المهدى

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٩ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه حكاية عن المهدى المزعوم وهو حكاية متخيلة تدرس أحاديث المهدى الكاذبة عند الشيعة والسنة

المهدى
عن رجاء بن المحمدى قال :
كان جارنا عبد الله رجل طال به العمر ولم ينجب هو وزوجته أولادا رغم طول فترة زواجهما ثم شاء الله أن تحمل زوجته ولدا سماه محمدا على اسم النبى (ص)الكريم وكان عبد الله رجلا طيبا نقى السريرة يعامل إخوانه وجيرانه بالحسنى وقد نشأ ابنه محمد فى كنفه وتحت رعايته فحفظ القرآن وأرسله وÇig;الده لمساجد لتعلم علوم الحديث والفقه وغيرها من علوم الشريعة وقد اشتهر ولده محمد بأنه هادىء الطباع فكان كل من يعامله ويعاشره فترة يقول عنه أنه ولد مهدى أو يقول إنه ولد هداه الله ومن ثم اشتهر عند أطفال البلدة باسم المهدى ونسى الناس اسم محمد بمرور الزمن وكان لا يذكره سوى الأقارب وكان عبد الله والده من الفرع الحسينى كما يقال من ذرية النبى (ص)الذى لم تكن له ذرية تنسب إليه كما قال تعالى بسورة الأحزاب "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "والحقيقة إن كان ينسب حسب القرآن فى قوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لآباءهم "فإنه لابد أن ينسب لوالده الحسن ومن المعروف تاريخيا أن والده هو على بن أبى طالب وكان عبد الله مهتما بولده حريصا على سلامته لذا كان يسير حرسا خلفه ليسوا بجند ظاهر للناس وإنما كان يتزيون بزى طلبة العلم ويزاملون محمدا فى المساجد روحة ومجيئا وكان عددهم يزيد على العشرة وكان سبب هذا هو ظن عبد الله أو ولده سيكون هو المهدى نتيجة تصديقه الحديث المنسوب للنبى (ص)زورا أن المهدى من ذريته وأن اسمه يوافق اسمه واسم والده يوافق اسم والده
عن أبى بكر السهيلى عن ابن مسعود الترمذى قال
سمعت زر بن طلحة على منبر أحد مساجد خراسان يخطب الناس قائلا الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على رسول الهدى محمد وعلى من أطاع هداه وأول الكلام هو المهدى أطل عهده وهو ولد الرسول واسمه على اسمه محمد واسم والده كاسم والد الرسول وقد ورد فى سنن أبى داود وصحيح الترمذى عن عبد الله بن مسعود عن النبى (ص)قال "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا من أو من أهل بيتى يواطىء اسمى واسم أبيه اسم أبى "وقال أبو داود فى الباب نفسه عن النبى (ص)قال "لو لم يبق من الدهر إلا يوما لبعث الله رجلا من أهل بيتى يملؤها عدلا كما ملئت جورا "وفى سنن ابن ماجة ومستدرك الحاكم عن أم سلمة قالت "سمعت رسول الله يذكر المهدى فقال نعم هو حق وهو من بنى فاطمة "وفى سنن أبى داود وتابعه الحاكم عن أبى سعيد الخدرى قال "المهدى منى أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين "وعن أبى سعيد
أن رسول الله(ص)قال "تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتى فيملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما "وعند ابن ماجة عن على قال قال رسول الله (ص)"المهدى منا أهل البيت يصلح الله به فى ليلة "وعند الطبرانى فى المعجم الأوسط عن على أنه قال للنبى (ص)أمنا المهدى أم من غيرنا يا رسول الله فقال بل منا بنا يختم الله بنا كما فتح يستنقذون من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينه كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك قال على أمؤمنون أم كافرون قال مفتون وكافر "فيا أيها الناس كل مسلم على سطح كل مصر فى الأرض عليه أن يبحث عن المهدى حتى ننصره ونؤمن به فينصرنا ونحول ظلام الحكام إلى عدل وقسط
حدثنا أحمد بن على قال حدثنا محمد بن زين العابدين قال :
خرجت فيمن خرج عندما سمعنا بأمر ظهور المهدى ،كنا نعد بالمئات وسرنا على أقدامنا وركبنا ظهور الخيل والبغال والحمير إلى المكان الذى يعيش فيه وفى الطريق اعترضنا فريق من أحد الجيوش المناوئة المعادية للمهدى عندما عرف بأننا ذاهبون إليه وقد خطبنا قائدهم بهلول الذى يقال له المجنون فقال :
يا قوم ألا تعقلون ؟كيف تتركون بلادكم ودياركم وأموالكم وأسركم وعيالكم وقد قال الحديث فى سنن ابن ماجة وفى المستدرك للحاكم "يكون فى أمتى المهدى إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم أمتى فيه نعمة لم ينعموا بمثلها قط تؤتى الأرض أكلها ولا يدخر منه شىء والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول يا مهدى أعطنى فيقول خذ "؟إن المهدى المذكور هنا الغنى والثروة فى عهده بلا تعب وفى كل مكان وليس فى مكان تواجده إذا لماذا تذهبون إليه إذا كان خيره سيصلكم فى بلادكم أليس منكم رجل رشيد ؟يا قوم أليس الحديث عند ابن ماجة يقول "المهدى منا أهل البيت يصلح الله به فى ليلة "فكيف يكون المهدى هو الذى تذهبون إليه وقد مضى على خروجه سنة أو أكثر ولم ينصلح الحال بدليل فقر أكثركم وتعبكم هذا ؟إنكم مجهدون متعبون ولولا الحاجة والفقر ما خرجتم مع أنه يصلح الأمر فى ليلة واحدة ؟ارجعوا لدياركم يرحمكم الله وإيانا فإن يكن هو المهدى حقا –إن كان هناك مهدى – فإنه يأتيكم فى بلادكم ولن نقدر نحن أو غيرنا على منعه عنكم
فقلت له ولكن ابن ماجة ذكر فى حديث أخر "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدى يعنى سلطانه "وهذا يعنى أن له جيش يساعده على تولى الملك والسلطان وسنكون نحن منهم فقال بهلول المجنون أى مشرق يأتون منه وكل بلدة من بلاد الله لها مشرق ولها مغرب فالشمس تشرق من كل البلاد وتغرب عن نفس البلاد فأى مشرق تتحدث عنه وأنتم آتون من بلاد تسمى بلاد المغرب ؟!
أفحمنا بهلول المجنون الذى قال أيضا يا قوم كل من اهتدى للحق مهدى أليس القرآن يقول "من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه "
عن السيد بن جلال الدين أخبرنا محمد البزار قال :
فى أحد الدروس التى كان الفقيه عبد الله بن حذافة البداودى يلقيها سأله صديقنا أحمد بن يعلى فقال يا فقيه أفتنا فى أمر المهدى فقال الفقيه الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد لا مهدى فى الإسلام بالمعنى المعروف فتساءل عليان القمى ما معنى هذا ؟فرد الفقيه :المعنى لا يوجد شخص بعينه فى المسلمين اسمه المهدى يقوم بما سمعتموه فى الأحاديث الشهيرة فكل المسلمين مهديين أى مهتدون مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام"الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "وقوله بسورة الأعراف "من يهد الله فهو المهتد "فقال عليان :إذا فكل الأحاديث عن المهدى موضوعة فابتسم الفقيه وقال يا أولادى سأخبركم الآن بالتناقضات فى تلك الأحاديث وأولها شخص المهدى فهو مرة من النبى (ص)فعند أبى داود والترمذى "رجلا منى "وعند الحاكم وأبو داود "المهدى منى "وهذا يعنى أنه ابنه وكما هو معروف فليس للنبى (ص)أولاد ذكور أنجبوا فيما بعد رجالا ومرة من ولد فاطمة فعند الحاكم فى المستدرك وفى سنن ابن ماجة "المهدى من ولد فاطمة "والسؤال كيف ينسب النبى (ص)ولدا لأنثى مخالفا قوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لآباءهم "؟والحالة لا تسمح بهذه النسبة حتى فى حالة عدم معرفة الأب لقوله ببسورة الأحزاب "فإن لم تعلموا أباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم "ومن ثم فلا ينسب للأم وإنما يسمى مولى عائلة فلان وليس فلانة ومرة المهدى رجل من الأمة أى ليس له علاقة نسب بالنبى (ص)فعند الطبرانى فى الأوسط "يخرج رجل من أمتى "ومرة المهدى من الفرع العلوى الحسنى فعند أبى داود "قال على ونظر ابنه الحسن إن ابنى هذا سيد كما سماه رسول الله سيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم "وهنا نفس الخطأ وهو نسبة الولد للنبى (ص)"ابنى"فليس للنبى (ص)أولاد حتى ينسب الولد لنفسه مخالفا قوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لآباءهم "وهو شىء لم يحدث ومرة المهدى هو عيسى بن مريم (ص)فعند البيهقى "لا مهدى إلا عيسى بن مريم (ص)"فقلت يا إمام وما ثانيا ؟فرد قائلا مكان خروج المهدى فهو عند الحاكم فى المستدرك يخرج فى مكة "قال فإنه يخرج من بين هذين الأخشبين قلت لا جرم والله لا أدعها حتى أموت ومات بها "وعند ابن ماجة والطبرانى فى الأوسط يخرج من جهة الشرق فعنده "يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدى يعنى سلطانه "وعند الطبرانى "فعليكم بالفتى التميمى فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدى "فقال عيسى الجزار كم مدة حياته فقال الفقيه عند الترمذى وابن ماجة والحاكم والحاكم يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا من السنين "إن فى أمتى المهدى يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا قال قلنا وما ذاك قال سنين "وعند الحاكم أيضا "يخرج فى أخر أمتى المهدى 000يعيش سبعا أو ثمانيا يعنى حججا "وهذا يعنى أنه طفل ومدة حياته فيها تناقض بين خمس وسبع وثمان وتسع سنوات قلت وهل يكون الطفل وهو سفيه مهدى ؟ضحك وقال قطعا لا لأن الوحى لا ينزل إلا على الرجال كما قال تعالى بسورة يوسف "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى "والطفل لا يعقل فى هذه السن إلا قليلا فكيف يكون مهديا حاكما للأرض بالعدل ؟ثم قال وأما مدة ملكه فمتناقضة فمرة سبعة كما فى حديث أبى داود "يملك سبع سنين "ومرة ليلة واحدة كما فى حديث ابن ماجة "والمهدى منا أهل البيت يصلح الله به فى ليلة "ومرة سبعة أو تسعة كما فى حديث الحاكم وابن ماجة "يكون فى أمتى المهدى إن قصر فسبع وإلا فتسع "وعند الشيعة أقوال منها"ملك القائم منا تسعة عشر سنة ،إن القائم يملك ثلاثمائة وتسعة سنة ،فيكون سنى ملكه سبعون سنة من سنيكم (تاريخ ما بعد الظهور ص 436)رووا عن على بن أبى طالب أنه قال... قال ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين (الكافى 1/ 338 )عن أبى عبد الله أه قال ليس بين خروج القائم وقتل النفس الزكية إلا خمسة عشر ليلة (تاريخ ما بعد الظهور ص185 )وهذا يعنى سنة 140 هجرية وعن أبى عبد الله جعفر الصادق قال كذب الوقاتون إنا أهل البيت لا نوقت (أصول الكافى 1/386 – الغيبى للنعمانى 189 )وكل هذا متناقض
استلقيت على قفاى من الضحك فقال الفقيه أضحكك الله وإيانا لماذا تضحك ؟قلت هذا معناه أنه نزل من بطن أمه مهديا ملك الأرض وحكمها وهو يرضع الثدى فكيف حكمها مثلا قبل أن يتعلم الكلام ويقول أمى وأبى ؟!ابتسم الرجل وضحك الجمع وقال وعند الشيعة تناقضات فى أم المهدى فهى مرة جارية ومرة حرة والجارية اختلفوا فى اسمها فهى مرة نرجس ومرة مليكة ومرة خمط ومرة صقيل ومرة حكيمة ومرة ريحانة ومرة سوسن فقال أبو قتادة الجندى والحرة ؟فقال لم يختلفوا فيها فهى مريم فقال أحمد بن على السندى هل يوجد شىء عن سنة ولادته ؟ فقال الرجل اختلفوا فى ولادة محمد بن الحسن فى السنة فمرة ولد فى السنة التى توفى فيها أبوه بعد الوفاة بثمانية شهور ومرة ولد قبل الوفاة سنة 252 هـ ومرة سنة 255 هـ ومرة سنة 256 هـ ومرة سنة257 هـ ومرة سنة 258 هـ واختلفوا فى اليوم فمرة 8 ذو القعدة ومرة 8 شعبان ومرة 15 شعبان ومرو 15 رمضان ( الغيبة للطوسى ص 159و160)فقال صاحبنا السيد بن عبد الباقى الجوزجانى سمعت أنه نشأ غير كل البشر فهل هذا صحيح ؟فقال هناك ثلاث أقوال عن أبى الحسن أولها إنا معاشر الأوصياء ننشأ فى اليوم مثلما ينشأ غيرنا فى الجمعة وثانيها إن الصبى منا إذا أتى عليه شهر كان كم أتى عليه سنة وثالثها إنا معاشر الأئمة ننشأ فى اليوم كما ينشأ غيرنا فى السنة (الغيبة للطوسى ص159و160)فهنا اليوم مرة أسبوع ومرة 12 يوم ومرة سنة وكله متناقض وعن رجل واحد فقلت وأين يقيم المهدى ؟فقال وهو يضحك مرة قالوا فى طيبة ومرة فى جبل رضوى بالروحاء ومرة ذى طوى بمكة ومرة بسامراء ومرة بوادى شمروخ باليمن ومرة فى الجزيرة الخضراء( بحار الأنوار ص102و108)فقال على بن نبيل السماوى وكيف يعود المهدى فى أى صورة ؟فابتسم الرجل وقال هناك أقوال متناقضة فمرة "يظهر فى صورة شاب موفق ابن 32 سنة (تاريخ ما بعد الظهور ص360)ومرة "يخرج وهو ابن 51 سنة (تاريخ ما بعد الظهور ص361)ومرة "يظهر فى صورة شاب موفق ابن 30 سنة (الغيبة للطوسى ص420)ومرة لا يعرفون فعن"المفضل قال سألت الصادق يا سيدى يعود شابا أو يظهر فى شيبه قال سبحان الله وهل يعرف يظهر كيف شاء وبأى صورة شاء "(بحار الأنوار 53/7) ثم قال صديقنا عبدون الجزائرى هذا يا فقيهنا هذا من جهة النصوص الكاذبة فماذا عن رجال أسانيد تلك الأحاديث الكاذبة الموضوعة ؟فقال الفقيه درس البعض أحاديث المهدى من جهة الأسانيد فوجد كل الأسانيد فيها كلها رواة ضعاف كثير منهم متهم بالكذب ومنهم متهمون بالسفه والجنون وعلى ما أذكر فهم أبو بكر الإسكاف وقطن بن خليفة وعمر بن أبى قبيس وأبو إسحاق الشيعى وهلال بن عمر وأبو الحسن وعلى بن نفيل وعمران القطان وزيد العمى وأبو هارون العبدى وأسد بن موسى والحسن بن يزيد ويزيد بن أبى زيادة وياسين العجلى وعبد الله بن لهيعة وعمر بن جابر الحضرمى وعمار الذهبى وعكرمة بن عمار وعلى بن زياد وعبد الله بن زياد وسعد بن عبد الحميد وإسماعيل بن إبراهمن بن مهاجر وإبراهيم بن مهاجر وأبا قلابة الجرمى وعبد الرزاق بن همام وعمر بن جابر ومحمد بن مروان العجلى ورجاء بن أبى رجاء اليشكرى وداود بن المحبر بن قحزم والمحبر بن قحزم وعبد الله بن عمر العمى والمثنى بن الصباح ومحمد بن خالد الجندى فقلت متسائلا وما الغرض من وضع أحاديث المهدى ؟فهز رأسه وقال حتى يسكت الناس على ظلم الحكام وتحريفهم للحق منتظرين أن يأتى المهدى فيغير الظلم إلى العدل دون جهد أو تعب من الناس فقال عبدون إذا فهم أرادوا من الناس أن يضحكوا على أنفسهم بخرافة المهدى أو المخلص المنتظر فضحك أحمد العدنى وقال أليس من الغريب أن معظم الأديان بها خرافة الشخص المنتظر الذى يعيد للناس العدل المفقود بعد الظلم الموجود؟فابتسم وقال ليس هذا غريبا وإنما هو اتفاق عام بين الحكام تم وضعه فى الأديان ضمانا لسكوت العامة على ظلمهم وأخذ حقوقهم من قبل الحكام وأشياعهم فقلت ولكن الإسلام حرم السكوت على الظلم وهو الكفر معتبرا الساكتين كفارا يستحقون دخول النار لركونهم للظالمين فقال بسورة هود "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "فقال الفقيه صدقت فالإسلام طالبنا بعصيان الحكام والخروج عليهم إذا خرجوا على أحكام الإسلام فقال بسورة الأنفال "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب "فهنا الفتنة وهى العقاب لا تنزل على الظالمين خاصة وإنما تنزل على المظلومين أيضا لأنهم أطاعوا الظالمين وسكتوا على ظلمهم فقلت وما العمل إذا يا فقيه ؟فقال العمل هو محاربة هذا المهدى وكل من يخالف أحكام الإسلام من الحكام لأن لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ولو طبقنا خرافة انتظار المهدى فلن يتغير الظلم حتى يوم القيامة وهو ما يأباه دين الله حيث إنه إطفاء لدين الله الذى أنار به بصائر المسلمين فى كل عصر
حدثنا مسلم التبوذكى حدثنا الجساسة بن تميم قال :
فى أعقاب معاركنا الأولى مع جيوش المهدى بقيادة الفقيه بن حذافة والتى انتصرنا فيها كان الرجل يحدثنا فى المساجد أو فى أوقات الراحة فى الميادين الحربية أو فى الخلاء أو فى المزارع فى أى موضوع ،لقد كان انتصارنا سهلا فى البداية فقد كان المهدى ومن معه يدفعون بالبسطاء من الناس إلى آتون المعركة رغم أنهم لا يجيدون الكر والفر وأساليب الحرب وحمل السلاح وكان السر بالدفع بهم هو استغلال قوة إيمانهم بخرافة المهدى ليدافعوا أو ليهاجموا غير المؤمنين بها والتى تدفع المؤمنين لبذل أنفسهم دفاعا عن قولة ما أنزل الله بها من سلطان ،مات الكثير من القوم ولكن كما يقال إن كثرة ممارسة الشىء تجعل الممارس يجيد الشىء ومن ثم أصبح لدى المهدى بمرور الأيام محاربين متمرسين على الحرب ومن ثم كان القتال وجها لوجه معهم فيما بعد صعب ومتعب ومن ثم فإن الفقيه ابن حذافة كان يبتكر لنا هو وبعض منا أساليب تريحنا من المواجهة الشرسة فى كثير من الأحيان وفى ذات يوم قلت للفقيه ونحن جلوس تحت ظل شجرة كبيرة :ما علاقة المهدى بالدجال ؟فقال ذكر أبو بكر الإسكاف فى فوائد الأخبار حديث قال فيه ناسبا الحديث للنبى (ص)وهو منه برىء "من كذب بالمهدى فقد كفر ومن كذب بالدجال فقد كفر "ومن ثم فكلاهما يجب الإيمان به ويقال إن المسيح(ص)عيسى يساعد المهدى على قتل الدجال ومن ثم فالأمرين يحدثان فى زمن متقارب فسألته وما الوضع إذا ؟فرد كما أن أحاديث المهدى كذب فأحاديث الدجال كذب فلا مهدى ولا دجال خلفه لأن المهديين والدجالين موجودين فى كل عصر تقريبا فقال عبدون حدثنا عن الدجال فقال الفقيه أول التناقضات فى الأحاديث هى الأنبياء(ص)الذين أنذروا أقوامهم به فهم مرة الكل "وما من نبى إلا وقد أنذر قومه "ومرة الكل بعد نوح(ص)ونوح(ص)ومن قبله لا وهو قولهم "لم يكن نبى بعد نوح إلا وقد أنذر قومه بالدجال "ومرة ضم نوح(ص)للمنذرين بقوله "ولقد أنذر نوح قومه "وكل هذا فى سنن أو صحيح الترمذى فقلت للسيد القصاب وهو بجوارى إنه الجنون فسأل السيد الفقيه وقال وثانى التناقضات يا معلم ؟فأجاب المدة التى يخرج بعدها الدجال فهى بعد الملحمة وفتح القسطنطينية مرة بسبعة أشهر كما عند الترمذى "الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال فى سبعة أشهر "ومرة بعدها بسبع سنوات فعند ابن ماجة "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال فى السابعة "فقلت ولكن القسطنطينية فتحت منذ زمن بعيد ولم يخرج الدجال فابتسم الفقيه وقال صدقت وثالث التناقضات هى فى عين الدجال فمرة اليمنى كما عند الترمذى "ألا وإنه أعور عينه اليمنى "ومرة اليسرى كما عند ابن ماجة "الدجال أعور عين اليسرى "ومرة فى شكل العين تناقض فهى مرة قائمة كما عند الترمذى "إنه شاب قطط عينه قائمة "وهى مرة تشبه العنبة كما عند الترمذى "ألا وإنه أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية "والقيام غير الطفو العنبى ومرة ليست بارزة كما عند أبى داود"جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء "والطمس غير القيام غير الطفو فسأل أحمد العبسى ومن أين يخرج الدجال ؟فأجاب مرة قالوا من خراسان وهو قول الترمذى "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان "ومرة قالوا يخرج من أرض بين الشام والعراق أى بعيدا جدا عن خراسان وهو قول الترمذى "يخرج ما بين الشام والعراق "فقال على الصياد وأين يوجد الدجال الغير موجود حقيقة فقال الفقيه فى حديث عند الترمذى أنه كان فى المدينة "فسمعت بمولود فى اليهود بالمدينة فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله فيهما قلنا هل لكما ولد فقال مكثنا 30 عاما لا يولد لنا ولد ثم ولد لنا غلام أعور أضر شىء وأقله منفعة تنام عينه ولا ينام قلبه"ومرة فى حديث الجساسة عند الترمذى أيضا فى جزيرة فى البحر مجهولة "إن نبى الله صعد المنبر فضحك فقال إن تميما الدارى حدثنى بحديث أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة فى البحر فجالت بهم حتى قذفتهم فى جزيرة من جزائر البحر 000أنا الجساسة 000فإذا رجل موثق بسلسلة 000قلنا فما أنت قال أنا الدجال "قلت ومن هو هذا المعدوم الوجود؟فقال هو مرة ابن صياد أو صائد كما عند أبى داود "رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد هو الدجال فقلت تحلف بالله فقال إنى سمعت عمر يحلف على ذلك عند رسول الله فلم ينكره رسول الله "ومرة ليس ابن صياد كما عند الترمذى "صحبنى ابن صائد 000فقال يا معشر الأنصار ألم يقل رسول الله أنه كافر وأنا مسلم ألم يقل رسول الله أنه عقيم لا يولد له وقد خلفت ولدى بالمدينة ؟ألم يقل رسول الله لا تحل له مكة ألست من أهل المدينة وهو ذا انطلق معك إلى مكة قال فوالله ما زال يجىء بهذا حتى قلت لعله مكذوب عليه "ثم قال والتناقض أيضا فيما مع المعدوم فمرة معه الجنة والنار كما عند ابن ماجة "وإن من فتنته أن معه جنة ونارا "ومرة معه الطعام والشراب فقط كما يزعم الناس وإن كان فى كلام القائل ليس معه شىء وهو قول ابن ماجة أيضا "إنهم يقولون أن معه الطعام والشراب قال هو أهون على الله من ذلك "فقال إبراهيم الكبدى وماذا عن حديث الجساسة ؟فرد قائلا التناقض فى المتحدث فمرة تميما الدارى كما عند الترمذى "إن تميما الدارى حدثنى بحديث أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة فى البحر فجالت بهم حتى قذفتهم فى جزيرة من جزائر البحر "ومرة هو ابن عم لتميم الدارى كما عند ابن ماجة "ألا إن ابن عم لتميم الدارى أخبرنى أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها "فقلت فى أى عهد يخرج المعدوم ؟فقال يخرج فى عهد الصحابة بعد موت النبى (ص) وهو قول الترمذى "فوصفه لنا رسول الله فقال لعله سيدركه بعض من رآنى أو سمع كلامى "ومرة فى عهد النبى (ص)كما عند ابن ماجة "وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم "فقال عليان البرماوى وما الأرض الممنوعة دخولها عليه ؟فرد وقال مرة مكة والمدينة كما عند ابن ماجة "وإنه لا يبقى شىء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة "ومرة المدينة فقط وهى طيبة كما عند ابن ماجة "لو انفلت من وثاقى هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلى هاتين إلا طيبة ليس على عليها سبيل "وهو تناقض فقال عليان القمى وما مدة بقاء المزعوم؟فضحك وقال أثقلتم على ولكن مع هذا سأجيبكم فمدة البقاء عند ابن ماجة 40 سنة "وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة والسنة كالجمعة وأخر أيامه كالشررة "ويناقضه ما عند الترمذى وهو 40 يوما "قال أربعين يوما يوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم "فقلت لا تؤاخذنى وقل لنا المكتوب بين عينيه فابتسم وقال مرة المكتوب يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب وهو قول ابن ماجة "وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب "ومرة يقرؤه كاره عمل الدجال فقط وهو قول الترمذى "وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه من كره عمله "
عن سليمان بن وهب أخبرنى سعيد بن شراحيل قال :
كان محمد بن عبد الله المهدى قد بعث والده لحسان بن جعفر الحسنى حاكم بلدة الطالقان ليخطب له ابنة لحسان وقد رحب حسان بالأمر باعتبار هذا الزواج تتويجا للتعاون بين المهدى وبينه فى استعادة ملك الآباء الممثل فى الخلافة ولكن حسان لما عرض الأمر على أولاده ثاروا عليه ودار حديث بينهم حدثنى به الولد الأصغر لحسان الفضل فقال قال والدنا إن المهدى قد بعث والده خاطبا أختكم فاطمة فما قولكم ؟فقال على لا زواج لهذا الكاذب المدعى وقال جعفر حق على حرب هذا المدعى الجبان فقاطعهم الوالد قائلا على رسلكم ما كل هذا الكلام وما سببه؟فقال على ألم تعرف أنه قد ادعى أنه المهدى؟فتساءل الوالد وماذا فى هذا إنه أمر عادى فقال جعفر كلا إنما أمر باطل فالمهدى لابد أن يكون من الفرع الحسنى فقال هاشم قال أبو داود فى سننه حدثت عن هارون بن المغيرة قال حدثنا عمرو بن أبى قيس عن شعيب بن خالد عن أبى إسحاق قال قال على رضى الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال إن ابنى هذا سيد كما سماه النبى (ص)وسيخرح من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه فى الخلق ولا يشبهه فى الخلق يملأ الأرض عدلا "(سنن أبى داود ج 4 حديث 4290)فقال على وعليه فلابد من رفض طلبه وقال عمر ولابد من حربه والجهاد ضده فضحك الوالد وقال وقال أبو داود فى سننه "حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى حدثنا أبو المليح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن على بن نفيل عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله يقول المهدى من عترتى من ولد فاطمة (سنن أبو داود ج4 حديث 4284)فهنا المهدى من ولد فاطمة ومن ثم فلم يحدد أيهما حسنا أو حسينا فقلت ولكنه حدد فى الحديث الأخر فعلت أصواتنا وقال هاشم يا أبانا ليس أمامنا سوى رفضه فقال الأب ولكننا نتعاون معه لتوسيع دولتنا وحكم العالم معه فقال جعفر فى كل الأحوال سنحاربه فبعد أن يبتلع العالم غيرنا لابد أن يأتى على أرضنا ومن ثم فعلينا أن نعاديه من الآن لنحد من سلطانه .
قال حفص بن بلال عن شعبة بن صالح حدثنا احمد البياضى :
خطبنا الفقيه بن حذافة يوما فى مسجد البياضية وكانت خطبته عن الجهاد ضد أعداء دين الله الذين يعملون ليل نهار على طمسه وهدمه ولكن الله لهم بالمرصاد يحفظ دينه ويحمى بيته من كل عدوان وبعد الخطبة وضع الطعام فى أحد أركان المسجد وقمنا ومعنا الفقيه بعد الصلاة فطعمنا وحمدنا الله فقام عدنان بن سابق البياضى فقال يا إمام هلا حدثتنا عن على وزواجه من فاطمة بنت النبى (ص)فقال الفقيه لم يتزوجا ولا أنجبا حسنا ولا حسينا ولكنها خرافة نشرها الكفار ليستميلوا الناس لدعواتهم الضالة باسم مناصرة شيعة النبى (ص)وأهله فقال سالم الفراء هلا بينت لنا الأمر فرد يوجد فى الحكاية تناقضات عدة أهمها مهر فاطمة فعند أبى داود فى سننه "لما تزوج على فاطمة قال له رسول الله اعطها شيئا قال ما عندى شىء قال أين درعك الخطمية "(ج حديث2125)وعنده "عن رجل من أصحاب النبى أن عليا لما تزوج فاطمة بنت رسول الله أراد أن يدخل بها فمنعه رسول الله حتى يعطيها شيئا فقال يا رسول الله ليس لى شىء فقال له النبى أعطها درعك فأعطاها درعه ثم دخل بها (ج حديث2126)فهنا المهر هو الدرع وفى مسند زيد بن على "عن على قال أنكحنى رسول الله ابنته فاطمة على 12 أوقية ونصف من الفضة "(ص )فهنا المهر 12 ونصف أوقية فضة وعند الترمذى "قال عمر ابن الخطاب ألا لا تغالوا صدقة النساء فإنها لو كانت مكرمة فى الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها نبى الله ما علمت رسول الله نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من 12 أوقية "(ج حديث 1122)فهنا المهر 12 أوقية بينما هو مرة درع ومرة 12 ونصف أوقية فضة فقال يحيى الهمدانى وماذا يعنى هذا فرد التناقض يعنى الكذب كما أن المهر يخالف المهر القرآنى وهو القنطار المذكور بقوله بسورة النساء "فإن أتيتم إحداهن قنطارا "زد على هذا أن على كما زعمت الأحاديث الشهيرة هو أخو رسول الله (ص)فعند ابن ماجة "قال على أنا عبد الله وأخو رسول الله "(ج حديث )وعنده أيضا "عن سعد بن أبى وقاص أن النبى (ص)قال لعلى أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى (ج حديث )وفى مسند زيد بن على قال "عن على قال قال رسول الله قال لى ربى ليلة أسرى بى من خلفت على أمتك قلت أنت أعلم يا رب قال يا محمد إنى انتخبتك برسالتى واصطفيتك لنفسى فأنت نبيى وخيرتى من خلقى ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر000قلت يارب ومن الصديق الأكبر قال أخوك على بن أبى طالب"(ص " ) وهذا يعنى أن على لا يمكن أن يتزوج فاطمة لأنه أخو والدها حسب الأحاديث فتعالت الأصوات صدقت يا معلم فقال الرجل الحق هو أن الزواج ليس محرما من هذه الناحية فمحمد(ص)ليس أخو على لا من الصلب ولا من الرضاعة وهما من المقررين فى الإخوة فى الإسلام وإنما محرم طبقا لقوله تعالى بسورة النساء "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت "وقوله "ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم من النساء "ففاطمة هى بنت أخو على باعتباره أخو على وعلى اعتبار ما سيكون من زواج النبى (ص)من بنات عمه فى قوله بسورة الأحزاب "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك "فإذا تزوج النبى (ص)أخت على أصبح على خال أولاده والخال والد ومحرم على المسلمة زواج أباءها وهم والدها الصلبى وأعمامها وأجدادها وأخوالها وعلى هنا سيصبح خالها باعتبار أن أولاد أخته من محمد(ص)سيكونون إخوة فاطمة وثالث ما يحرم الزواج هو اعتبار ما سيكون بين الأقارب فأولاد الأعمام وأولاد الأخوال وأولاد العمات وأولاد الخالات مباح لهم الزواج من بعضهم ولكن محرم عليهم الزواج من أولادهم فلا يتزوج ابن العم ابنتى ولا يتزوج ابن الخالة بنت ابن خاله مثلا لأن هذا المستوى من القرابة واحد ومن ثم فالكل نساءهن أمهات لا يجوز للأبناء زواجهن والكل رجال أباء لا يجوز لهم زواج بنات أخواتهم فقلت يا معلم وماذا أيضا ؟فقال الأحاديث تنسب الحسن والحسين للنبى(ص)فعند الترمذى "طرقت النبى (ص)ذات ليلة فى بعض الحاجة 000قلت ما هذا الذى أنت مشتمل عليه فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه فقال هذان ابناى وابنا ابنتى "(ج5حديث 3858) وعنده "أن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوضة يصيب الثوب فقال ابن عمر انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوضة وقد قتلوا ابن رسول الله(ج5حديث 3862)وقال "سئل رسول الله أى أهل بيتك أحب إليك قال الحسن والحسين وكان يقول لفاطمة ادعى لى ابنىً فيشمهما ويضمهما (ج5حديث 3861)وعنده "صعد رسول الله المنبر فقال إن ابنى هذا سيد"(ج5حديث 3862)وأيضا "حسين منى "(ج5حديث 3864)وكلها أحاديث كاذبة لأنها تتهم النبى (ص)إما أنه مخالف لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لآباءهم "وإما أنه كان رجلا فاجرا زانيا زنى مع ابنته الفاجرة وأنجب منها الولدين وفى الحالين أصحاب الأحاديث كاذبين مخالفين للقرآن فى أنه عليه الصلاة والسلام "لا ينطق عن الهوى"وفى أنه ليس له أولاد رجال مثل الحسن والحسين "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم "قلت يا معلم الخير فما قرابة على للنبى (ص)فرد المشهور أنه ابن عم النبى (ص)وفى أحاديث هو ابن أخو النبى (ص)ففى صحيح مسلم "جاء رسول الله (ص)بيت فاطمة فلم يجد عليا فى البيت فقال أين ابن عمك (صحيح مسلم ج4 حديث38- 2409 كتاب فضائل الصحابة )فهو هنا ابن عم فاطمة ونلاحظ فى أحاديث أخرى أنه يتحدث عن حمزة بن عبد المطلب كأنه ليس عمه فمثلا فى صحيح مسلم قال "أصبت شارفا مع رسول الله فى مغنم يوم بدر 0000فأستعين به على وليمة فاطمة وحمزة بن عبد المطلب يشرب فى ذلك البيت (مسلم ج3 حديث 1- 1979كتاب الأشربة )وفى سنن الترمذى "قال على بن أبى طالب قال النبى إن كل نبى أعطى 7 نجباء رفقاء وأعطيت أنا 14 قلنا من هم قال أنا وابناى وجعفر وحمزة (ج5 حديث 3877)وفى حديث أخر فى مسند زيد بن على يتحدث حديث الغريب وليس حديث الابن فيقول "كنت أنا ورسول الله نرعى غنما ببطن نخلة قبل أن يظهر الإسلام فأتى أبو طالب ونحن نصلى فقال يا ابن أخى ما تصنعان فدعاه رسول الله إلى الإسلام وأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "(صفحة 361)فقال الزبير بن أحمد يا معلم هناك أمور غريبة فى تلك الحكاية فمثلا فى حديث عند الترمذى أن على أسلم وسنه ثماني سنوات (ج5حديث 3817)وهناك حديث مشهور أنه أسلم وسنه سبع سنوات وهذا يعنى أن هناك فارق سنى 33 سنة بينه وبين النبى (ص)لأن الدعوة بدأت فى سن الأربعين للنبى (ص)ومع هذا فالمشهور تاريخيا أنه مات سنة 40 هجرية وسنه 60أو 61 ومن ثم فهو عند بدء الدعوة كان عنده 10 أو 11 سنة وهو تناقض بين فقال الفقيه صدقت وإن كان هناك روايات تاريخية تبين لنا أنه كان أكبر من هذا بكثير فعندما أخذه النبى (ص)من عمه فى إحدى الروايات ليخفف عنه عبء بعض العيال كانت سنه حوالى 10 سنوات وكان النبى (ص)فى الثلاثين من عمره تقريبا ومن ثم يكون عنده فى بداية الدعوة حوالى 20 سنة قلت يا معلم وحتى تاريخ الزواج المعدوم ليس محددا فمرة عقب غزوة بدر فى السنة الثانية وفيها عدة روايات كل رواية فى شهر مخالف للأخرى ومرة فى السنة الثالثة بل هناك مرة فى السنة الثامنة عقب غزوة خيبر لأن الدرع الحطمية حصل عليها فى تلك الغزوة .
عن محمد بن مسلمة عن محمد بن بدران قال :
حدثنا المهدى يوما فقال عندما كان جدى الحسين بن محمد يحتضر جمع أولاده وقال لهم وصيتى لكم هى ما فى هذه الصناديق الصغيرة الموضوعة حولى لكل واحد منكم صندوق أقول لكم أنها تقليد توارثناه كابر عن كابر ومن ثم فعلى كل منكم أن يفعل مثلما أفعل معكم الآن مع أولادكم ولا يعلمن أحد من غير العائلة بأمر هذه الصناديق ولو كلفكم ذلك حياتكم ،كانت هذه الوصية فى حضورى ومع هذا لم يفتح أبى صندوقه ولا أخبرنى عما فيه وكذلك أعمامى لم يخبروا أحدا من أولادهم لأنهم لم يفتحوا الصناديق فشغلنى موضوع الوصية بعد أن أصبحت المهدى شغلا عظيما حتى أننى قلت لأبى أما تفتح صندوق الوصية لنعرف ما فيه ؟فقال وهل توصى عائلتنا إلا بالموت على الإسلام؟فقلت متعجبا لا تحتاج الوصية بالإسلام لكل هذه السرية وهى موجودة فى القرآن لابد أنها شىء خفى على معظم البشر فقال أبى مندهشا صدقت ثم وضع يده على رأسه وقال هل تكون الجفر ؟قلت لا يا أبى لو كان الجفر لوجدنا من أعمامى ومن أجدادنا من استعمله أو عرف به ولكنه أمر أخر أعظم وأكبر فقال والدى أنت تثير فضولى يا مهدى وتدفعنى الآن للبحث عن الصندوق لأفتحه لمعرفة ما فيه فقلت وهل نسيت أين وضعته ؟فرد مجيبا لا أدرى ولكن الذى أعرفه جيدا أن القصور التى بنيت لى ولإخوتى ولكل قريب لنا نظامها واحد فى البناء وفى كل قصر يوضع الصندوق فى مكان ما هو واحد فى كل القصور حتى إذا نسى أحدنا بعث للأخرين ليذكروه بهذا الموضع السرى وعلى إثر المحادثة أرسل أبى لأعمامى يطلب منهم الحضور لقصرنا لأمر هام فحضر بعضهم فى عجلة فلما جلسوا معه وأنا وبعض إخوتى أخليت القاعة من الجنود وكان الكلام بصوت خفيض وقد عرفنا من الأعمام موضع الصندوق الذى اتضح أن أحدا منهم لم يهتم به ولا فتح صندوقه من يوم موت جدى فقمت مع أبى ونزلنا للموضع المقصود ووجدنا الصندوق عليه تراب كثير فنفضته عنه ومسحته بملابسى وقلت لأبى تفضل يا أبت افتحه فابتسم وقال وهو يمسكه تعال يا سر الأسرار فأحسست وأبى يقوم بفتح الصندوق أن شرور العالم كله مجتمعة فى هذا الصندوق الصغير الذى لا يتجاوز شبرين فى شبرين ففتح أبى القمقم وأخرج منه العفريت الذى جعلنا أنا وهو فى حالة ذهول تام لعدة ساعات بعد أن قرأنا ما فى الصحيفة لم يكن فى نفسى شىء ساعتها سوى ترديد بعض أبيات شعر تقول :
أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكر من القدماء
أرادوا بها جمع الحطام فأدركوا وبادوا وماتت سنة الحكماء
كان الذى فى الصحيفة :
هذا عهد وميثاق رؤساء الأديان التى كانت فى العالم وقت وجود الدولة الإسلامية فى عهد محمد اللعين ومن بعده من الخلفاء على تحريف هذا الدين وإزالة دولته وتحويلها لدولة كافرة نحكمها نحن بأسماء المسلمين الذين أسلموا منا فى الظاهر نحكمها بغير الإسلام ولكننا ندعى أنه الإسلام لقد اتفقنا نحن بعد إزالة الدولة الإسلامية وتحريف الإسلام على أن نكون يدا واحدة ونبقى الملك فى أولادنا وأحفادنا من بعدنا وأن يتزاوج أولادنا من بعضهم لأننا وإن كنا على أديان مختلفة فهدفنا واحد يجب أن نظل متمسكين به لذا اتفقنا على أن نكون جميعا العائلة المقدسة عائلة محمد اللعين وقد قمنا بنسبة الأحاديث التى تثبت وجود العائلة له وأنها المستحقة وحدها لحكم العالم واتفقنا على إنشاء جماعة الأشراف وهى تضم كل أبناءنا وأحفادنا وذلك حتى يتعرفوا على بعضهم فى المستقبل ويحافظوا على ملكيتهم للعالم بشتى السبل الممكنة أمامهم.
هذا كان أهم ما فى الصحيفة أنه لا يوجد حسن ولا حسين ولا غيرهم من العائلة النبوية وأن الأشراف كلهم هم أبناء عظماء الكفار الذين أزالوا حكم الإسلام من الوجود عندما تحدث أبى قال هذا جنون لابد أن أحد غير الصحيفة ووضع هذا الكذب مكانه ،لم يصدق الرجل وكأنما أصيب بمس من الجنون وقال لى هيا بنا لابد أن نذهب لقصور أعمامك لنعرف هل هذا كذب أم صدق فقلت له لا سبيل للتأكد من هذا سوى فتح الصناديق كلها وخرجنا من القصر وركبنا الخيل وتوجهنا لقصور أعمامى الواحد بعد الأخر وفى كل قصر نجد نفس الصحيفة ونفس الكلام الكل لم يصدق وأصيب بالذهول وكانوا فى غيبوبة عما حولهم ومن ثم كان لابد أن نتحدث حتى يفيقوا فقلت لهم وقد اجتمعنا فى قصر عمى الأصغر :لا سبيل للتأكد من صحة أوكذب الكلام إلا بالذهاب لقصور أولاد أعمامكم حتى نتأكد من الأمر وبالفعل سافر كل جمع لجهة وكانت النتيجة واحدة وكأنما قول الشاعر الذى قال :
وفى بطحاء مكة شر قوم وليسوا بالحماة ولا الغيارى
وإن رجال شيبة سادنيها إذا راحت لكعبتها الجمارى
قيام يدفعون الناس شفعا إلى البيت الحرام وهم سكارى
إذا أخذوا الزوائف أولجوهم وإن كانوا يهودا أو النصارى
قد صدق فى أجدادنا واجتمع القوم فى قصر أبى فقلت لهم :لا يهم ماذا كان الآباء فقد كان والد إبراهيم(ص)كافرا وهذا لم ينقص من شأنه وحتى والد محمد(ص)كان كافرا ومع هذا لم يقلل هذا من شأنه إنكم الآن بين خيارين الأول أن تسلكوا مسلك الاباء فتصبحوا مثلهم كفارا بالإسلام الذى حرفوه والثانى أن تكونوا مسلمين حقا فتتركوا العمل بوصية الآباء وعلى كل واحد منكم أن يختار مصلحته وتركت القوم بعدها وقد ظلوا حيارى لا يدرون ماذا يفعلون عدة أشهر فمنهم من عقل وقرر البقاء على الإسلام حتى ولو كان إسلاما محرفا ومنهم من جن وأصبح مجنونا يهيم فى القفار والصحارى أما أنا فكانت مصيبتى أعظم منهم فقد أصبحت كاذبا فى أمر المهدى إذا كان من ضمن تحريف القوم للإسلام .
عن حسن المعرى عن أبى العلاء بن عربى قال حدثنا ابن منصور صاحب المهدى قال :
لما تجالس والد المهدى مع والد العروس كى يبلغه برأيهم فى الزواج قال حسان وقد أعد فى نفسه كلاما حتى يخفف وقع الرفض على الرجل :
تعلم يا ابن عم أن شرط الزواج هو القبول ولما عرضت الأمر على كنت فرحا مسرورا لأن هذا يزيد من الأواصر بيننا ولكن كما تعلم أن جدنا عليه الصلاة والسلام قال "لا تنكح البكر حتى تستأمر قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت "(صحيح البخارى كتاب النكاح ج ص )ومن ثم فقد عملت بسنة جدنا وأخذت رأى الفتاة فرفضت متعللة بأن لها رغبة فى ابن عم أخر لها يريد زواجها وقالت أنها لا تعرف المهدى ولم تره ولو مرة فى حياتها ومن ثم كيف تقبله زوجا والزواج قائم على المعرفة أولا ؟فقال عبد الله :هذا حقها
فقال حسان أرجو أن تبلغ سلامى للمهدى وتكرر شديد أسفى على الرفض فقال عبد الله أفعل إن شاء الله وعاد عبد الله لولده وقال له أكره أن أخبرك بما جئت به فابتسم المهدى لقد رفضت الفتاة هذا أمر عادى فقال الوالد وهو يربت على كتفه لقد كان حسان محرجا خجلا عندما أخبرنى الخبر فقال المهدى هذه ليست نهاية العالم لا تفكر كثيرى فى هذا .
ومضت مدة على الأمر حتى جاء يوما دخل فيه على المهدى رجل من جند حسان مبايعا له على الجهاد تحت إمرته فسأله المهدى بعد المبايعة عن الفتاة بنت حسان فقال هل تزوجت فلانة ابنة حسان من ابن عمها ؟فقال الرجل لا لم تتزوج البنت ولم تعلم بأمر طلبك لها فاستشاط المهدى غضبا ولكنه بعد قليل أمسك زمام نفسه فسأل الرجل وما أدراك بهذا ؟فقال الرجل كنت من الحرس الخاص بالأمير حسان وقد سمعته يتشاور مع أولاده فى أمر زواجك من أختهم وفى الحقيقة كان الأمير حسان موافقا وسعيدا ولكن أولاده رفضوا الأمر من البداية متعللين – ولا تؤاخذنى بكلامهم – بأنك كاذب ضحكت على الناس فى أنك المهدى رغم أن المهدى كما يقولون لابد أن يكون من الفرع الحسنى طبقا لحديث أبى داود فى سننه "قال على رضى الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن إن ابنى هذا سيد كما سماه النبى (ص)وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه فى الخلق ولا يشبهه فى الخلق يملأ الأرض عدلا(ج4حديث 4290)فضحك المهدى وقال كلمة لم أفهمها وهى آه لو علم هؤلاء الأوغاد ما علمنا من الأمر ما رفضوا أبدا فقلت ولكن إحقاقا للحق فقد جادلهم الأمير حسان واحتج عليهم بحديث "المهدى من عترتى من ولد فاطمة (أبو داود ج 4 حديث 4284)مبينا لهم أن هذا الحديث لم يبين أن المهدى من أى فرع من الفروع ومن ثم فهو يخرج من أى فرع فيهم فقال المهدى ضاحكا حق على السفر إليهم لكى أعرفهم الحقيقة فقلت لا يا مولانا لا تحارب أولاد عمك من أجل مسألة لا تستحق غضبك عليها فقال وهو يربت على ظهرى هون عليك فلا حرب ولا قتال وفى خلال أيام سافر المهدى مع بعض من جيشه للطالقان بعد أن أرسل للأمير حسان رسولا يخبره بحضوره لقصره فتوجس الأمير حسان من حضور المهدى لقصره ورأى أن هنالك من أوصله السبب الحقيقى لرفض زواجه ولكنه لم يعلم ما أتى له المهدى بالضبط فأخذنى المهدى معه فتوسلت له ألا أذهب معه لهناك فقال لى لا تخف فلن أخبرهم شىء عن ما حكيت لى ولما وصلنا لقصر الأمير حسان استقبلنا الأمير والأولاد وأقيمت الولائم وأفسح الأمير للمهدى مكان الصدارة وأجلسه على كرسيه وبعد أن انفضت الولائم قال لمهدى للأمير يا عم اصرف هؤلاء الناس وابق أولادك ومن هنا من إخوتك ،استجاب الأمير للطلب فصرف الناس وأبقى أولاده وإخوته ولما خلت القاعة عليهم قال المهدى وهو يمسك بصندوق طوله شبرين فى شبرين :ألا يذكركم هذا الصندوق بشىء ؟فرد الأمير حسان بلى يذكرنا بوصية الآباء لنا وقال أخوه جعفر نعم إن فى قصر كل واحد منا صندوق مماثل له وعند هذا قال المهدى لهم أليس غريبا أن أحدا من الحاضرين هنا أو غير الحاضرين من سلالة النبى(ص)لم يفكر يوما أن يفتح الصندوق ليعلم ما فيه؟فقال الأمير علام هذا صحيح فهذه الصناديق مقفلة من يوم أن تسلمها كل واحد منا من والده عند هذا قال هاشم بن حسان ماذا تريد يا محمد بن عبد الله بهذا الكلام ؟فقال المهدى ألا تقول لى يا هاشم يا مهدى ؟فأعرض هاشم بوجهه فقال الأمير حسان هل تريد منا فتح الصناديق كلها هنا ؟فقال المهدى نعم أريدكم أن تحضروا صناديقكم ويقوم كل واحد منا بفتح صندوقه أمام الأخرين لنعرف فى وقت واحد ما ظللنا نجهله طوال سنوات طويلة فقال عمر بن حسان يا ترى ماذا يوجد فى هذه الصناديق ؟فقال على بن حسان إن الوصية لا تكون عند الموت إلا بالإسلام وهذا الأمر لا يحتاج إلى كتابتها ووضعها فى صناديق لأنها موجودة فى المصاحف كلها إن هذا لأمر عجيب ،بعد هذا قال المهدى موعدنا بعد يومين فى هذه القاعة عصرا لنفتح الصناديق ،انصرف الإخوة وذهبوا لقصورهم التى كانت قريبة من قصر الأمير حسان وأحضر كل منهم صندوقه وفى الموعد المحدد اجتمع المهدى معهم وقال لهم ليفتح كل واحد منكم صندوقه ويقرأ ما فيه وفتحوا الصناديق وأخرجوا الصحف وبدأ كل منهم يقرأ فلاحظت أن الكل عدا المهدى بدأ وجهه يتلون بألوان مختلفة ومنهم من ضرب كفا بكف ومنهم من لطم على خديه ومنهم من جلس على الأرض صامتا لا يحرك ساكنا ومنهم من وضع عينيه فى الأرض وأمسك بدماغه بين كفيه وعند هذا قال المهدى :
ليرى كل واحد منكم صحيفته للأخر حتى يعرف أن الكلام المكتوب كله واحد ،لم يستجب أحد للكلام فالكل كان فى حالة ذهول تام عما حوله فأيقنت أن المسألة أخطر مما تخيلت ما الذى يجعل أناسا فى عقل وسلطة هؤلاء يصيبهم الذهول من مجرد صحيفة مكتوبة ؟لابد أنه أمر عظيم لا يتوقعه عقل أيا منهم .
تركهم المهدى وخرج وخرجت معه وبعد وقت طويل عاد المهدى للقاعة فوجد بعضهم قد أفاق والبعض الأخر ما زال الذهول مسيطرا عليه فتوجه المهدى بحديثه لأولاد حسان فقال يا على يا عمر يا هاشم ما رأيكم فى المهدى هل يرفض فى الزواج بعد أن قرأتم الصحيفة ؟لم يتكلم أحد منهم ولم ينبت ببنت شفة فقال المهدى عرفتم الآن أن آباءنا كانوا سواء لا يتميز أحد منهم على الأخر ومن ثم زال سبب رفضكم زواج أختكم حتى أنا زالت عنى صفة المهدى وأصبحنا سواء
فى الحقيقة لم أفهم شىء فهو كلام غامض ولكن ما فهمته أن هناك كذبة كبرى أظهرتها الصحف وكنت أريد مد يدى لصحيفة منهم وأقوم بقراءة ما فيها ولكنى خفت من هذه الوجوه المذهولة المتحيرة التى لا تتوقع منها فى تلك الساعة إلا الشر المستطير فأيقنت أننى لو مددت يدى فستقطع يدى ومن بعدها رقبتى أو ستقطع رقبتى أولا فقال جعفر بن حسان بعد طول صمت قد يكون كل هذا كذبا فقال المهدى اذهب لكل قصور الفاطميين والعلويين وغيرهم من الأشراف فى أى مكان فى العالم واستخرج صناديقهم ستجد نفس الصحيفة فقال جعفر ماذا سنفعل ؟فضحك المهدى وقال أمامكم خياران الأول أن تكفروا كالأباء والثانى أن تظلوا على الإسلام المحرف وتبحثوا عن الحق .
كلام كله ألغاز لم أفهم شىء منه بعد كل هذا العمر فى خدمة المهدى .
عن عفراء جارية المهدى قالت :
لما عاد المهدى من رحلته للأمير حسان كان شاردا منطويا دخل خلوته وطلب ألا يدخل عليه أحد حتى يطلبه هو وظل فى الخلوة أياما لا يتكلم إلا مع الخدم الذى يقدمون له الطعام والشراب كلاما مختصرا ،حكى لى فيما بعد أنه كان يفكر كيف يسلك فى حياته بعدما علمه من كفر أبائه فقلت له يا سيدى كلنا لنا فى أصولنا كفارا من الأجداد فحتى النبى (ص)الكريم كان أبوه وجده وكثير من أعمامه كانوا كفارا وحتى على بن أبى طالب كان والده كافرا ومن ثم لا يضيرك هذا الأمر فقال صدقت يا عفراء فقلت يا سيدى إن الله يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى "ومن ثم فأنت لا تتحمل عقاب شىء مما عملوا فقال أعرف هذا جيدا ولكن ما يحز فى نفسى هو ثم سكت وأطال فترة السكوت فقلت له تقصد الفضيحة أو الإعتراف أمام الناس بأنه لا يوجد حسن أو حسين وأنك لست المهدى لأنه لا يوجد فى الإسلام إنسان يدعى المهدى ؟!قال بامتعاض هذا قصدى فقلت له لو فكرت تفكير المسلم لقلت الحق ولو كان مرا فقال ضاحكا هناك مشكلة أكبر من الاعتراف وهى ما بعد الاعتراف وهى الألوف المؤلفة فى الأرض التى تؤمن بالمهدى وفجأة يعلن المهدى لها أنه كذاب وعلى الباطل ماذا يكون ردهم على الإعتراف؟قلت له يا سيدى ردهم لا يمكن توقعه فغالبيتهم من الفقراء والمحتاجين وغضبة هؤلاء تكون مدمرة فى الغالب فقال لى وهو يمسك دماغه بين يديه غالبا سيقتلوننى وإما سيكذبوننى ويقولون أننى جننت أو أصابنى أحد بسحر هذه هى النتيجة المتوقعة من الإعتراف
قال مخارق بن الكميت تابع المهدى :
خرج المهدى وأنا معه لخارج حدود دولتنا وعبرنا للدولة التى يقودها الفقيه بن حذافة فسألته يا سيدى أين نحن ذاهبان ؟فرد لدار الفقيه فقلت له تذهب لألد أعدائك فى داره؟!فضحك ضحكة باهتة وقال هذا جنون فقلت يا سيدى سامحنى فى سؤالى لماذا ؟فرد أريد أن أعرف طريق الخروج من المأزق الذى أنا فيه قلت أى مأزق ؟فقال كونى المهدى
ولما وصلنا عاصمة الدولة سألنا عن دار الفقيه فأخبرنا بعضهم عن مكانها ولما جئنا عندها لم نجد حرسا فطلبنا الإذن بالدخول فطلع الرجل ورد السلام وقال تفضلوا بالدخول فدخلنا للبيت المتواضع الذى لا يدل على كون الرجل حاكم دولة طويلة عريضة وأجلسنا الرجل فى حجرة الضيوف ثم نادى على أهل الدار طالبا منهم الطعام فأحضروه فأكلنا وشربنا وحمدنا الله على نعمه وبعد الأكل قال الفقيه خيرا إن شاء الله فقال المهدى أنا المهدى فقال الفقيه كلنا مهديون بأمر الله فكرر المهدى قوله أنا المهدى الذى تحاربه فقال الفقيه ما سبب حضورك؟فأجاب لأنى عرفت أننى لست المهدى فتساءل الفقيه ولما زعمت من البداية أنك هو ؟فضحك المهدى وقال لم أقل لأحد فى العالم كله أننى المهدى المذكور فى الأحاديث الموضوعة فقال الفقيه كيف أصبحت المهدى إذا ؟فقال اسم أطلقه الأطفال والناس على فى طفولتى لهدوئى والتصق بى وزاد الطين بلة أن اسمى هو محمد ووالدى عبد الله فأصبح مطابقا للأحاديث وزاده أكثر كون أبى من الفرع الحسينى المزعوم واستغل هذا شيعة أهل البيت ودعوا الناس لنصرى والإيمان بى فى الخفاء والعلن وجيشوا الجيوش وبنوا عاصمة الدولة وأصبحت المهدى دون أن أقول هذا فقال الفقيه لما جئت إلى ؟فرد جئت أسألك نصيحة المسلم للمسلم فتساءل الفقيه فيما ؟فقال المهدى لقد اكتشفت حقيقة مرة وهى أنه لا يوجد لا حسن ولا حسين ولا مهدى ولا أشراف ولا عائلة نبوية وأنها كذبة كبرى قام بها رؤساء أهل الأديان القدامى الذين هدموا دولة الإسلام وحولوها لدولة كافرة يدعى كل منها أنه دولة إسلامية فقال الفقيه ما المطلوب تحديدا منى؟ فرد تقول لى ماذا أفعل ؟فسأله الفقيه هل تريد أن تكون على الحق أم على الباطل ؟فأجاب قطعا على الحق فقال الفقيه بداية الآباء والأجداد أمة قد خلت لا تحاسب عما فعلوا ولا يحاسبون عما تفعله كما قال تعالى بسورة البقرة "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يفعلون "وأما الإعتراف أمام الناس بالحقيقة فواجب عليك طالما تريد الحق فقد قال الله فى المسلمين بسورة الأحزاب "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله "وقال بسورة المائدة "ولا يخافون لومة لائم "ومن ثم عليك ألا تخاف من الفضيحة أو من رد فعل أنصارك السابقين لأنك لو وضعتهم فى نفسك لأدخلوك النار لأنك لو وضعتهم فى نفسك لأدخلوك النار لأنك ستخاف منهم ومن ثم ستطيعهم فيما تعلم أنه باطل وكذب فقال المهدى ولكنى أريد أن أهدى هؤلاء الناس الذين ضلوا بسببى فقال الفقيه أنت لست سبب فى ضلال أحد إنهم كانوا ضالين من عند أنفسهم لأنهم لم يفكروا فى الأمر ولم يسمعوا حجج المكذبين لخرافة المهدى فقال المهدى من الصعب على نفسى أن أكون سببا فى دخول الألوف المؤلفة من الناس النار فابتسم الفقيه وقال وهل أنت أفضل من النبى (ص)الذى قال الله له"إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "الإهتداء ليس من عند الأخر وإنما من النفس المريدة له فقال المهدى وماذا تقترح على أيضا ؟فقال الفقيه تبقى معنا فى دولة المسلمين ولا تعود لمملكتك لأنك ستقتل لو أعلنت الحقيقة هناك وسيكون قتلك ليس على أيدى العامة كما تظن وإنما على يد أقاربك الذين يخشون من الفضيحة فقال المهدى إن شاء الله أفعل

اجمالي القراءات 14027