بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة هى حكاية تخيلية قمت فيها بتناول الصلاة المعروفة فيما يعرف بالحديث زورا وايضا تناولت موضوع الكعبة التى تم إضلالنا عنها فهى حكاية دراسية
الصلاة
كنت أداوم على صلاة الجماعة فى المسجد فى النهار وفى الليل لا يقطعنى عن حضورها سوى المرض المقعد لى عن الحركة وكنت أصلى فى مسجد الحى الذى أسكن فيه ولاحظت من خلال حضورى اليومى للصلوات أن رجلا لا يحضر للصلاة إلا فى صلاتين فقط هما الصبح والعشاء وهو يداوم عليهما فقط ولا أ&Nlde;رى وجهه فى أى صلوات أخرى وانشغلت بأمره وفكرت وقادنى التفكير لظنون عدة أولها أن هذا الرجل يعمل طوال اليوم ومن ثم يحضر أول اليوم وأخره فقط للصلاة وثانيها أنه ربما يكون مداوم على الصيام اليومى فيحضر وقت قوته فى أول اليوم عندما يكون الطعام فى معدته لا زال موجودا وفى أخر اليوم عندما يكون قد أفطر وثالثها أنه ربما يكون لديه علة ما تصيبه فى هذا الوقت000المهم قلت لنفسى لماذا لا تسأله وجها لوجه وترتاح من أمره ؟وقررت فى نفسى سؤاله فى أقرب فرصة تتاح لى للحديث معه وبالفعل فى اليوم التالى بعد صلاة العشاء قمت من مقعدى وسرت بإتجاه مكان وجوده قائلا السلام عليكم فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقلت الأخ ما اسمه فقال عبد الله فقلت وأنا رضا بن عبد الرحمن فقال مرحبا وأهلا بك فقلت لاحظت يا أخى أنك لا تحضر للمسجد إلا فى صلاتى الصبح والعشاء فلعل المانع خيرا فابتسم وقال ألا يجوز أنى أذهب لصلاة غيرهم فى مساجد أخرى غير هذا المسجد الذى نحن فيه ؟قلت هذا معقول ولكن لماذا لا تصليهم فى مسجد واحد؟فابتسم وقال هل تريد المعرفة الحقيقية ؟أجبت نعم فقال هيا معى لبيتى وهناك سأحدثك عن صلاتى .
خرجنا معا من المسجد وسرنا بإتجاه بيت عبد الله الذى كان يقع فى حى مجاور للحى الذى أقيم به ولما وصلنا للبيت تنحنح وقرع الباب ثلاث مرات ثم دخل وقال لى تفضل بالدخول فدخلت خلفه فقادنى لحجرة الضيوف فجلسنا فما لبث أن نادى على أهل البيت قائلا يا أم زيد أحضرى طعام العشاء للضيف فقلت الحمد الله شكرا لك فقد تناولت العشاء قبل الصلاة فقال يا رجل لابد لمن دخل بيتنا أن يذوق طعامنا حتى ولو لقمة صغيرة فابتسمت وقلت أفعل إن شاء الله وجاءت المرأة بالطعام فألقت السلام فرددت عليها بأحسن منه ووضعته أمامنا ثم انصرفت فقال عبد الله تفضل الطعام فتناولت معه لقيمات ولما انتهى من العشاء جاءت المرأة بأكواب البن فشربنا رشفات منه ثم قلت لعبد الله هيا يا صاحبى حدثنى عن صلاتك فقال قبل أن أحدثك عن صلاتى يجب أن أعرفك أن الإسلام قائم على البرهان "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "فلا حكم إلا بدليل فضحكت وقلت هذا بديهى فضحك هو الأخر قائلا ليس من البديهيات عند الناس بدليل مثلا أن صلاة الجنازة التى تصلى على الميت الآن ليس على كيفيتها دليل يرتب التكبيرة الأولى بعدها الفاتحة والثانية نصف التشهد الثانى والثالثة الدعاء للميت والرابعة قول آية "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "أو قول اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله أو ما شاكل هذا فتساءلت ألا يوجد حديث يبين الكيفية ؟فأجاب هذه الكتب الستة البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبو داود وابن ماجة وحتى موطأ مالك ومسند الشافعى لا يوجد بها حديث يرتب الأفعال وكل ما فيها هو حديث عن قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى فقلت من أين أتت الكيفية إذا ؟فأجاب يا أخى الحديث الوحيد الذى قرأته فى طريقة ترتيب الأفعال فى صلاة الجنازة ليس عن النبى (ص)وإنما ورد فيما يسمونه مسند زيد بن على بن الحسين وهو عن على حيث قال "عن على رضى الله عنهم فى الصلاة على الميت قال تبدأ فى التكبيرة الأولى بالحمد والثناء على الله تبارك وتعالى وفى الثانية الصلاة على النبى(ص)وفى الثالثة الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات وفى الرابعة الدعاء للميت والإستغفار له وفى الخامسة تكبر ثم تسلم (مسند زيد باب الصلاة على الميت وكيف يقال فى ذلك صفحة 149) وهناك حديثين يصفان كيفية الصلاة ولكن بلا ترتيب ففى موطأ مالك فى كتاب الجنائز "عن أبيه أنه سأل أبو هريرة كيف يصلى على الجنازة فقال أنا لعمر الله أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت فحمدت الله وصليت على نبيه محمد ثم قلت اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد فى إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده "وهنا كيفية مختلفة فهى التكبيرة الأولى والأخيرة وحمد الله لا قراءة الفاتحة والصلاة على النبى والدعاء للميت بلا تكبير وفى مسند الشافعى "عن الزهرى أخبرنا أبو أمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبى أن السنة فى الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا فى نفسه ثم يصلى على النبى ويخلص الدعاء للجنازة ،فى التكبيرات لا يقرأ فى شىء منهن ثم يسلم سرا فى نفسه "فهنا لا يوجد عدد للتكبيرات والمفهوم أنها ثلاثة فمرة للفاتحة ومرة للصلاة على النبى(ص)ومرة للدعاء للجنازة وليس فى تلك الأحاديث بيان للصلاة على النبى (ص) كما أن هذه الأحاديث ليست ذات صلة بالنبى (ص)حيث لم يقل أحد أن النبى (ص) قالها فالأول منسوب لأبى هريرة والثانى الصحابى مجهول وهذه الكتب موجودة هنا فى الكتبية فى الحائط حيث الباب الخشب خلفك قلت المهم أنها وردت عن صحابى فقال الحكم لا يأخذ سوى من قول النبى (ص)لأنه "لا ينطق عن الهوى "كما قال القرآن ومعنى عدم ورود طريقة الصلاة فى الحديث عن النبى (ص)هو أنه لم يبلغ الرسالة وقطعا قد بلغها كلها مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "وقوله بسورة النحل "وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فهنا الشريعة مبينة لكل حكم والصحابة ليسوا من أوحى لهم كما أن الله لم يقل فيهم لا ينطقون عن الهوى ومن ثم فمن الجائز أن يقولوا أقوال باطلة بدون قصد أو حتى بقصد كما فعل المنافقون فقلت أنا معك فى هذا ولكننا بعدنا عن موضوعنا فضحك وقال يا أخى أنا لا أصلى سوى الصبح والعشاء لأن القرآن لم يذكر غيرهما عدا صلاة الجمعة فقلت أتقصد قوله تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء "قال بلى ولو كان هناك صلاة ظهر لقال وحين تضعون ثيابكم بعد صلاة الظهيرة ولم يقل من الظهيرة فقلت ولكن القوم يقولون أن قوله تعالى بسورة الروم "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون "به أوقات الصلاة الخمسة فابتسم وقال يقول المثل خليك وراء الكذاب لغاية باب الدار وسأفرض معك صحة القول فى أن به الأوقات الخمسة ومع هذا أين ذكر الصلاة فى الآيات ؟لا يوجد زد على هذا أن الأوقات لفظيا أربعة "تمسون ،تصبحون ،عشيا ،تظهرون وفى الحقيقة اثنين فالمساء هو العشاء والصباح هو الظهر أى النهار والدليل على أن العشى هو الليل هو قوله تعالى بسورة ص"يسبحن بالعشى والإشراق "فهنا الإشراق لا يكون إلا فى النهار وهو وقت بقاء الشمس مشرقة أى منيرة ولو كان العشى هو الجزء الأخير من النهار ما كان لذكر كلمة الإشراق معنى زائد قلت ولكنك مع اعترافك بصلاة الجمعة لم أرك تصليها فقال يا أخى لأنها تصلى فى غير وقتها فتساءلت كيف ؟فأجاب قائلا إن الله يقول فى آية الإستئذان بسورة النور "وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "وهذا معناه أن وقت الظهر هو وقت الراحة فى البيوت حيث يخلع كل واحد ثوبه الذى عمل به أو يتخفف من ثيابه ليرتاح ونحن نصلى الجمعة فى هذا الوقت الذى هو غالبا وقت نوم الناس ومن ثم يكونون متململين وبعضهم يغفو عند سماع الوعظ زد على هذا أن الله يقول بسورة الجمعة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله "وهذا يعنى وجود عمل بعد الصلاة ممثل فى الإنتشار للإبتغاء من رزق الله وبعد صلاة الجمعة الحالية لا يكون فيه عمل لأنه وقت وضع الثياب فكيف يتفق الإنتشار مع خلع الثياب للراحة قطعا لا يتفقان لأن وقت الجمعة قبله عمل لقوله بسورة الجمعة "فذروا البيع "وبعده عمل "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله" ومن ثم لابد أن يكون بعد طلوع الشمس بساعتين أو ثلاث ففى الساعتين نصحو ونمارس العمل اليومى ثم نصلى ونعود ساعتين أخريين وبهما يبدأ فى نهايتهما وقت خلع الثياب للراحة فى الأكل والنوم .
أخذنا الكلام ومر الوقت سريعا وتجاوزنا نصف الليل فاستأذنت من الرجل وانصرفت فأصر أن يوصلنى للبيت فطلبت منه ألا يفعل ولكنه سار معى حتى وصلنا فقلت له تفضل فضحك وقال إن شاء الله أزورك فى وقت أخر أفضل السلام عليكم فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فدخلت البيت وانصرف هو بسلام لبيته وصليت ثلاث ركعات وتر ثم أويت للفراش وحاولت النوم فلم أستطع لأن كلام الرجل ظل يرن فى آذانى :فكر قبل أن تصدق لا تصدق قول بمجرد أن قائله نسبه للنبى (ص)والصحابة لأن التفكير يعرفك الحق من الباطل اعرضه على القرآن فاقبله إن وافقه فى المعنى وارفضه إن خالفه فى المعنى فكر فلو كان النبى(ص)هو قائل كل تلك الأقوال هو والصحابة لكانوا جمعا من المجانين لايعرفون أنهم يقولون القول وضده بل وضده ثلاث مرات أو أكثر أو أقل .
أخيرا من الله على بالنوم ولما صحوت فى الصباح ذهبت للمسجد لأصلى الصبح فذهبت وصليت ثم ألقيت السلام على عبد الله فرد السلام بأحسن منه فتركته وانصرفت لعملى وعندما انتهيت من عملى أذن لصلاة الظهر على المآذن ووجدتنى على عادتى ألبس مداسى وانطلق لكى أصلى الظهر ولكننى تذكرت حديث الرجل فقلت لنفسى لماذا أصلى الظهر إذا كان غير موجود فى الإسلام ؟إن الله لم يذكرها فى القرآن ومع هذا الحديث وجدت نفسى فى المسجد أصلى الظهر بحكم العادة مع أن نفسى بدأت تصدق بعدم وجودها فى الإسلام والإنسان لا يقدر على التخلص من عاداته مرة واحدة وإنما يأتى هذا بالتدريج وحتى لو حاول التخلص منها مرة واحدة فإنه يجد نفسه يفعلها دون أن يدرى إلا بعد أن يفعلها ويتذكر أن عليه ألا يفعلها ومن ثم يستغفر الله لذنبه هذا قلت لنفسى سأفرض عدم وجودها ولكنى سأصليها كزيادة على الفرض حاولت أن أقنع نفسى بأى طريقة أن أصلى الظهر ربما خوفا من حديث الناس عن تركى إياها وربما خوفا من إتهام الناس لى بالجنون أو الكفر وفى آذان العصر تكرر نفس الأمر وفى المغرب لم أتصور أن إتباع الحق يسبب كل هذا القلق ويسبب كل هذا الأذى الذى سينال من يتبعه ويجاهر به بيد قوية من إتهامات بالكفر والجنون ولم أتخلص من الصلوات الثلاث الظهر والعصر والمغرب خلال شهر وكلما حاولت ترك واحدة منهم عمدا صليت التى بعدها نسيانا وهكذا أصبحت متحير أترك أم أصلى ما لم يفرضه الله على المسلم وإنما اخترعه الكفار وزادوه فى الدين ليبعدونا عن حكم الله الحقيقى وفى خلال شهرين لم أعد أبالى بصلاة تلك الصلوات وإن كنت لم أزل بحكم العادة اتجه للمسجد فأصلى بعضها نسيانا ثم أتذكر أنها ليست من أحكام الإسلام
وفى إحدى الليالى طرق باب البيت عبد الله ففتحت واستقبلته استقبالا حسنا وأدخلته فى حجرة الضيوف وتناولنا بعض المشروبات الباردة ثم قلت له :لقد حاولت أن أفعل مثلك فلا أصلى فقال العادة هى التى تجعل الأمر صعبا ولقد عانيت ما تعانيه أنت الآن من صعوبة ترك الصلوات الأخرى فعندما كنت أترك صلاتها كنت فى بعض الأحيان أجد نفسى تصلى إحداها دون أن تشعر وكان هذا نسيانا منى يحدث بسبب التعود على صلاتها سنوات طويلة فهززت رأسى وقلت هذا ما يحدث معى فقال بإذن الله ستتعود على الوضع الجديد بمرور الأيام فقلت هلا حدثتنى عن الصلوات المفروضة فى الأحاديث فقال يا أخى إن الصلوات المفروضة فى الأحاديث الموضوعة كثيرة فرغم حديث "خمس صلوات افترضهن الله تعالى (أبو داود ج1 حديث 425) وحديث "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا (البخارى ج1صفحة 102)وحديث "قال الله تعالى إنى فرضت على أمتك خمس صلوات (أبو داود ج1 حديث 430)نجد أن الصلوات أكثر من خمس بكثير فسألته وما هى ؟فأجاب أولها ركعتين عند دخول المسجد للأمر فى قولهم "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس (أبو داود ج1 حديث 467وابن ماجة ج1 أحاديث 1012و1013والترمذى ج1حديث 315)وثانيها صلاة ركعتين بعد المغرب وثالثها صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر والدليل النهى عن عدم تركهم فى قولهم المنسوب إلى النبى (ص)"يا على لا تدعن صلاة ركعتين بعد صلاة المغرب لا فى سفر ولا فى حضر فإنها قول الله عز وجل "وأدبار السجود "ولا تدعن صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر قبل أن تصلى الفريضة فى سفر ولا حضر فهى قوله عز اسمه وجل ذكره "وإدبار النجوم (مسند زيد صفحة 115)و"أتانا رسول الله فى بنى عبد الأشهل فصلى بنا المغرب فى مسجدنا ثم قال اركعوا هاتين الركعتين فى بيوتكم (ابن ماجة ج1 حديث 1165)فهنا أمر بصلاة ركعتين بعد المغرب فى البيوت فقلت وما رابعا أجاب صلاة العيد الفطر والأضحى ركعتان فعند ابن ماجة "صلاة السفر ركعتان والجمعة ركعتان والعيد وفى رواية الفطر والأضحى ركعتان تمام غير قصر على لسان محمد (ص)عن عمر (ابن ماجة ج1حيث 1063و1064)وتساءلت وما الصلاة الخامسة فرد صلاة الوتر فعند ابن ماجة (ج1حديث 1168)وأبو داود (ج1حديث 1418)والترمذى (ج1 حديث 451)"إن الله أمدكم بصلاة لهى خير لكم من حمر النعم الوتر "وعند ابن ماجة (ج1حديث 1169)وأبو داود (ج1حديث 1416)"يا أهل القرآن أوتروا فإن الله يحب الوتر وعند ابن ماجة (ج1حديث 1170)والترمذى (ج1حديث 452)"إن الله وتر يحب الوتر أوتروا يا أهل القرآن "وهنا الأمر أوتروا فضحكت وقلت وهل يوجد صلاة سادسة فابتسم وقال نعم قلت وما هيه فرد قائلا صلاة أول النهار والدليل الأمر اركع فى قولهم "إن الله تبارك وتعالى قال ابن آدم اركع لى 4 ركعات من أول النهار أكفك أخره (سنن الترمذى ج1حديث 473)وأما الصلاة الثامنة فهى صلاة الضحى والدليل على فرضها وصاية القائل بها لأصحابه ونهيهم عن تركها وفى هذا قال "عن أبى هريرة قال أوصانى خليلى بثلاث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتى الضحى وأن أوتر قبل أن أنام (مسلم كتاب المسافرين 85(721)سنن أبو داود حديث 1432)وعن أبى الدرداء قال أوصانى حبيبى (ص)بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر ( مسلم كتاب صلاة المسافرين حديث 86(722)وسنن أبو داود 1433)فقلت مبتسما والتاسعة ؟فرد فقال صلاة خطبة الجمعة والدليل عليها الأمر فليصل وفليركع فى قولهم عند مسلم "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين (مسلم كتاب الجمعة 57(00)و"إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما (مسلم كتاب الجمعة 59(00)فتساءلت وهل هناك عاشرا؟فقال نعم إنها صلاة الصحو من الليل وهى ركعتين ووقتها أى وقت يستيقظ فيه المسلم والدليل الأمر "فليصل "فى قولهم "إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين "(أبو داود حديث 1323)فقلت هذا بالإضافة لصلوات الكسوف والإستسقاء والجمعة والصلوات الخمس فقال وهذا العدد مخالف لأحاديث الصلوات الخمس ومن ثم فكل هذه الأحاديث وضعها الكفار لإضلالنا وقطعا الله لا يفرض كل هذه الصلوات التى هى ليست عشرا فقط وإنما قد تصل لعشرين فمثلا صلاة ركعتى دخول المسجد تتكرر خمس مرات إذا دخلنا لصلاة الصلوات الخمس ومثلا صلاة ركعتين ليلا قد تتكرر خمس أو عشر مرات كلما قام المسلم من نومه قلقا أو لكى يتبول أو كلما قامت المسلمة لإرضاع ولدها أو تغيير ملابسه التى بال عليها ومن ثم يبكى فقهقهت وقلت إن هذا جنون فضحك وقال لو علمت ما علمته من أمور الصلاة الأخرى فماذا ستقول ؟قلت أقول أضاعونى وأى فتى أضاعوا فابتسم وقال بل قل أضلونا وكم فتى أضلوا فقلت هل صلاة المسلمين حاليا غير مقبولة لمخالفتها الإسلام فقال قطعا كل الصلاة مقبولة لأن الخطأ غير متعمد من المسلمين سابقا ومنا حاليا والله لا يحاسب إلا على الخطأ غير المتعمد مصداق لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
بعد أيام كنت فى المسجد ورأيت عبد الله يصلى معنا فلما انتهينا من الصلاة فوجئنا بشاب يتهجم على عبد الله وهو يقول له أأنت الذى يضل الناس عن دينهم ؟وقد حاول الشاب أن يضربه فحجزه المصلون فقال له عبد الله يا ولدى هلا جلست وسمعت منى وسمعت منك فإن كنت على حق فى قولى اتبعتنى وإن كنت أنت على حق فى إتهامك لى استغفرت الله لذنبى واتبعت قولك فقال بعض المصلين هذا كلام صحيح تركت العيب وقال بعض أخر معقبا البرهان هو الفيصل بين الحق والباطل فلتجلس يا عبد الله وأنت يا هذا وليسمعنا كل منكما ما عنده فربما تكونان على ضلال أو يكون أحدكما على ضلال والأخر على حق فجلس عبد الله والشاب عامر وجلسنا حولهم فقال عبد الله لعامر ماذا تأخذ على كلامى ؟فقال عامر كثيرا من الأمور خالفت بها الأولين والأخرين فهز عبد الله رأسه وقال مثل ماذا ؟فرد عامر قال لى من سمعك أنك تقول لا توجد صلاة للمغرب أو للصبح فقال عبد الله صدق من أخبرك فأنا قلته بناء على حديث رواه مسلم فى كتاب صلاة المسافرين (حديث 292(830))"صلى بنا رسول الله العصر بالمخمص فقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم "وبناء على حديث حمنة بنت جحش لا توجد صلاة صبح فقد ورد بسنن ابن ماجة (ج1حديث 627)فصلى وصومى 23أو 24 وأخرى الظهر وقدمى العصر واغتسلى لهما غسلا وأخرى المغرب وقدمى العشاء واغتسلى لهما غسلا وهذا أحب الأمرين إلى "فقال عامر وأين دليلك على عدم وجود المغرب والصبح ؟فقال قولهم "ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم "فهم صلوا العصر ولا صلاة بعدها حتى وقت طلوع النجوم ومن ثم لا توجد مغرب لأن طلوع النجوم هو بداية وقت العشاء كما يقال وإنما سميت المغرب مغربا لغروب الشمس ولا ذكر هنا لشىء من هذا وأما الصبح فلم يذكره فى حديث حمنة إطلاقا فقال عامر ولكنك لا تنكر أن صلاة المغرب وردت فى الأحاديث الأخرى مثل ما ورد فى سنن ابن ماجة (ج1 حديث 688)"أنه كان يصلى المغرب مع النبى إذا توارت بالحجاب "وما ورد عنده (ج1 حديث 689)وعند أبى داود(ج1 حديث 418)"لا تزال أمتى بخير أو قال على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم "كما لا تنكر وجود صلاة الصبح فى الأحاديث الأخرى فقال عبد الله الأحاديث كلها عندى موضوعة سواء وردت هنا أو هناك لأن الله لم يذكر فى القرآن أى صلاة سوى الصبح والعشاء وليس معقولا أن يترك الله ذكر واجب يومى هو صلوات الظهر والعصر والمغرب دون أى إشارة لهم فى القرآن وقد ذكر الواجبات اليومية كلها فى القرآن مثل الوضوء والأكل والشرب والصلاة فقال عامر إذا فأنت تنكر سنة رسول الله (ص)فقال عبد الله يا ولدى لا يوجد شىء اسمه سنة وإنما هناك فى القرآن ذكر هو حديث رسول الله(ص)أنزله والمراد أوحاه الله له حتى يبين المنزل للناس وهو القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "والذكر وهو الحديث عبارة عن كلام وليس أفعال وتقريرات وسكوتات وهو كلام النبى (ص)فقط وليس أى واحد من الصحابة أو غيرهم فقال عامر ولماذا لا تنفع الأفعال والتقريرات والسكوتات النبوية ؟فقال عبد الله لأن النبى (ص)فعل ذنوبا ومنها أفعال وسكوتات ومنها تقريرات وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر "فكيف نقتدى بكل الأفعال والتقريرات والسكوتات ومنها باطل ؟فقال عامر صدقت فى هذا ولكن أين يكون هذا الذكر السليم ؟فابتسم عبد الله وقال لو قلت لك الجواب ستضربنى أنت وبعض الجالسين هنا وستقولون أنى مجنون فقال الجالسون لا تخش شيئا فقال عامر البرهان هو الفيصل فقال عبد الله يقول تعالى بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهذا يعنى أن الوحى كله قرآن وحديث محفوظ مصان من كل عبث ولكن الواقع يخبرنا أن الذكر الحديثى ليس مصانا أى غير محفوظ بدليل أننا كلما بحثنا عن مسألة وجدنا فيها تناقضا كثيرا أو قليلا فى الأحكام والأخبار ووجدنا تعارضا مع القرآن فهل كذب الله فى قوله ؟قلنا فى صوت واحد معاذ الله فقال عبد الله صدقتم فالله لا يكذب ولكننا نحن الذين نفهم الكلام خطأ فتساءلت وأين الخطأ فى فهمنا ؟فأجاب أفهمنا المضللون وفهمنا أن معنى الذكر فى الآية هو القرآن وحده ومن ثم تركوه لنا دون أن يقدروا على تحريف شىء منه 00واكتفوا بتأليف النصف الثانى وهو الحديث ووصلوا به لأغراضهم فقال عامر وما الفهم الصحيح ؟فرد أن الذكر وهو الوحى بشقيه محفوظ فى مكان لا يقدر معه إنس ولا جان على تحريفه فيه وهذا المكان هو مكان من يرد فيه بإلحاد أى بظلم والمراد من يقرر فى نفسه فقط وهو داخل المكان فعل أى ذنب يجد نفسه يذوق العذاب الأليم ولا ينفذ ما قرره فى المكان فقلت هل تقصد الكعبة فتسرع عامر وقال ولكن الكعبة لا يوجد بها شىء مما تقول فابتسم عبد الله وقال إن الله يقول بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "ومن هنا نعرف أن الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية لأنها لو كانت كذلك لوجدنا فيها الكتاب المسطور وهو الذكر لأنها المكان الوحيد المحمى من كفر الناس وهو عبثهم بأى شىء فيها وقول الكفار الشهير "للبيت رب يحميه "دليل على صدق القرآن فتساءل عمران الصيرفى وهل يوجد فى القرآن ما يدل على وجود الذكر فى الكعبة ؟فأجاب عبد الله الدليل هو قوله تعالى بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "فالكتاب المسطور هو الذكر المحفوظ فى البيت المعمور وهو الكعبة التى يعتمرها الناس أى يزورها المسلمون فتعالت الهمهمات فقال محمد السودانى معبرا عن خيبة أمل القوم إذا فصلاتنا باطلة لأننا نصلى لغير القبلة وحجنا وعمرنا باطلة لأننا نحج لغير بيت الله فقال بل صلاة وحج وعمر مقبولة مهما كان بهم من مخالفات للإسلام لأنها مخالفات غير متعمدة والله يقول بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "فقال كليب هل من مزيد فرد عبد الله إننا لم نفكر فى قوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء"وقوله بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فلو فهمنا ما يعنيان لعرفنا وجود الذكر الحديثى وهو تفسير القرآن فتساءلت وما المطلوب فهمه منهما ؟فأجاب إن الأحكام كلها موجودة فى الوحى ولكن الكفار أفهمونا خطأ أن الكتاب هنا هو القرآن حتى نشك فى صدق القرآن لأن القرآن ليس به كل الأحكام ولا حتى مع وجود الأحاديث الموضوعة فمثلا من يفكر سيقول إن هذا القرآن كذب ليس من عند الله لأن ليس فيه كيفية أداء الصلاة وعدد ركعاتها ووقتها المحدد وليس فيه مقادير الزكاة ولا وزن قنطار الذهب فكيف يقول أنه بيان لكل شىء وأنه لم يفرط فى شىء أى حكم وإنما ذكر كل الأحكام فقال عامر وما علاقة القنطار بما نحن فيه ؟فضحك عبد الله وقال إن الله ذكر أن مهر كل أنثى حرة هو قنطار من الذهب ومن ثم لابد أن يكون مع الكتاب المسطور فى الكعبة وزنة القنطار الذهبى حتى يمكن أن نعطى النساء الفريضة كما أمر الله وهذه الوزنة هى ما يسمى الوزن القياسى وهو هنا وزن إلهى وليس وزن إنسانى ولابد من وجودها فى الكعبة حتى نزن أمثالها بالموازين الحالية فقلت وأين ورد يا أخى تحديد مهر المرأة بالقنطار ؟فرد بسورة النساء "وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا "وقد سماه الله الفريضة "فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة "والتراضى بعد الفريضة يعنى أن الزوجة من الممكن أن تتنازل لزوجها عن بعض المهر وهو الفريضة ولكن المهم هو إعطاء الفريضة وهو القنطار وما بعد أخذ المرأة له هو التراضى بين الزوجين وهو أمر يرجع لكل منهما .
انفض المجلس وخرج عامر مقتنعا بقول عبد الله ولكن كل واحد من الجالسين خرج وفى نفسه يدور حوار يؤدى للحيرة غالبا ولكن القوم خرجوا ولم يخرج من أنفسهم أن أمر جلل حدث وأن عليهم أن يختاروا بين الضلال والهدى بعد أن بينهما الرجل لهم
باتت البلدة نتيجة كلام عبد الله فريقين الأول يصدقه وهم على نوعين نوع صدق وعمل ما قاله الرجل ودعا غيره لنفس الكلام ونوع أخر صدق ولكنه خاف وجبن من مواجهة الأخرين ومن أن يقولوا عنهم مجانين وأن يقولوا عن الآباء وعنهم أنهم كانوا مجموعة من المغفلين صدقوا ما سمعوه بلا تمحيص والفريق الثانى كذبه وجمع مجموعة من المنتفعين وهم المشايخ والمشعوذين والدجالين والتجار وحكام البلدة لأنهم علموا من كلامه أن ليس الصلاة فقط هى التى ضحك الكفار علينا فيها وإنما أكثر من تسعة أعشار الإسلام الحالى وهو ما يناقض مصالحهم التى بنيت على تسعة أعشار الباطل ونتج عن هذا أن أنصار عبد الله خصصوا مسجدا ليعلمهم فيه ما عرفه من نتيجة البحث والدرس فى كتب الحديث المزعومة وفى مرة سأله عتاب العكبرى كم عدد ركعات الصلاة فأجاب عبد الله قائلا إن الصلاة فى كتب الحديث الموضوعة ركعاتها المفروضة على أنواع فأولها أن ركعات كل الصلوات ثنائية فعند ابن ماجة (ج1 حديث1319و1325)"صلاة الليل مثنى مثنى "وعنده (ج1حديث 1322وسنن أبو داود حديث 1295)"صلاة الليل والنهار مثنى مثنى "وعند الترمذى (ج1حديث383وأبو داود 1296)"الصلاة مثنى مثنى "وعند أبو داود(حديث 1267)صلاة الصبح ركعتان"وهذا يعنى أن كل الصلوات ركعتين سواء فى الليل والنهار وثانى الأنواع أن صلوات الليل ثنائية أى ركعتين فى كل مرة وصلوات النهار رباعية أو ثنائية حسب هوى المصلى وفى هذا قال مسند زيد (صفحة 120)عن على صلاة الليل مثنى مثنى وصلاة النهار إن شئت أربعا وإن شئت مثنى "وثالث الأنواع أن كل الصلوات رباعية فعند أبى داود(حديث 1229)عن عمران بن حصين قال غزوت مع رسول الله(ص)وشهدت معه الفتح فأقام بمكة 18 ليلة لا يصلى إلا ركعتين ويقول يا أهل البلد صلوا أربعا فإنا قوم سفر "فهو هنا يطال أهل مكة بصلاة أربع ركعات فى كل الصلوات وعند مسلم (كتاب صلاة المسافرين حديث 5(687)"عن ابن عباس قال فرض الله الصلاة على لسان نبيكم فى الحضر أربعا "وعند أبى داود(حديث 804)ومسلم (كتاب الصلاةح 158-(453)"قال عمر لسعد قد شكاك الناس فى كل شىء حتى فى الصلاة قال أما أنا فأمد فى الأوليين وأحذف فى الأخريين "وفى الرواية الأخرى "إنى لأركد بهم فى الأوليين وأحذف فى الأخريين "فمجموع الأوليين والأخريين أربعة وفى حديث أبى قتادة عند مسلم (كتاب الصلاة 154-(451)وأبى داود(حديث 798)"كان رسول الله يصلى بنا فيقرأ فى الظهر والعصر فى الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول فى الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية وكذلك فى صلاة الصبح وفى رواية عند أبى داود(حديث 799)وكان يطول فى الركعة الأولى ما لا يطول فى الثانية وهكذا فى صلاة العصر وهكذا فى صلاة الغداة "ومن كلمة الركعتين الأوليين نعلم وجود أخريين فيكون المجموع أربعة وتكرار العمل فى صلاة العصر وصلاة الصبح وهى الغداة يعنى أنهم كلهم يصلون 4 ركعات فى كل وقت وثالث الأنواع أن ركعات كل صلاة إما 7 ركعات وإما 8 ركعات وهو قول مسلم (كتاب المسافرين حديث 56(00)"عن ابن عباس أن رسول الله صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء "وهذا القول يفهم منه ثلاث وجوه أولها أن ركعات كل صلاة من الأربع سبع أو ثمانى ركعات حسب هوى المصلى وثانيها أن ركعات صلاتى الظهر والعصر 7 ركعات وركعات المغرب والعشاء8 ركعات وثالثها أن ركعات صلاتى الظهر والعصر 8 وأن ركعات المغرب والعشاء 7 وهو الوجه المشهور بين الناس فقال سوسان البيومى وهل هناك أنواع أخرى ؟فرد عبد الله قائلا النوع الرابع وهو المشهور بيننا وهو أن الصبح ركعتان كما روى أبو داود (حديث 1267)"صلاة الصبح ركعتان "والظهر والعصر والعشاء 4 ركعات والمغرب 3 ركعات كما روى مالك فى الموطأ (الوتر ثلاث كثلاث المغرب (حديث 261)وأما النوع الخامس فالركعات فيه غير معروفة العدد فمثلا صلاة الصبح 10 ركعات فعند مالك فى الموطأ "أن ابن عمر كان يقرأ فى السفر فى الصبح بالعشر سور من أول المفصل يرددهن فى كل ركعة سورة "(حديث 200)فهو هنا يقرأ فى كل ركعة سورة ومجموع السور عشر فتكون صلاة الصبح عشر ركعات وعلينا أن نلاحظ أنه يقول "يقرأ فى السفر "وهذا يعنى أن الصلاة مقصورة وهو المختصرة حسب قول الناس ومن ثم قد يكون عدد الركعات عشرون ركعة وأما النوع السادس فهو أن عدد الركعات فى كل صلاة عشرة تتم قراءة سورتين فى كل ركعة فعند مسلم فى صحيحه (277-(00)"وقال إنى لأعرف النظائر التى كان يقرأ بهن رسول الله اثنتين فى ركعة عشرين سورة فى عشر ركعات "و(276-(00) "فقلنا له سله عن النظائر التى كان يقرأ رسول الله يقرأ بها فى ركعة فدخل عليه فسأله ثم خرج علينا فقال عشرون سورة من المفصل فى تأليف عبد الله" فتعالت الأصوات سبحان الله هذا تخريف وجنون فقلت يا إمام وما الصحيح ؟فقال لا يوجد فى هذه الأنواع كلها نوع صحيح من حيث كونه منسوب للنبى (ص)وما فى القرآن لا يدل على عدد الركعات وهو يدلنا فقط على شىء واحد وهو أن عدد الصلوات فقال محمد الرجبى بأى عدد ؟ فقال على التركى لابد أنها زوجية طبقا لقاعدة قصر الصلاة فضحك عبد الله وقال قصر الصلاة فى الإسلام يعنى إلغائها لقوله بسورة النساء "وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا "وهذا يعنى إلغاء الصلاة عند الخوف من ردة الكفار لنا عن الإسلام بالتعذيب لأن الفتنة متحققة بقصرها أو بعملها كلها فقلت له وكيف تأمرنا أن نصلى فقال أنا لا أمركم بشىء سوى بالبحث عن الكعبة الحقيقية حتى نجدها فنعرف العدد وطريقة الصلاة الصحيحة فقلت وكيف نصلى حتى نجد الكعبة ؟فقال استفتوا قلوبكم فمن صلى صلاة هذه الكتب فقد أصاب نوعا ما فقال مؤمن الشافعى ألا نترك الصلاة للجهل بالحكم ؟فأجاب كلا الصلاة لا تترك لأن النصوص القرآنية أوجبتها فحتى لو أخطأنا العدد أو الطريقة فنحن مثابون وليس علينا ذنب لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "فقلت هذا يعنى أن من نوى خيرا نال ثواب العمل حتى وإن أخطأ فى العمل فقال عبد الله أصبت وهذا معنى قولهم "إنما الأعمال بالنيات "عند هذا قال صاعقة الصابونى أليس من الأفضل تركها بدلا من أن ندخل فى الإسلام ما ليس فيه وبذلك نكون قد أشركنا أنفسنا فى التشريع مع الله؟فابتسم الرجل بهدوء وقال وهل شرعنا شىء إن الصلاة حكم واجب؟ومن ثم إذا صلينا فقد أطعنا الله فى حكمه ولا تسمى طاعة حكم الله شرك وإذا كنت تقصد العدد أو الكيفية فنحن معذورون لعدم وجود النص القاطع عندنا الآن ومن ثم فنحن لسنا مشركين أى مشرعين لشىء لأننا نؤدى حكما طلبه الله منا فقال سيد الخباز سمعت أن هناك فرقة كانت تقول أن الصلاة هى صلاة الفجر وصلاة العشاء وتصلى فى كل واحدة منهما ركعتين فقط فلو اتبعنا هذا لكان أفضل فى رأيى ودليلها عندهم "عن بلال قال أمرنى رسول الله أن أثوب فى الفجر ونهانى أن أثوب فى العشاء (ابن ماجة ج1 حديث 715)فهنا صلاتين فقط فقال عبد الله هذه الفرقة تكلم عنها القوم فى مؤلفات النحل والفرق وهى فرقة مصيبة فى رأيها فى الصلاة وإن كانت النصوص ستوضح لنا هل هناك ركعات وهل كانوا فى عدد الركعات على صواب أم لا ومن ثم فعلى كل واحد منا أن يصلى ما شاء من الركعات بشرط وحديث بلال – وإن كان كذبا – يعنى لو كان هناك غير الصلاتين لذكر النهى أو الأمر فيهما فقال القوم هذا قول سليم يوافق البخارى فى قوله عن ابن عمر (ج1صفحة 160)"قال كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء فى الجماعة فى المسجد فقيل لها لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك "فهنا لا توجد صلوات غير الصبح والعشاء وإلا شهدتها المرأة فقال عبد الله الخير فى أى عدد- حتى ولو كانت الصلاة الحقيقية ليس فيها ركعات - الآن ما دامت النية خالصة لله فقال عبد العليم بن مصرف وأين نبحث عن الكعبة ؟فرد عبد الله نبحث عنها فى كل مكان نظن الكعبة موجودة فيها ؟فتساءل محمود بن السيد ألا يوجد أماكن محتملة ؟فأجاب كنت أظن أن هناك مكان واحد توجد الكعبة به وهو الروحاء لقولهم فى صحيح مسلم (كتاب الآذان 15-(388 )إن الشيطان إذا سمع النداءبالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء "فما دام هو مكان الشيطان عندهم فلابد أن يكون هو مكان إلهى أرادوا صرفنا عنه ومن ثم جعلوه مسكن الشيطان فقلت وماذا جعلك تغير رأيك ؟فضحك وقال وجدت أحاديث أخرى تبين مسكن أخر للشيطان مثل نجد فقد ورد فى حديث "ان الزلازل والفتن حيث يطلع قرن الشيطان فى نجد( )أو كما قالوا فقلت وهذا يعنى أنهم أرادوا منا أن نتحير حتى عند البحث بالمنطق المضاد حيث أماكن الشيطان هى أماكن عبادات إلهية ومن ثم لا نصل إلى شىء فقال إذا فمنطقة وجود الكعبة هى منطقة منسية من العالم منطقة خالية من السكان لمسافات كبيرة وهى منطقة مشهورة بأنها مستنقع الموت فمن يدخلها يموت بسبب ما فيها مثلا من رمال متحركة فقال على الدمقطى مثل الربع الخراب فقال عبد الله من الجائز جدا أن تكون فيه فهى منطقة منسية من العالم ومنطقة مشهورة بأنها مكان للموت ومكان لم يدخله أحد وخرج منه فقال السيد بن ممدود السكبرى ولكن كيف نعرف إذا وصلنا للمكان أن هذه الكعبة أو غيرها فرد عبد الله نعرف شكل الكعبة من القرآن فهى توجد فى وسط وادى لا ينبت فيه أى زرع مصداق لقوله تعالى بسورة إبراهيم "إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "وشكل الكعبة مثل كعوبنا مستدير وأول شىء فيها حدها الخارجى وهو عرفات الذى هو حد مرتفع عن الأرض داخلها وذلك مثل الأعراف بين الجنة والنار وبعد دخول عرفات نجد مباشرة المشعر الحرام وهو المذبح وذلك مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "وفى طرفى المذبح تقع عينى الصفا والمروة التى يجب السير بينهما والشرب من ماءهما وبعد المذبح وفى وسط الدائرة تماما القبلة وهو بناء لابد أن يكون مستديرا مكورا مثله مثل السور مثل الأرض فقلت هذا معناه أن كل المناسك فى مكان واحد فرد قائلا بالقطع فالله يقول بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت "فالحج هو للبيت فقط والبيت كله فى وسط الوادى ومن ثم لابد أن تكون المناسك كلها داخله وأما عرفات والمذبح الحالى فهما خارج البيت الملعون حاليا بل خارج مكة المزعومة حاليا ويبعدان عنها 15 ميلا وقد أخبرنا الله أن المشعر أى المذبح الحرام فى البيت بقوله بسورة المائدة "هديا بالغ الكعبة "وبقوله "ثم محلها إلى البيت العتيق "فالهدى وهو الأنعام محلها وهو مكان ذبحها هو البيت العتيق فقال سمير العقلى هذا يعنى أن الكعبة ليست البناء المربع فابتسم الرجل وقال إنها البيت كله مصداق لقوله بسورة المائدة "جعل الله الكعبة البيت الحرام "فقال على بن خالد النهرى سمعت من الحجاج للكعبة المزعومة أنه يوجد بناء فى فج الروحاء أى فى وادى الروحاء له سور دائرى يسميه سكان المنطقة الزرب وكان هناك من يقدسه ويتبرك به فقال عبد الله من الممكن أن نبدأ البحث به ولكن يجب أن نضع فى عقولنا أن الكعبة قد لا تكون فى شبه الجزيرة العربية إطلاقا لأن الأماكن المذكورة فى القرآن قد لا تكون هى نفس البلاد التى تسمى بالأسماء المذكورة فى القرآن فقلت تقصد كما أن مكة ليست مكة الحقيقية فالمدينة ليست هى المدينة ومصر ليست مصر ضحك وقال نعم هذه هى الحقيقة فمكة الحقيقة يحيط بها جبلى الطور الغربى والشرقى وعلى الجبل شجر الزيتون مصداق لقوله تعالى بسورة الفرقان "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين "كما نلاحظ أن الله جعل الطور مقرونا بالبيت وبمكة كقوله بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "وكقوله بسورة التين "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين "كما أن قرية لوط(ص) كانت تقع بالقرب من مكة بحيث أن أهل مكة كانوا يمرون عليها ليلا ونهارا وهذا يعنى أنها تقع على بعد عشرة أميال أو أقل أو أكثر قليلا منها وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "وإن لوطا لمن المرسلين إذ نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الأخرين وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون "وقد وصفها الله بأنها ليست بعيدة عن ظلمة قريش فقال بسورة هود "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد "ومع هذا القرب فى القرآن نجد مدائن لوط(ص)الحالية تبعد آلاف الأميال عن مكة الحالية وحتى مدين كانت قريبة من قرية لوط(ص)بدليل أن شعيب (ص)قال لقومه بسورة هود"وما قوم لوط منكم ببعيد "فقلت وهذا يعنى أن مصر هى الأخرى ليست مصر الحالية لأن موسى (ص)وصل مدين ولابد أنها كانت مجاورة لمصر ولكنها لا تقع داخل سلطان فرعون فقال طه الركوبى هذا جنون والله فقال عبد الله بل هو العقل فقلت ولكن فى القرآن ما يدل على أن طور سينين لم تكن تقع داخل مصر إطلاقا بدليل أن فرعون لم تكن له سلطة بعد البحر الذى عبره بنو إسرائيل لأنهم وجدوا قوما يعبدون الأصنام ولو كانوا من قوم فرعون لقاتلوهم أو لبعث فرعون من يأمرهم بقتالهم وهذا هو قوله تعالى بسورة الأعراف "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون "ومن ثم فسيناء كانت منطقة تفصل بين مدين ومصر الحقيقية فقال عبد الله كلام سليم يتبين صدقه من كلام فرعون ذاته بسورة الزخرف "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى "فهنا الرجل بلاده بها أنهار بينما مصر الحالية ليس بها سوى نهر النيل زد على هذا أن موسى (ص)لما كان فى سيناء وطلبوا منه الأطعمة الأخرى قال لهم "انزلوا مصرا فإن لكم ما سألتم "وهذا يعنى أن سيناء لم تكن جزء من مصر إطلاقا فقال عمران الصيرفى حتى قول يوسف(ص)بسورته "ادخلوا مصر إن شاء الله أمنين "يدل على أن مصر هو اسم بلدة واحدة هى عاصمة الدولة بدليل أن يعقوب (ص)والأسباط(ص)جاءوا من البادية كما قال يوسف(ص)"وجاء بكم من البدو "ومن ثم لا علاقة لمصر الحالية بالحقيقية فتلك كانت بلدة واحدة مقر للحكم والحالية دولة لا يوجد بها بلدة تسمى مصر فقط عدا مصر العتيقة فقال سيف التونى وقول فرعون "وهذه الأنهار تجرى من تحتى "يعنى أن مصر البلدة أو العاصمة كانت تجرى فى أرضها عدة مصادر للمياه وهذا غير ملاحظ فى أى بلدة فى مصر الحالية فقال على المعافرى وأيضا أن فرعون لما بعث بمشورة حاشيته بعثها للمدائن وليس لمصر وهو قولهم بسورة الأعراف "وأرسل فى المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم "ولو كانت مصر اسم للدولة لقالوا فى مصر ولم يقولوا المدائن فقلت وحتى قوله بسورة يونس "وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا "يعنى أن القوم جعلوا مساكنهم كلها فى مكان واحد هو فى البلدة المسماة مصر وليس فى ما يسمى الدولة ككل فقال عبد الله ولا تنسوا أن بين مصر وسيناء أى أرض التيه بحر هو الذى غرق فيه فرعون وقومه وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر "ولا يوجد بين سيناء الحالية وبقية مصر بحر فاصل ومن ثم فمصر فى القرآن ليست ما نطلق عليه مصر حاليا فقلت معنى هذا أننى سنلقى مشقة عظيمة فى البحث فقال عبد الله ليس مهما التعب فنحن نبحث عن ديننا وكله فى سبيل الله فقال عمران الصيرفى كلام صائب فعلينا البحث فى كل شبر من الأرض إننا نبحث عن دين الله فقال عبد الله علينا أن نقسم أنفسنا كل مجموعة تذهب لبلد وتجوبه طولا وعرضا حتى نجد الكعبة وعلى كل مجموعة أن تأخذ ما يلزمها من أموال للبحث والسفر وأيضا سلاح فقلت ولم السلاح أجاب قد يكون الكفار وضعوا حرسا خارج منطقة وجود الكعبة ليمنعوا أى أحد من دخولها حتى لا يكتشف أمرها ومن ثم يجب محاربتهم فقلت هل تعتقد أن بعض الكفار حاليا علموا من آبائهم مكان الكعبة ؟فقال ربما نعم وربما لا فقلت إذا ليس بحثا فقط فقال نعم فبحث وحرب حرب أعلنها وانتصر فيها قدماء الكفار وعلينا الآن أن نحاربهم وننتصر عليهم فقلت علينا أن نقسم العالم لمناطق ونقسم الناس عليها ليذهب كل فريق لبلد فقال عبد الله هيا يا إخوانى نسجل أسماءنا فى صحف وبعد هذا نقسم العدد على عدد البلاد
أقبل الحاضرون على وقد سجلت الأسماء فى الصحف وقسمناها على حوالى مائة بلدة فى الليل وبعد هذا أتت أعداد أخرى وسجلوا أسمائهم وقسمناهم بعد أن اخترنا بعضهم فقط وقبل السفر كانت وصية عبد الله لنا :
لا تخبروا أحدا بما تبحثون عنه وألفوا لهم أى حكاية عن سبب سفركم فهذا يحقن الدماء ويريحنا أكثر وقد خطبنا عبد الله فى يوم السفر فقال يا أيها المسلمون بقى أمر واحد وهو كيف سيعرف الفريق الذى يجد الكعبة بقية الفرق ؟واقترح عليكم أن نلتقى بعد عامين فى نفس المكان فى نفس اليوم من نفس الشهر وقطعا من تنتهى رحلته ولا يجد شيئا قبل الموعد عليه أن يعود لبلاده وأما إذا وجد فريق الكعبة قبل الموعد وعاد للبلاد هنا فعليه ألا يخبر أحدا إلا من تعرفون أنهم يريدون الوصول للحق فسألته وما السبب ؟فقال السبب هو تسرع البعض بالذهاب لمكان الكعبة ويملأ الدنيا بمعرفته للمكان قبل وصوله ومن ثم يسرع الكفار من كل الملل لقتلهم قبل أو بعد الوصول للكعبة بل إنهم سيكونون فى حالة استنفار قصوى فيجمعون كل قواتهم لمنعنا من الوصول لها بالوقوف حول الوادى أو قبله بكثير إن السرية مهمة واجتماعنا بعد العامين وإعدادنا العدة للحج للكعبة وحمل السلاح معنا سيكون أفضل نتيجة فالكفار سيجدون أمامهم أعدادا كبيرا ومجيشة لحربهم ومن ثم لن يقدموا على منعنا من الوصول للكعبة إلا إذا وصلوا لحالة من الغرور تجعلهم يحاربون وفد الله .
بعد الإجتماع أجرينا القرعة وجعلنا كل واحد طلعت عليه القرعة للبقاء مسئول عن أسر ثلاثة من المسافرين للبحث وبذا أصبحت الأسر لا تخش فقرا وكان عبد الله وأنا ممن بقوا وانتشرت أقوال عبد الله فى كثير من البلاد وجاءت أفواج كثيرة بعضها جاء للمجادلة وبعضها جاء للمناصرة ولكن الهم الأكبر كان فى الحكام والقضاة والتجار وطوائف النصابين الذين ناصبونا العداء واعتبروا رقبة الرجل مطلوبة لقطعها وكان مهما الإبقاء على حياته ولما كان معروف الشكل لأهل بلدتنا وبعض البلاد المجاورة فقد عمدنا للتمويه والخداع فكان لا يقيم هو وأهله فى مسكنه بل اخترنا له مسكنا أخر وشكلا مغايرا عن طريق قصات اللحية والشعر وتغيير أنواع ملابسه والإسم غيرناه لإمام وكانت إجتماعاتنا معه تتم أحيانا على ظهر مراكب فى النهر فكل جماعة تركب مركبا وتجتمع فى مكان واحد متراصة فيقوم فينا خطيبا وأحيانا تتم فى أطراف الغابات القريبة حيث يقوم بعضنا بدور الحرس فيعطينا إشارة الخطر عند إقتراب أغراب من المنطقة وأحيانا نضطر للتقابل فى خيمة مخصصة لنا فى مولد من الموالد المحرمة تكون نائية عن بقية الخيام وأحيانا نذهب للحقول فى الفضاء الواسع ونجلس على شط ترعة وفى أحد اللقاءات قال سيد المصحفى هلا حدثتنا عن صلاة السفر فى القرآن وفى الحديث الموضوع فقال عبد الله إن صلاة الضرب فى الأرض وهى السفر ممنوعة أى ملغاة إذا كنا فى بلاد كفار نخاف أن يفتنونا عن ديننا وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وإذا ضربتم فى الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا"ونجد القصر مرتبط بالخوف من فتنة الكفار فقلت وصلاة السفر فى الحديث المزور فقال تتضمن صلاة السفر عدة مسائل فى كل مسألة أحكام متناقضة فأولها هل يصلى مع صلاة السفر سنن قبلها أو بعدها والجواب فى أحاديث لا يصلى قبلها ولا بعدها فعند مالك فى الموطأ "أن ابن عمر كان لا يزيد على المكتوبة فى السفر على الركعتين لا يصلى قبلها ولا بعدها "(حديث 211)وعند ابن ماجة "كنا مع ابن عمر فى سفر فصلى بنا ثم انصرفنا معه وانصرف فالتفت فرأى أناسا يصلون فقال ما يصنع هؤلاء قلت يسبحون قال لو كنت مسبحا لأتممت صلاتى يا ابن أخى إنى صحبت رسول الله فلم يزد على ركعتين فى السفر حتى قبضه الله ثم صحبت أبى بكر فلم يزد على ركعتين ثم صحبت عمر فلم يزد على ركعتين ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضهم الله "(حديث 1071)وفى أحاديث أخرى يصلى قبلها وبعدها فعند ابن ماجة "عن ابن عباس فرض رسول الله صلاة الحضر وصلاة السفر فكنا نصلى فى الحضر قبلها وبعدها وكنا نصلى فى السفر قبلها وبعدها "(حديث 1072)وعنده "عن ابن عباس وابن عمر قالا سن رسول الله صلاة السفر ركعتين وهما تمام غير قصر والوتر فى السفر سنة "(حديث 1194)وعنده "كان رسول الله يصلى فى السفر ركعتين لا يزيد عليهما وكان يتهجد من الليل قلت وكان يوتر قال نعم"(حديث 1193)ونلاحظ هنا أنهم يظهرون ابن عمر كرجل مجنون فمرة يقول لا صلاة قبل أو بعد ومرة يقول الصلاة بعد وقبل وثانى المسائل عدد ركعات صلوات السفر فمرة كلها ركعتان كما عند مسلم(كتاب صلاة المسافرين حديث 6(00))"إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم 00 وعلى المسافر ركعتين "و(صلاة المسافرين حديث 5(687)وابن ماجة حديث 1068)"فرض الله الصلاة على لسان نبيكم فى الحضر أربعا وفى السفر ركعتين"ومرة أخرى كل الصلوات ركعتان عدا المغرب 3 ركعات وفى هذا قال مسند زيد(صفحة 130)"عن على أنه قال إذا سافرت فصل الصلاة كلها ركعتين ركعتين إلا المغرب فإنها ثلاث" فقال عبد السلام المستغفرى يا إمام كيف عرفت أن القصر فى آية سورة النساء يعنى الإمتناع عن الصلاة وليس اختصارها للنصف ؟فقال إن قوله "إن خفتم "متحقق فى المختصر والطويل فالخوف من فتنة وهى ردة الكفار لنا عن الإسلام بالتعذيب متحقق إذا عرفوا أننا مسلمون نصلى سواء صلينا صلاة قصيرة أو طويلة فأى قوم كفار أعداء لنا لابد أن نخشى من تعذيبهم لنا حتى لا يردونا عن إسلامنا وهذه الآية هى تفسير لآية سورة النحل "وأولئك هم الكاذبون من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان "ومن ثم يجب على المسلم فى بلاد الكفر المحاربة لنا أن يلغىكل الطاعات التى تعرفهم أنه مسلم أمامهم وحتى الصلاة فى الآية بسورة النساء لا تعنى الصلاة ذات الركوع والسجود والقيام وإنما تعنى طاعة أحكام الله كلها ومعناها وإذا سافرتم فى البلاد فليس عليكم عقاب أن تبتعدوا عن طاعة الله إن خشيتم أن يردكم الذين كذبوا عن دينكم إن المكذبين كانوا لكم كارها عظيما ونلاحظ هنا أن الأمر مرتبط بالخوف فإذا وجد الإطمئنان فقد وجبت الصلاة كما قال تعالى بنفس السورة "فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "
وفيما بعد بعد شهور بدأت بعض جماعات المسافرين للبحث تعود للديار وكل قد رجعوا بخفى حنين كما يقول المثل وكانت صدورهم غضبى ووضعنا على البلاد التى جاءوا منها علامات تدل أن الكعبة ليست بها ومن خلال أحاديثى مع عبد الله عن البلاد التى زاروها كنا نعرف الغرائب والطرائف التى قابلتهم فى طرق السفر وأماكن البحث وبدأنا فى إعادة تنظيم أنفسنا حتى نقدر على حرب الحكام الذين أرادوا بنا الشر من خلال من مطاردتنا وسجن وإيذاء كل من يناصرنا وفى إحدى المرات جلست أنا وهو تحت ظل شجرة وارفة فى الحقول وقلت له يا عبد الله لو أن أحدنا رأى مكانا فاقشعر جلده وقلبه العضلى فهل يعنى هذا أنه وجد الكعبة ؟فقهقه الرجل وقال لقد اقشعر جلدى وجسمى ونفسى مرات عدة للباطل وبعد هذا اكتشفت أنها قشعريرة كاذبة وهى لا تعنى شيئا فقلت وروحانية المكان فقال اسمع ليس الإسلام مجرد أحاسيس تحس فهو معارف يجب تطبيقها والكعبة كجزء من أحكام الإسلام تعرف من أقوال الوحى وليس من المشاعر التى قد تكذب كما تصدق فقلت إذا فنحن نحتاج للصدفة لمعرفة مكان الكعبة فقال لى يا رضا ليست هذه أول مرة يجهل البشر فيها مكان الكعبة فقبل إبراهيم(ص)كانت مجهولة لا يعرفها أحد فعرف مكانها لإبراهيم(ص)ولابد أن هذا حدث مرات عديدة لأن ديدن الكفر وعادته هو إخفاء الحقائق عن خلق الله حتى لا يكتشفوا ما يجعلهم يثورون على حكامهم .
مرت الأيام وبدأ الحكام يضيقون على الباحثين عن الحق فى الرزق وفى كل شىء مما جعلنا نترك البلاد ونلجأ لأماكن أكثر أمنا وبدأنا إقامة بلدات فى الصحارى المجاورة بنينا فيها بيوتا متواضعة ومشاريع للتعليم والصحة والعمل وتركنا بعضا منا فى البلاد الأصلية حتى يستقبلوا المسافرين عند عودتهم من رحلة البحث وقد راعينا أن يكون المتروكين ممن لا شهرة لهم فى الدعوة والبحث ولا يبحثون عن شهرة ولا يتكلمون مع الغير عن البحث ونمت البلدات التى اختار سكانها حكامهم منهم حسب علمهم بالإسلام وصحتهم وعدالتهم فى التعامل مع غيرهم ومع هذا لم تسلم البلدات فقد شن الحكام غارات علينا ولم يكن هناك بد من قتالهم قاتلناهم بكل الوسائل المتاحة لنا وانتصرنا عليهم ورددناهم على أعقابهم ومن أجل هذا أقمنا مراصد ومراقب خارج البلدات بعدة أميال حتى تخبرنا من على البعد بقدوم الأعداء وتصنع لهم الكمائن والخدع التى تقضى على شوكتهم أو تحد منها قبل دخولهم لمنطقة وجودنا الحربى الحقيقى أو وجودنا السكنى وفى أثناء هذه الفترة لم يتوقف التعليم ولم يتوقف العمل فى الزرع والصناعة وكان عبد الله قائما على شئون التعليم بالخطابة فى المدارس وقام بتعليم كثير من المعلمين حتى يعلموا الناس فى البلدات الجديدة وبالخطابة فى المساجد وغيرها من الأماكن التى كان يتواجد فيها وفى أثناء هذا كانت بعض فرق المسافرين تعود للبلاد الأصلية وكان المتروكون يحضرونهم ومع هذا لم تجد فرقة منهم الكعبة ونتيجة لهذا داخل البعض اليأس بعد مرور أكثر من سنة وثلث .
عرف عبد الله بما فى النفوس اليائسة فقام خطيبا فيهم يا قوم لا تيأسوا من رحمة الله إنكم أمنتم أن دين الله الحق موجود ولكنه مختفى عن الأنظار فى الكعبة التى صرفنا الكفار عنها قرون طويلة فهل تكفرون بوجوده لمجرد أن بعضكم ممن ذهب للبحث لم يجدها ؟إن الكفار لم يتركوا الطرق إليها أبدا ممهدة وإنما لابد أنهم أقاموا فيها خدع ومتاهات حتى لا نصل لها ومن ثم فالبحث قد يستمر سنوات وكما أننا قد نظن أنها بعيدة عن هنا فقد تكون قريبة منا هنا ،لا تيأسوا فحتى لو لم نجدها بعد عناء البحث فثقوا أن الله سيجعلنا نعثر عليها بطريق الصدفة مثل رجل ترميه العواصف لمكانها فيأتى ويخبرنا بها أو رجل يتوه فى الصحراء فيجدها أثناء التيه فيصنع علامات على الطريق فيصل إلينا فيخبرنا 000كل هذا من الجائز حدوثه فى أى وقت وفى أحد الدروس عن صلاة الجمعة قديما قال عبد الله :
اختلف القوم فى وقتها ففريق قال وقت عدم وجود فىء أى ظل فعند أبى داود فى سننه (حديث 1084)وابن ماجة (حديث 1100)"عن سلمة بن الأكوع قال كنا نصلى مع رسول الله الجمعة وليس للحيطان فىء "وفريق أخر قال عند مسلم فى كتاب الجمعة فى صحيحه وعن نفس طريق نفس الصحابى "كنا نجمع مع رسول الله إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفىء"(31-(860)وهذا يعنى وجود فىء وعند الشافعى (صفحة 61)عن المطلب بن حنطب أن النبى كان يصلى الجمعة إذا فاء الفىء قدر ذراع أو نحوه "وعنده "عن يوسف بن ماهك قال قدم معاذ بن جبل على أهل مكة وهم يصلون الجمعة والفىء فى الحجر فقال فلا تصلوا حتى تفىء الكعبة من وجهها (صفحة 61)وعند ابن ماجة "عن عمار بن سعد مؤذن النبى أنه كان يؤذن يوم الجمعة على عهد رسول الله إذا كان الفىء مثل الشراك "(حديث 1101 )وهناك حديث أخر مؤيد للفريق الأول وهو عن نفس الصحابى سلمة بن الأكوع فى كتاب الجمعة فى صحيح مسلم "كنا نصلى مع رسول الله الجمعة فنرجع وما نجد للحيطان فيأ يستظل به "(32(00)وهذان الفريقان جعلا وقت الصلاة مرتبط بالفىء وهناك فرق أخرى جعلته مرتبط بزوال الشمس فالفريق الأول قال بعد ميل الشمس وهو تخطيها خط الزوال وهو قولهم عند أبى داود(حديث 1084)"سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله يصلى الجمعة إذا مالت الشمس "والفريق الثانى وقت الزوال نفسه وهى فى منتصف خط الزوال وهو قولهم فى كتاب الجمعة فى صحيح مسلم "عن جابر بن عبد الله قال كنا نصلى مع رسول الله ثم نرجع فنريح نواضحنا قال حسن فقلت لجعفر فى أى ساعة تلك قال زوال الشمس وفى رواية (29(000)"كان يصلى ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس "وفريق ثالث يقول زالت أم لم تزل يعنى جواز صلاتها قبل الزوال وبعده وقد ورد هذا فى مسند زيد(صفحة 126)عن على أنه كان يصلى الجمعة والناس فريقان فريق يقول قد زالت الشمس وفريق يقول لم تزل وكان هو رضى الله عنه أعلم "والفىء والزوال وعدم الزوال كلها أمور غير متفقة مع بعضها ومن ثم فهى إضلال لنا عن الحق وهو كون صلاة الجمعة تصلى بعد مرور حوالى ثلاث ساعات من شروق الشمس فى البلاد المتوسطة الوقت التى يكون فيها النهار ما بين 12 و16 ساعة وأما البلاد المتطرفة الوقت فتصلى بعد الصحو المعتاد عندهم من النوم بثلاث ساعات والبلاد المتطرفة الوقت هى التى يكون فيها النهار أقل من 12 ساعة أى أقل من نصف اليوم بكثير أو بقليل فسألته وهل للجمعة خطب فى الإسلام ؟قال الله أعلم والظاهر والله أعلم أن لها خطبة لأن الإجتماع ومنه جاء اسم اليوم يعنى وجود شىء يجتمعون لسماعه أو قوله ولكن لا أقول لكم أن هذا يقينى لعدم وجود دليل فى القرآن عليه فقلت وقوله "وتركوك قائما "أليس دليلا ؟فقال لا فالقيام هنا يعنى الصلاة فهى تعنى وتركوك مصليا أى ذاكرا لله فقال عثمان التاجى هلا حدثتنا عن بقية أوقات الصلاة فرد عبد الله قائلا أما صلاة الصبح ففيها أقوال صلاتها فى الغلس وهو الظلام وهذا ورد فى حديث أبى هريرة عند مالك "وصل الصبح بغلس "(الموطأ حديث 1)وفى حديث جابر عند أبى داود (حديث 397)والبخارى (ص 107)ومسلم فى كتاب المساجد (233-(646)"سألنا جابرا عن وقت صلاة النبى فقال كان يصلى الظهر بالهاجرة والعصر والشمس حية والمغرب إذا غربت الشمس والعشاء إذا كثر الناس عجل وإن قلوا أخروا الصبح بغلس "وفى حديث أبى برزة الأسلمى عند أبو داود(حديث 398 )ومسلم فى كتاب المساجد(حديث 235-(647)"وكان يصلى الصبح وما يعرف أحدنا جليسه الذى كان يعرفه "فعدم معرفة الجليس تعنى صلاتهم فى الظلام الدامس وعند أبى داود(حديث 423)والبخارى (ص109)" عن عائشة أنها قالت إن كان رسول الله ليصلى الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس "والقول الثانى صلاتها فى الصباح أى السفور وهو طلوع نور الشمس وهذا قولهم عند أبى داود (ح424)وابن ماجه(ح 672)"أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم "وعند الشافعى (ص 26و27)فى حديث ابن عباس عن إمامة جبريل (ص)للنبى (ص)عند البيت مرتين "ثم صلى الصبح حين أسفر "وعند البخارى (ص 104)فى حديث أبى برزة وهو معارض لحديثه فى القول الأول "كان النبى يصلى الصبح وأحدنا يعرف جليسه والقول الثالث أن وقت الفجر قبل طلوع الشمس فقط وهو قولهم عند أبى داود(ح412 )وابن ماجه(ح 700و 699)"ومن أدرك من الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك "وهذا يعنى أنه وقت الظلام وبعض الضوء ولكنه ليس نور الشمس وهو قولهم عند أبى داود(ح 396)أيضا "ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس "والقول الرابع وهو من طلوع الفجر لإسفار الفجر وهو حديث موجود فى مسند زيد (ص 87و88)"نزل جبريل على النبى حين زالت الشمس فأمره أن يصلى الظهر 000ثم نزل حين طلع الفجر فأمره أن يصلى الفجر 000ثم نزل عليه حين أسفر الفجر فأمره أن يصلى الفجر ثم قال يا رسول الله ما بين هذين الوقتين وقت "سألته وكله متناقض فما قولهم فى الظهر ؟فأجاب ربما كان الظهر أقلهم تناقضا فهى تصلى عند فريق عند زوال الشمس فعند أبى داود (ح398)فى حديث أبى برزة "كان رسول الله يصلى الظهر إذا زالت الشمس "وهو منتصف النهار كما فى حديث أبى داود(ح395) أن سائلا سأل النبى فلم يرد عليه 000فأقام الظهر حين زالت الشمس حتى قال القائل انتصف النهار"وتصلى عند فريق أخر بالظل إذا كان ظل كل شىء مثله ففى حديث أبى هريرة عند مالك(ح1 )صل الظهر إذا كان ظلك مثلك "وعند الشافعى (ص26و27)فى حديث ابن عباس "ثم صلى المرة الأخرى الظهر حين كان كل شىء قدر ظله "والفريق الثالث قال من بداية كون الظل كالشراك أن يكون ظل كل شىء مثله وهو قولهم فى نفس الحديث السابق "فصلى الظهر حين كان الفىء مثل الشراك 000ثم صلى المرة الأخرى الظهر حين كان كل شىء قدر ظله "(الشافعى (ص 27)فسأل سائل وما وقت العصر ؟فقال هناك أوقات عدة أولها وثانيها محدد بالظل وأولها هو أن يكون ظل الإنسان مثليه وهو قول أبو هريرة فى الموطأ(ح 1)"والعصر إذا كان ظلك مثليك "ومن الغريب أن ظاهرة المثلين تكون فى الصباح المبكر أيضا وثانيها أن يكون ظل الإنسان مثله وهو قولهم عند الشافعى (ص 27)فى حديث ابن عباس "ثم صلى العصر حين كان كل شىء بقدر ظله "وثالثها بالظل وهو من ظل مثل الإنسان وهو قامته إلى قامتين وهو حديث مسند زيد(ص 87و88)نزل جبريل على النبى 000ثم نزل حين كان الفىء على قامتين من الزوال فأمره أن يصلى العصر 000ثم قال يا رسول الله ما بين هذين الوقتين وقت "وأما رابع الأقوال فهو عند إصفرار الشمس فعند أبى داود (ح 395)فى حديث "أن سائلا سأل النبى 000وصلى العصر وقد اصفرت الشمس "وخامسها قبل إصفرار الشمس فعند أبى داود(ح396) ووقت العصر ما لم تصفر الشمس "فقلت وقطعا الظل شىء مختلف عن الإصفرار فى التحديد فقال نعم فقلت وهل فى المغرب اختلاف أيضا ؟فقال قولهم الأول هو عند غروب أى غياب الشمس فعند ابن ماجة (ح 667)"جاء رجل إلى النبى فسأله عن وقت الصلاة 000فأقام المغرب حين غابت الشمس "وعند أبى داود(ح 397)"والمغرب إذا غربت الشمس "وهو حديث جابر وقولهم الثانى عند وقوع الشفق فعند مسلم فى كتاب المساجد (172(00)ووقت المغرب ما لم يسقط نور الشفق "فقلت والعشاء فقال مرة لثلث الليل "والعشاء ما بينك وبين ثلث الليل "وهو حديث أبو هريرة عند مالك(ح 1)ومرة عند سقوط القمر لثالثة فعند أبى داود(419) "عن النعمان بن بشير قال أنا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة صلاة العشاء الأخرة كان رسول الله يصليها لسقوط القمر لثالثة "ومن ثم فلا عشاء أخرة فى الليالى التى يختفى فيها القمر ومرة إلى نصف الليل فعند مسلم فى كتاب المساجد(172(00)ثم قال راجعوا كتب القوم فربما أخطأت مرة أو اثنين فى الإستشهاد على الآراء فقال أحد الشباب وهل يخطىء مثلك ؟فقال ولما لا ؟إننى بشر وقد قيل وما سمى الإنسان إلا لأنه ينسى .
وفى أحد الدروس قال عبد الله فى الصلاة فى القرآن :إن الصلاة فى القرآن هى أقوال فقط بدليل أن الله طالب المسلمين ألا يشربوا الخمر قبل الصلاة حتى يعرفوا ما يقولون فى قوله بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون "وبدليل أن الله طالب نبيه(ص)ألا يجهر أو يخافت فى الصلاة وهذا يعنى أنها كلام لأن الجهر والمخافتة هى فى الكلام فقال بسورة الإسراء "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا "والكلام المطلوب فى الصلاة هو ذكر الله وهو قراءة القرآن وتفسيره الإلهى بدليل قوله فى صلاة الجمعة بسورة الجمعة "إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "وبدليل أن المساجد وهى بيوت الله أقيمت لذكر اسم الله وهو قراءة القرآن وتفسيره الإلهى فى قوله تعالى بسورة النور "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"أى وحيه وقوله فى سورة الحج "ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا "فقلت له وهل يوجد فى الأحاديث المزعومة ما يدل على هذا فقال نعم هناك عشرات الأحاديث نكتفى منها بما ورد فى مسلم مثل "عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله لا صلاة لمن لم يقترىء بأم القرآن "(ج1 –كتاب الصلاة 35-(00) و "عن أبى هريرة أن رسول الله قال صلاة إلا بقراءة "(كتاب الصلاة 42- (396)و"عن عطاء قال قال أبو هريرة فى كل الصلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم وما أخفى منا أخفينا منكم فقال له رجل إن لم أزد على أم القرآن فقال إن زدت عليها فهو خير وإن انتهيت إليها أجزأت عنك"و"عن عمران بن حصين قال صلى بنا رسول الله صلاة الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ خلفى بسبح اسم ربك الأعلى فقال رجل أنا ولم أرد بها إلا الخير قال قد علمت أن بعضكم خالجنيها "(كتاب الصلاة 47-(398)و"عن بنت لحارثة بن النعمان قالت ما حفظت ق إلا من فى رسول الله يخطب بها كل جمعة قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله واحدا "(كتاب الجمعة 51-(873) و"عن ابن عباس أن النبى كان يقرأ فى صلاة الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان حين من الدهر وأن النبى كان يقرأ فى صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين "(كتاب الجمعة 64-(879)و"عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثى ما كان يقرأ به رسول الله فى الأضحى والفطر فقال كان يقرأ فيهما بق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق القمر "(كتاب الجمعة 14-891) و"عن عائشة قالت لما دخل رسول الله بيتى قال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه "(كتاب الصلاة 94_(00)و"عن ابن عباس فى قوله عز وجل ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله متوار بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله تعالى لنبيه ولا تجهر بصلاتك فيسمع المشركون قراءتك ولا تخافت بها عن أصحابك أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر وابتغ بين ذلك سبيلا يقول بين الجهر والمخافتة "145-(446)و"عن ابن عباس قال ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم 00 فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلى بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء "كتاب الصلاة (149- (449)و"عن ابى برزة أن رسول الله كان يقرأ فى صلاة الغداة من الستين إلى المائة "(كتاب الصلاة 172- (461)و"عن جابر 00فقال له النبى أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فاقرأ بالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى واقرأ باسم ربك والليل إذا يغشى "(كتاب الصلاة 179(00)كل هذه الأحاديث وغيرها لا يوجد فيها فى الصلاة أيا كان نوعها سوى قراءة القرآن فقط فقال على السحالى وأين القيام والركوع والسجود وغيرهما ؟فقال عبد الله هناك أحاديث توجد بها كل حركات الصلاة المعروفة وهناك أحاديث ليس فيها ذكر للركوع كما فى كتاب الصلاة عند مسلم "سمعت أنس بن مالك يقول سقط النبى عن فرس فجحش شقه الأيمن فدخلنا عليه نعوده فحضرت الصلاة فصلى بنا قاعدا فصلينا وراءه قعودا فلما قضى الصلاة قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبروا فكبروا وإذا سجدوا فاسجدوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون "(77- (411)وفى أحاديث أخرى لا ذكر للسجود مثل قوله فى نفس الكتاب "عن عائشة قالت اشتكى رسول الله فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه فصلى رسول الله جالسا فصلوا لصلاته قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا "(82-(412)و"سمعت أبا هريرة يقول عن رسول الله أنه قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون "(89-(417) وهم حوالى 13 حديث فى باب ائتمام المأموم بالإمام وباب النهى عن مبادرة الإمام بالتكبير وغيره وأيضا فى باب جواز حمل الصبيان فى الصلاة لا يوجد ركوع "عن أبى قتادة أن رسول الله كان يصلى وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ولأبى العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها "41-(543 ) وفى باب جواز النافلة قائما وقاعدا لا يوجد سجود فى عدد من الروايات منها "سألنا عائشة عن صلاة رسول الله فقالت كان رسول الله يكثر الصلاة قائما وقاعدا فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما وإذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعدا "(كتاب صلاة المسافرين 109(00) وفى حديث للترمذى يوجد سجود واحد فقط (كتاب أبواب الصلاة من السنن حديث301 "عن رفاعة بن رافع أن رسول الله بينما هو جالس فى المسجد يوما 000فيقول النبى 000ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم 00"
مرت شهور أخرى ونحن نحارب من يحاربنا وبعد أن كنا نكتفى بالدفاع عن البلاد التى أنشأناها بسواعدنا أصبحنا نهاجم من يهاجمنا فى عقر داره أحيانا بفرق من جيشنا وأحيانا ببعث أفراد لإغتيال قادة العدو الذين يحرضون على العدوان علينا وأحيانا يبعث أفراد يوقعون بين رجال العدو الكبار بالإشاعات التى تهدف لتحاربهم معا ومن ثم إنصرافهم عن حربنا وفى تلك الأثناء كانت فرق المسافرين تعود وكلها لم تجد الكعبة حتى عادت الفرقة 97بالخبر السعيد لقد وجدوها لقد وجدوها فى000وقد قصوا علينا أن الناس المقيمين حول تلك المنطقة المتسعة خوفوهم من عبورهم إياها وقالوا لهم إن الداخل لها مفقود والخارج- ولا خارج منها - مولود وقصوا عليهم أن الآباء والأجداد قالوا أن فى تلك المنطقة رمال متحركة تبتلع من يسير عليها وأنها مليئة بالحيونات المفترسة من ذئاب وثعالب وثعابين بعضها بالغ الطول وبعضها بالغ القصر كما أنها ليس بها ماء للشرب ولا توجد فيها طرق معروفة لأحد من البشر ومن ثم من يدخلها يموت عطشا أو جوعا أو يتوه فيها حتى ينفذ ما معه من طعام وشراب فيموت وإما تفترسه أو تلدغه الحيوانات فيموت وإما تبلعه الرمال المتحركة وحكى الناس لهم حكايات مخيفة ومرعبة اختلقها قطعا من أرادوا منع الباحثين عن الكعبة من الوصول لها وقد اتفق الفريق المسافر على خداع الناس وذلك بجعلهم يعتقدون أنهم لن يدخلوا تلك المنطقة المخيفة ثم بعد هذا اشتروا عددا كبيرا من الجمال وعددا كبيرا من الشباك ذات الخيوط القوية الثخينة السمينة وربطوا شبكة بين كل جملين ربطا متينا ووضعوا عليها جرار الماء وأوعية الطعام وأجولة التمر والخيام والملابس التى تكفيهم ثلاثة شهور أو أكثر كما حملوا معهم أحجارا ملونة كبيرة كانوا يضعون الواحد منها فى نهاية مرمى بصرهم ساعة تحركهم من مكانهم الذي ينزلون فيه وذلك حتى يستدلوا بها فى رحلة العودة وقد قسموا أنفسهم لعدة جماعات بحيث تبدأ كل جماعة طريق سيرها من مكان مختلف والحمد لله فقد التقت الجماعات معا عند الكعبة التى وجدوها يحيط يها جبل الطور وعليه أشجار الزيتون وقد وجدوا فى طرقهم مدنا وقرى خربة على مسافات متقاربة منها القريب من مكة الحقيقية كبلدة لوط(ص)وهذا يعنى أن الطريق كان مسلوكا معروفا ولكنه أهمل إهمالا متعمدا بحيث غطت الرمال معظم تلك القرى وكانت الكعبة على شكل مستدير نوع ما لها حد خارجى هو عرفات وفى داخلها المذبح الحرام وبئرى الصفا والمروة وفى نقطة الوسط مركز الكون قبلة الصلاة التى وجدوا داخلها الكتاب المسطور الذى نسخوا منه نسخة أحضروها معهم وكانت الفرحة الكبرى عودة الإسلام الحقيقى للناس بعد غياب.