم يدرسوا الأمر ومن ثم ظللنا جهلة حتى الآن لذا قررت بينى وبين نفسى أن أقوم بدراسة القمر لمدة 12 شهرا فى الأيام التى تبتدىء فيها الشهور ومن خلال المشاهدة العينية وقد وجدت أن السماء فى الليل تمتلىء بالنجوم وكل مجموعة منها تتخذ موقعا محددا تتحرك فيه من أول ظهورها حتى غيابها عند النهار كما أن موعد ظهورها وموعد غيابها ليس واحدا فى كل الليالى وإنما متغير قليلا ممثل فى دقائق أو كثيرا ممثل فى ساعات ووجدت أن النجوم لكل منها قوة إشعاع مختلفة عن الأخرى لذا نرى بعضها لامع وبعضها خافت وبعضها بين اللمعان والخفوت كما وجدت أن مراقبة النجوم من بلدة لأخرى تبتعد عدة أميال يدلنا على أن كل بلدة لها أوقات طلوع وأوقات غياب محددة تختلف عن غيرها والفروق بين البلدات القريبة تقدر بالثوانى والدقائق وبين البلدات المتباعدة تقدر بالساعات وأما القمر فمثله مثل النجوم له أوقات طلوع وغياب وله أوقات سطوع وأوقات خفوت وهو يظهر بالنهار كما يظهر بالليل ووجهه يتغير من يوم لأخر بالزيادة أو بالنقص ويظهر فيه مناطق للعين كأنها غائرة وهى التى تبدو إشعاعاتها ضعيفة ومناطق أخرى بارزة هى التى تبدو إشعاعاتها قوية ويسمون الغائرة بحارا دون سند من العلم ولدى إحساس غامض بأنها خريطة الأرض معكوسة على هذه المرآة المسماة القمر .
لقد وجدت أن أول السلسلة يقود لأخرها فإذا كان أول السلسلة تغيير فى السنوات ثم فى الشهور ثم فى الأسبوع ثم فى اليوم فلابد أن يكون هناك تزوير فى أجزاء اليوم فى الليل والنهار فى الساعات لما لا ؟لا يوجد مانع من أن يكون هناك كذب فى تعريف الليل والنهار و فى ساعاتهما بدليل أن صلاة الفجر وهى الصبح يصلونها فى ظلام الليل بل ويعتبرون من لم يصلها فى الظلام وقبل طلوع الشمس غير مدرك للصلاة مع أن الله يقول فى سورة القدر "حتى مطلع الفجر "أى حتى مشرق النور أى حتى ظهور النهار فالفجر هو النهار ومع أن الله يقول أن أول وقت الفجر هو وقت تبين السواد وهو ظلام الليل من البياض وهو نور النهار وذلك بقوله بسورة البقرة "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر "ومع أن الله بين أن الظلام هو غسق الليل فقال بسورة الإسراء "إلى غسق الليل "ومع أن الله بين أن النجوم لا تظهر إلا فى ظلمات الليل فقال بسورة الأنعام "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر "إن محددات بداية الليل والنهار ونهاياتهما فى الأحاديث جنونية فالليل يبدأ عقب اختفاء قرص الشمس ففى صحيح البخارى (ج1ص 335)سرنا مع رسول الله وهو صائم فلما غربت الشمس قال إنزل فاجدح لنا قال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال يا رسول الله إن عليك نهارا قال إنزل فاجدح لنا فنزل فجدح ثم قال إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم وأشار بإصبعه قبل المشرق "ولو اتبعنا قاعدة قرص الشمس كما فى هذا القول لكان النهار يبدأ من بداية ظهور قرص الشمس ولكنه عند القوم يبدأ قبل ظهوره بحوالى 10أو 15 دقيقة ومن ثم فهناك خبل فى هذا فلابد أن يكون الليل بدايته عقب اختفاء قرص الشمس ونهايته ظهور قرص الشمس وإما أن يكون غير هذا وهو الحق وهو وقت الظلام لقوله تعالى بسورة يس "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون "وقوله بسورة الإسراء "فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة "أى فأظلمنا وقت الليل وخلقنا وقت النهار منير وقال