الخسائر البشرية والآلية التي تكبدها الجيش الاسرائيلي فى لبنان

عمرو الباز في الأربعاء ١١ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

كشف تقرير ديبلوماسي اميركي عن الخسائر البشرية والآلية التي تكبدها الجيش الاسرائيلي
خلال الموجهات مع حزب الله فى لبنان .
وأشارت أرقام التقرير إن الصهاينة خسروا منذ 12 تموز الى 7 آب 343 جندياً قتيلاً و617 ‏جريحاً من مختلف الالوية المدرعة والمشاة والميكانيكية في خطوط الحرب او في الخطوط الخلفية حيث ‏تساقطت الصواريخ على مواقع عسكرية متعددة بدءاً من مستوطنات الشمال حتى وسط فلسطين ‏المحتلة (حيفا،العفولة،الخضيرة الى طبريا وعكا).‏
ويقول التقرير الذي يتداول به الديبلوماسيون في لبنان ان عدد دبابات «الميركافا» المحترقة ‏في لبنان وفي المواقع العسكرية المستهدفة بلغ 118 دبابة محترقة 46 معطوبة ومصابة اصابات ‏بالغة تطلّب عملا كبيرا لاعادة تأهيلها. فيما جرى احراق 96 ناقلة جند وسيارة جيب ‏وجرافات عسكرية.‏
وكشف التقرير ان القوات الاسرائيلية على جبهة القتال استنفذت نسبة 90% من ذخائرها ‏ما اضطر قيادة الاركان في الجيش الاسرائيلي لفتح مخازنها المقفلة منذ عشرات السنين لاستعمال ‏الذخائر من صواريخ وقنابل وقطع مدفعية واستقدام دبابات وناقلات جند اضافية مع الاشارة ‏الى ان العدد الحقيقي للجنود المشاركين في الحرب مع لبنان بين المشاركين والمنتشرين والمتجمعين ‏في منطقة الشمال يقدر بـ40 الف جندي من مختلف الألوية والقطاعات بينهم خمسة عشر الفاً من ‏جنود الاحتياط.‏
ويكشف التقرير انه بعد الاسبوع الأول للعمليات الجوية والبرية الاسرائيلية واثر معارك ‏مارون الراس وبنت جبيل زودت الولايات المتحدة الاميركية اسرائيل ليس فقط بالقنابل ‏الذكية بل بقنابل صامتة استخدمت وجرى قصفها في الضاحية الجنوبية. كما شارك طيارون ‏اميركيون في عمليات قيادة الـ أف 16 والإغارة على الضاحية الجنوبية ومختلف الاراضي ‏اللبنانية. ويؤكد التقرير ان خبراء وجنود أميركيين من رتب مختلفة شاركوا في بعض عمليات ‏القتال وقد قتل بعضهم على تخوم بنت جبيل وعيترون وان جثثهم نقلت الى الولايات المتحدة ‏وقد أُخطر اهلهم انهم قتلوا في العراق وفي الحقيقة انهم قتلوا في جنوب لبنان، مما اضطر ‏القيادة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط لسحب «المارينز» وابقاء على بعض الخبراء في مناطق ‏آمنة ليست قريبة من خطوط المواجهة المباشرة مع رجال حزب الله في الجنوب اللبناني.‏
ويقول التقرير الديبلوماسي يمكن ان نعتبر من اليوم والتقرير تاريخ 9/8/2006 ان الجيش ‏الاسرائيلي التحق بالجيوش التي سقطت هيبتها ولم يعد يشكل القوة الرادعة التي يمكن ‏ان تتكئ عليها الولايات المتحدة في المنطقة العربية. ذلك انه يدخل الى مهلة الشهر ولم ‏يستطع ان يحقق انجازات عسكرية او سياسية لحكومته واولها انه لم يستطع ايقاف الصواريخ عن ‏شمال اسرائيل ووسطها. بل ان القيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية أخذت على محمل ‏الصدق والجد تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من معادلة بيروت مقابل تل ‏أبيب. لذلك نصحت القيادة العسكرية الاسرائيلية حكومتها ان لا تجرّب حزب الله في تل ابيب ‏والا سوف ينهار «المجتمع اليهودي» وتحصل كارثة استراتيجية سياسية لان القضاء على حزب الله ‏بات امراً صعب المنال.‏
ويقول التقرير ان حزب الله أثبت انه يملك عقيدة قتالية وان العمليات الجوية والبرية ‏والمواجهات لم تحقق الانفصام بينه وبين الطائفة الشيعية في لبنان، بل منذ الضربة ‏الاسرائيلية الاولى اصطف الشيعة بنسبة 93% وراء قيادة السيد حسن نصرالله في حالة لم يشهدها ‏التاريخ من تجمهر طائفة حول قيادة حزب يجري قصفه وضربه بشكل هائل من قبل دولة قوية ‏مثل اسرائيل. لذلك يجب اعادة درس كل هذه المعطيات والحسابات بما يمكن ان يفتح العلاقات ‏الاميركية الشيعية في لبنان ويصحح صورة القيادة السياسية الاميركية لدى الشيعة في لبنان، ‏هذا اذا ارادت الادارة الاميركية ان يكون لها الدور البارز في علاقتها مع لبنان.‏
ويكشف التقرير ان تداعيات الحرب سوف تؤدي الى سقوط حكومة اولمرت ويمكن للادارة الاميركية ‏ان تتعاطى مع اصدقائها في «الليكود» و«العمل» لأن اولمرت بعد هذه الخسارة السياسية ‏والعسكرية في لبنان لن يستطيع تحمل الحملة السياسية التي سوف تتصاعد ضده في تل أبيب لذلك ‏الأفضل للإدارة الاميركية مراعاة البنود السبعة التي طرحها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد ‏السنيورة للحفاظ على حكومته التي يتمثل فيها حزب الله بوزيرين، لا سيما ان حزب الله فاجأ ‏المجتمع الدولي بقبوله بالنقاط السبع، مما أحرج هذا المجتمع وقبله الحكومة اللبنانية التي ‏راهن بعض أعضائها أصدقاء الخارجية الاميركية على ان حزب الله سيرفض البنود السبعة وقدموا ‏تقديرات خاطئة للادارة الاميركية عبر كونداليزا رايس وزيرة الخارجية،الا ان حزب ‏الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري كانا أكثر حنكة بقبولها بنقاط خطة السنيورة التي سيأخذ ‏مجلس الأمن ببعض نقاطها أو بمجملها.‏
خلص التقرير الاميركي ووفقا لمصادر دبلوماسية موثوقة انه يمكن القول ان حكومة اولمرت ‏خسرت هذه الحرب وانتصر لبنان عبر حزب الله ويجب التعاطي مع هذا الواقع المستجد بموضوعية ‏.
اجمالي القراءات 38022