من احتلال الحرم المكي إلى احتلال الموصل!

في الإثنين ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

اهتز العالم الإسلامي في 20 نوفمبر قبل 37 عاما بحادثة مأساوية تمثلت في استيلاء جهيمان العتيبي مع عدد كبير من أتباعه المسلحين على الحرم المكي، ما تسبب في مقتل الكثيرين.

ويمكن القول إن ظاهرة التطرف، والفتنة في تجلياتها الدموية العنيفة، هي أبعد من "داعش" وأقدم من "القاعدة" ومن جميع التنظيمات المشابهة المعاصرة. إنها بركان ينفث حممه بين الحين والآخر، محيلا عالم الإسلام الأخضر إلى الأحمر القاني.

بدأت تلك الواقعة الغريبة والخارجة عن أي سياق ديني أو أخلاقي فجر يوم 20 نوفمبر 1979، حين اقتحم أكثر من 200 شخص مدجج بالسلاح الحرم المكي، ناشرين الرعب والموت، تقودهم أوهام ما أنزل الله بها من سلطان عن ظهور مزعوم للمهدي المنتظر.

جهمان العتيبي، رأى أن صهره ويدعى "محمد بن عبد الله" تجسيدا لما ورد عن الإمام المهدي، فحمل واشياعه السلاح عام 1400 هجرية، مع بداية قرن هجري.

تلك المصادفات، تحولت إلى مخطط كبير، هُرب السلاح إلى المسجد في توابيت، ثم انقض هؤلاء ودخلوا الحرم المكي معلنين مبايعتهم لمحمد بن عبد الله القحطاني باعتباره المهدي المنتظر والآمر الناهي.

سارع المسلحون إلى إغلاق الأبواب خلفهم، وسدوا منافذ الحرم المكي وقتلوا الحراس وتحصنوا في أرجاء المسجد، واعتلى بعضهم مآذن الحرم وأطلقوا النار على القوات التي جاءت لإخراجهم منه، وأصبح المصلون والعاكفون رهائن بداخله.

بقي المسلحون مسيطرين على الحرم المكي، محاصرين من خارجه لأسبوعين، وفي صباح 4 ديسمبر بدأت قوات الحرس الوطني السعودي، بحسب البيانات الرسمية، عملية واسعة لتحرير الحرم المكي، تواصلت ساعات طوال، وبحلول المساء تمكنت من القضاء على القناصة وتحرير الرهائن وتطهير الحرم من المسلحين.

وأسفرت المعركة، بحسب البيانات الرسمية، عن مقتل 28 من المسلحين، بما فيهم المهدي المزعوم محمد القحطاني، وإصابة 17 من قوات الأمن والمصلين، ووقع باقي المسلحين في قبضة السلطات، ومن بينهم جهيمان العتيبي.

جهيمان ومن تبقى من عصابته نفذ في مجاميعهم حكم الإعدام في أربع ساحات بمدن مختلفة بالبلاد، لتنطفئ تلك الفتنة التي اشتعلت في غفلة من الزمن، ثم دارت الأيام وظهر ما يشبهها في بقاع أخرى متعددة، وكل طور زاد عما قبله ضلالا وعنفا.

اجمالي القراءات 3543