بسورة يونس "كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما "فكل هذا وغيره يدل على أن الظلام يعنى الليل ومن ثم فوقت الغروب وما قبل الشروق ليسا من وقت الليل وإنما وقت الليل يبدأ بظهور أول كوكب أى نجم مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "فلما جن عليه الليل رأى كوكبا "فالليل هو وقت ظهور النجوم وهى الكواكب مصداق لقوله بنفس السورة "وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها فى ظلمات البر والبحر "وينتهى بإدبار أخر نجم من السماء بدليل أن الله اعتبر إدبار النجوم وقت غير الليل فقال بسورة الطور "ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم"فوقت إدبار النجوم هو النهار ومن ثم فنحن نفطر فى رمضان فى وقت خاطىء يسبق الموعد الحقيقى بربع أو ثلث ساعة وهو موعد ظهور أول نجم فى السماء الدنيا ونلاحظ جنونا فى توقيت الساعات ف12 فى الليل هى منتصف الليل مع أن النصفين غالبا لا يتساويان كما أن النهار والليل لا يستهلان بالساعة الواحدة وإنما يستهلان بالخامسة والسادسة والسابعة والثامنة وأحيان أخرى أكثر وهو أمر جنونى فبداية أى أمر هى الواحد لذا لابد من العودة للوحى فالله جعل للنهار توقيت ولليل توقيت وهذا يعنى أن النهار له طرفان أى نصفان مصداق لقوله تعالى بسورة هود"وأقم الصلاة طرفى النهار "ومن ثم لابد أن يبدأ بالساعة الواحدة فالثانية 000وهكذا والليل مثله بدليل أن الله قسمه لنصفين وأثلاث يقوله بسورة المزمل "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"وقطعا ليس ضروريا تساوى ساعات الليل والنهار فقد يكون هذا أكثر من ذاك والعكس ولكل بلدة أو عدة بلدات متجاورة توقيت محدد طول السنة وطوال كل السنوات فكل يوم فى السنة يبدأ النهار فى دقيقة معينة منه ومثله الليل ومن ثم لا داعى للتوقيت الولاياتى وكل بلدة يكون لها توقيتها المحلى ومن هذا التوقيت يعرف منتصف نهار كل يوم ومنتصف ليل كل ليلة وحتى تقسيم اليوم ل24 ساعة من الممكن تبديله لو وجدنا تقسيم أفضل مثل تقسيمه لست ساعات ثلاث ليلا وثلاث نهارا والمهم هو الوصول للوضع المناسب الذى يناسب أعمالنا مثل الصلاة فمثلا صلاة النهار وهى صلاة الصبح أى الفجر تصلى فى وقت محدد هو ما قبل الظهيرة أى من غياب أخر نجم من السماء حتى بداية الظهيرة لقوله بسورة النور "من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "ومن ثم تكون الساعة الأولى نهارا ساعة الصلاة ثم الساعة الثانية الظهيرة وهى ساعة وضع الثياب وهو التخفف من الملابس فى البيوت ثم الساعة الثالثة العصر ومن ثم يكون النهار مقسم لثلاث أثلاث والليل مثلا تكون ساعته الأولى ساعة صلاة العشاء ثم ساعة القيام ثم ساعة النوم وهى تقاسيم راجعة للإنسان وفعله ومن ثم فهى تقسيمات غير ثابتة ونلاحظ خبلا فيما يسمى خط التوقيت الدولى وهو خط متعرج يمر فى ما يسمى المحيط الهادى فلو كان خطا سليما لكان مستقيما وحتى ما يسمى مركز التوقيت العام المعروف بخط جرينتش لا يوجد فى مركز الأرض وإنما فى مكان بعيد عن المركز ومن ثم وجب إما جعل مكة الحقيقية هى المركز وإما إعتماد كل بلدة لتوقيتها دون إعتبار للبلاد التى حولها كما أن خط التوقيت الدولى ليس له أهمية فالعبرة فى عدد الأيام هو بمنزلة القمر فى كل بلدة وليس بأى شىء أخر وكل مناطق العالم تشترك مع بعضها فى جزء من اليوم ومن ثم يجب ألا نهتم به إطلاقا .
