اعتقال كان الناس نيام كعادتهم كل ليلة فى البلدة وبعد منتصف الليل بساعتين كانت سيارات الأمن المركزى المليئة بالجنود تقف فى محطة البلدة الرئيسية وأمامها عدة سيارات صغيرة للشرطة بها ضباط أمن الدولة الصغار المكلفون بإلقاء القبض على حوالى خمسين شخصا فى البلدة وفى انتظارهم كان ضابط النقطة وكثير من الغفر وتم تقسيم القوات الموجودة لحوالى عشرة أقسام مع كل قسم ضابط وغفير وعدد من جنود الأمن المركزى واتجه كل قسم بسيارة لناحية من البلدة يقودهم غفير لبيو&Ecig;ت المطلوبين وكان بيت السيد فى وسط البلدة ولما طرق الغفير الباب قام السيد وزوجته من النوم وكان إحساس السيد هو أن هناك مصيبة حدثت لأحد من أقاربهم إما موت وإما حادثة ما والسبب فى هذا الإحساس هو أن حوالى عشر مرات تكرر الطرق على بابهم فى الأوقات المتأخرة من الليل فى حياته وفى كل مرة كان الخبر إما موت أحدهم أو حادثة لأحدهم لذا سارع لارتداء ملابس الخروج ومعه بعض النقود ونزلت زوجته خلفه وقال وهو يقترب من الباب من ؟فقال الغفير أنا الشحات افتح يا سيد
دار فى عقل السيد سؤال من الشحات الشحات جارنا أم الشحات صديقى أم الشحات الغفير 000ولكنه شعر أن هذا الطارق لابد أن يكون مكروبا أو يحتاج لمساعدة ففتح الباب على الفور وقال تفضل يا شحات خيرا إن شاء الله ولم ينظر خارج عتبة الباب وفوجىء بمن يقول له تعال يا سيد معنا دون شوشرة ،وجد السيد نفسه أمام الضباط والعساكر والغفر وجاء السؤال من زوجته أين تأخذونه إنه لم يرتكب جريمة ؟،ودخلوا البيت وفتشوا وأخذوا معهم بعض الكتب وغيرها فقال السيد ادخلى واقفلى الباب وسار السيد معهم ولم يسألهم عن شىء فأركبوه السيارة فوجد معه حوالى عشرين شخصا يعرف بعضهم شخصيا ويعرف مناظر البعض الأخر ولكن لا يعرف أسمائهم ،الكل يشترك فى أنهم ملتحون ولحاهم طويلة وكلهم يرتدى ملابس قصيرة من الأسفل وأما هو فالوحيد الذى يلبس سروال طويل ولحيته صغيرة وعندما شاهدهم ضحك فى نفسه وقال لهم وهو يريد أن يستلقى على قفاه من الضحك صباح الخير بالليل .
قفل أحد العساكر الباب الخلفى للسيارة بالقفل من الخارج وجلس مع زميله خلف الباب وأما السيد ومن بالداخل فجلسوا وكثير منهم يداعبه النوم ،أراد السيد أن يسرى عنهم فقال لهم مرة واحد ادعى النبوة فى عصر من يسمونه الخليفة المهدى العباسى فقبضوا عليه فأمرهم المهدى أن يدخلوه عليه فلما دخل قال له هل أنت نبى فقال نعم أنا نبى فسأله المهدى وإلى من بعثت فأجاب وهل تركتمونى أبعث إلى أحد لقد قبضتم على ساعة بعثت فضحك المهدى وأخلى سبيله ،لم يضحك أحد وصمت الكل ،كان كل واحد منهم لا يعرف مصيره عدا من سبق له الذهاب لمباحث أمن الدولة وعاد ،السيد كان يعلم من الأخرين أن مع كل تنقل لضباط أمن الدولة من محافظة لأخرى يحدث جمع لكل من له ملف فى أمن الدولة ومن يستجد له نشاط دينى كما يسمونه وذلك حتى يتعرف الضباط الجدد عليهم ووصلت السيارات لعاصمة المحافظة ومنها لمبنى أمن الدولة حيث أدخلوهم الزنازين كل اثنين مع بعض وقفلوها عليهم واستلقى سيد على الفور على أرض الزنزانة ونام وفى الصباح فتحوا الأبواب وسمحوا لهم بالذهاب لدورات المياه والصلاة وخرج السيد ودخل دورة المياه ثم خرج وقام بأداء بعض التمارين الرياضية ثم توضأ وصلى الصبح دون أن ينتظر صلاة الجماعة وبعد هذا أفطر كل واحد على حسابه الخاص وليس على حساب صاحب المكان ودخلوا الزنازين ولم يحقق معهم أحد وكان الهدف من عدم التحقيق هو إحداث قلق وخوف فى نفوس القوم حتى ينهار بعضهم ويطلب السماح له بالخروج مقرا أنه لن يشترك فى أى نشاط ومرت عدة أيام كان الضباط الكبار خلالها يتحدثون مع المطلوبين ليلا بعد منتصف الليل بوقت طويل والهدف من هذا هو استغلال حالة عدم اليقظة الكاملة والرغبة فى النوم فى انتزاع معلومات بطريق الخطأ الذى يحدث فى كلام المطلوب وفى إحدى الليالى طرق أحد العساكر باب زنزانة السيد ونادى على زميله فيها فقام من النوم فدخل العسكرى وعصب عينيه بقطعة نسيج سوداء ثم قام بقيادته لمكتب الضابط ولم يدخل الخوف قلب سيد أبدا فهو يعلم أن بذكر الله تطمئن القلوب ولذا نام ولم يشعر أن زميله فى الحجرة قد رجع وفى الصبح أطلقوا سراحه وأدخلوا معه رجل أخر لم يكن شاهده من قبل ويعرف يقينا أنه ليس من بلدتهم فسلم الرجل فرد سيد السلام وبعد فترة من الصمت شعر فيها سيد أن هذا الغريب مدسوس عليه وكان ظنه فى محله فقال الرجل له من أى البلاد أنت يا أخى ؟فقال السيد من00فقال الرجل بلد فلان000والشيخ 000وعمنا 0000ومولانا 000 فقال السيد ممتحنا الرجل ونسيت الشيخ صلاح عبد الهادى والشيخ ابراهيم النقشبندى فتظاهر الرجل بمعرفتهم قائلا الواحد ذاكرته تنسى هؤلاء من حبايبنا فضحك السيد فى نفسه وقال وقعت يا ابن00لا يوجد فى بلدنا أحد من هؤلاء وأحب السيد أن يساير الرجل ويزيده ثقة فى نفسه فقال له وأنت مع أى جماعة فى هؤلاء ؟كاد الرجل يقع بلسانه ولكنه صمت برهة وقال أنا مع أهل الخير أيا كانوا فقال السيد وأنا مثلك زى ما بيقولوا زى النحلة بتاخد من كل زهرة أحسن ما فيها وظل الرجل مع السيد أربعة أيام يراقب ما يقوله وما يفعله والسيد يجيبه بما يجعله جاهلا وفى إحدى الليالى خرج الرجل ولم يعد وفى الليلة التالية جاء عسكرى وعصب عينى السيد وطلب منه أن يسير حافيا وأمسك بيده وسار معه فكان يشعر ببرودة البلاط وعد بقدميه البلاط واتجاه السير ثم فتح العسكرى الباب وأدخله فشعر أنه يسير على سجادة ثم أجلسه على كرسى فقال له الضابط مرحب يا سيد فقال أهلا وسهلا فقال الضابط هل أعجبتك القعدة هنا ؟رد لا فقال الضابط أريد الدردشة معك فضحك سيد بصوت عالى وقال لا تنفع مع معصوب العينين صمت الضابط لحظة فقال سيد احتياطات أمن هذا معروف ومع هذا لا يوجد أمن كامل فتساءل الضابط ماذا تقصد ؟رد أنت تخاف من أن أعرفك ثم أقوم بعمل ضدكم فيما بعد تفتكر هذه العصابة على عينى تمنعنى من معرفتك أو معرفة المكان الذى أوجد به فقال الضابط وكيف ستعرفنى ألديك أشعة خارقة للعصابة ؟فقال السيد أولا سأخدعك وأوافقك على ما تقوله وثانيا اشترى جريدة 000وأعرف منها كل أسماء ضباط مباحث أمن الدولة هنا وبعد ذلك عشرين جنيه تليفونات من خلال دليل التليفون وأسمع صوتك وبعد ذلك لو أردت أن أفعل أى شىء لفعلته فقال الضابط كاظما غيظه وماذا بعد؟فرد السيد هناك طرق أخرى لمعرفتك تحب تعرفها فقال الضابط زدنى علما فقال السيد أسلط أى عيل من عيال البانجو على مخبر من مخبريك هنا يقعد معاه قعدة أنس وسيخر بكل شىء ومجلة الشرطة أو أى موظف فى إدارة التنقلات وبعدها نفس فيلم التليفونات فقال الضابط ماشى يا عم السيد رفع السيد رأسه لأعلى باتجاه الضابط فشاهد وجهه من خلال فتحتى العصابة بجانب الأنف فقال له لقد رأيت وجهك الآن وملابسك فضحك الضابط أهى كرامتك يا شيخ سيد ؟فضحك سيد وقال ليست كرامة وإنما ضع عصابة على عينيك الآن وانظر من جانبى أنفك وأنت رافع رأسك لأعلى فسترانى كما أراك الآن دون عصابه إنك تلبس بنطلون رمادى وقميص أبيض وفى وجهك على الجانب الأيمن حسنة ولك شارب فذهل الضابط من قوله فأسرع ووضع منديل كعصابة على عينيه فرأى ما أخبره به سيد قعد على كرسيه صمت برهة وقال للعسكرى فك العصابة من على عينيه فك العسكرى العصابة من على عينى سيد فقال له الضابط والآن ما حكايتك يا عم السيد ؟فقال السيد قل لى لماذا أنا هنا هل ارتكبت جريمة ما تخالف القانون ؟فقال الضابط رد كويس فأخرج السيد زفيرا من أنفه ساخرا من كلام الضابط وقال له تحب أحدثك بالدستور والقانون أم أحدثك بباطل أخر أم بالإسلام ؟فقال تكلم وأنا أسمعك فقال سيد حدد لى موضوعا وأنا أحدثك فيه فقال الضابط ما رأيك فى الحكام فضحك السيد وقال أعطوا ما لله لله وما لقيصر لقيصر فقال الضابط إذا فأنت تفصل الدولة عن الدين فرد كلا فالدولة أيا كانت لا يمكن فصلها عن دين حكامها فقال وضح فرد السيد إن الله يملك كل شىء ومن ثم قيصر ليس له شىء ومن ثم وجب أن نرد حكم كل شىء إلى الله وسأضرب لك مثلا على هذا القلم فى سترتك على الشماعة هناك إنك تقول إنه ملكك ومع هذا لا تقدر على إمساكه طوال الوقت فلو قبضت عليه فى يدك ساعة ساعتين أو عشر فى النهاية سيسقط من يدك من التعب ومن ثم فأنت لا تملكه حقيقة لأنك لو كنت مالكا حقيقيا ما سقط منك وهذا القلم أحيانا لا يكتب مع صلاحيته للكتابة بسبب برودة الجو ولو كنت تملكه حقا لكتب فى أى وقت تريد ولكنك لا تستطيع أن تأمره بهذا ومن ثم فليس هناك أحد من الخلق يملك شىء ملكية تامة حتى نقدر على أن نعطيه الملكية فقال الضابط أنت بهذا تخالف تفسير الكل للعبارة فرد السيد أنا على الأقل لم أخالف الإنجيل الذى يفسر العبارة بقوله "لا يمكن لأحد أن يكون عبدا لسيدين لأنه إما يحب الأول فيكره الأخر وإما يحب الأخر فيكره الأول لا يمكن أن تكونوا عبيدا لله والمال "فهنا إما الله وإما غيره فقال وما دخل المسيحية بما نتكلم فيه ؟فرد أنت طلبت رأيى فى الحكام وأنا أوصله لك فإن لم تكن عرفته الآن فأقول لك خذ لعبة مثل كرة القدم أو كرة اليد فقاطعه الضابط قائلا وما دخل الكرة بما نتحدث فيه؟فضحك السيد وقال ما أقوله للتوضيح والبيان فقال الضابط وهو يريد سماع رأى سيد صريحا بحيث يجد سببا لحبسه أمتعنا يا سى السيد فرد السيد وقال فى أى لعبة من اللعبات السابقة من يرتكب الخطأ مرتين أو ثلاث يحرم من اللعب ويطرد من الملعب سلما أو حربا بقوة الشرطة فقال الضابط هل تريد أن تقول أن على الشرطة القبض على الحكام وطردهم من مناصبهم لأنهم خالفوا القانون فرد أنت حكمت عليهم فقال الضابط اذكر بعض مخالفاتهم للقانون فرد مئات المخالفات أولها وجودى هنا فى مكتبك وحبسى لمدة عشرة أيام دون ذنب ارتكبته سوى قول الحق أنت نفسك أقسمت على حماية الدستور والقانون ومع هذا خالفتهم بالتحقيق معى وحبسى أنت أقسمت على حماية الدستور والقانون ولم تقسم على حماية شخص رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو أى وزير من تقديمه للمحاكمة لقد أقسمت على حماية هؤلاء من أذى المعتدين عليهم دون وجه حق ثانيها أن أول مادة فى الدستور تقول جمهورية مصر العربية مجتمع اشتراكى ديمقراطى واسأل نفسك أين الإشتراكية لقد باعوا القطاع العام ومعظم ما يملكه الشعب وثالثها أنهم خالفوا الإتفاقات التى وقعوها مع إخوتهم فهؤلاء القوم سمحوا للعدو بالمرور من القناة وإقامة قواعد على أراضيهم حتى يحتل أرض إخوتهم ويقتل بعضا منهم وأولادهم ونسائهم ويستولى على مالهم فقال الضابط وماذا بعد ؟فرد قل لى لو أننى جئت إلى أرضكم وأردت أن استولى على نصيب أخيك وساعدتنى على هذا فماذا تسمى نفسك ؟صمت الضابط فقال سيد تخاف أن تقول خائن إنها الحقيقة وأنت تعرف هذا جيدا وتعرف جزاء مرتكبها فى كل الأديان والدساتير فقال الضابط وهل كانوا سيقدرون على الوقوف فى وجه العدو ؟ضحك السيد وقال حجة الخائب فالقوم يريدون العبودية للعدو الأقوى فى نظرهم وهم بهذا لم يكونوا حتى فى درجة واحدة مع أغبياء الجاهلية الذين قالوا انصر أخاك ظالما أو مظلوما فهم لم ينصروا أخاهم ولا نفذوا قول الجاهلين وأحيانا على بكر أخينا فهم يغيرون على أخيهم ولا يرضون أبدا أن يظلم أخاهم من غيرهم فالقوم لم يحصلوا على النصر ولا على مال أخيهم وإنما تركوه للأغراب يتمتعون به وكأنهم نسوا ما قالته الأمثال الشعبية أنا وأخى على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب وأكلت يوم أكل الثور الأبيض فالقوم يظنون أن عدوهم سيكتفى بنصيب أخيهم ولن ينالهم أذاه ما داموا مطيعين له ولكنه ظن كاذب فما حدث لأخيهم سيحدث معهم إن آجلا أو عاجلا فقال الضابط هل تريد منهم أن يكونوا ظالمين لهم السيادة فى الظلم فضحك السيد قال ليتهم كانوا هم سادة الظلم فى العالم بدلا من أن يكونوا أتباع عبيد ما داموا لم يكونوا عادلين لو أنهم فعلوها لنالوا على الأقل احتراما أكثر منا نحن عبيد العبيد فقال الضابط أنت تتحدث معى وكأنك لا تدرى شيئا عن الإسلام لا تحتج بآية ولا حديث على كلامك فقال لقد تعلمت العدل والظلم من الباطل من الأفلام والمسلسلات والأغانى التى تذيعها أجهزة إعلامكم فرغم أنها لا تتحدث علن ظلم الحكام إلا قليلا فإنها علمتنى أن هناك حق يجب أن يتبع رحمة للناس وإعطاء كل ذى حق حقه ومن ثم فأنا أحدثك بما تفهمونه فقال الضابط أستطيع تقديم للمحاكمة الآن بما قلته عن الحكام فضحك السيد وقال لو قدمتنى للمحاكمة فأنت أول من يحاكم فلو أنك بكلامى هذا تديننى فأنت تدين نفسك لأنك بينك وبين نفسك مقتنع بما أقول فرد لقد سمحت لك بما هو أكثر من اللازم فضحك السيد وقال له تقدر الآن أن تأمر عساكرك بتعذيبى وضربى حتى أعترف لك بما تريد صدقا أو كذبا ولكن ماذا تستفيد ترقية علاوة رضا مرؤسيك عنك ؟قل ستستفيد كل هذا ضميرك سيؤلمك قليلا ثم تنسى الأمر برمته ولو أنك فكرت قليلا سترى نفسك مثلى عبد لمن هم أعلى منك تطيعهم دون تفكير فى مصلحتك أنت بلا مؤاخذة ستكون مثل الغنم تسعد عندما يوردها الراعى الكلأ وتغتم عندما يضربك الراعى لأنك خالفت ما يريد فقال الضابط أنت تتهرب من موضوعنا وكأنك تريد منى أن أنضم لجماعتك بكلامك هذا كلمنى عن مبادئك وأهدافك ووسائل تحقيقها فهز السيد رأسه وقال مبدئى الوحيد هو ما قاله الدستور فى المادة الثانية الإسلام دين الدولة الرسمى وهدفى تنفيذ الدستور وأما وسائل تحقيقه فهى ما جاء فى الإسلام دين الدولة من أحكام تنفيذية أيا كانت فسخر الضابط من نفسه وقال لها أليس هذا ما أقسمت عليه إننى لو خالفت قوله لخالفت الدستور وبذا أكون مخادع لنفسى وله ولكنه بعد لحظات قال له لقد أرهقتنى ألا تريد أن تتحدث بصراحة ودون لف أو دوران ؟فقال السيد أنت الذى ترهق نفسك لقد علموك فى برامج مكافحة الإرهاب أن تبرهن لمن تقبض عليهم بالآيات والأحاديث التى تبين لهم حقا أو باطلا أن ما يعتنقونه من أحكام مخالف للإسلام حتى وإن كان موافق له ولكنهم نسوا أن يعلموك أن تجادل من يحدثك بالدستور الذى تصر أنت وهم على مخالفته أريد الذهاب للزنزانة .
أخذ الجندى السيد للزنزانة وقفل عليه بابها فرقد على الأرض وهز رأسه يمينا ويسارا وقال لنفسه :مسكين هذا الضابط هو وأمثاله لا يفكرون ولا يناقشون رؤسائهم خوفا من ترك الخدمة فيزول ما لهم من نفوذ على عباد الله البسطاء إنهم كما قيل "إذا كان أعمى يقود أعمى فإنهما يسقطان فى حفرة "لو فكروا كما يفكر الكبار لقالوا ولماذا لا نكون كبارا مثلهم ؟إنهم من عائلات ذات غنى أو نفوذ ونحن كذلك ومن ثم يجب أن نتساوى معهم وليس أن نكون عبيد لهم يأمروننا فننفذ ولكنهم لا يفكرون وإنما يفكرون تفكير عبيد العبيد الطاعة واجبة بغض النظر عن صحة الأمر أو بطلانه عش ندل تعيش مستور ،المشى جنب الحيط .
على الجانب الأخر جلس الضابط فى مكتبه كان متضايقا شعر أنه مهزوم أحس أنه عاجز عن الحوار عاجز عن أن يغلب منطق الرجل الذى كلمه بلغة لا يقدر معها على الرد فقال لنفسه ما العمل لقد خالفت القسم فأنا لا أحمى الدستور وأنما أحمى الحكام سواء كانوا على حق أو على باطل لم يقل الرجل ما يخالف الدستور كل كلامه موافق للدستور لا أجد ما أدينه به ،سكت عن محاورة نفسه فقام من مجلسه ضرب الحائط بيديه وقال الإنسحاب هو الحل حل مؤقت إن سيد هذا لو قلت له على ما أفكر فيه الآن لسخر منى وقال إنك كالمستجير بالرمضاء بالنار ستخرج من خطأ إلى أخر لقد صدق إن الخوف هو الذى يحركنا ويجعلنا أسرى للرؤساء ولكن يا الهول إننا حماتهم وهم لا شىء بدوننا ومع هذا نخاف منهم أليس نحن مجانين؟عاد الضابط لكرسيه تناول زجاجة المهدىء وأخذ حبة منها وبلعها وبعد ربع ساعة غط فى نوم عميق وأما سيد فقد استغفر لذنبه ما علم منه وما لم يعلم قبل نومه وفى الصباح قام نشيطا أدى بعض التمرينات الرياضية وأفطر وصلى الصبح وقعد يفكر فى الذى سيفعله هؤلاء القوم معه كان مطمئنا هادئا وكأنه قد اعتقل عشرات المرات وعرف ما يحدث فى هذه الأماكن الكريهة حتى لمن يعملون فيها تذكر فيلم البرىء الذى لم يعرض كما فى نسخته الأصلية وعرض فى نسخة جديدة استحدثتها أمن الدولة كانت النهاية الأصلية هى إطلاق المجند النار على رؤسائه الضباط لأنه لم يصدق أبدا أن يكون صديقه الطيب الذى علمه الحق والرحمة وكل المعانى الجميلة وشارك الناس حياتهم ونفعهم بكل ما يقدر إرهابى وعدو للحق ومجرم واستحدثت نهاية أخرى توافق أمزجة القوم ،لم يشاهد السيد الفيلم لأنه يعتبر السينما فن يستغل استغلالا سيئا فهى ليست سينما موافقة للإسلام مثلها مثل باقى أجهزة الإعلام المسخرة لنشر الفواحش فى غالبيتها ومع هذا ضحك عندما تذكر أن نهاية الفيلم قد حدثت فعلا فى أحداث الأمن المركزى الشهيرة وقال القوم لا يتعلمون من أخطاءهم
مر النهار وفى نفس التوقيت الليلى كان سيد فى حجرة الضابط وكان معصوب العينين فسمع حوارا بين الضابط وشخص أخر أدرك منه أن الضابط الأول أمر بإحضاره معصوب العينين خوفا من الشخص الأخر وأن حضوره الهدف منه مساعدة الضابط الأول وإبعاده عن الوقوع فى الحق فسأل الضابط الثانى السيد لمن تقرأ يا سيد ؟فرد أقرأ لكل من يكتب فسأله اذكر بعض الكتب والكتاب لى فرد عندك العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وأنيس منصور وأبو حديد وسيد قطب وشكرى مصطفى ومصطفى محمود وابن القيم وابن تيمية وابن خلدون والبخارى ومسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجة والترمذى وجاد الحق على جاد الحق وسيد طنطاوى وعبد الحليم محمود ومصطفى مشهور وعمر التلمسانى وحسن البنا وفرج فودة ونوال السعداوى وسيد القمنى وماركس ولينين وجمال عبد الناصر وروسو وسارتر وبرنارد شو وتولستوى وبلزاك وديفيد كوبر فيلد وكامل كيلانى ومحمد برانق فقال الضابط الأول حتى كتب الأطفال قرأتها فضحك السيد وقال إن أى ورقة تقابلنى أقرأها سواء ملفوف فيها طعمية أو سردين أو سمك أو حتى فى الزبالة ما دمت لا أجد شىء أفعله فقال الضابط الثانى يعنى أنت فقاطعه السيد وطنى وفدى اخوانى تكفير وهجرة شيوعى أصولى أزهرى ملحد إباحى إشتراكى رأسمالى كما يقولون سمك لبن تمر هندى فغضب الضابط الثانى وقال إحنا هنهذر ولا إيه فرد السيد لقد قلت لزميلك البارحة أنا مواطن ملتزم بالدستور فإذا كان الدستور يقول أن الدولة دينها الرسمى الإسلام فأنا مسلم وإذا كان الإسلام يقول أن المسلم إرهابى فأنا إرهابى وكذلك أنت لو كنت تعتقد أنك مسلم حقا فتساءل الضابط الثانى إزاى يا حلو فرد السيد قائلا يقول تعالى بسورة الأنفال "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم "فانظر لقوله "ترهبون به" ترى أن الإرهاب هنا هو إعداد كل وسائل القوة سلاح وطعام ودواء وانتظام دولاب العمل وغيرها دون استعمالها وأما الإرهاب الذى تعتقدونه فهو فى الإسلام يسمى الإعتداء والمباح أن يكون رد فعل أى رد لإعتداء الغير كما قال تعالى بسورة البقرة "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "لو كنت تريد الفهم فلن تقدر على تكذيبى فيما أقول وأما إذا كنت لا تريد الفهم مع معرفتك بصحة كلامى فأنت وشأنك فتحرك الضابط بإتجاه السيد لضربه فاعترض الضابط الأول طريقه وقال دعه يكمل حديثه ولا تؤذيه فقال السيد للضابط الثانى هل تظن أن ضربك لى أو تعذيبى أو حتى هتك عرضى أهلى أو حتى قتلى سيغير من الحقيقة شىء ؟كلا والله إن الحقيقة باقية وما ستفعله هو لحظات تمر وتهلك أنت فقال الضابط الأول اسمع يا سيد أنت تتكلم بأسلوب مستفز تتكلم وكأننا نحن كفار وأنت المسلم الوحيد فى هذا العالم نريد أن تبين لنا كل مبادئك فابتسم السيد وقال للمسيح (ص)فى الإنجيل كلمة تقول "ما جئت لأدعوا أبرارا بل خاطئين "الدعوة تكون للخطاة وليس للصالحين سأفرض معكم أننا فى هذه الدولة كلنا مسلمون عدا من ينتمون لديانات أخرى إذا كلنا أبرار فكيف يكون الكل أبرار وهذا الفساد موجود بيننا الفساد يا سادة حانات الخمر والكباريهات والراقصات والمغنيات والرشوة وناس تقدر ثرواتها بالمليارات وملايين لا تجد إلا قوت يومها بالكاد حفلات تقام واستادات ومسارح ومعارض ومتاحف ومع هذا كثير من البلاد ليس بها مشافى ولا مدارس ولا صرف صحى ولا مياه نقية هل تريدون أن أحدثكم أكثر سأحدثكم عما تعرفونه جيدا كلية الشرطة فدخولها إما بالرشوة وإما بالواسطة ومع أن الدستور ينص على تساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات فالكلية ترفض دخول أبناء الفقراء فيها لأن الغوغاء لا يتساوون مع أبناء الذوات أمثالكم وهى الحجة الظاهرة وأما الحجة الباطنة فهى أن الأغنياء لا يفكرون فى قلب نظام الحكم بينما الفقراء يفكرون فى هذا ولذا يجب منعهم من دخولها لأنهم خطر على الحكام وسيفكرون فى قلب الحكم حتى يطبقوا الدستور أو ما يعتقدون أنه حق فقال الضابط الثانى هذا حقد على الأغنياء وكراهية لهم رغم أن الله هو الذى أعطاهم فضحك السيد وقال ملك الملوك إذا وهب فلا تسألن عن السبب هذا ما تريد قوله ولكنى أقول له فى بداية البشرية لم يكن هناك أخ غنى وأخ فقير فالكل ورث نفس النصيب من أبويه ومن ثم فلا يمكن لأحد أن يملك تلك الثروات الطائلة دون أن يكون مصدرها حرام سواء كان ربا أو إقطاع أو بيع محرم وحتى لو فرضت معك أنها حلال فلابد من تقسيمها على مالكها وكل من يعمل لديه فهل قرأت القرآن يا مسلم أنت وهو لتعرف أن هذه الثروات لابد من تقسيمها على مالكها وعماله لقوله بسورة النتحل "والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون "فهنا يجب تقسيم الرزق بين المالك وملك يمينه بالتساوى وقد اعتبر الله من لم يفعل هذا جاحد لنعمة الله ولو كان المال مال الغنى ما أوجب الله عليه أن يعطى من يريد المكاتبة من ملك اليمين بعضا منه حتى يتاجر به ويحرر نفسه من مكسبه ويبقى له فى النهاية أصل المال الذى أخذه من مالكه وما أمر الله بتوزيع موارد محددة على الفئات المحتاجة سواء أخذت من أموال الأغنياء كالزكاة أو من أموال الأعداء كالفىء والغنيمة فقال الضابط الأول مساواة تامة إذا ؟رد السيد ليست تامة ولكن توجد فروق بين الناس فى مقادير المال أسبابها متعددة مثل الورث والهبة والإشتراك فى الجهاد والحصول على جزء من الغنيمة والوصية وكل هذا يؤدى لوجود فروق بين الناس ولكنها ليست الفروق الرهيبة الشاسعة التى نعرفها الآن فقال الضابط الثانى شيوعى متدين فى الاقتصاد فقال السيد سمنى شيوعيا سمنى متطرفا كما تشاء ولكننى أتكلم بحق فالاقتصاد لابد أن يكون شركة بين الناس ولابد أن يكون مانعا للضرر عنهم كما لابد أن يوافق الدستور تعلنون أن السجائر ضارة وأن الخمر ضارة وهذا مسجل فى وزارات الصحة والتعليم والبيئة ومع هذا ما زلتم فاتحين لمصانع السجائر والمعسل والخمور ومقيمين لمصانع جديدة وما زالت الخمارات والحانات تعمل وما زالت القهاوى والمطاعم تقدم الشيشة وغيرها فسروا لى هذا فصمت الضابط الأول وقال الثانى لم يصدر قانون يحرمها فضحك السيد وقال الدستور حرمها عندما حرم الإضرار بالمواطن ومن ثم فأى قرار وزارى أو جمهورى هو باطل أنا لا أكلمك هنا من منطلق الإسلام الذى هو دين الدولة ولكنى أكلمك بما تسمونه المنطق العلمى وجود هذه المحرمات فى المجتمع مستمر لسبب ما فتساءل الضابط الأول وما هو ؟فرد الأغنياء يريدون المال بكل وسيلة لا يهمهم صحة أو دين السجائر والخمر مصدر مهم للمال للأطباء ولأصحاب نوادى القمار لمصانع الفلاتر لأصحاب مصانع إنتاجها فقال الضابط الأول ولكن الحكومة حرمتها فى الأماكن العامة فابتسم السيد وقال ولكن هل طبقت الحكومة قانونها إن السجائر فى كل مكان والضرر لابد من إزالته وإلا كان هذا جنون مثله مثل الجنون الذى أدخلوه وأسموه البورصة فسأل الضابط الثانى وما دخل البورصة هى الأخرى فى حديثنا فقال السيد اسأل نفسك ما الذى يجعل السهم أو السند يرتفع أو ينخفض مقداره يوميا لن تجد سببا سوى الجنون فإشاعة عن الشركة فى أى مكان قد تجعل واحد صاحب ملايين صاحب ملاليم وقد تجعل واحد صاحب عدة آلاف من الجنيهات صاحب ملايين هكذا دون أى سبب حقيقى ومثلا خبر عن حرب فى أقصى بلاد العالم أو عن عمل اعتدائى وقع أو لم يقع يتسبب فى الإنخفاض أو الإرتفاع ومثلا خبر عن مرض رئيس الشركة أو استرداده صحته يتسبب فى الإنخفاض والإرتفاع إنه جنون تعلمناه من العالم أنا رجل جاهل أعرف أن السبب فى زيادة مال شىء هى وجود أعمال متزايدة أو مبيعات متزايدة وأن السبب فى إنخفاض مال ما هو تناقص المبيعات أو تناقص الأعمال المسندة لأصحابه وحرصهم على إنفاق أموالهم فى سفه وتبذير إن البورصة هى نوع من أنواع القمار وبيع محرم هو بيع الغرر فقال الضابط الأول للثانى اتركه يذهب للزنزانة فنادى الضابط على العسكرى وقال خذه للزنزانة فسار السيد معه وأما الضابط الأول فسأل الثانى ما رأيك فيه كيف تصنفه ؟فقال سلطة كما قال فقال الأول أنه يتهرب من إظهار فكره الحقيقى متخفيا وراء قناع الدستور الذى تخالفه الحكومة والرئيس فقال الثانى ما التقرير الأولى الذى قبضتم عليه على أساسه ؟فضحك الأول وقال التقرير الأولى يقول أنه يصادق كل الجماعات ويتحدث معهم مبينا لهم أن ما تسميه كل جماعة إسلاما ليس هو الإسلام الحقيقى وإنما هو إسلام خلط بكفر من أفكاره التى سمعها المخبرون أن صلاة الجماعة ليست واجبة إلا فى صلاة الجمعة فقط وأن أجر صلاة الجماعة لا يختلف عن أجر صلاة الفرد ويرفض ما ينسب للنبى (ص)من أحاديث بنسبة 99%يقول إن الأكل فى غير رمضان أفضل ثوابا من الصيام فى تلك الأيام فكل أكلة بعشر حسنات مصداق لقوله بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "ومن ثم فثلاث وجبات بثلاثين حسنة والصيام بعشر والتمتع بالإماء دون زواج محرم وعقاب الزانى على اختلاف أنواعه هو الجلد مائة جلدة فقال الثانى إذا فهو مختلف فقال الأول إنه يخالف كل الجماعات فى كثير من الأحكام ومن ثم فهو جماعة وحده ليس لها مثيل فقال الثانى هل يشكل خطرا على الأمن ؟رد الأول كلا فقال الثانى ماذا وجدتم فى بيته رد الأول ليس عنده شىء غريب سوى احتفاظه بالعهد الجديد والعهد القديم فى بيته فرد الثانى هذا يفسر حديثه عن أقوال المسيح(ص)واستشهاده بها على صحة كلامه فقال الأول ظاهرة محيرة فتساءل الثانى وما نيتك جهته ؟رد الأول أنا محتار فقال الثانى ارفع أمره للأعلى وتخلص منه فابتسم الأول ساخرا من نفسه لم يثبت عليه جرم ومن ثم فنحن سنجرم برىء ونشرد عائلة فقال الثانى أطلق سراحه بدلا من وجع القلب فضحك الأول تقصد بدلا من أن يوقظنا فقال الثانى أنت وشأنك فهو مسئوليك فحاذر أن تقع فى براثنه فتكون نهايتك على يديه .
فى اليوم التالى وفى مسجد المباحث وجد السيد الضابط الأول يصلى بجواره وبعد انتهاء الصلاة جلس بجانبه وقال له تقبل الله فقال له السيد تقبل الله منا ومنك فابتسم وقال احنا مسلمين زيك برضه بنصلى وبنصوم ونزكى فضحك السيد وقال ليس الإسلام بالعمل فقط وليس بما قلت وحده فسأله هلا فسرت كلامك فرد كان المنافقون فى عهد النبى (ص)يصلون ويزكون ويعملون الطاعات كلها ومع هذا كان إسلامهم غير مقبول لأنه ليس مبنى على الإيمان بالطاعات وإنما مبنى على الخوف من أذى المسلمين الدنيوى ولذا قال لهم الله بسورة الحجرات "قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم "زد على هذا أن الإسلام به مئات الأحكام وليس كما علمونا قديما بنى الإسلام على خمس لوجود حديث أخر يقول أن أعمدة الإسلام التى بنى عليها ثلاثة ومن لم يطع أى حكم من الإسلام لا يكون مسلما فقال الضابط الأول أنت تشكك فى حديث متواتر والمتواتر يفيد العلم اليقينى فرد وإذا كان المتواتر نفسه يناقض نفسه فكيف يكون الحال هل نصدق الإثنين مع أنهما مستحيلان ؟قطعا لو فعلنا لكنا مجانين فقال الضابط أنا أريد فهمك فعلا فرد حدد ماذا تريد بالضبط وسأحدثك صراحة حتى لو أدى هذا لإعدامى أو سجنى لأنه كما قال المسيح(ص)فى الإنجيل المحرم "لا يمكن أن تخفى مدينة مبنية على جبل ولا يضىء للناس مصباحا ثم يضعونه تحت مكيال بل يضعونه فى مكان مرتفع ليضىء لجميع من فى البيت "؟فسأله ما الكفر فى رأيك ؟أجاب هو عصيان حكم أو أكثر من أحكام الإسلام وطاعة حكم أو أكثر من أحكام الضلال بدليل أن جزاء المطيع لله ورسوله المؤمن هو الجنة وأن جزاء العاصى لهما هو الخلود فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وله عذاب مهين "وقال بسورة الجن "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا "فتساءل الضابط كيف نعرف أن مسلما كفر ؟فرد إن أى معصية أى ذنب أى سيئة أى جريمة 00إلخ هى كفر وكل من يفعل المعصية كافر وقت ارتكابها ويظل كافرا حتى يتوب منها والمسلم يفعل المعصية ولكنه يتوب سريعا أى قريبا منها ولذا قال تعالى بسورة النساء "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم "فأسرع وقت هو أقرب وقت والمعصية من المسلم هى ردة مؤقتة عن الإسلام حتى يتوب وأما الإرتداد الدائم وهو الكفر المستمر فنعرفه إذا فعل المسلم المعصية أى ظلم نفسه أى ارتكب فاحشة وأصر على فعل المعصية مرات أخرى معتبرا إياها حلالا أى ليست معصية وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "إذا فعلامة كفر المسلم هى ارتكابه لذنب أو أكثر مكررا ارتكابه بدعوى أنه حلال ويشترط لإثبات كفره إعلانه قوله أمام جمع من المسلمين فتساءل الرجل وما أدلة تكفير من لم يطبق حكم أو أكثر من الإسلام فرد السيد أظنك تلمح لقوله تعالى بسورة المائدة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "وفى آية الظالمون وفى آية الفاسقون وكل هذا بمعنى واحد فقال الضابط معترضا لكن الكافرون والظالمون نزلت فى اليهود وفى الظالمون فى قول فى المسلمين والفاسقون فى النصارى وفى قول فى المسلمين فقال السيد كلهم بمعنى واحد فقال ما دليلك ؟فرد قوله تعالى بآية 254بسورة البقرة "والكافرون هم الظالمون "وقوله "ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون "فهنا فسرت الآيات بعضها ومن ثم لا حاجة لقيل وقال فقال وماذا عندك أيضا فرد الأدلة كثيرة منها قوله بسورة الأحزاب "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "فالمسلم لا يخالف أمر الله لأنه ليس بمخير فى تركه فإذا تركه كان ضالا كافرا فمعنى الآية أن المسلم لا يختار أبدا حكم غير حكم الله ومنها قوله بسورة آل عمران "قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين"فهنا من يتولى أى يرفض طاعة الله ونبيه(ص)يكون كافرا غير محبوب من الله ومنها قوله بسورة النساء "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "فهنا من يرفض تحكيم النبى (ص)لا يكون مؤمنا أى كافرا ومنها قوله بسورة الفتح"ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما "فهنا المطيع يدخل الجنة ومن يتولى أى يعصى يعذب فى النار وهذا دليل كفر العاصى ومنها قوله بسورة الجن "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها "فهنا العاصى لحكم الله يدخل النار وهذا دليل على أن العاصى المتعمد هو الكافر ومنها قوله بسورة الأحزاب "يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا "فهنا سبب دخول الكفار النار هو عصيانهم أى عدم طاعتهم لحكم الله المنزل على رسوله (ص)فقال الضابط بناء على هذا يجب إزالة الحاكم الذى لا يحكم بما أنزل الله فرد أنت قلت وفى الإنجيل المحرف كلمة للمسيح(ص)تقول "وها إن الفأس قد ألقيت على أصل الشجر فكل شجرة لا تثمر ثمرا جيدا تقطع وتطرح فى النار "فما دام الرجل قد فسد فلابد من قطعه كالشجرة وله كلمة أخرى تقول "وإن كانت يدك اليمنى فخا لك فاقطعها وارمها عنك فخير لك أن تفقد عضوا من أعضائك ولا يطرح جسدك كله فى جهنم "فهنا إذا كان عضو من المجتمع فاسد يتسبب فى دخول الكل النار فالخير أن يقطع المجتمع هذا العضو الفاسد حتى لا يدخلوا النار فقال الضابط عدت ثانية للكلام خارج الإسلام فقال هذا من صميم الإسلام وإن كان فى غير كتبه فقال الضابط وما الأدلة على وجوب إزالة الحاكم بغير حكم الله فى الإسلام ،فرد السيد قائلا قال تعالى بسورة الأنفال "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "فالله هنا يطلب منا أن نمنع عن أنفسنا الفتنة وهى العقاب الدنيوى الذى لن يصيب الظالمين وحدهم وإنما سيعم الظالمين والساكتين على ظلمهم ومن ثم وجب على المسلمين إزالة المنكر حتى لا يعاقبوا وقال تعالى بسورة هود"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"فهنا الله يطالبنا بعدم الركون للظالمين أى بعدم السكوت على الكافرين وهذا لأن الركون وهو السكوت يعنى دخولنا النار ومن ثم وجب إزالة المنكر بكل الوسائل المتاحة وقال تعالى بسورة التوبة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فإخوانكم فى الدين فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون "فهنا أمرنا الله بقتال المسلمين إن ارتدوا ففعلوا نكث الإيمان بعد العهد والطعن فى الدين والحاكم الذى يحكم بغير حكم الله ناكث للإيمان بعد العهد وطاعن فى الإسلام لأنه رضا بتحكيم غير ما أنزل الله ومن ثم وجب قتاله زد على هذا أن ترك المنكر كما هو سيؤدى لحدوث منكر أخر وهذا هو الجنون ومن ثم لابد من وقف المنكر من بدايته حتى لا ينتشر فى الجسم كله فيصبح فاسدا مستحقا للنار زد على هذا أننا لو تركنا الحكم لهم ولن نتدخل طبقا لقول من يدعو لترك الحكام فى مناصبهم فى سلام إذا فلن يأتى حاكم مسلم واحد حتى يوم القيامة لأننا سلمنا للكفرة بكل شىء فتساءل الضابط هل يكفر الناس بكفر الحاكم فأجاب يكفر الناس بكفر الحاكم إذا رضوا بكفره والسبب أن الرضا بالكفر هو كفر ولذا نهى الله المسلمين عن الركون للظالمين وبين لهم نتيجة الركون وهو عدم المقاومة للظلم وهو دخول النار فقال بسورة هود "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار "وأما إذا لم يرضى الناس بكفر الحاكم وقاوموه بأى طريقة ظاهرة أو خفية فهم على الإسلام فقال الضابط فأنت تدعو لقتل الحكام الذين لا يحكمون بشرع الله فقال السيد أنت قلت فهو كما تقول وإن كان هذا فى ظنك يخالف الدستور فأنت واهم لأن الدولة دينها الإسلام والإسلام هو الذى يقول وهو المصدر الرئيسى أى الوحيد للتشريع كما يقول الدستور قاطعه الضابط هل تقول أن كلمة الرئيسى تعنى الوحيد فقال السيد نعم بدليل أننا عندما نقول للدولة رئيس نعنى فرد واحد ومن ثم فكلمة الرئيسى فى المادة التاسعة تعنى الوحيد لأنها لو لم تفسر هكذا لناقضت المادة الثانية التى أعلنت أن الدولة لها دين واحد هو الإسلام .
فى اليوم التالى فوجىء السيد بباب الزنزانة يفتح ووجد الضابط أمامه ومع العسكرى كرسيين وضعهما فى الزنزانة ثم انصرف والضابط يقول له اعمل لنا شاى وهات معاه الفطار لاثنين فجلس الضابط على كرسى وجلس السيد على الكرسى الأخر فقال الضابط ها أنا ذا جئت لك فى مكانك ودون حاجة للعصابة فقال السيد لا تحسب هذا فضل منك فما دمت هنا أنا أو غيرى دون ذنب فأنت مذنب ولا تستحق راتبك ولا أجرك على عملك لأنك تقبضه على أساس تنفيذ الدستور وأنت بوجودى وغيرى هنا تخالف الدستور فابتسم الضابط وقال أنت لا تقدر خطورة ما أفعله الآن أنت تطلب منى أن أحارب السلطة ومن فيها مرة واحدة خذنى بالتدريج لا تأخذنى مرة واحدة فإن الله حرم الخمر على ثلاث مراحل حتى يتقبل المسلمون تركها دون حدوث عواقب غير مأمونة فهز السيد رأسه وقال معك حق أنا قاسى عليك لقد نسيت الحكمة الأبدية القوة هى التى تحكم سواء قوة حق أو قوة باطل وهو الغالب فقال الضابط حدثنى عن مخالفات الحكومة للدستور فضحك السيد وقال سأحدثك عن الأسرة إن الدستور يقول إن الأسرة هى أساس وقوام المجتمع وهى تقوم على الأخلاق ومع هذا الحكومة تقوم بهدم الأسر عن طريق أشياء كثيرة منها فتح الكباريهات والحانات وفيها النساء العاريات الداعرات والراقصات والراقصين والمغنيين والمغنيات والخمور وبهذا هى تقول للرجال سيبكم من زوجاتكم تعالوا لتزنوا وتروا المتعة والأجسام العارية ومن ثم تنشأ العلاقات المحرمة التى تهدم فى كيان الأسر وفى التليفزيون تظهر المذيعات عاريات الأذرع والسيقان والصدور وتظهر الراقصات والمغنيات وغيرهن و كأن الحكومة تقول للرجال بصوا شوفوا النساء الجميلات سيبكم من الغفر اللى عندكم فى بيوتكم وهى بهذا تهدم فى كيان الأسر زد لهذا الأفلام والأغانى والمسلسلات وما فيها من قبل وأحضان بين النساء والرجال وفى القوانين التى تخالف الدستور نجد قانون يبيح الزنى برضا الزناة وكأنها تقول للأخلاق والأسرة وداعا لا عقاب على الزناة سوى من تقبض مال مقابل الزنى وهو عقاب مخالف للدستور لا عقاب على من يدفع المال للزنى لا توجد عقوبة لمن يمارس من يسمونه اللواط خطأ فالحكومة لو أدخلت المتناك السجن فهى توفر له المكان المناسب لكى يتمتع خاصة أنه سيكون مع رجال محرومين من متعة النيك هذا كله جنون يهدم فى الأسرة فضحك الضابط وقال وماذا أيضا فقال انظر الحكومة تضرب بعضها فوزارة الأوقاف تقول يا ناس اتبعوا دين الله يا ناس البسوا الحجاب يا ناس لا تنظروا لما حرم الله ووزارة الإعلام ووزارة الثقافة ووزارة السياحة تقول يا ناس اتبعوا دين الشيطان تعروا شوفوا متع الحياة ازنوا البسوا ما تحبون أن يكشف عن عوراتكم إنه الجنون حكومة تحارب بعضها أليس هناك عاقل فى تلك الوزارات
ابتسم الضابط وقال معك حق فجاء العسكرى بالإفطار والشاى على صينية وأحضر منضدة ووضع الصينية فوقها فقال السيد للضابط قل للعسكرى اجلس وافطر فقال الضابط للعسكرى تفضل فقال العسكرى شكرا يا باشا وانصرف فقال السيد تعرف هذا العسكرى بجعلك إياه يخدمك مخالفا بهذا واجبات وظيفتك والدستور يجعلك مذنبا فابتسم الضابط وقال ما تريد قوله وتطبيقه صعب فالعسكرى نفسه لو لم تجعله يخدمك سيظن أنك غاضب عليه وتعد له مصيبة ومن ثم سيأتى لك بنفسه ويقدم خدماته دون أن تطلبها لأنه تربى على هذا فقال السيد الوظائف فى الإسلام ليس بها إستغلال مهما كان فكل الناس كما قال الشاعر
الناس للناس من بدو وحاضرة بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم
ولكن البعض يستغل طيبة الأخرين أسوأ استغلال ويستعبدهم فقال الضابط هذا ناتج من التربية الأسرية الخاطئة فقال السيد حجة الجاهل فليس هناك شىء فى الفعل الإنسانى للعاقلين ناتج من غير فاعله سوى المكره أو المخمور لو كانت التربية خاطئة فليس هذا مبررا لارتكاب الخطأ طالما أنك عرفت أنه خطأ لو فكرت فى حياة كثير من الأنبياء(ص)لوجدت أنهم ربوا فى أسر كافرة كإبراهيم(ص)كان والده كافرا رباه على الكفر ومع هذا وصل للحق بالتفكير وموسى(ص)تربى فى قصر فرعون على الكفر فى الظاهر ومحمد(ص)تربى وسط الكفار من أهله فقال الضابط وهل كان الرسل كفارا ؟رد السيد بعض منهم كان كافرا قبل اختيارهم للرسالة لكنهم فكروا فى الحق قبل رسالتهم فالله يقول فى محمد(ص)"ووجدك ضالا فهدى "بسورة الضحى وقال بسورة يوسف "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين "وقال بسورة الشورى "ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الإيمان "فهنا وصفه بالضلال والغفلة والجهل وكل هذا يعنى الكفر وموسى (ص)اعترف بكفره بقوله بسورة الشعراء "فعلتها إذا وأنا من الضالين "وقال الله عنه بسورة النمل "يا موسى لا تخف إنه لا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم "فهنا وصفه بالظلم وهذا يعنى أنه لا توجد عصمة للأنبياء(ص)فقال الضابط حقا فقال السيد العصمة بمعنى عدم إرتكاب الذنوب أى الكفر لا وجود لها لأنهم بشر فلو عصموا من الكفر ما كانوا مخيرين وإنما مسيرين ولكن العصمة بمعنى حماية الله لبعضهم من أذى الكفار موجودة فمحمد(ص)كان محميا من أذى الكفار بدليل قوله بسورة المائدة "والله يعصمك من الناس "وقوله بسورة الحجر "إنا كفيناك المستهزئين "
فى الليلة التالية جاء العسكرى لزنزانة السيد وفتحها وقال له تعال يا عم السيد حضرة الضابط عايزك قام السيد وسار معه فقال له تصدق بالله يا مولانا إن أنته أول واحد يجى البتاع المهبب ده ويسيبوه يمشى من غير عصابة ويتكلموا معاه وجها لوجه فقال السيد الحمد لله فقال والله يا رجل كلامك اللى سمعته كلام رجل كويس يدخل القلب ويعشش فيه فتأوه السيد وقال آه لو كان كل واحد يفهم الحق ،ووصلوا المكتب ففتح العسكرى الباب وقال تفضل فدخل السيد وقال سلام عليكم فوقف الضابط وصافحه اقعد سلام ورحمة الله وبركاته فجلس السيد على الكرسى وقال خير إن شاء الله فابتسم الضابط أنت قلت لى قبل كده إنك تعرف مكان المكتب وأنت معصوب العينين تقدر تقول كيف فضحك السيد وقال وما الغرض من المعرفة ؟فقال الضابط خيرا إن شاء الله ثق بى فقال أنا أثق بك وعموما طريقة عد الخطوات ومعرفة اتجاه السير فسأله لماذا فكرت هكذا فرد لأنى لم أخف ولا يقلقنى شىء فسأله الضابط تشرب إيه فقال شاى فقال للعسكرى اثنين شاى وخرج العسكرى فسأله الضابط هل هناك طريقة لعدم معرفة المحبوس هنا الطريق ؟فضحك السيد وقال حتى لو قلت هناك طريقة فتأكد أنه ستوجد طريقة للمعرفة فطرق مثل وضعه على كرسى متحرك أو نقالة ومع هذا يمكن معرفة الطريق من خلال العد من واحد لأى رقم حتى تغيير الإتجاه ثم العد من واحد حتى تغيير الإتجاه مرة أخرى فقال الضابط يعنى ما فيش فايدة فرد السيد الفايدة الوحيدة العدل
دخل العسكرى بالشاى ووضع الصينية أمامهم وقال تفضلو أحلى شاى فقال الضابط تفضل يا سيد فرد السيد شكرا وأمسك بكوبه فقال الضابط هل ترغب فى الخروج من هنا فقال الخروج ليس معضلة فقال الضابط لقد قررت الإفراج عنك الليلة فقال السيد ومن يدفع ثمن بقائى هنا وثمن بعدى عن أسرتى وثمن بعدى عن عملى فقال الضابط كما قلنا القوانين مع أنها ظالمة إلا أنه يجب تنفيذها فقال السيد كما قال الشاعر ارقص ودندن لكل قرد إذا كنت فى دولة القرود
سأله الضابط هل من الممكن أن تقتل إذا خرجت من هنا ؟فرد أقتل من ؟فقال شرطة الحاكم الناس فضحك السيد وقال القتل أمر فظيع وعندما أفكر فى القتل فلن أقتل أفرادا فماذا يفيد قتل عشرة أو ألف من الشرطة أو قتل الحاكم ثم مجىء مثله بعده لا شىء فقال الضابط ماذا تريد فعله إذا فقال قتل النظام نفسه فضحك وكيف يقتل النظام فقال إنه تغيير كل شىء حسب ما جاء فى الدستور من أن الدولة دينها الرسمى هو الإسلام فعرف الضابط ما يريده وقال إنه الإنقلاب المسلح