فكرت وقلت أين سنجد حقيقة الشهور والأيام ولم أجد سوى الكعبة الحقيقية فلابد أن يكون هذا فى الكتاب الذى يفصل أى يبين كل شىء ولم يفرط فى شىء لقوله تعالى بسورة الإسراء"ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شىء فصلناه تفصيلا "لقد عرفنا الله أنه حفظ الذكر وهو الوحى كله فقال بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "والذكر يشمل القرآن وبيانه وهو حديث النبى (ص)المفسر للقرآن المنزل مصداق لقوله بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"وهذا الحفظ يعنى أنه لا يمكن إدخال أى كلمة باطلة فى الوحى المحفوظ مصداق لقوله بسورة فصلت "إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "ومن ثم فما نسميه حديث النبى(ص)وسنته الموجودة فى كتب البخارى ومسلم وغيرهما ليست هى الكتاب أى الذكر المحفوظ لأن بها باطل كثير حيث نلاحظ تناقضا داخل الكتاب الواحد فى الأحكام والأخبار فضلا عن التناقضات بين الكتب وبعضها والقرآن يبين لنا أن الكتاب وهو الوحى الممثل فى القرآن وبيانه أى تفسيره لم يترك أى لم يفرط فى ذكر شىء أى حكم أى قضية فهو تبيان أى تفصيل لكل شىء مصداق لقوله بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء"وقوله بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"وقوله بسورة يوسف "ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء"والحديث أى السنة الحالية فيها تفريط كثير فى الأحكام فمثلا لا يوجد فى أى كتاب منها محرمات الرضاعة فى الزواج كلها ولا توجد كيفية صلاة الجنازة كاملة فى أى كتاب منها ولا يوجد فيها الأحكام العقابية مثل حكم آكل الأكل المحرم كلحم الخنزير ومن ثم فليست هى الذكر المحفوظ وقد بين القرآن لنا أن الأحكام فى الكتاب وهو الذكر مسطورة أى مكتوبة مثل ولاية النبى(ص)وكون زوجاته أمهات للمؤمنين وولاية أصحاب الأرحام لبعضهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك فى الكتاب مسطورا "ومثل إهلاك القرى وتعذيبها قبل يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء"وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك فى الكتاب مسطورا " ولذا أقسم الله بنون والقلم وما يسطرون فنون هم الناس كتبة الوحى والقلم المعروف وما يسطرون هو الوحى لأن الله لا يقسم بالكتابة الباطلة وإنما بكتابة الحق وهو الوحى كما نلاحظ أن الله سمى الوحى كله القول الثابت فقال بسورة إبراهيم "يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الأخرة "وهذا معناه أنه باقى محفوظ لا يتغير كما بين الله لنبيه(ص)أنه يحفظ كل وحى من عبث وهو تحريف أى أمنية أى قول الشيطان وهو كل كافر حيث يمحو أقوال الكفار ويحفظ آياته وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته"وقد أخبرنا الله أن القرآن موجود فى لوح محفوظ أى فى كتاب مكنون أى محفوظ وهو الكتاب المسطور الذى هو موجود فى رق منشور وفى هذا قال بسورة البروج"بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ"وقال بسورة الواقعة "إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون "وقال بسورة عبس "فمن شاء ذكره فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى سفرة كرام بررة "ومن هنا نعلم أن الكتاب المحفوظ موجود فى مكان لا يدخله إلا المطهرون وهم السفرة الكرام البررة وهم يسافرون للحج والعمرة وهذا المكان هو الكعبة الحقيقية أى البيت المعمور الذى يعتمره المسلمون وفى هذا قال تعالى بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "والدليل على أنها الحقيقية وليست الحالية هو أن الله حرم دخول الكعبة على غير المسلمين فقال بسورة التوبة "يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا "ونلاحظ أنه هنا سماهم نجس وضده طهر والمسلمون هم المطهرين الذين يتواجدون فى مساجد التقوى لقوله بسورة التوبة "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين "كما أن الحقيقية هى المكان الوحيد الذى لا يقدر أى إنسان على ارتكاب ذنب فيه لأن من يرد أى يقرر فقط ارتكاب الذنب دون أن يفعله فيها يكون عقابه هو العذاب الأليم فى الدنيا والأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "ومن ثم فلا أحد من الكفار يقدر على تحريف اللوح المحفوظ فى الكعبة لأنه يهلك قبل أن يحرف أى شىء أو يطمسه واللوح المحفوظ عبارة عن صحف مصداق لقوله بسورة البينة "رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة "أى فيها أحكام عادلة كما بين القرآن أن الوحى المنزل على محمد(ص)ليس هو الموجود فى الكعبة وحده وإنما معه ذكر ما قبله من الرسل (ص)بدليل قوله هذا فى قوله تعالى بسورة الأنبياء "قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى "وبدليل أنه بين لهم مما أخفوه من كتبهم التوارة والإنجيل وغيرهم الكثير وفى هذا قال بسورة المائدة "يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب "وبين الله لنا أن عند اختلاف المسلمين فى حكم قضية ما عليهم أن يردوا الحكم لله وقطعا لا أحد يكلم الله ولا يلقاه لأنه ليس فى مكان ومن ثم فإن الله يعنى كتاب الله وهو الكتاب الذى يضم القرآن والبيان وهو ما نسميه الحديث المفسر للقرآن والقرآن الحالى ليس له بيان ومن ثم فكتاب الله موجود فى مكان ما حتى يتم الرد إليه وهو الكعبة وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله "